فلسطين المحتلة.

مراقب: Hatem

شارك بالموضوع
Hatem
مشاركات: 520
اشترك: سبتمبر 10th, 2002, 8:50 pm

أكتوبر 2nd, 2002, 5:19 am

<center><u><font size=+3>فلسطين المحتلة</font></u></center>
احتشد جمع من الناس، خارج دار زوجين شابَّين في الناصرة، إحدى قرى الجليل. لقد حان موعد ميلاد أوَّل طفلٍ لهما، وكان أصدقاؤهما ينتظرون النبأ بفارغ الصبر. وحضر نفر من الموسيقيين المحليين إلى المكان، وجعلوا يُدوزنون آلاتهم. تُرى هل سيستعملون تلك الآلات؟ إنْ كان المولود صبيَّاً، فسوف يُشنِّفون آذان الحاضرين بغناءٍ مُبهجٍ، وسيكون ثمَّةَ رقصٌ وفرحٌ عارم. وتاقت كلُّ اُمرأة أنْ يكون أوَّل مولودٍ لها صبيّاً. وأخيراً، أطلَّت القابلة من الباب، بوجهٍ يطفح بشراً وألقاً وهتفت: «لقد وضعت الأمُّ صبيّاً!» فتعالت الأصوات والهتافات الحادَّة من أفواه المجتمعين، وعزف العازفون ألحانهم المُبهجة بحماسة مُنقطعة النظير. لقد حلَّت الفرحة في بيت هذه الأسرة اليوم، وشاركتهم القرية كلُّها غبطتهم.

هكذا كان يجب أن يكون مولد سيدنا عيسى المسيح (سلامه علينا)، ولكن فات أُمَّه العذراء مريم (عليها السلام) هذا الاحتفال المُبهج، لأنَّ الأحوال السياسية في فلسطين المحتلَّة أجبرتها على أن تكون بلا مأوى أثناء وضعها لابنها البكر. لقد كانت بعيدةً عن البيت والأسرة، بلا سقفٍ مُناسب يعلو فوق رأسها، أو نساء الأسرة يُحطن بها ليُساعدنها أثناء مولد طفلها المُميَّز، ولربَّما تاقت الفتاة القروية إلى اُحتفالات الناصرة التقليدية، غير أنَّ الله الكريم يعرف توقَ كلِّ فؤادٍ، ويكشف لنا من خلال أحداث قصَّة مولد سيدنا عيسى المسيح (سلامه علينا)، كيف يهتمُّ بكلِّ واحدٍ منَّا اُهتماماً كبيراً، وكيف يُؤثِّر في تفاصيل حياتنا الدقيقة. وبينما كان الله جلَّت قدرته يصوغ أجلَّ لحظة في تاريخ العالم، تذكَّر أمَتَه، الفتاة المُرتبكة الخجولة، فاُتَّصل بها، مُحقِّقاً أشواق قلبها الطيِّب، وأرسل من لدنه مُعلنَ ميلادٍ تُرافقه جوقة موسيقية، ليحتفل بمولد حبيبه. جاء الرعاة مندهشين ليُخبروا مريم عليها السلام وحضرة يوسف، بقصَّة الملائكة العجيبة الذين ملأوا أجواء السماء في تلك الليلة الرائعة، وهم يُنشدون ويهتفون بمجد الله، مُعلنين مولد هذا الابن البكر المُميَّز. لقد بعث الله القدير حامِلَ بُشرى ميلاده ليُعلن للعالم كلِّه «أنباء فرح عظيم يكون لجميع الشعوب لأنَّ صبيّاً قد وُلِد».

ترعرع سيِّدنا عيسى المسيح (سلامه علينا) كطفلٍ في فلسطين المُحتلَّة الجاثمة تحت نير الاستعمار الغربيِّ. وكان «السلام» الروماني يسود العالم المعروف آنذاك، ولكنَّه كان سلاماً فرضته القوَّة والاضطهاد فوق أرض فلسطين. فاُلتهم الفقر المُدقع وكثرة السكان موارد الأرض من طعام وشراب، فأتلفها الجوع، وأنهكتها الحاجة. وكان الناس يعيشون في فترة سياسية صعبة، بلا كثير أملٍ لمستقبل أفضل. وكان الله صامتاً! لم يبعث نبيّاً واحداً لمُدَّة أربعمائة سنة. تُرى هل يُعير الله اُهتماماً للظلم الضارب أطنابه في الأرض وللكآبة المُتجذّرة في أفئدة الناس؟ لقد طفحت قلوب الرجال بالألم والغضب! هل كان لله حلٌّ لمُعضلة الإنسان؟ لمثل هذا العالم المُتعب، بعث الله الملائكة برسالة رجاء وسلام وفرح رائعة. اُنفتحت أبواب السماء على مصراعيها، ودوَّت رسالة الله واضحةً جليَّةً: «ها أنا أُبشِّركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. أنَّه وُلِد لكم اليوم مخلِّص هو عيسى المسيح الربُّ». فماذا عنت هذه الرسالة يا تُرى؟ مَنْ هو هذا الطفل المُميَّز، الفريد بين الأنبياء، الذي سيولد من فتاة عذراء لم يمسها رجل؟ ما معنى هذا الميلاد العذراوي؟ كيف يجيء بفرح عظيم لنا؟ ولماذا فرِح النبيُّ إبراهيم (عليه السلام) برؤيته من بعيد؟!
ولد سيدنا عيسى المسيح (سلامه علينا) في أُسرة يهودية تقيَّة. وكانت أُمُّه تتحدَّث باللغة الآرامية، لغة جدِّه إبراهيم. والآرامية أُخت العربية، وما تزال محكيَّة في أرض إبراهيم: العراق، وشمال سورية وبلدان أخرى كثيرة. وتعلَّم سيدنا عيسى المسيح اللغة العبرية، لغة الكتب المُقدَّسة أيضاً، وتكلَّم بلغة الاستعمار «العالمية»: اليونانية. ومارس النجارة، مهنة أُسرته، مع أنّه وريث وعود الله للنبي داود (عليه السلام). غير أنَّه علَّم أنَّ مملكته ليست جزءاً من هذا العالم، ومنع اليهود من المُناداة به ملكاً مُبجَّلاً لهم. ونفَّر رؤساء الدين ومن لفَّ لفَّهم بإصراره على أنَّ رسالته كانت رسالة عالمية النزعة، غير مُقتصَرَة على يهود زمانه. وشدَّد على أنَّ له مع الله علاقة مُميَّزة، وأنَّه قد مُنِح سلطاناً فريداً.
أين مملكته؟ وما علاقته بالله؟ وما معنى آياته ومعجزاته الخارقة؟ وما تأثير رسالته علينا اليوم؟ هذه بعض الأسئلة التي قُدِّم لها الجواب الكافي في قصَّة حياة سيدنا عيسى المسيح (سلامه علينا) التي أعلنها الله جلَّت قدرته لحضرة البشير لوقا (رضي الله عنه).

<center>
====================
</center>
<FORM METHOD=POST ACTION="http://www.ushaaqallah.com/ubbthreads// ... hp"><INPUT TYPE=HIDDEN NAME="pollname" VALUE="1033535949Hatem">
<p>قيم هذا الموضوع:
<input type="radio" name="option" value="1" />ممتاز.
<input type="radio" name="option" value="2" />جيد جداً
<input type="radio" name="option" value="3" />جيد.
<input type="radio" name="option" value="4" />مقبول.
<input type="radio" name="option" value="5" />غير مفيد.
<INPUT TYPE=Submit NAME=Submit VALUE="أرسل رأيك" class="buttons"></form>

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر