من عظماء المسلمين (أبوبكر الصديق)

مراقب: Hatem

شارك بالموضوع
Hatem
مشاركات: 520
اشترك: سبتمبر 10th, 2002, 8:50 pm

مايو 16th, 2003, 9:25 pm

<u><center><font size=+2>من عظماء المسلمين
</font></u></center>

<u><center><font size=+3>أبو بكر الصديق
</font></center></u>

عبد الله، ولقبه عتيق، وقد اختلفت الروايات في أصل هذا اللقب: أول الخلفاء الراشدين. ولم تذكر الروايات السبب الذي من أجله كني بأبي بكر وهي الكنية التي حرفها أعداؤه سخرية به إلى أبي فصيل. وأبوه عثمان ويعرف أيضاً بأبي قحافة، وأمه أم الخير سلمى بنت صخر، وهما من أسرة مكية هي أسرة كعب بن سعد بن تميم بن مرة. وتقول الرواية الشائعة إن أبا بكر كان يصغر النبي بثلاث سنوات. وكان يعيش في مكة عيشة التجار الموسرين، وتقول رواية غير موثوق بها البتة (ابن حجر: الإصابة، جـ2، ص 828) إنه كان صديق النبي قبل البعثة. وكان أول من أجابوا دعوته، ولكن ما يؤكده البعض من أنه كان أول من أسلم من الرجال أمر مشكوك فيه. وسرعان ما أصبحت له مكانة هامة في الجماعة الإسلامية الفتية، وذلك بفضل صداقته الوثيقة للنبي وبفضل حالته الحميدة التي جعلت منه شخصية من أهم الشخصيات في صدر الإسلام. وكان من أخص صفاته ذلك الإيمان القوي الذي لا يتزعزع بأن محمداً هو الرسول الذي اختاره الله لإبلاغ رسالته، وهذا الإيمان جعله يأخذ كل كلمة من كلمات الرسول على أنها حقيقة مطلقة. وظل أبو بكر ثابت الإيمان حتى في الأحوال الكثيرة التي كان الناس فيها يشكون في أقوال النبي، كما في حديثه عن الإسراء، أو عندما حار الناس في تعليل مسلك النبي كما في صلح الحديبية. وكان أبو بكر فياض الشعور، فقد كان يبكي عندما يتلو القرآن الأمر الذي كان يؤثر في الكثيرين وخاصة في النساء. وروت ابنته أنه بكى من الفرح عندما بلغه أنه سيصحب النبي في هجرته. وكان إلى جانب ذلك سليم الطوية مخلصاً، استطاع في كثير من الأوقات بفضل سداد رأيه أن يحول بين النبي وبين الاندفاع في الأمور. وكان مقتنعاً بكل ما دعا إليه النبي من التعاليم الخلقية، وآية ذلك أنه افتدى كثيراً من الأرقاء، إلى غير ذلك من الأعمال. وإذا كان قد تفوه أبو بكر حقيقة – بعد مسلك الزبير اليهودي الذي يثير الشعور – بتلك الكلمات التي تمجها أسماعنا، والتي تضعها الروايات على لسانه فتجعله يقول عنا بأنه سيرى أصدقاءه ثانية في الجحيم، فإننا نفسر هذا بتشعبه بالآراء الدينية التي تلقاها عن صديقه النبي. ولم يكن أبو بكر يستعظم أي تضحية في سبيل العقيدة الجديدة، لذلك فإنه لم يحمل معه إلى المدينة من ثروته الكبيرة التي تقدر بأربعين ألف درهم سوى مبلغ ضئيل هو خمسة آلاف درهم. وقد ظل مخلصاً لسيده وصديقه، وكان من صحبته القلائل الذين لم يفروا إلى الحبشة في أخطر المواقف. ويقال إنه لم يفقد شجاعته إلا مرة واحدة وذلك عندما طرد بنو هاشم من المجتمع المكي، فقد غادر مكة ولكن سرعان ما عاد إليها تحت حماية أحد أصحاب النفوذ من أهلها، وقد بقي فيها مع تخلي ذلك الشخص عن حمايته. ووصل أبو بكر إلى الذروة عندما اختاره النبي ليصحبه في هجرته من مكة، وكوفىء على تلك الصداقة التي ضحى فيها بنفسه بأن خلد اسمه في القرآن فأشار إليه بأنه "ثاني اثنين". وصحبته أسرته في هجرته إلى المدينة ما عدا ولده عبد الرحمن، والغريب في شأنه أنه ظل وثنياً وحارب المؤمنين في وقعة بدر ثم انتهى به الأمر إلى الإسلام وهاجر إلى المدينة. وابتنى أبو بكر – الذي ظل يبذل في سبيل العقيدة الجديدة ما تبقى له من مال – بيتاً صغيراً في ضاحية السنح.
ولقد زادت صداقة الرجلين قوة عندما تزوج النبي بعد الهجرة بقليل من ابنته عائشة التي كان يحبها كثيراً، ومن المحتمل أن هذه الصداقة ما كانت لتفصمها تلك الفضيحة التي أثارتها هذه المرأة الصغيرة الطائشة حتى ولو لم يختمها القرآن بهذه الخاتمة الموفقة(1).
وكان أبو بكر لا يفارق النبي إلا لماماً، صحبه في كل غزواته ولم يتركه حتى في أشد المواقف الحربية حروجة مع أنه كان قليل النزوع إلى الحرب. ولم يكن يكلف قيادة الجند إلا نادراً أوفى الظروف الاضطرارية، مثال ذلك بأنه قاد لواءً في غزوة تبوك. وقد بعثه النبي عام 9هـ (631م) إلى مكة أميراً على الحج، ويحتمل أن يكون هو – وليس علياً كما تقول الروايات – الذي أبلغ المشركين في هذا الحج براءة الرسول مما كان بينه وبينهم من عهد. ولما مرض الرسول قام مقامه أبو بكر في الصلاة بالمسلمين، وكان هذا التمييز مدعاة لأن يطلب عمر وأصحابه بعد وفاة النبي في 8 يونيه عام 632م مبايعة أبي بكر بزعامة المسلمين دفعاً لما قد يقع بينهم من خلاف. ومهما يكن من شيء فقد صادف هذا الاختيار أهله. ولم يأت أبو بكر بآراء أو مبادىء جديدة، بل تمسك كل التمسك بآراء النبي، وحافظ على كل ما أمر به صديقه أو أشار إليه. بهذا استطاع أن يؤلف بين الصحابة رغم النفور الذي كان بينهم، وأن يستخدمهم لصالح الجماعة الإسلامية. وأصبح بعدم ابتكاره هذا وبما كان له من خلق جمع بين البساطة والحزم، صورة من محمد، فقاد الجماعة الإسلامية الفتية في أحرج الأوقات التي مرت بها. وترك هذه الجماعة عند وفاته في مركز وطيد مكنها من احتمال سلطان عمر، ذلك الرجل الصارم الموهوب. وفي إنفاذه لأسامة الشاب على رأس جيش لغزوة لا أهمية لها البتة بشرق الأردن بعد وفاة النبي رغم اضطراب الأحوال في الجزيرة العربية برهان على قيامه بتنفيذ أوامر النبي تنفيذاً دقيقاً. وقد همت القبائل في عهده بالثورة على تركيز السلطان السياسي في المدينة، فوقف أبو بكر بشدة في وجه الذين انصرفوا عن أداء الزكاة معتبراً ذلك خروجاً على ما أمر به النبي؛ ولما عاد جيش أسامة، سار أبو بكر إلى ذي القصة، ونقل قيادة جيشه إلى القائد العبقري خالد بن الوليد، وكان في اختياره هذا موفقاً كل التوفيق. فهزم خالد بن الوليد بني أسد وبني فزارة بقرب البزاخة وأخضع بني تميم، وبعد وقعة حامية الوطيس في "حديقة الموت" قرب عقرباء أخضع بني حنيفة لسلطان الإسلام وكان النبي قد فشل في إخضاعهم. وكان توفيق أبي بكر في هذه الحرب مدعاة لأن يخضع قواده الآخرون فتنة البحرين وعمان، كما أعاد عكرمة ومجاهد اليمن وحضرموت إلى حكومة المدينة. وقد نسج أبو بكر على منوال النبي، فكان يعامل المرتدين بالرحمة، ويمكننا أن نقول إن ذلك كان سبباً في إعادة الأمن إلى البلاد. ولم يلجأ إلى أعمال القسوة إلا قليلاً جداً، كما حدث في معاملته لأولئك النسوة اللائي تعين بأناشيد هجائية عند وفاة النبي، وفي إحراق الفجاءة، وبعد أن تم له إخضاع الجزيرة العربية في أقل من عام، اتجه أبو بكر – الذي كان يتسم بسمة المحافظة والذي كان قليل الخبرة بالحرب – إلى تنفيذ مشروع غير في قليل من الزمن مجرى تاريخ العالم تغييراً تاماً: فقد أرسل خالداً وغيره من القواد المحنكين في حملات ضد الفرس والروم. ويمكننا أن نؤكد أن أولئك الرجال المحنكين الذين كانوا حوله، هم أصحاب تلك الفكرة، قصدوا بها وضع حد للفتن الداخلية وتعليم العرب وحدة الإسلام بصورة عملية، وذلك بتوجيه الناس عامة إلى الغزو الذي يعود عليهم بالمغانم الكثيرة. وقد ارتاح أبو بكر لهذه الفكرة من أعماق نفسه لأن الحملات المتكررة التي وجهها النبي ضد ممتلكات الروم في بلاد العرب في الأعوام الأخيرة من حياته، فسرها أبو بكر على أنها من الواجبات العامة التي يدعو إليها الدين الجديد. وكان مما سره في الفترة القصيرة التي حكم فيها أنه رأى تلك الانتصارات الأولى الكبيرة التي أحرزتها الجيويش العربية في ميدانين من ميادين القتال. فقد استولى في فارس على الحيرة (مايو – يونيه عام 633)، كما انتصر في فلسطين في وقعة أجنادين على الروم (يوليه 634). وتوفي عقب هذه الوقعة بقليل في 22 جمادي الآخرة عام 13 (23 أغسطس 634) ودفن إلى جوار النبي. وتذهب قصة إلى أنه توفي من أكلة مسمومة وذلك لكي تجعل منه شهيداً. وتوجد كذلك رواية ضعيفة مؤداها أنه مرض عقب استحمامه في يوم بارد، وليست هذه الرواية أجدر بالثقة من سابقتها لأنها لا تتفق تماماً مع الفصل الذي توفي فيه. ولم يقم أثناء حكمه القصير – الذي قصى أغلبه في الحروب – بأي تنظيم فعال في ميدان السلم. وهناك أمر هام يجب أن نشير إليه، وهو أنه أعد النسخة الأولى من القرآن، مع أنه قد تردد في القيام بمثل هذا العمل لأنه لم يكن لديه تفويض صريح بذلك من النبي. ومع ذلك فإنه يحتمل أن يكون نصيبه من هذا العمل ضئيلاً، لأن بعض الروايات الأخرى تذكر أن عمر هو أول من قام بجمع القرآن. واتبع أبو بكر القرآن في توزيع المغانم بأن جعل المؤمنين سواسية فيها، وقد تخلى عمر عن هذا المبدأ فيما بعد. وعاش أبو بكر إبان خلافته نفس المعيشة التي كان يعيشها من قبل، فقد كان يسكن بادىء الأمر داره بالسنح، ثم سكن المدينة بعد ذلك عندما أصبحت تلك الدار غير ملائمة. وتقص الروايات أشياء كثيرة عن بساطته وخوفه من أن يثرى من مال المسلمين، كما تصف تلك الروايات هيئته وصفاً تاماً فتقول: كان أبيض نحيفاً خفيف العارضين أجنأ لا يستمسك إزاره يسترخى عن حقويه معروق الوجه غائر العينين ناتىء الجبهة عاري الأشجع وكان يصبغ بالحناء والكتم، ويمكننا أن نعرف الأثر الذي تركته شخصيته من الخطب الكثيرة التي تنسب إليه والتي قالها في مناسبات مختلفة.
--------------------------------------
<font size=-1>(1) هذه هي ألفاظ المستشرق بالنص ونحن لا نقره عليها بأي حال من الأحوال، أما حديث الأفك فمعروف وقد نزل فيه قوله تعالى: "إن الذين جاءوا بالأفك عصبة منكم لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم لكل امرىء منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم".</font>
<center>*******************
</center>
<FORM METHOD=POST ACTION="http://www.ushaaqallah.com/ubbthreads/d ... hp"><INPUT TYPE=HIDDEN NAME="pollname" VALUE="1053120353Hatem">
<p>رأيك في هذا المقال:
<input type="radio" name="option" value="1" />ممتاز.
<input type="radio" name="option" value="2" />جيد جداً.
<input type="radio" name="option" value="3" />جيد.
<input type="radio" name="option" value="4" />مقبول.
<input type="radio" name="option" value="5" />غير مفيد.
<INPUT TYPE=Submit NAME=Submit VALUE="أرسل رأيك" class="buttons"></form>

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر