مفاهيم إسلامية (اجتهاد)

مراقب: Hatem

شارك بالموضوع
Hatem
مشاركات: 520
اشترك: سبتمبر 10th, 2002, 8:50 pm

مايو 28th, 2003, 9:41 pm

<center><u><font size=+2>مفاهيم إسلامية
</font></u></center>

<center><u><font size=+3>الاجتهاد
</font></u></center>

لغة بذل الوسع في طلب المقصود، واصطلاحاً استفراغ الفقيه الوسع ليحصل له "ظن" بقضية أو حكم فقهي (Dict. of. techn.terms ص 198؛ لسان العرب، جـ4، ص109، ص 19 وما بعدها) ويكون ذلك "بالقياس" على القرآن والسنة. قد استعمل لفظ "الاجتهاد" في أول الأمر بمعنى "القياس" وخاصة في "رسائل" الشافعي (طبعة القاهرة 1312، ص 127، س 7 وما بعده "باب الإجماع") فهو في كلامه عن "الاجتهاد" يذكر أولاً الآية 148 من سورة البقرة ثم يدلل على أنها تتضمن وجوب أتباع كل فرد رأيه الخاص في تعيين موضع القبلة. وإذن فهو في الحقيقة يستعمل هنا "الاجتهاد" بمعنى "الرأي". والمجتهد هو الذي يبذل وسعه ليحصل له "ظن"، على نقيض "المقلد" الذي يقول عنه السبكي في كتابه جمع الجوامع، هو "من يأخذ بمذهب غيره دون دليل" وورد في حديث للنبي أن للمجتهد أجراً إذا أخطأ وأجرين إذا أصاب (Goldziher في Zeitschr d. Deutsch. Morgenl Ges.، جـ53، ص 649) فالاجتهاد إذن لا يقتضى عدم الوقوع في الخطأ ونتيجته دائماً "ظن" ولذلك كان الخطأ محتملاً. ولا يصبح الاجتهاد معصوماً عن الخطأ إلا إذا اتفق عليه المسلمون جميعاً فصار "إجماعاً" (فيما يتعلق فإمكان وقوع المجتهد في الخطأ انظر شرح التفتازاني على "عقائد" النسفي، طبعة القاهرة 1321 ص 145 وما بعدها). ولكن سرعان ما ضاق هذا المعنى الواسع للاجتهاد فأصبح لفظ "الاجتهاد" يدل على معنى خاص هو اجتهاد أولئك الذين لهم الحق في تقرير أحكام يجب أن يأخذ بها غيرهم. وقد حدث في هذا الموضوع خلاف بين المتكلمين والفقهاء استدعته طبيعته، ولا يزال يوجد إلى اليوم من المتكلمين من يقول إن الإنسان لا يصل بالتقليد إلى الإيمان منج (انظر مثلاً فضالى: كفاية العوام، في مواضع مختلفة، وترجمة ماكدونالد في كتابه Development of Muslim Theology ص 315 -351) ومع ذلك فقد كان الفقهاء جميعاً – منذ قرون كثيرة – يعتبرون مقلدين وإن تفاوتوا في درجة التقليد، ذلك لأن المسلمين عندما أخذوا في عصور متأخرة ينظرون في نشأة المذاهب الأربعة حصوا بالاجتهاد كله مؤسسي تلك المذاهب وبعض من عاصرهم، فقد كان من حق هؤلاء أن يلتمسوا لكل ما يعرض لهم من المسائل حلاً برأيهم الخاص، معتمدين في ذلك على القرآن والسنة والقياس والاستحسان والاستصلاح والاستصحاب إلخ... إذ كان كل منهم مجتهداً "مطلقاً". ثم جاء بعدهم من حذا حذوهم ولكن في حدود المذهب الذي يقلدونه، فبين هؤلاء "فروع" المسائل كما حدد الأئمة "أصول" الفقه وجمعوا لها "النصوص". وكان مجتهدو المذهب يطلقون كلمة "وجه" على المعنى الذي يفيده ضمناً نص الإمام. ثم جاء بعدهم كذلك من كان أقل شأناً وهم أولئك الذين كان من حقهم بما لهم من علم بمذاهب المتقدمين أن يفتوا فيما يعرض عليه من المسائل، وقد أطلق عليهم "المجتهدون بالفتوى". ومع أن كل مجتهد هو مفت على نحو ما، إلا أن المجتهد بالفتوى ليس إلا مفتياً فقط. على هذا كان أمر الاجتهاد في الجملة. بيد أنه كان يظهر من حين إلى آخر أفراد يدفعهم الطموح وإنكار الجمود إلى الرجوع للاجتهاد بمعناه الأول فسوغوا لأنفسهم أن يجتهدوا برأيهم معتمدين على النصوص الأولى. من هؤلاء ابن تيمية المتوفي عام 728هـ وهو حنبلي المذهب (Die Zahiriten: Goldziher، ص 188 وما بعدها)، والسيوطي المتوفي عام 911هـ الذي اجتمع له مع صفة الاجتهاد أنه "مجدد" عصره. وقد ذهب السيوطي إلى أنه يجب ألا يخلو زمن من مجتهد واحد على الأقل (Goldziher Characteristik….us-Suyuti's، ص 19 وما بعدها) كما أنه يجب أن يكون على رأس كل مائة سنة مجدد. وهناك غيرهما السلطان أكبر، ولكنه كان زنديقاً( Goldziher: Vortesungen ص 311). ولا يزال يوجد إلى الآن في بلاد الإسلام الشيعية مجتهدون بالإطلاق لأنهم يعتبرون دعاة للإمام المنتظر، وبذلك يختلف شأنهم تماماً عن شأن العلماء عند أهل السنة. فأولئك ينقدون أعمال الشاه ويهيمنون عليها، وليس الشاه إلا نائباً للإمام المنتظر وقائماً على أوامره أثناء غيبته. وعلى عكس ذلك شأن علماء أهل السنة الذين يعتبرون خداماً للحكام (Goldziher: Vortesungen، ص 215-218، 233، 285).
<center>----------------------
</center>
<FORM METHOD=POST ACTION="http://www.ushaaqallah.com/ubbthreads/d ... hp"><INPUT TYPE=HIDDEN NAME="pollname" VALUE="1054158099Hatem">
<p>تقييمك لهذا المقال:
<input type="radio" name="option" value="1" />ممتاز.
<input type="radio" name="option" value="2" />جيد جداً.
<input type="radio" name="option" value="3" />جيد.
<input type="radio" name="option" value="4" />مقبول.
<INPUT TYPE=Submit NAME=Submit VALUE="أرسل رأيك" class="buttons"></form>

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر