مفاهيم إسلامية (الإجماع)

مراقب: Hatem

شارك بالموضوع
Hatem
مشاركات: 520
اشترك: سبتمبر 10th, 2002, 8:50 pm

مايو 29th, 2003, 9:43 pm

<center><u><font size=+2>مفاهيم إسلامية
</u></center></font>

<center><u><font size=+3>الإجماع
</u></center></font>

أحد الأصول الأربعة التي تقوم عليها العقيدة الإسلامية، ويعرّف بأنه اتفاق "المجتهدين" (هم الذين لهم الحق بفضل ما أوتوا من علم أن يقرروا حكماً برأيهم: انظر مادة "اجتهاد") من الأمة بعد وفاة الرسول في كل عصر وفي كل أمر ديني. ولما كان هذا الاتفاق لا يحدث عن طريق هيئة من الهيئات أو مجمع من المجامع بل يحدث بالطبيعة ومن تلقاء ذاته، فإن وجوده في مسألة من المسائل لا يعرف إلا إذا نظرنا إلى الماضي ورأينا أنه قد حدث بالفعل اتفاق فيها، وعند ذلك يسلم بهذا الاتفاق ويسمى "إجماعاً". وعلى هذا النحو تقررت رويداً رويداً بعض المسائل التي كانت موضع جدال؛ وتصبح المسألة التي تقرر على هذا النحو جزءاً أساسياً من العقيدة يعد إنكاره كفراً (انظر &#368;ber igma': Goldziher في Nachr. Phil.-hist.Kl.'K.Ges.d. Wiss. G&ouml;ttingen 1916، ص 81 وما بعدها). ويصبح كل إجماع كهذا "حجة" في زمنه وفي الأزمان التالية. وقد يكون الاتفاق في القول فيسمى "إجماع القول"، أو في العمل فيسمى "إجماع الفعل"، أو في الصمت الذي يدل على القبول فيسمى "إجماع السكوت" أو "التقرير" (انظر ما يشبه هذا التقسيم في "سنة" الرسول) ولا يدخل في الإجماع اتفاق العوام؛ كما أن رواية صحابي واحد كانت تكفي لأن تأخذ بها الأجيال اللاحقة، وهذا هو رأي الشافعي في أول أمره قبل انتقاله إلى مصر، ولكنه رأي لا يقول به أحد الآن.
وقد أخذ المسلمون منذ صدر الإسلام بمبدأ عام في الإجماع وإن اختلفت صوره: فقد اعتمد فقه مالك بن أنس إلى حد كبير على اتفاق أهل "المدينة"، بلدة النبي؛ وهذا إجماع موضعي. وكثيراً ما كان يعوّل على إجماع أهل المدينتين الكوفة والبصرة (أهل الأمصار) ومن كان فيهما ممن اشترك في الفتوحات الإسلامية الأولى. وكان إجماع الصحابة بطبيعة الحال أمراً مأخوذاً به عند الأجيال اللاحقة بصفة قطعية. والشافعي وحده هو الذي جعل من هذا المبدأ العام "أصلاً" مقرراً يعتمد عليه إلى جانب الأصول الثلاثة الأخرى. وإذا لم يكن الإجماع في أول أمره إلا وسيلة لتقرير المسائل التي لم تقررها الأصول الأخرى، فإنه قد أخذ كذلك على مر الزمن يطبع المسائل التي قررتها هذه الأصول بطابع الجزم والتوكيد. ويرجع هذا الشأن الذي للإجماع إلى "العصمة" عن الوقوع في الخطأ، وهي ميزة خص الله بها المسلمين. ويقال عادة في كتب الشافعي: إن كذا وكذا من القرآن أو السنة هو الأصل المعتمد عليه في أمر كذا "قبل" الإجماع. وينكر الوهابيون اليوم تعميم هذا المبدأ (يتبعون في ذلك المذهب الظاهري الذي اندثر الآن) ويقصرون الإجماع على اتفاق الصحابة. وهناك فرق كالشيعة والأباضية لا تدخل بطبيعة الحال في "إجماع" أهل السنة.
ومنطوق هذا المبدأ الذي قرره الفقهاء هو كما ذكرناه آنفاً، ولكن تطبيقه كان في الحقيقة أوسع من ذلك. والحديث النبوي الذي يعتبر أساس الإجماع هو: "إن أمتي لا تجتمع على ضلالة"، يضاف إليه الآية 115 من سورة النساء التي يتوعد فيها الله "من يتبع غير سبيل المؤمنين"، والآية 143 من سورة البقرة وكذلك جعلنا كم أمة وسطاً (انظر شرح البيضاوي)؛ وعلى هذا فإنه يكون في مقدور الناس أن يخلقوا بطريقة تفكيرهم وأعمالهم عقائد وسننا، لا أن يسلموا بما تلقوه عن طريق آخر فحسب. وقد أصبح بفضل الإجماع ما كان في أول أمره "بدعة" (أي فعلة مخالفة للسنة وبذلك تكون ضلالة) أمراً مقبولاً لا نسخ السنة الأولى. فالتوسل بالأولياء مثلاً صار عملياً جزءاً من السنة، وأعجب من هذا أن الاعتقاد بعصمة النبي قد جعل "الإجماع" ينحرف عن نصوص واضحة في القرآن(1). فلم يقتصر الاجماع هنا على تقرير أمور لم تكون مقررة من قبل فحسب بل غير عقائد ثابتة وهامة جداً تغييراً تاماً. وعلى هذا فهو يعتبر اليوم عند الكثيرين – مسلمين وغير مسلمين – وسيلة فعالة للإصلاح. فهم يقولون إن المسلمين يستطيعون أن يجعلوا من الإسلام ما شاءوا على شريطة أن يكونوا مجمعين. على أن الآراء غير متفقة فيما يمكن أن ينتظر للإجماع، فجولد سيهر (Vorlesungen، ص 96) الذي درس تاريخ الإجماع يعتقد أنه يمكن أن يكون له شأن كبير، على خلاف سنوك هرجرونيه Politique musulmaue: Snouk Hurgronje de la Hollande، ص 42، 60) الذي يرى أن "الفقه" قد جمد، ولذلك فلا رجاء في الإجماع.

<font size=-1>(1) لعل كاتب المقال يريد أن يقول إن اعتقاد الناس بعصمة النبي جعلهم يأخذون بحديثه "إن أمتي لا تجتمع على ضلالة" مهما كان إجماعهم مخالفاً لنصوص القرآن، وهو يعجب لإجماع الناس على أمور مخالفة للقرآن اعتماداً على الاعتقاد بعصمة النبي في هذا الحديث الذي يعتبر أساس الإجماع.
</font></font>
<center>------------------
</center>
<FORM METHOD=POST ACTION="http://www.ushaaqallah.com/ubbthreads/d ... hp"><INPUT TYPE=HIDDEN NAME="pollname" VALUE="1054244607Hatem">
<p>تقييمك لهذا المقال:
<input type="radio" name="option" value="1" />ممتاز.
<input type="radio" name="option" value="2" />جيد جداً.
<input type="radio" name="option" value="3" />جيد.
<input type="radio" name="option" value="4" />مقبول.
<input type="radio" name="option" value="5" />غير مفيد.
<INPUT TYPE=Submit NAME=Submit VALUE="أرسل رأيك" class="buttons"></form>

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر