إبراهيم خليل الله

مراقب: Hatem

شارك بالموضوع
Hatem
مشاركات: 520
اشترك: سبتمبر 10th, 2002, 8:50 pm

أكتوبر 2nd, 2002, 8:24 am

<u><center><font size=+3>إبراهيم خليل الله
</font></center></u>


وِفق وعد الله لإبراهيم (عليه السلام)، آمن إبراهيم أنَّ نسله سيغدو أمَّةً كبيرة. وثبت أنَّ وعد الله يُعوَّل عليه، فولد لإبراهيم ولدان: إسماعيل وإسحاق، واُنتشرت ذرِّيَّتهما في المعمورة كلها. ولكنَّ الله وعد إبراهيم أن يُغدِق عليه بركةً أوسع. ونظير جميع مَنْ تلقَّى نعمة الله عبر الأجيال، تجاوب إبراهيم مع نعمة الله. وعن طريق الإيمان الطوعي وقبول نعمة الله ووعده، حصل إبراهيم على لقب «خليل الله».

وجاء أعظم دليل على إيمان إبراهيم حين أمره الرب أن يُقدِّم اُبنه قرباناً. ولكن لمَّا رأى الله إطاعة إبراهيم، منعه عن أن يُضحِّي باُبنه، وأعدَّ بديل ذلك كبشاً. كان الله مهتماً بإيمان عبده وطاعته أكثر من اُهتمامه بالقربان. لم يقبل الله أضحية إبراهيم، بل أبدل تلك الأضحية بنظام قرباني خاصّ. ومن زمان إبراهيم ابتدأ نظام القربان. هذا الوعد، ونظام القربان، هما شيء واحد. فكما هيَّأ الله بديلاً عن ولد إبراهيم، هكذا سيُهيِّئ لجميع الناس قرباناً كافياً يُخلِّص به البشرية كلَّها من الموت والخطيئة. كانت مشيئة الله أن ينال الضال النجاة نتيجة لتقديم قربان نهائي، فيتحقَّق بذلك وعد الله لإبراهيم. وفي الوقت المناسب سيُوفِّر الله سبحانه فدية كاملة للإنسان.

يعلّمنا إيمان إبراهيم كيف نستجيب لتدبير الله. الإيمان هو عملية قبول. وتقول التوراة الشريفة، [سفر التكوين 15:6]: «فآمن (إبراهيم) بالرب فحُسِب له برًّا» . وما جاء في التوراة يتَّفق تمام الاتفاق مع ما ورد في الإنجيل الشريف، [الرسالة إلى أهل رومية 4: 1 ـ 12]: «لأنَّه إن كان إبراهيم قد تبرَّر بالأعمال فله فخر. ولكن ليس لدى الله» . لأنَّه ماذا يقول الكتاب؟ فآمن إبراهيم بالله فحُسِب له برًّا. أمَّا الذي لا يعمل ولكن يؤمن بالذي يُبرِّر الفاجر فإيمانه يُحسَب له برَّا. أفهذا التطويب هو على الختان فقط أم على الغرلة أيضاً. لأنَّنا نقول إنَّه حسب لإبراهيم الإيمان برًّا. فكيف حُسِب؟ أهو في الختان أم في الغرلة؟ ليس في الختان بل في الغرلة «هو عدم الختان». وأخذ علامة الختان ختماً لبرِّ الإيمان الذي كان في الغرلة ليكون أباً لجميع الذين يؤمنون وهم في الغرلة كي يُحسَب لهم البرُّ. وأباً للختان للذين ليسوا من الختان فقط بل أيضاً يسلكون في خطوات إيمان أبينا إبراهيم الذي كان في الغرلة... و[13ـ 22] «فإنَّه ليس بالناموس كان الوعد لإبراهيم أو لنسله أن يكون وارثاً للعالم بل ببرِّ الإيمان. لأنَّه إن كان الذين من الناموس هم ورثة فقد تعطَّل الإيمان وبطل الوعد. لأنَّ الناموس يُنشئ غضباً إذ حيث ليس ناموس ليس أيضاً تعدّ. لهذا هو من الإيمان كي يكون على سبيل النعمة ليكون الوعد وطيداً لجميع النسل ليس لمن هو من الناموس (بنو إسرائيل) فقط بل أيضاً لمن هو من إيمان إبراهيم الذي هو أب لجميعنا. كما هو مكتوب: إنِّي قد جعلتك أباً لأمم كثيرة. أمام الله الذي آمن به الذي يُحيي الموتى ويدعو الأشياء غير الموجودة كأنَّها موجودة. فهو على خلاف الرجاء آمن على الرجاء لكي يصير أباً لأمم كثيرة كما قيل هكذا يكون نسلك... ولا بعدم إيمان ارتاب في وعد الله بل تقوَّى بالإيمان معطياً مجداً لله وتيقَّن أنَّ ما وعد به هو قادر أن يفعله أيضاً. لذلك أيضاً حُسِب له برًّا».

وعن طريق الإيمان الطوعي، وقبول نعمة الله، اعتبر إبراهيم (عليه السلام) بارًّا أمام الله وحصل على اللقب «خليل الله»، ومعناه أن إبراهيم لم ينل البر جزاء على أعماله، مع العلم أن أعماله مدعاة فخر. غير أن الله لا يبالي بذلك كما كان إبراهيم يعرف. إن إيمان إبراهيم بالله الذي يبرّر حتى الفاجرين، لهذا فتطويب داوود المشار إليه كان يعني إبراهيم في الغرلة أي قبل الختان، وليس بعده، لأن الختان كان العلامة على برّ الإيمان الذي ناله إبراهيم وهو لم يختن بعد. وبهذه الطريقة صار إبراهيم أباً لجميع المؤمنين الذين في الغرلة أي بدون ختان وأباً أيضاً للذين ختنوا. ولكن لا يعتمدون على هذا الأمر بل يسلكون سبيل إبراهيم الذي سلكه قبل أن يختن قد يكون هناك مؤمن وهو غير مختون وضال وهو مختون.

<u>· عدم كمال النظام الذبائحي في شريعة موسى:</u></font>
أعطى الله موسى (عليه السلام) تفاصيل أكثر عن نظام القرابين، وأمر كلَّ من أثِم بتقديم ذبيحة. على الآثم أن يُقِرَّ بخطيئته ويعترف بها ويُدرك حاجته لغفران الله. وكبديل لموته، عليه أن يُقدِّم ذبيحة لا عيب فيها. وكان دمُ الذبيحة يُرشُّ فوق مكان تقديم الذبيحة في بيت الله المقدس. فيقبل الله موت الحيوان كبديل عن خطيئة من قدَّم الأضحية. وكما قبِل الله القربان البديل في حادثة إبراهيم، هكذا أيضاً في أيَّام موسى وصاعداً، قبل الله الموت القرباني كبديل لموت الخاطئ.

ولكن كان ثمَّة وفرة من الفقراء والمساكين الذين لم يكن في طوقهم تقديم أضحية مناسبة، وكان كذلك عدد كبير من الأغنياء الذين كسبوا أموالهم بطرق محرَّمة، وكان بيع الحيوانات لهم لتُقدَّم كقرابين محظوراً في الغالب الأعمِّ. وكان على المرء أيضاً تقديم ذبيحة عن كل خطيئة لاحقة. ولكي يحصل الإنسان على غفران إثمه، كان عليه أن يستمرَّ في تقديم الأضاحي مدى حياته. وكان ينبغي أن تُقدَّم الذبيحة في فناء بيت الله، لذا وجد الكثير ممَّن عاشوا بعيداً عن بيت الله، صعوبة بالغة في تتميم هذا الواجب. ولأجل هذه الأسباب مجتمعة، بات نظام تقديم الذبائح غير قادر على أن يُدعى بالنظام النهائي للحصول على غفران الخطيئة. إذاً لماذا أُعطي هذا النظام؟!

كان القصد من منح هذا النظام ليرى الإنسان أنَّ عاقبة الخطايا موت، وأنَّ الله عزَّ وجلَّ رضي بالبديل لمعاقبة الخطيئة. وكان إلى هذا، نموذجاً للتَّعليم بشكلٍ أوسع عن القربان الكامل النهائي الذي سيحلّ محلّ نظام الذبيحة القديم. والله ذاته سيُجهِّز القربان. لقد وعد الربُّ كلّي القدرة، الرَّحيم، إبراهيم بأنه سيُعِدُّ القربان الكامل الأخير. وأنَّ البشرية كلَّها ستتلقَّى بركته. ولمَّا أمر الله إبراهيم أن يُقدِّم ابنه ذبيحةً، ثم جهَّز بنفسه القربان البديل، بات في طوقنا رؤية كيف يُحقق الله سبحانه وتعالى، وعده بنفسه. آمن إبراهيم (عليه السلام) بهذا الوعد الأمين، وأخبر ابنه أنَّ الرب نفسه سيُجهِّز القربان (انظر: التوراة الشريفة، سفر التكوين 22:8).

لتقرأ عن كمال التدبير الإلهي أضغط هنا
<center>==============
</center>
<FORM METHOD=POST ACTION="http://www.ushaaqallah.com/ubbthreads// ... hp"><INPUT TYPE=HIDDEN NAME="pollname" VALUE="1033547064Hatem">
<p>قيم هذا الموضوع
<input type="radio" name="option" value="1" />ممتاز.
<input type="radio" name="option" value="2" />جيد جداً.
<input type="radio" name="option" value="3" />جيد.
<input type="radio" name="option" value="4" />مقبول.
<input type="radio" name="option" value="5" />غير مفيد.
<INPUT TYPE=Submit NAME=Submit VALUE="أرسل رأيك" class="buttons"></form>

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر