مفاهيم إسلامية (الاستخارة)

مراقب: Hatem

شارك بالموضوع
Hatem
مشاركات: 520
اشترك: سبتمبر 10th, 2002, 8:50 pm

يونيو 10th, 2003, 3:37 am

<u><center><font size=+2>مفاهيم إسلامية
</u></font></center>

<u><center><font size=+3>استخارة
</u></font></center>

دعاء الرجل الذي لم يعتزم أمراً بعد يسأل به الله أن يخير له في عمل ما كسفر أو غيره. وهذا اللفظ اشتق من الفعل "خار" وخاصة كما نجده في قولهم: "اللهم خر لرسولك" (الطبري، جـ1، ص1832،ص6)؛ و"خر له" (ابن سعد، جـ2، ص 73، س11،ص75، س2) و"خار الله لي" (ابن سعد، جـ8، ص92، س 25). ويروى أنهم كانوا يقولون في الجاهلية "استخر الله في السماء يخر لك بعلمه في القضاء" (ابن سعد، جـ8، ص 171، س18؛ القالي: الأمالي، جـ2، ص 106) ولكن يصعب علينا أن نسلم بأن مثل هذا القول يرجع إلى هذا العهد.
والاستخارة في الإسلام عبارة عن صلاة طويلة نوعاً ما تسبقها ركعتان (صلى ركعتي الاستخارة، السبكي، طبقات الشافعية، جـ6، ص 175، س6هامش) ويورد البخاري نص هذه الصلاة وينسبها إلى النبي. (كتاب التوحيد، رقم10. الدعوات رقم 48، طبعة جوينبل Juynboll، جـ4، ص202، 450؛ ابن ماجه طبعة دهلى عام 1282هـ، ص99هامش). على أن نقدة الحديث يشكون في صحة ذلك (مثل ابن حجر الهيتمي: فتاوي حديثية، القاهرة 1307هـ، ص 210). ويذكر الترمذي (طبعة بولاق 1397، جـ2، ص266) بدل النص الذي تكلمنا عنه حديثاً قصيراً هو "اللهم خر لي واختر لي" (انظر الذهبي: ميزان الاعتدال، طبعة لكنهو 1884، جـ1، ص315، س4) ولو أن هذا أيضاً حديث ضعيف. ويذكر النووي الآيات القرآنية التي تقرأ في الركعتين (النووي: الأذكار، ص56). ويقول العوفي في "لب الألباب" (طبعة براون، جـ1، ص210، س12) إن الناس تذهب إلى المسجد لتصلي فيه صلاة الاستخارة (نماز استخارة) ولكن هذا ليس فرضاً. والقاعدة هي أن يتلى دعاء الاستخارة لكل امر على انفراد قبل أن تنعقد عليه النية، ولا تعمل الاستخارة بالجملة كأن يتلى الدعاء في الصباح لجميع المسائل التي تتجمع خلال اليوم (عبدري: المدخل، جـ3، ص 240).
وتدل الروايات التي أسلفنا ذكرها على أن الاستخارة كان معمولاً بها في العبادات الإسلامية منذ أقدم العصور. ويذكر لنا صاحب الأغاني (جـ19، ص92، س3 وما بعده) أقدم مثل للاستخارة، وربما كان هذا المثل لا يعتمد على الحديث الذي أشرنا إليه. ويقول العجاج في مدح الحجاج (الديوان، رقم12، 33؛ أراجيز العرب، ص 120) إنه لم يكن يفعل شيئاً إلا بعد استخارة ربه (إلا ربه استخارا). وعندما ولى عبد الله ابن طاهر العراق، كتب إليه أبوه يوصيه بالاستخارة في جميع أعماله (طيفور، كتاب بغداد، ص49، س7، ص52، س3 والهامش، ص53، س4)، وفي المصنفات العربية شواهد عدة على استعمال المسلم للاستخارة في كل عمل جليلاً كان أو تافهاً، خاصاً كان أو عاماً. وكذلك نجد الفاتحين يستخيرون ربهم قبل خروجهم إلى الحرب، وهم يعتقدون أنهم يكسبون بالاستخارة رضاء ربهم.
وفي الحق إن الاستخارة كانت صورية في بعض الأحيان، كما استخار معاوية ربه عندما عهد بالخلافة إلى يزيد من بعده (الأغاني، جـ18، ص72، س6). وقد مزق الخليفة سليمان الوثيقة التي تجعل الخلافة من بعده لولده أيوب، عندما أحس بأنه لم يستخر ربه في هذا العمل (ابن سعد، جـ5، ص 247، س6).
وقد ظل المأمون يستخير ربه شهراً قبل أن يستعمل عبد الله بن طاهر طيفور (ابن سعد، ص 34، س6؛ انظر صلاة الاستخارة التي جهر بها المقتدر عند استخلافه وهي أربع ركعات! عريب، طبعة ده غوي، ص22، س12). وفي قصة "أنس الوجود وورد في الأكمام" الواردة في ألف ليلة وليلة، نجد أم ورد في الأكمام تصلي ركعتي الاستخارة كي يلهمها الله الخير في غرام ابنتها (الليلة 373، طبعة بولاق، 1279هـ، جـ2، ص 269).
وكانوا أحياناً يختارون للطفل الاسم الذي يقول به المستخير في هذا الأمر (Mekka: Snouck Hurgronje، جـ2، ص 139، س1).
وليس بنا من حاجة إلى أن نذكر أمثلة توضح أن الاستخارة كانت كذلك تدعم المجادلات العلمية التي تثار في المسائل الدينية الخطيرة. (النووي: تهذيب الأسماء، طبعة فستنفلد، ص 237، س3). وكثيراً ما يذكر المؤلفون في مقدمات كتبهم أن الاستخارة كانت المبرر والدافع لهم على نشر هذا المؤلفات (الذهبي: تذكرة الحفاظ، جـ2، ص288، س1) وهناك قصة – لا تستند إلى أساس تاريخي – تذهب إلى أن عمر بن عبد العزيز لم يسمح بنشر مصنف أهرن بن أعين، وكان محفوظاً في مكتبته، إلا بعد أن أبقاه معلقاً مدة أربعين يوماً انتظاراً لنتيجة الاستخارة التي يقوم بها في مصلاه (ابن أبي صبيعة، جـ1، ص 163).
وطريقة تأدية الاستخارة كما حدد بها العبادات (استخارة شرعية) يصحبها بوجه عام وفي العبادة الحقة جميع أنواع الطرق الأخرى التي لم ينص عليها الحديث كتوقع الإلهام الإلهي في الرؤيا عقب القيام بالصلاة (Mekka: Snouck Hurgronje، جـ2، ص16، تعليق رقم 4؛ Magie et Religion dans l'Afr-: Doutté ique du Nord، ص 413)، أو تدعيم الاستخارة عن طريق الاقتراع بأن يكتب على جذاذات ما يفيد الأقدام والأحجام ثم يقرع بينها (الطبري: مكارم الأخلاق، القاهرة 1303، ص 100). وقد هاجم بحماسة هذه البدع رجال الدين من السنيين الغيورين. (عبدري: كتابه المذكور، جـ3، ص91 وما بعدها). وهناك أيضاً استخارة عن طريق فتح المصحف (الضرب... في المصحف... وتقديم استخارة) (ابن بشكوال، ص43؛ الفرج بعد الشدة، جـ1، ص44). ونجد قصة عن هذا الموضوع في القزويني، طبعة فستنفلد، (جـ2، ص113، س18 وبعده) ويستخدم الفرس في الاستخارة غير القرآن كتباً أخرى (انظر السيوطي: بغية الوعاة، ص10، 17) مثل ديوان حافظ أو المثنوى لجلال الدين الرومي (انظر فهرس بنيكور جـ1، رقم 151). ويحرم الثقات من أهل السنة تحريماً باتاً استخدام القرآن في الاستخارة (الدميري: كتاب الطير، جـ2، ص 119، س8 وما بعده، طبعة بولاق 1284هـ؛ مرتضى: اتحاف السادة المتقين، القاهرة، 1311هـ، جـ2، ص 285). وقد أدى استعمال القرآن في الاستخارة إلى أن الناس أخذوا يتفاءلون به، ونجد في كتاب لين Manners and Customs (فصل الحادي عشر، جـ1، ص 328) معلومات مستفيضة عن هذه المسألة. وهناك مثل يقول "ما خاب من استخار ولا ندم من استشار" (ورد على أنه حديث في الطبراني: معجم صغير، طبعة دهلي، ص 304). وصنف أبو عبد الله الزبيري في بداية القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي) "كتاب الاستخارة والاستشارة" (النووي: تهذيب الأسماء، ص 744، ص3).
<center>----------------------
</center>
<FORM METHOD=POST ACTION="http://www.ushaaqallah.com/ubbthreads/d ... hp"><INPUT TYPE=HIDDEN NAME="pollname" VALUE="1055216240Hatem">
<p>رأيك في هذا المقال:
<input type="radio" name="option" value="1" />ممتاز.
<input type="radio" name="option" value="2" />جيد جداً.
<input type="radio" name="option" value="3" />جيد.
<input type="radio" name="option" value="4" />مقبول.
<input type="radio" name="option" value="5" />غير مفيد.
<INPUT TYPE=Submit NAME=Submit VALUE="أرسل رأيك" class="buttons"></form>

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر