ماذا أقرأ؟ الكتاب المقدس والوحي

مراقب: Hatem

شارك بالموضوع
Hatem
مشاركات: 520
اشترك: سبتمبر 10th, 2002, 8:50 pm

أكتوبر 2nd, 2002, 9:23 am

<font size=+3><center><u>ماذا اقرأ ؟ الكتاب المقدس والوحي
</font></center></u>

<font size=+1>· أتباع الكتب السماوية
</font>

من الصفات التي يشترك فيها المسيحيون والمسلمون واليهود، انهم يعتمدون الكتب المقدسة أساسا لتعاليمهم، ويعترف القرآن بأن المسيحيين وبني إسرائيل من أهل الكتاب.

وظهرت في الأيام الأولى للإسلام صراعات بين أتباع الديانة الإسلامية والمسيحية واليهودية. ومنذ ذلك الحين، لم يعد يعترف أبناء كل ديانة أن الكتب السماوية للديانة الأخرى، تحتوي على نفس القيم الإلهية والوحي الموجود في كتبهم. وبالإضافة إلى ذلك تؤكد التقاليد الإسلامية، إن التوراة والعهد الجديد قد تم تحريفهما من قبل أعداء الإسلام. وتفترض هذه الدراسة أن ينظر القارئ إلى موضوع الكتب السماوية والوحي بقلب مفتوح، وان تكون لديه رغبة في فهم معنى الرسالة الموجودة في سفر التكوين دون الحكم على الموضوع بصورة مسبقة.

وتوجد في كل ديانة تقاليد خاصة تتعلق بأصول كتبها المقدسة، ويأخذ المؤمنون بجزء من هذه التقاليد كحقيقة إيمانية، دون النظر إليها بصورة موضوعية. ورغم ذلك، يحتفظ المؤمن في جميع الأحوال بالكتابات المقدسة حسب الوحي الإلهي الذي يجده فيها. وتخبرنا التقاليد الإسلامية، كيف ظهرت بسنوات قليلة بعد وفاة الرسول الكريم، ضرورة التعرف على الكتابات التي يجب أن تحفظ في القرآن. وواجهت نفس هذه القضايا، الأشخاص الذين حددوا محتويات التوراة بالنسبة لليهود، كما واجهت الذين حددوا محتويات العهد الجديد. وكان يتم اتباع ذلك في كل حالة بدراسة وترو وورع.

ومن المفيد أن ندرك أن الكتابات المقدسة قد ظهرت في كل ديانة نتيجة ظروف تاريخية واجتماعية مختلفة. فلقد تم تدوين القرآن خلال عقدين في القرن السابع الميلادي، وكان السياق الاجتماعي التي تم فيه ذلك معروفا بصورة جيدة. وتم تدوين كتابات العهد الجديد في فترة زمنية أطول وفي النصف الثاني من القرن الأول الميلادي على الأغلب. وكانت الظروف التي أحاطت بتدوين العديد من هذه الكتب قد تم توثيقها جيدا. أما التوراة فهي اكثر طولا واكثر قدما واكثر تعقيدا من الكتب المقدسة الأخرى. فلقد كتبت عبر عدة قرون قبل الميلاد. ويحتوي العهد الجديد كما يحتوي القرآن الكريم على العديد من القصص الموجودة في العهد القديم، وخاصة قصص سفر التكوين التي تجد لها معنى جديدا في ظروف جديدة.

<font size=+1>· الكتب السماوية شاهد على إيمان الإنسان بالله
</font>
</font>
لا يحتوي سفر التكوين مثل الجزء الأكبر من كتب العهد القديم على إشارات واضحة للفترة التي تم ظهوره فيها بالشكل الموجود لدينا اليوم. ويعرف هذا السفر بأنه الكتاب الأول من خمسة كتب لموسى، رغم عدم وجود ادعاء في الكتاب المقدس أن موسى قد كتب هذه الكتب حقا. وإن موسى في الواقع هو الشخصية الرئيسة في الكتب الأربع الأخيرة من الخروج إلى سفر تثنية الإشتراع. وتوجد إشارة واضحة في سفر الخروج تشير إلى أمر الله لموسى أن يكتب القوانين التي نزلت عليه في جبل سيناء. إلا انه يبدو من غير المعقول أن يكون موسى هو نفسه الذي كتب الأجزاء التي تتحدث عن عدم رغبته قبول الدعوة بالذهاب إلى فرعون، أو تتحدث عن صراعه وفشله كقائد. إضافة إلى انه قد تم تسجيل وفاته في نهاية سفر تثنية الاشتراع، فلا بد أن تكون هذه الكتب قد دونت من قبل شخص آخر.

ولا شك أن العديد من القصص الموجودة في سفر التكوين قد تناقلتها الأجيال من خلال الرواة، لفترة طويلة قبل تسجيلها . ولقد تم حفظ هذه القصص، لأنها تتحدث عن وفاء لله وإخلاصه، ولأنها احتوت على دروس قيمة للأجيال التالية. وقد تم تجميعها وترتيبها في النهاية حتى تكون شاهدا دائما للأجيال التالية. وقد قام العديد من الباحثين خلال القرنين الأخيرين بدراسات مفصلة حول القصص الموجودة في سفر التكوين والكتب المقدسة الأخرى، وهناك العديد من المجلات العلمية التي تختص بهذا النوع من الدراسات. ولقد أغنت هذه الدراسات، معرفتنا بصورة عظيمة، وعمقت بصورة كبيرة، فهمنا لمحبه الله وإرادته.

<font size=+1>· الكتب المقدسة وحي إلهي للإنسانية
</font></font>

اعتقد المسيحيون عبر القرون أن الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، هو كلمة الله التي أوحى بها. وكانت لهذا السبب هي المصدر الأساسي والرسمي للتعاليم الصحيحة. وكانت نصوص الكتاب المقدس، هي العقيدة الأساسية التي قام عليها الإصلاح الديني عند البروتستنت، كما ظهر ذلك بصورة خاصة لدى مارتن لوثر، كما كانت القاعدة الأساسية بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية أيضاً. إلا أن التعاليم الكاثوليكية تؤكد مسؤولية الكنيسة المعاصرة في تقديم التفسير الصحيح للكتاب المقدس. واصبح العديد من الكاثوليك والبروتستنت بعد إصلاحات المجمع الفاتيكاني الثاني، يشعرون بعدم وجود ما يفرق بينهم حول العديد من هذه المسائل. إن العنصر الذي يجمع المسيحيين هو أن الله الذي ظهر في الكتاب المقدس، قد ظهر بصورة خاصة في شخص يسوع المسيح.

إن الكتاب المقدس بالنسبة للمسيحيين هو كتاب الوحي، ليس بالدرجة الأولى بسبب الطريقة التي تم تدوينه فيها، وإنما بسبب المضمون الذي احتوى عليه. وخاصة تلك النصوص التي تشير إلى السيد المسيح عليه السلام، وتشرح رسالته. ومن المهم أن ندرك أن فهم المسيحيين للكتاب المقدس يختلف عن فهم المسلمين واليهود. فالمسيحيون لا ينظرون إلى الكتاب المقدس على انه الكلمة المباشرة التي نزلت من عند الله. وانما يعتقدون أن الله قد أوحى إلى عدد من أبناء البشر من أجل أن يسجلوا إيمانهم وتجاربهم. وان الكلمة التي أوحى الله بها، موجودة في الكتاب المقدس من خلال الشواهد الإنسانية التي تم تجميعها هناك. إن الكتاب المقدس مليء بالشهادات الفردية مثل شهادة إبراهيم:
"الرب إله السماء الذي أخذني من بيت أبي ومن أرض مولدي والذي كلمني والذي اقسم لي قائلا لنسلك أعطى هذه الأرض هو يرسل ملاكه أمامك فتأخذ زوجة لابني من هناك" (تكوين 7: 24)

إن هذه الشهادات القديمة المكتوبة، هي بعكس الشهادات الشخصية للإيمان التي نراها اليوم، والتي يتحدث الله إلينا من خلالها.
إن الفهم المسيحي للكتاب المقدس يعبر عن نظرة سامية للكائن الحي، لكونه وسيلة الله المختارة من أجل الوحي. وهذا ما يعلمه لنا الكتاب المقدس بصورة محددة. ولقد جعل الله الإنسانية منذ البدء شريكة في الاهتمام بالأرض (تكوين 1 ـ 2) . ولقد دعا الله إبراهيم وسارة وغيرهم إلى أن يكونوا وكلاء لبركته من اجل جميع البشر. إن الله لا ينكر المبادرات والحوافز الإنسانية، وغالبا ما يقوم بمباركتها بصورة خاصة. ورغم المأزق الأخلاقي الذي يمكن أن يمثله البشر، كما في قصة يعقوب وقصة داود، واللذان لم يكونا بأي شكل من الأشكال نموذجا للإنسان الكامل.

<font size=+1>· قراءة وتفسير سفر التكوين
</font></font>

يجب ان نفهم سفر التكوين من خلال تاريخ وثقافة بني إسرائيل، البيئة التي ظهر فيها هذا السفر. وكان يدعم الأبحاث حول تفسير النصوص في الكتاب المقدس في الدين اليهودي، روح من الجدل والنقاش بين العديد من رجال الدين اليهودي، كما كان الأَمر كذلك في غيرها مثل المشناة والتلمود. ونتيجة لهذا التنوع في الجدل، فان سفر التكوين يسجل روايات مختلفة للأحداث الخاصة بالخلق (تكوين 1 و2) ، ويزودنا العهد الجديد أيضاً بأربع شهادات لإنجيل المسيح، وروايات مختلفة عن حياة الكنيسة الأولي، كما في أعمال بولس الرسول ورسائله. وتساعدنا الخلافات الموجودة بين بعض هذه الروايات على معرفة الحقيقة الهامة المرتبطة بالله، والتي تم التعبير عنها من وجهات نظر مختلفة.

ولم يكن هناك تركيز في العصور القديمة حول كيفية تفسير الكتاب المقدس بشكل صحيح كما هو عليه الحال اليوم. ويدرك الباحثون في الديانات المختلفة الطرق العديدة التي تمت لقراءة الكتب السماوية في القرون المختلفة، ومن بينها القراءات الحرفية التي تتعارض مع القراءات الرمزية أو الإيحائية وغيرها من الطرق. ولقد أظهر استعمال السيد المسيح للمثل بصورة مستمرة، أن القراءة الحرفية للكتاب المقدس ليست مناسبة دائما، وان الحقيقة الإلهية لا يمكن التعبير عنها لفظيا بطريقة سهلة.

ويحتاج المفسر مثل الكاتب ومدون الكتاب المقدس، إلى إلهام روحي في مثل هذه المهمة. وبينما يقوم الباحثون بإخضاع النص في الكتاب المقدس للنقد والتحليل الإنساني، فانهم يقومون أيضاً بوضع حياتهم موضع تحليل ونقد للكلمة الحية وللروح الملهمة. ويتم التوازن بهذا الأسلوب، بين الطريقة التحليلية والطريقة الإيمانية في دراسة النص. ويعتمد أفضل تفسير للكتاب المقدس أيضا على الحكمة التي تتميز بها الجماعة المؤمنة، وليس على وعي ونظرة إنسان واحد فقط، رغم أن التاريخ يظهر أحيانا إن وجهة نظر الأقلية هي التي يمكن أن تعبر عن الحقيقة.

وتظهر روايات الأناجيل، إن السيد المسيح مثل غيره من المعلمين في الديانات الأخرى، روى القصص، من اجل الوصول إلى قلوب عامة الناس وعقولهم. ويستعمل المعلمون اليوم نفس الأسلوب لنقل الحقيقة المرتبطة بالله . هذا ومن الأهمية بمكان معرفة الأجزاء الموجودة في الكتاب المقدس وسفر التكوين والتي تأخذ طابعا قصصيا، وان نسمع الله يتحدث إلينا من خلالها بهذه الطريقة.

<font size=+1>ما هي السلطة التي يملكها سفر التكوين اليوم؟
</font></font>

يمثل سفر التكوين بالنسبة للمؤمنين اليوم، سلطة وشاهدا للإيمان، ومصدرا للوحي الإلهي. وتقوم هذه السلطة في الدرجة الأولى على الطبعة القديمة لهذا الكتاب، والروايات الموجودة فيه. كما أنها تعتمد على الحقيقة التاريخية لإسرائيل القديمة والشعوب الأخرى المذكورة في سجلات الحضارات التي ظهرت في الشرق الأوسط، خلال قرون عديدة قبل مجي ء السيد المسيح. إن الكتاب المقدس ليس عملا روائيا، وانما يحتوي من الناحية التاريخية على العديد من الروايات الموثوق بها، حول الكيفية التي قام بها الكتاب بفهم الأحداث الكبرى في تاريخ بني إسرائيل، والتي حافظت على إيمانهم، رغم معارضة كبيرة إلى هذا اليوم.
ويهتم المسيحيون بسلطة الكتاب المقدس في قضايا الإيمان والأخلاق، أكثر من اهتمامهم بسلطته في قضايا التاريخ والعلم. ولا يزال سفر التكوين يمثل سلطة كبيرة بالنسبة لهم، لأنه يعالج موضوع بدء الكون والحياة الإنسانية، ويتحدث بصورة عميقة عن حقيقة الله، وفشل الإنسان، وعمله من أجل إعادة الخلق. ويوجد في العديد من التعاليم ذات الأهمية الكبرى: هناك إله واحد خالق يهتم بكل الخلائق ويباركها. وخلق جميع الناس رجالا ونساء على صورة الله، وأعطيت له مسؤوليات في هذا الخليقة. إن الإنسان يكسر العلاقة بين الله والإنسانية وبين البشر والأرض. إن الله يدعو أبناء البشرية مثل إبراهيم، ويسبغ من خلالهم بركته على الإنسانية. وعندما نقرأ وندرس سفر التكوين، تظهر لنا الحقيقة التي نحتاج إليها في حياتنا اليوم، لأن روح الله تنير هؤلاء الذين يبحثون حقا عن الإرشاد الإلهي.

<font size=+1>د.ق. بول تونسن
</font></font>

لقراءة سفر التكوين أضغط هنا
<center>
==================
</center>
<FORM METHOD=POST ACTION="http://www.ushaaqallah.com/ubbthreads// ... hp"><INPUT TYPE=HIDDEN NAME="pollname" VALUE="1033550606Hatem">
<p>قيم هذا المقال
<input type="radio" name="option" value="1" />ممتاز.
<input type="radio" name="option" value="2" />جيد جداً.
<input type="radio" name="option" value="3" />جيد.
<input type="radio" name="option" value="4" />مقبول.
<input type="radio" name="option" value="5" />غير مفيد.
<INPUT TYPE=Submit NAME=Submit VALUE="أرسل رأيك" class="buttons"></form>

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر