ملكي صادق

مراقب: Hatem

شارك بالموضوع
Hatem
مشاركات: 520
اشترك: سبتمبر 10th, 2002, 8:50 pm

أكتوبر 2nd, 2002, 9:52 am

<u><center><font size=+3>ملكي صادق ملك سالم كاهن الله العلي</font></center></u>
<font size=+1><center>(سفر التكوين 14: 18 ـ 20)</font></center></font>

إن قصة إبراهيم وملكي صادق هي قصة موجزة وغامضة نوعا ما. نالت أهمية لدى المؤمنين من اليهود والمسيحيين، ولكنها ترتبط بعالمنا المتعدد الأديان. يخبرنا سفر التكوين (14) كيف تحالف إبراهيم وحلفاؤه من ملوك جنوب فلسطين ليهزموا الملك كدرلعومر القادم من الشمال. وبعد عودة إبراهيم من المعركة استضافه ملكي صادق وقدم له الخبز والخمر، ودعا له بالبركة ككاهن الله العلي على إبراهيم.

ويبدو أن ملك سالم لم يلعب دورا في الصراع الدائر في المنطقة، ولا يظهر ثانية في قصص الأجداد. وكان موقع اجتماعه مع إبراهيم ليس معروفا بالتحديد. تقع بلدة اسمها سالم على بعد حوالي عشرة كليومترات من مدينة سكيثوبوليس القديمة (بيت شان) ، ولكن المزمورين 76 و 110 يربطان سالم وملكي صادق بصهيون وبالتالي بأُورشليم. إن الاسمين إبراهيم وملكي صادق كلاهما سامي ويعني الأخير «ملك الاستقامة» . وان الخبز والخمر اللذان تم تقديمهما هما من ثمار مجتمع زراعي مستقر، ويتناقضان مع المجتمع الرعوي الذي يمثله مجتمع إبراهيم البدوي. إن التبادلية في القصة تؤكد كلا من النموذجين الاجتماعيين بغض النظر عن الفروق الدينية.

يقبل إبراهيم ضيافة ملكي صادق ويقدم له العشر المناسب في المقابل. يذهب إبراهيم في اللقاء التالي مع ملك سدوم إلى حد أن يتبنى اسم الكاهن ـ الملك لله، "إيلون"، الله العلي (سفر التكوين 14: 19 ـ 20، 22) . إن الاسم الإلهي إيل ، والصفة «العلي» مشتقان من الديانة الكنعانية، ولكن القصة تصف ذلك الإله بإله إبراهيم يهوه (الرب) . وتقبل بركة ملكي صادق بهذا الإله كخالق ومخلص، وتشكل بهذا خيطاً من الوحي يربط قصة آدم بقصة موسى وخروج بني إسرائيل من مصر.

وتشكل الإِشارتان الموجودتان في هذه القصة في سفر المزامير حلقة اتصال بين إبراهيم والملك داود، وهي حلقة مهمة أيضاً في المفهوم اليهودي. وبصورة مشابهة، فان قصة ملكي صادق مهمة للمسيحيين، لان الرموز التي يمثلها الخبز والخمر ومدينة أُورشليم ودور الكاهن مهمة في قصة عيسى المسيح. وهكذا تعتبر قصة ملكي صادق حلقة اتصال هامة بين إبراهيم والمسيح. وتستعمل الرسالة إلى العبرانيين الإشارة التي وردت في المزمور 110 لوصف المسيح بأنه «كاهن على رتبة ملكي صادق» ، ولذلك فهو لا يخضع لمتطلبات الكهنوت اللاوي الذي تم تأسيسه في الشريعة الموسوية. إن قرابين الهيكل اليهودي لا تظهر ضمن كهنوت يسوع، والميثاق الإلهي مفتوح لجميع البشرية. ويمثل الخبز والخمر اللذين يشترك فيهما المسيحيون على مائدة المناولة، تقديم ضيافة الله للجميع ،والاشتراك المتبادل للجميع في جماعة ميثاق الله.

ويجب أن ندرك أن قصة ملكي صادق تحتل أهمية بالنسبة للناس اليوم بغض النظر عن الطريقة التي أدرك فيها اليهود والمسيحيون المعنى فيها. أنها تؤكد أولاً على العلاقات السلمية بين إبراهيم والملوك الكنعانيين . وتَشْمَلُ حكمة وعد الله لإِبراهيم، وهي أن يسبغ البركة على إبراهيم وأحفاده، جميع الذين يقدمون الضيافة لهم (سفر التكوين 12: 1 ـ 3) . وان ملكي صادق هو الأول في المشاركة في هذه البركة المتبادلة.

تؤكد قصة ملكي صادق على الفكرة الكنعانية للألوهية، والدور الذي يقوم به ملك كنعاني ككاهن الله. ونجد مظهرا مشابها في قصة بلعام في سفر العدد والذي يعترف به كنبي الله العلي بالرغم من انه ليس من بني إسرائيل . وتقر مثل هذه القصص وجود وحي لشعب إبراهيم خارج نطاق مجتمعهم. يوجد في الكتاب المقدس اليهودي عدد كبير من هذه القصص للعديد من غير الإِسرائيليين الذين يتلقون الوحي الإلهي، وينفذون إرادة الله مثل هاجر ولوط في سفر التكوين. وان معرفة هذه القصص السلمية له أهمية كبيرة عند قراءة النصوص المقدسة الأخرى، التي تتحدث عن النزاع. وانه من المهم أيضاً أن نسمع صوت الله اليوم من أنحاء غير متوقعة.


ميريل كتشن
</font>


<center>
==================
</center>
<FORM METHOD=POST ACTION="http://www.ushaaqallah.com/ubbthreads// ... hp"><INPUT TYPE=HIDDEN NAME="pollname" VALUE="1033552371Hatem">
<p>قيم هذا المقال
<input type="radio" name="option" value="1" />ممتاز.
<input type="radio" name="option" value="2" />جيد جداً.
<input type="radio" name="option" value="3" />جيد.
<input type="radio" name="option" value="4" />مقبول
<input type="radio" name="option" value="5" />غير مفيد
<INPUT TYPE=Submit NAME=Submit VALUE="أرسل رأيك" class="buttons"></form>

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر