أرض الميعاد

مراقب: Hatem

شارك بالموضوع
Hatem
مشاركات: 520
اشترك: سبتمبر 10th, 2002, 8:50 pm

أكتوبر 2nd, 2002, 11:14 am

<u><center><font size=+3>أرض الميعاد
</font></center></u>

- في نهاية القرن العشرين كانت مسألة الحق في الأرض أحد أهم القضايا بالنسبة لكثير من الأمم. وعلى امتداد القرون الثلاثة الماضية تعرضت حدود الأراضي التقليدية لكثير من الشعوب إلى الانتهاك سواء من قبل جيران لها أو من قبل قوات احتلال استعمارية. وتتضمن معتقدات كثير من الشعوب قصصا قديمة تؤيد ادعاءاتها الحالية في ملكية أراضي تقليدية لها منها الشعب الإسرائيلي والشعب العربي . ويصف سفر التكوين وغيره من كتب التوراة أرض كنعان على انها هدية من الرب لإبراهيم وأنساله. ومنذ 150 سنة أصبحت القضية ذات حساسية بالغة ومسألة يدور حولها الجدل، بعد أن استخدمها اليهود حاليا أساسا لمطالبتهم بهذه الأرض.

وترد فكرة وعد الله لليهود القدامى بأرض فلسطين في القرآن كذلك ولكن دون تحديد الأرض بالاسم، إذ تشير سورة المائدة (5: 20 ـ 26 ) إلى ذلك الزمن الذي دعا فيه الرب موسى لقيادة شعبه إلى الأرض وعدم الاستماع للتقرير المثبط للعزائم حول الأرض الذي جاء به أولئك الذين أرسلوا ليستطلعوا حال تلك الأرض . وقد حثّ موسى قومه بهذه الكلمات التي تقول: [السورة 5 الآية 21]. ومن خلال العبارة «الأرض المقدسة» والتعبير «كتب» يقرّ القرآن بوجود رباط إلهي بين الآباء الأولين وهذه الأرض.

لكي نفهم مفهوم الوعد في نصه الأصلي في التوراة علينا النظر في فكرة الأرض الموعودة في المصادر التالية:
1) نص عهد الرب مع إبراهيم؛
2) بقية سفر التكوين؛
3) الكتب الأخرى للتوراة؛
4) الإنجيل،
وبعد ذلك ننظر في :
5 ) كيف يمكن فهم فكرة الأرض الموعودة اليوم.

<font size=+1><u>1 - الأرض الموعودة في نص عهد الرب مع إبراهيم:
</font></font></u>

تدل الإشارات الموجودة في سفر التكوين إلى العهد الذي أعطاه الرب لإبراهيم على أن هدية الأرض كانت واحدة من أربعة وعود هامة، وعليه فإن فهمنا للأرض الموعودة يجب أن يأخذ في الاعتبار الوعود الثلاثة الأخرى والتي تتعلق:
(1) بالأمة: «فأجعل منك أمة كبيرة» ( 12 : 2 )
(2) بمباركة جميع البشر: «وأبارك مباركيك، وألعن لاعنيك، وتتبارك فيك جميع أمم الأرض» ( 12:2 ـ 3 ) .
(3) بالأرض : «... وأهبك أنت وذريتك من بعدك جميع أرض كنعان التي نزلت فيها غريبا، ملكا أبديا» ( 17 : 8)
(4) بالعهد : «وأقيم عهدي الأبدي بيني وبينك وبين نسلك من بعدك جيلا بعد جيل، فأكون إلها لك ولنسلك من بعدك» (17 : 7 ) .
وتجدر الملاحظة هنا إلى أن الوعد بالأرض الذي أعطى لإبراهيم لم يكن جزءا من الوعود الأولى (12: 7) ولكنه برز لاحقا كواحد منها (22 : 17) . ولذا فإن الوعد بأمة تكون شعب الرب له أولوية على الوعد بأرض. فالوعد بالأرض في سفر التكوين هو جزء من غرض إلهي أوسع يشمل الناس أجمعين، ويأتي بالبركة لجميع الجنس البشري ولجميع الناس في مختلف بقاع العالم. وفي قصة إبراهيم يعتبر هذا الغرض الشامل شيئا أساسيا.

<font size=+1><u>2 - موضوع أرض الميعاد في بقية أجزاء سفر التكوين : </font></font></u>
تبدو أهمية موضوع الأرض في مراحل عدّة من الفصول الباقية من سفر التكوين. وقد سجلت كثير من الأحداث التي تجعل القارئ يتساءل كيف يمكن للرب أن ينفذ وعده الخاص بالأرض في الوقت الذي برزت فيه مشاكل عدة متتالية كانت بمثابة عقبات تعوق تنفيذ وعد الرب. غير أن التغلب على هذه العقبات أبرز الأهمية المتواصلة للوعد بالأرض . من ذلك قصة الرحلة الأولى لإبراهيم خلال تلك الأرض والتي تلتها مباشرة قصة المجاعة التي أجبرت إبراهيم على الهجرة لبعض الوقت إلى مصر (12 : 12 ـ 20 ) . وتجعل هذه القصة القارئ يتساءل كيف سيفي الرب بوعده بإعطاء اليهود أرض كنعان في الوقت الذي كان إبراهيم سيستقر في مصر.
عندما عاد إبراهيم من مصر إلى الأرض بالقرب من بيت إبل نشب عراك بين رعاة مواشيه ورعاة مواشي قريبه لوط (13 : 1 ـ 18 ) وقد توصلا إلى تسوية سلمية للخلاف بالافتراق عن بعضهما البعض فاختار لوط الإقامة في المراعي الغنية بوادي الأردن، بينما اختار إبراهيم منطقة الهضاب حول حبرون إلى الغرب من الأردن. ويروي (الإصحاح 14) من سفر التكوين كيف عقد إبراهيم معاهدة مع العموريين المقيمين حول حبرون لتنظيم مسألة استخدام الأرض في المنطقة .
بقي إبراهيم بعد إقامته في أرض كنعان بضع سنوات يعيش حياة الترحال، ولم يكن له حتى ذلك الحين ولد يمكن أن تنفذ الوعود من خلاله . ومع أن الرب عاد وأكد وعده لإبراهيم بولد وأرض (15 : 1 ـ 7 ) إلا أن إبراهيم ظلّ يطلب من الرب مزيدا من التأكيد على ذلك . وأعطى الرب إبراهيم علامة وتأكيدا آخر مرتبطين بأضحية ورسم حدود الأرض بالقول: «من وادي العريش إلى النهر الكبير، نهر الفرات» (15 : 18 ) . وبعد ذلك قضى إبراهيم بضع سنوات في السهول الساحلية وفي هضاب بئر السبع وهي مناطق كانت تحت سيطرة الفلسطينيين. وبقي حتى ذلك الحين غريبا (20 : 1! 21 : 34 ) ولكنه كان يمتلك ثروة ومكانة كافيتين لعقد ميثاق مع الملك أبيمالك (21 : 27 )
عندما توفيت زوجته كان إبراهيم ما يزال يعيش حياة شبه بدوية، ولم يكن يملك أي قطعة أرض . ولهذا السبب اكتست مسألة شرائه لقطعة أرض أهمية بالغة، وقد خصص الإصحاح 23 من سفر التكوين كله لقصة شرائه من الحثيين حقل عفرون ومقبرة فيها عند مكفيلة . وكان الحثيون فيها عرضوا عليه في البداية أفضل مقابرهم ليدفن فيها زوجنه إلا أن إبراهيم لم يكن يطلب إحسانا وأصرّ على شراء قطعة أرض لنفسه بثمن كامل. وقد بلغت القصة قمتها عندما سلمت الأرض لإبراهيم كملك خاص له وكان الحثيون جميعا يقفون على باب المدينة شهودا على عملية التسليم. ويدلل دفن سارة في أرض كنعان على الأهمية الثقافية والروحية للأرض مقارنة بقيمتها الاقتصادية، وهو أمر نفهمه الآن بصورة أوفى من خلال تجربة الشعوب الأصليين في العصور الحديثة .
إن الروايات الموجزة عن ابني إبراهيم، إسماعيل وإسحاق، تعكسان الوعود السابقة في خلق أمة كبيرة ( التكوين 17 : 29؛ 26 : 4 ) . ومما يلاحظ أن إسحاق أيضا تلقى الوعد بالأرض في الوقت الذي كان مايزال غريبا بأرض كنعان (26 :3)
وورث يعقوب الوعود ذاتها (28 : 13 ؛ 35 : 12 ) ولم تكن وضعيته مختلفة عن وضعية إسحاق. كما أن يعقوب اضطر بسبب مجاعة ثانية إلى إرسال أبنائه إلى مصر لشراء الأغذية، وكان وقتها طاعنا في السن وكان ابنه يوسف قد بيع عبدا إلى مصر . ومرة أخرى بدا أن الوعد بالأرض لم يكن سينفذ على الأرجح . وفي هذا الوقت كان لليهود ( بني إسرائيل ) أراضيهم الخاصة في جاسان .
غير أن الفصول الأخيرة من سفر التكوين تحكي كيف أن يعقوب (47 : 29 ـ 33 ) ومن بعد ذلك يوسف (50 : 24 ـ 26 ) قد ضمنوا أن يدفنهما أبناؤهما في أرض كنعان، وهو ما حصل بالفعل. وتوصف أرض كنعان الآن بأنها «الأرض التي وعد الرب بها إبراهيم وإسحاق ويعقوب» ، إبرازا لأهمية أرض الميعاد.

<font size=+e><u> 3 - موضوع الأرض في بقية أجزاء التوراة:</u></font></font>
يصف سفر الخروج الذي يأتي مباشرة بعد سفر التكوين كيف أصبح بنو إسرائيل عبيدا بعد عدة أجيال في مصر، وكيف جاءهم الخلاص من الرب بمعجزة، وكيف بدأوا رحلتهم عائدين إلى أرض كنعان. ويروي سفرا يشوع والقضاة كيف استقر بنو إسرائيل في أرض كنعان عن طريق الهجرة السلمية حينا وعن طريق الفتح حينا آخر، وذلك بعد قضائهم أربعين سنة تائهين في سيناء.
ويتفق الكتابان على أن بني إسرائيل استمروا في مقاسمة السكان الأصليين الأرض كما فعل آباؤهم القدامى من قبل .
يقدم العهد القديم خمسة مفاهيم حول أرض الميعاد هي : أن الأرض تعود للرب؛ وأن ملكية الأرض مشروطة بطاعة الرب؛ وأن عودة المنفيين لاستعادة ملكية الأرض تعتمد على عبادتهم للرب، وأن عودتهم ستترافق مع تجديد روحي بين الناس، وانه سيأتي يوم تتحول فيه الأرض إلى آخرين وأن الظلم سيسود . وفيما يلي تفصيل بذلك :
1 ـ تؤكد شريعة موسى بأن «الأرض لا تباع مطلقا لأن الأرض لي وأنتم غرباء ونزلاء عندي» (سفر اللاويين 25 : 23 ) . وقد تمّ تشجيع بني إسرائيل على الاعتقاد بأن الأرض ملك للرب وأنهم ليسوا سوى أمناء عليها باسم الرب .
2 ـ جاء في خطاب موسى إلى بني إسرائيل في بداية سفر التثنية أن استمرار بني إسرائيل في ملكية الأرض يعتمد على محافظتهم على عبادة صحيحة . أما إذا لم يعيشوا طبقا لشريعة الرب فإنهم يفقدون الحق في العيش هناك وسيلقى بهم خارج الأرض : «وإذا .... غويتم ونحتّم لكم تمثالا لصورة شيء ما، وارتكبتم الشرّ في عيني الرب إلهكم لإثارة غيظه فإنني أشهد عليكم اليوم السماء والأرض، أنكم تنقرضون سريعا من الأرض التي أنتم عابرون نهر الأردن إليها لترثوها» (سفر التثنية 4 : 25 ، 26 ) . وردا على عبادتهم للأصنام فإن الرب سيشتتهم بين الأمم . وعندما استولى البابليون على القدس في العام 586 قبل المسيح وأخذوا شعب اليهودية إلى المنافي عبيدا، شرح أنبياء إسرائيل للناس بأن ذلك كان حكما من الرب عليهم بسبب عصيانهم .
3 ـ ويتكهن خطاب موسى ذاته بعودة المنفيين إلى أرض كنعان حالما يعودون إلى الرب نادمين : «وإذا .... رجعتم إلى الرب إلهكم أنتم وبنوكم وسمعتم لصوته من كل قلوبكم ونفوسكم .... فإن الرب إلهكم يرد سبيلكم ويرحمكم ويلمّ شتاتكم من بين جميع الشعوب الذين نفاكم الرب إلهكم إليهم» (سفر التثنية 30: 2،3 ) ونتيجة لندمهم يعود الناس للأرض من منفاهم في بابل .
4 ـ الجدير بالملاحظة هنا هو أن أنبياء إسرائيل فهموا العودة إلى الأرض لا باعتبارها مكسبا ماديا وإنما باعتبارها وسيلة للتجدد الروحي بين الناس. وقد ظهر هذا المفهوم بعد في خطاب موسى في سفر التثنية حيث تمثل المحبة بين الرب وشعبه موضوعا مركزيا . ويتحدث سفر إرميا عن عهد جديد مكتوب في قلوب الناس، كما أننا نقرأ في سفر حزقيال ما يلي: «وأرش عليكم ماء نقيا فتطهرون من كل نجاستكم ومن كل أصنامكم، وأهبكم قلبا جديدا، وأضع في داخلكم روحا جديدة، وأنتزع من لحمكم قلب الحجر وأعطيكم عوضا عنه قلب لحم. وأضع روحي في داخلكم فأجعلكم تمارسون فرائضي وتطيعون أحكامي عاملين بها، وتستوطنون الأرض التي وهبتها لآبائكم وتكونون لي شعبا وأنا أكون لكم إلها» ( سفر حزقيال 36 : 25 ـ 28).

<font size=+1><u> 4 - أرض الميعاد في الإنجيل : </font></font></u>
مع قدوم المسيح كان الشعب اليهودي قد انتظر قرابة ستة قرون حتى تستعيد إسرائيل كيانها كأمة حرّة . وكان اليهود يعتقدون أنه عندما يصبح لهم دولة يهودية مستقلة فأنهم سيكونون قادرين على إتباع شريعة الرب بصدق أكبر . وخلال هذه القرون الستة خضع اليهود لسلطة فارس ثم اليونان والرومان . وقد كان بين اليهود في زمن المسيح كثيرون ممن كانوا يأملون أن يمكّنهم الرب من طرد الرومان من أرضهم . وكانوا يأملون أن تتحقق وعود الأنبياء عن ذلك الطريق .
لقد فهم المسيح تلك الآمال، وعندما بدأ في إعلان تعاليمه لخصّ رسالته بالقول بأن الزمان الذي كان يتطلع إليه الأنبياء قد حلّ بالفعل : «قد اكتمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالإنجيل» (إنجيل مرقص 1 : 15 ) . غير أن المسيح لم يكن يشير إلى ملكوت الأرض ولم يقدم نفسه على أنه زعيم سياسي أو عسكري سوف يتصدى للرومان، ولم يتحدث البتة عن استعادة دولة اليهود في أرض الميعاد، بل إنه ذكر الأرض فقط من خلال الإشارة إلى (المزمور 37 : 11) الذي جاء فيه : «طوبى للودعاء لأنهم سيرثون الأرض» . وقد تجاوز المسيح هذه الأرض إلى الأرض كلها التي يفهم أنها ملكوت السماء الروحي . وكان المسيح ينادي بأن الله سوف يقيم حكمه الملكي ليس من خلال دولة يهودية مستقلة ( في أرض كنعان ) وإنما سيقيمها من خلاله ومن خلال أتباعه . أما الأمر البارز في مفهوم المسيحيين فهو أن أرض الميعاد وسيلة وليست غاية .

بعد أن بعث المسيح وقبل أن يصعد إلى السماء أخبر حوارييه أن يأخذوا الرسالة عنه إلى مختلف أصقاع الأرض قائلا: «... حينما يحل الروح القدس عليكم تنالون القوّة وتكونون لي شهودا في أورشليم واليهودية كلها وفي السامرة وإلى أقاصي الأرض» (أعمال الرسل 1: 8 ) . وعليه، فإن مملكة الرب لم تكن كيانا سياسيا ولم تكن فقط للشعب اليهودي الذي يعيش على الأرض وإنما كانت شيئا روحيّا يخص جميع الناس من مختلف أمم الأرض الذين يعترفون بأن حكم الرب قد بدأ في القدوم إلى الأرض من خلال حياة وموت وبعث عيسى المسيح . وكان التحوّل الروحي علامة على الناس الداخلين إلى مملكة الرب . وتصف كتابات أخرى في الإنجيل العضوية في المجتمع المسيحي المؤمن على أنها مواطنة سماوية . وبغض النظر عن الظروف السائدة على الأرض فإن منزلنا مع الله. ويقول المسيح إن الله قد جعل منزله في حياة البشر من خلال حضور روحه (يوحنا 14 : 15 ـ 17 )
بالنسبة للمسحيين، تعتبر حياة المسيح وتعاليمه أمرا ضروريا للتفسير المسيحي المناسب " لأرض الميعاد " . فهم يقرأون التوراة على ضوء العهد الجديد محاولين تفسيره كما رآه المسيح وحواريوه . وهم حين يفعلون ذلك، فإنما يفسرون الوعود الأربعة المختلفة التي يتضمنها العهد الذي أعطي لإبراهيم مع التركيز على شموليته الواسعة. وفيما توجد وجهات نظر مسيحية متعددة حول هذا الموضوع فإن كثيرا من المسيحيين يعتقدون بأن جميع الوعود المختلفة التي يتضمنها العهد الذي أعطاه الرب لإبراهيم حول الأمة، والبركة لجميع البشر، والأرض والعلاقة بين الرب وشعبه ـ تجد تجسيدا لها في مملكة الرب القادمة من خلال المسيح، وذلك على ضوء مايلي :
ـ إن الوعد بأمة عظيمة لم يعد محدَّداً بالنسل الجسدي لإبراهيم ولكنه مفتوح لجميع الناس من جميع الأمم ممن يدخلون مملكة الرب المتمثلة في المسيح،
ـ إن بركة الرب لا تقتصر على شعب واحد أو بلد واحد وإنما هي متاحة للجميع من خلال إنجيل يسوع الشامل،
ـ إن وعد الأرض باعتبارها ميدان حكم الرب لا يتم الوفاء به بشكل دولة سياسية على أرض فلسطين، ولكنه يتم في حياة الناس عبر مختلف أرجاء العالم ممن يعيشون تحت سلطة الرب ويتبعون تعاليم المسيح،
ـ إن ميثاق العلاقة بين الرب والشعب اليهودي والذي جاء المسيح برسالته الجديدة في إطاره، هو الوسيلة التي يوفر الرب من خلالها ميثاقا جديدا مفتوحا للجميع .
عندما يتم تفسير فكرة " أرض الميعاد " في ضوء الاعتقاد بأنها تتجسد في المسيح، يصبح النظر إلى أرض فلسطين على أنها بكل بساطة المسرح الذي يكشف فيه الرب عن نفسه تدريجيا . وعندما دعا الرب إبراهيم وأحفاده، أبناء إسرائيل، للعيش في أرض فلسطين فإنما أراد من خلالهم ومن خلال تاريخهم، أن يكشف عن نفسه في يوم ما وبشكل أكثر اكتمالا إلى الجنس البشري بأجمعه . ولقد بلغت عملية الكشف التدريجية هذه ذروتها بقدوم المسيح. ومن خلال حواريي المسيح وصلت الرسالة بما فعله الرب إلى العالم أجمع .

<font size=+1><u> 5 - كيف نفهم اليوم أرض الميعاد :</font></font></u>
بالنسبة لليهود والمسيحيين والمسلمين تكتسي منطقة فلسطين أهمية خاصة سواء من الناحية التاريخية أو الروحية. فجميع المسيحيين ينظرون إليها باعتبارها المكان الذي كشف فيه الرب عن نفسه تدريجيا من خلال إبراهيم وبني إسرائيل وفي شخص المسيح . غير أن هناك ادعاء لا سند له تطلقه شفاهة بعض المجموعات المسيحية يقول بأن دولة إسرائيل المستعادة هي العنصر الأساسي لقيام مملكة الرب على الأرض. غير أن تعاليم المسيح والإنجيل لا يؤيدان قيام أي دولة سياسية أو أي كيان سياسي آخر في فلسطين . فعندما جاء عيسى المسيح لم يعد تعبير" أرض الميعاد " ذا معنى خاص بالنسبة له ولحوارييه، ذلك لأن الغرض الأصلي للرب من إعطاء الأرض لإبراهيم ونسله قد تحقق. فالغرض النهائي للرب من إعطائهم " أرض كنعان " قد تكشّف وتحقق في " مملكة الرب " التي بدأت بقدوم عيسى المسيح . وقد رفض عيسى آمال بعض حوارييه الذين كانوا يتطلعون إلى استعادة مملكة اليهود، وقدّم بدلا من ذلك رؤية لمملكة جديدة توحّد جميع الناس من يهود وغير يهود في مجتمع ديني حقيقي .
<center>كولن شابمان
</font></center>

<center>
========================
</center>
<FORM METHOD=POST ACTION="http://www.ushaaqallah.com/ubbthreads// ... hp"><INPUT TYPE=HIDDEN NAME="pollname" VALUE="1033557243Hatem">
<p>قيم هذا الموضوع
<input type="radio" name="option" value="1" />ممتاز.
<input type="radio" name="option" value="2" />جيد جداً.
<input type="radio" name="option" value="3" />جيد.
<input type="radio" name="option" value="4" />مقبول.
<input type="radio" name="option" value="5" />غير مفيد.
<INPUT TYPE=Submit NAME=Submit VALUE="أرسل رأيك" class="buttons"></form>

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر