أسماء الله في سفر التكوين

مراقب: Hatem

شارك بالموضوع
Hatem
مشاركات: 520
اشترك: سبتمبر 10th, 2002, 8:50 pm

أكتوبر 3rd, 2002, 5:32 am

<u><font size=+3><center>أسماء الله في سفر التكوين
</font></center></u>

قال المسيح سلامه علينا: «أيها الآب مجِّد اسمك. فجاء صوت من السماء: مجدّتُ، وأُمجِّدُ أيضاً» (بشارة يوحنا 12:28) . {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {180} . [سورة الأعراف، الآية 180].
إن معرفة أسماء الله والدعاء بها تقودنا إلى معرفة وثيقة لشخصه تعالى وبالتالي تساعدنا على النمو في إيماننا. انطلاقاً من هذا الأمر جاءت هذه الدراسة التي تهدف للتعرف إلى أسماء الله المستعملة في الكتاب الأول من التوراة الشريفة، كتاب التكوين ومقارنتها مع أسماء الله الحسنى.

<u><font size=+1>· أهمية «الاسم» في الكتابات القديمة:
</u></font></font>
ليس الاسم مجرد مجموعة من الأحرف يتم تركيبها لتطلق بشكل عشوائي على شخص أو شيء ما، بل يرتبط ارتباطاً وثيقاً بذلك الشيء أو الشخص. وبهذا الارتباط يهدف الاسم إلى تحقيق نوع من التمايز بين الأشخاص أو الأشياء. يظهر هذا المفهوم للاسم في الكتابات القديمة كما في الملحمة البابلية «إينوما إليش» حيث يتزامن الاسم مع ترتيب الخليقة. ونقرأ في التوراة عن قصة الخلق: «وجبل الرب الإله من الأرض كل حيوانات البرية وكل طيور السماء، فأحضرها إلى آدم ليرى ماذا يدعوها، وكل ما دعا به آدم ذات نفس حية فهو اسمها» (تكوين 2:19) .
يتماثل ما جاء في هذا النص مع ما ورد في القرآن الكريم:{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {30} وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {31} [البقرة: الآية 30 ـ 31] وعندما أحضر الله حواء إلى آدم نراه يخلع عليها اسماً وينشد قائلاً: «هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي. هذه تدعى امرأة لأنها من امرئٍ أخذت» ، و «دعا آدم اسم امرأته حواء لأنها أم كل حي» (تكوين 2:23، 3:20 (إن معرفة اسم شخص ما أو تسمية شخص ما تفيد الحصول على قدر من السلطة على ذلك الشخص، فالله تعالى يعطي الكواكب أسماء لأنه خالقها (مزمور 147: 4، انظر أيضاً تكوين 32: 29 ـ 30، إشعياء 43:1) وفي الشرق الأدنى القديم كانت معرفة اسم أحد الآلهة تفيد أن العابد له حق باستعمال قوة ذلك الإله. وفي كثير من الديانات يتم تكرار اسم أو أسماء الإلهة بهدف استدعاء الآلهة للحضور للقيام بتنفيذ رغبة الذي يدعوها. وقد حرّمت التوراة الشريفة في الوصايا العشر مثل هذا الاستعمال «السحري» لاسم الله (خروج 20:7) .

من ناحية أخرى، كان الاسم في الشرق الأدنى القديم يشير إلى هوية الشخص ويكشف شخصيته. وإذ نطالع صفحات التوراة نرى ارتباط معنى الاسم بالشخص الذي يطلق عليه الاسم المعين. فالاسم إسحق يتضمن معنى الضحك وهو الأمر الذي فعلته سارة عندما أعلمها الملاك بأنها ستحبل بابن (تكوين 17: 17 و19 و18:12) ، والاسم يعقوب يعني المتعقب، وقد تعقب شقيقه عيسو (تكوين 27:36) وهكذا دواليك.. وما نزال في الوقت الحاضر نطلق الأسماء على أولادنا وبناتنا تيمناً بالرجال العظام والنساء الفاضلات والأنبياء الكرام راجين أن تعكس حياة أولادنا الصفات الحميدة التي كانت لتلك الشخصيات. ومن الصعب جداً أن نتخيل عالماً لا توجد فيه أسماء للأشياء أو للأشخاص. وإذا كانت هناك أسماء للأشياء والأشخاص فمن الطبيعي أيضاً أن يكون لله تعالى أسماء تعكس صفاته الربانية وتمايزه عن سواه.


<u><font size-+1>· ما هي أسماء الله في كتاب التكوين؟
</u></font></font>
جاء في كتاب معجم أسماء الله الحسنى لمؤلفه سيد أحمد محسب مرسي (بيروت: المكتبة الثقافية، 1993، ص 5) : «لقد انفرد القرآن دون التوراة ودون الإنجيل بتنزيل أسماء الله وصفاته لنتبين مسألة الكشف عن الذات الإلهية والذات الربانية...» ويميز المؤلف في كتابه بين ثلاثة أنواع من الأسماء الحسنى لله تعالى: الأسماء الزوجية مثل السميع ، البصير ، الأسماء الفردية مثل المهيمن ، الأسماء الرمزية مثل «ألم» . إن الأسماء الرمزية غير موجودة في كتاب التكوين، أما الأسماء الفردية فهي متوافرة فيه. أما بالنسبة للأسماء الزوجية فإن لدينا في كتاب التكوين ما يعرف بالأسماء المركبة.

<u><font size=+1>1. (إيـــل)
</u></font></font>
يعتبر الاسم «إيل» من أقدم الأسماء التي تشير إلى الألوهية بشكل عام، وقد ورد هذا الاسم مراراً عديدة في النصوص القديمة للشعوب السامية. ويشير الدارسون إلى أنه في النصوص الأوغاريتية التي تم اكتشافها في رأس شمرا، شمال سوريا، يطلق هذا الاسم على الكائن الخالق أو على الإله الأعظم بين الآلهة الأخرى. أما في كتاب التكوين فقد ورد هذا الاسم عندما بنى يعقوب مذبحاً ودعاه «إيل» إله إسرائيل (33:20) . وبسبب الصفة العمومية في الإشارة إلى الألوهية في اسم «إيل» يتم في التوراة إضافة صفة أو كلمة أخرى إلى الاسم كما في حادثة إنقاذ الله لهاجر وإسماعيل: «فدعت اسم الرب الذي تكلم معها: «أنت إيل رئي» . لأنها قالت: أههنا أيضاً رأيت بعد رؤية؟ (تكوين 16:13) ، أو في حادثة ظهور الله ليعقوب وإعلانه تعالى عن نفسه: «أنا إله بيت إيل» (تكوين 31:13) . (انظر أيضاً تكوين 35:7، تثنية 5:9) .

<u><font size=+1>2. (إلوهيم)
</u></font></font>

يستهل كاتب كتاب التكوين بالقول: «في البدء خلق الله (إلوهيم) السماوات والأرض» (1:1) . لغوياً ترتبط كلمة «إلوهيم» بكلمة «إيل» وانتهاؤها بـ«يم» يفيد أنها في صيغة الجمع. وتختلف ترجمتها في التوراة العربية بما يتوافق مع السياق والقرينة. وإلى القارئ الكريم بعض الأمثلة:
أ ـ صيغة الجمع الحقيقي (إلوهيم بمعنى آلهة) : «آلهة (إلوهيم) المصريين» (خروج 12:12) ، «الآن علمت أن الرب أعظم من جميع الآلهة (إلوهيم)» (خروج 18:11) ، «اسجدوا له يا جميع الآلهة (إلوهيم)» (مزمور 97:7) .
ب ـ صيغة المفرد (إلوهيم بمعنى الله الواحد الأحد) : يشكل الإيمان بوحدانية الله الدافع الرئيسي لترجمة كلمة «إلوهيم» بـ «الله» وهذا ما نجده في آيات عديدة من التوراة. وهذا الاسم «إلوهيم» أصبح في المفهوم الكتابي مرادفاً إلى حد ما للاسم «يهوه» الأمر الذي نلاحظه بوضوح بالغ في كتاب المزامير (الزبور) . إذ بينما يرد اسم «يهوه» مئات المرات في هذا الكتاب نجد الاسم «إلوهيم» مرادفاً لاسم «يهوه» في كثير من المزامير وخاصة في ما يعرف ب «المزامير الإلوهيمية» (مزمور 42:83) .

<u><font size=+1>3. (يهوه)
</u></font></font>
يختلف الباحثون في تحديد مصدر الاسم «يهوه» ، فمنهم من يعتقد أنه يشتق من جذر عربي يفيد معنى الهواء وبأن إله العاصفة كان قد عُرف بهذا الاسم، ويعتقد البعض الآخر أنه اختصار للاسم «يائو» الذي كان سائداً في بابل القديمة. ويعتقد آخرون أن الاسم «يهوه» يشتق من الجذر العبري «هـ ي ي» أو «هـ و ي» أو «هـ ي هـ» أي «كان، يكون» ومن الممكن ترجمته بـ «الكائن» أو «الواجب الوجود» أو «القيوم» . وعلى الرغم من أهمية معرفة معنى الاسم لغوياً إلا أنه بالأولى معرفة ماذا أراد الله تعالى أن يعلن للبشرية من جراء إعلانه عن هذا الاسم وأيضاً ماذا عنى هذا الاسم للأشخاص الذين عرفوه واستعملوه.
يعتبر الاسم «يهوه» اسماً شخصياً لله تعالى الأمر الذي نراه واضحاً في كتاب التكوين: «فبنى [إبراهيم] هناك مذبحاً للرب [يهوه] ودعا باسم الرب [يهوه] (12: 8ب، انظر أيضاً 13:4 و26:25) .
أما في كتاب الخروج فيعلن الله عن اسمه لموسى النبي (عليه السلام): «وقال الله أيضاً لموسى هكذا تقول لبني إسرائيل يهوه إله آبائكم إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب أرسلني إليكم هذا اسمي إلى الأبد وهذا ذكري إلى دور فدور» (3: 15) . إن الإشارة إلى مفهوم الكينونة في اسم «يهوه» لا ينبغي أن تُفهم بأنها إشارة إلى كائن جامد بل إلى شخص حي يتدخل في تاريخ الشعوب وبالأخص في تاريخ عباده الأوفياء. فما فعله في الماضي يستطيع أن يفعله في الحاضر وما يفعله في الحاضر يستطيع أن يقوم به في المستقبل. إن هذا المفهوم لنشاط الله تعالى ينبغي أن يمنحنا الثقة في حياتنا بينما نواجه متغيرات الحياة ومتاعبها.
لقد أدرك العبرانيون منذ القديم قدسية اسم «يهوه» فامتنعوا عن استعماله في أحاديثهم العادية، وتجنبوا النطق به عند تلاوة نصوص التوراة الشريفة. كان القارىء لهذه النصوص يستعيض عنه بكلمة «أدوناي» ومعناها «سيدي» أو «ربي» ، وفي بعض الأحيان بالكلمة العبرية «هاشيم» ومعناها «الاسم» وما زال هذا التقليد جارياً في الأوساط اليهودية إلى يومنا هذا.
يؤكد كتاب التثنية على وحدانية يهوه: «الرب [يهوه] إلهنا ربّ واحد. فتحب الرب [يهوه] إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك» (6:4و5) . إن يهوه الواحد الأحد لا يقبل وجود آلهة أخرى سواه: «أنا هو الرب [يهوه] إلهك لا يكن لك آلهة أخرى أمامي. لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً صورة ما مما في السماء من فوق وما في الأرض من أسفل وما في الماء من تحت الأرض» (تثنية 7:5و8) . ويوصي يهوه الشعب بأنه عليهم أن يخربوا جميع أماكن العبادة الوثنية وأن يمحوا أسماء الآلهة (تثنية 12:1-3) فالله لا يحتمل وجود أية عبادة لآلهة أخرى ولا وجود أسماء أخرى إلا اسمه المبارك، فاسمه وحده تعالى ينبغي أن يحصل على كل الكرامة والإجلال والتعظيم. ويضع القائد يشوع، خلف النبي موسى (عليه السلام) تحدياً أمام الشعب قائلاً: «اختاروا لأنفسكم اليوم من تعبدون وأما أنا وبيتي فنعبد الرب [يهوه] (يشوع 24:15، أقرأ أيضاً كامل الفصل (الإصحاح الرابع والعشرين) . وهنا لا بد من الإشارة إلى أن القرآن الكريم يشير إلى الله «الواحد» أكثر من عشرين مرة، ولكن لا يرد هذا الاسم الشخصي، يهوه، لله في القرآن الكريم.



<u><font size=+1>4. (العليّ)
</u></font></font>4.
يرد اسم «العلي» أربع مرات في المقطع الذي يصف لقاء ملكي صادق ملك شاليم بأبينا إبراهيم (عليه السلام) وفيه يصرّح إبراهيم (عليه السلام) قائلاً : «رفعت يدي إلى الرب الإله العلي مالك السماء والأرض» (تكوين 14:22) . وفي هذه المرات الأربع يترافق الاسم «العلي» مع كلمة «الله» أو تعبير «الرب الإله» . وبينما الاسم «العلي» يشير إلى السمو والعظمة والرفعة تشير كلمة «الله» وتعبير «الرب الإله» إلى الإلوهية.
يعرف الله تعالى بـ «العلي» ثمان مرات و بـ «المتعالي» مرة واحدة في القرآن الكريم. كما إن تعبير "مالك السماء والأرض في فحواه يرادف مضمون كلمة «العليّ» ، ونقرأ في القرآن الكريم:{ قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [سورة الزمر 44] .
إن معرفتنا لله "كالعلي" و"كملك السماوات والأرض" ينبغي أن تقودنا إلى مواقف أربعة. أولاً، إنها تقودنا إلى الشعور بالأمان إذ ندرك أن الله هو في الأعالي في موقع السيادة والهيمنة والسلطان وهو تعالى يرى كل ما نواجه في حياتنا من ظروف وأحداث. ثانياً، إن هذه المعرفة تحثنا على تقديم العبادة والمخافة والسجود لهذا الإله العظيم خالق ومالك السماوات والأرض. ثالثاً، تنشئ هذه المعرفة فينا شعوراً بالمسؤولية نحو خليقة الله للعناية والاهتمام بها. إن اهتمام المؤمن بالطبيعة وبالشؤون البيئية نابع من إدراكه أن الله هو مالك الأرض. رابعاً، عندما اختبر إبراهيم (عليه السلام) معرفة الله العلي مالك السماء والأرض علم أنه تعالى مالك الكل وما هو إلا وكيل مؤتمن على ممتلكات الله ولذلك قرر أن يعطي الآخرين من ماله وممتلكاته (تكوين 14: 20) . ما أجمل العبارة التي نراها تزين مداخل بعض الأبنية في الشرق الأوسط :" الملك للّه وكالة (فلان الفلاني)" ليت هذه العبارة تخرج عن كونها عادة جارية لتصبح حقيقة فاعلة في حياتنا وتصرفاتنا اليومية!



<u><font size=+1>5. (الإله السرمدي)
</u></font></font>
في قرية بئر سبع دعا إبراهيم (عليه السلام) «باسم الرب الإله السرمدي» (تكوين 33:21) . إن هذا الاسم في العبرية هو «إيل عولام» ويشير إلى الملك الذي يفوق المكان والزمان. فالله تعالى أبدي لا نهاية له ولا أحد بعده وإن أعلن لنا عن نفسه في بداية كتاب التكوين بأنه في البدء كان موجوداً وبذلك هو "الأول"، فإنه بواسطة هذا الاسم «الإله السرمدي» يعلن لنا أنه هو "الآخر". والاسمان "الأول" و "الآخر" كما هو معلوم من أسماء الله الحسنى.

<u><font size=+1>6. (القدير)
</u></font></font>
قال الله تعالى لأبينا إبراهيم (عليه السلام): «أنا الله القدير. سر أمامي وكن كاملاً» (تكوين 17:1، انظر أيضاً تكوين 34:14، 49: 23-25) . إن الكلمة المترجمة إلى «القدير» هي "شدّاي" في الأصل العبري. ليس من اليسير إدراك أصل اشتقاق هذه الكلمة ولكن يجمع الثقاة أنها ترتبط بجذر سامي يفيد معنى القدرة أو الشدة. والجدير بالذكر أنه في القرآن الكريم يرد الاسم الحسن "القدير" حوالي أربع وأربعين مرة.
عندما أعلن الله تعالى عن ذاته بأنه «الله القدير» كان إبراهيم (عليه السلام) ابن تسع وتسعين سنة وقد خطّ الشيب رأسه وحطّ اليأس من أمله بأن يولد له ابن من زوجته سارة. وههنا يجدد الله مواعيده الصادقة لإبراهيم، هذه المواعيد المبنية على أساس قدرة الله لإتمامها فالله القدير لا يعسر عليه أمر ويستطيع تعالى أن يصنع ما يشاء فهو "القوي" و "المقتدر". هل نثق بقدرة الله عندما نواجه متاعب الحياة وظروفها وأحياناً مآسيها؟ من ناحية أخرى، أمام قدرة الله وبمعونته تعالى على الإنسان أن يسير وفق وصاياه تعالى: «أنا الله القدير. سر أمامي وكن كاملاً» ، وإذ نسير أمامه فإنه يستطيع تعالى أن يمدنا بالقوة الكافية لنتمكن من السير قدماً في طريق الخير والبرّ والصلاح. ما أعظم نعمة الله! إنه تعالى لا يطلب منا أمراً لا نستطيع القيام به وهو من جوده يمدنا بالعون لتحقيق ما يطلبه منا.


<u><font size=+1>7. (العزيز)
</u></font></font>
يصف يعقوب الله تعالى بأنه "عزيز" (تكوين 24:49) والكلمة في أصلها العبري هي "أبير" وتفيد معنى "القدرة" أو "القوة" (انظر أيضاً: مزمور 132: 1، اشعياء 21:33، 26:49،16:60) . وهي كلمة قد تطلق على الأشخاص والحيوانات عندما يهدف المتكلم إلى إضفاء صفة القوة على ما يريد وصفه (انظر، على سبيل المثال، اشعياء 7:34، مزمور 33:21، 60:16 و49:26) . ولكن في بعض الأحيان عمد كتبة التوراة الشريفة إلى تضعيف حرف الباء في الكلمة لتصبح "أببير" عند الإشارة إلى غير الله تعالى.
إن الاسم "العزيز" هو أحد الأسماء الحسنى التي ترد أكثر من ثمانين مرة في القرآن الكريم كما في قوله تعالى:{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{4} [سورة إبراهيم 4] .


<u><font size=+1>8. (المهوب)
</u></font></font>
يرد هذا الاسم بصيغة الإضافة في الآية: «لولا أن إله أبي إله إبراهيم وهيبة اسحق كان معي» (تكوين 31:42) . يلاحظ الباحث الفرنسي الأستاذ أندريه ليمر أن الاسم "مهوب" أو "هيبة" كان منتشراً في الشرق الأدنى القديم. ويشير هذا الاسم إلى أمرين. أولهما، إن الله يطلب من عبيده المؤمنين أن يهابوا اسمه بمعنى أن يجلّوه ويحترموه، ولا ينبغي أن نساوي بين مفهوم المهابة هذا ومفهوم الخوف والرعب. فالمؤمن يهاب الله تعالى بدافع من الحب والامتنان لعظمته وعنايته ومحبته للإنسان. ثانيهما، إن الله تعالى يزرع الرعب في قلوب أعداء المؤمنين والمؤمنات وبذلك يحفظهم بمنأى من شرور أعدائهم (انظر 1صموئيل 11: 7) .


· مع ختام هذه الدراسة أقترح على القارئ الكريم أن يقوم بالأمرين التاليين. أولاً، التأمل والتفكير الهادئين في كل من أسماء الله الواردة أعلاه حتى تنغرس هذه الأسماء في قلبه ففي ذكر الله تطمئن القلوب. ثانياً، محاولة تطبيق معنى كل اسم ومدى تأثير ذلك الاسم على حياته الشخصية وعلى عمله وعلى مجتمعه. فطوباك إن فعلت.

<center>[color=blue]الدكتور القس/رياض قسيس
</center></font>
<center>
====================
</center>
<FORM METHOD=POST ACTION="http://www.ushaaqallah.com/ubbthreads// ... hp"><INPUT TYPE=HIDDEN NAME="pollname" VALUE="1033623130Hatem">
<p>قيم هذا المقال
<input type="radio" name="option" value="1" />ممتاز.
<input type="radio" name="option" value="2" />جيد جداً.
<input type="radio" name="option" value="3" />جيد.
<input type="radio" name="option" value="4" />مقبول.
<input type="radio" name="option" value="5" />غير مفيد.
<INPUT TYPE=Submit NAME=Submit VALUE="أرسل رأيك" class="buttons"></form>

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر