الزمن في القرآن الكريم (2) -الزمن الافتراضي

مراقب: Hatem

شارك بالموضوع
Hatem
مشاركات: 520
اشترك: سبتمبر 10th, 2002, 8:50 pm

ديسمبر 1st, 2003, 11:10 pm

<u><center><font size=+3>االزمن في القرآن الكريم (2)
</font></center></u>

<u><center><font size=+2>الزمن الافتراضي في القرآن الكريم
</font></center></u>

وهو الزمن الذي يفترض في الذهن، ويحكم العقل البشري بإمكانية وقوعه، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا النوع من الزمان في سورة القصص فقال عز من قائل:<<قل أرايتم أن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة، من إله غير الله يأتيكم بضياء، أفلا تسمعون، قل أرايتم أن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة، من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه، أفلا تبصرون، ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه، ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون" .

" فالليل هو المدة التي من حين محاذاة مركز الشمس للأفق الغربي لانحطاط عنه إلى محاذاته للأفق عنه، وتسمى هذه المدة قوس الليل. والنهار هو المدة التي من حين محاذاة مركز جرم الشمس للأفق الشرقي للأفق للارتفاع عنه إلى محاذاته ثانيا، للأفق الغربي للانحطاط عنه، وتسمى هذه المدة قوس النهار، وهذا على اصطلاح الفلكيين.

وأما في الشرع فالليل هو المدة التي من غروب جميع الشمس إلى طلوع الفجر الصادق، والنهار هو المدة التي من طلوع الفجر الصادق إلى غروب جميع الشمس" والله سبحانه وتعالى يريد أن يبين لنا في هذه الآيات أمرين كما يقول الدكتور حلمي عبد المنعم صابر " الأمر هو بيان مدى النعمة في قيام الحياة على هذا النحو الذي يتقاسمه الليل والنهار، والذي لا تصح الحياة إلا به والأمر الثاني هو بيان طلاقة قدرته ومشيئته، فإنه إذا أراد أن يفعل شيئا فإنما يقول له كن فيكون" .

غير أن ما يؤخذ عليه في هذا الصدد هو اعتباره للزمن الافتراضي زمنا مطلقا يقول" فهذا الزمان السرمد أو الزمان المطلق هو زمان افتراضي يستطيع الله أن يوجده إذا شاء لكنه غير موجود الآن إلا كوجود ذهني فقط" .

غير أننا نرى أن هذا النوع من الزمن، هو زمن نسبي بكل المقاييس خاصة بالنسبة لغير المتزمتين فيه، وهو وإن كان مجرد افتراض فوق الأرض ، فيمكن في أي نقطة من كوننا الفسيح هذا، وهكذا سخر الله القمر لكبح جماح الأرض لحكمة يعرفها، فمعدل جذب القمر للأرض مقدر في مكانه ومقدر في زمانه أي في ظرفه كلها، وهو مرتبط بنظام الوجود وحركة الكون.... ومحسوب حسابه في التناسق الكوني تماما كالأحداث العظام، الجسام ... لكي لا تكف الأرض عن دورانها ... ويصير النهار نهارا سرمديا، والليل ظلاما إلى الأبد ونجد كذلك صورة تقريبية لهذا الزمن فوق الأرض" فإذا كان الليل يساوي النهار وكل منهما إتنا عشر ساعة عند خط الاستواء في نحو الكونغو، فإن كان منهما يزيد وينقص ساعة واحدة تقريبا في أطراف الهند والصين، وساعتين في القاهرة وبعض البلاد الفارسية وبلاد السند ثلاث ساعات في البحر الأسود وأربع ساعات تقريبا فيما يقارب باريس وبرلين وخمس ساعات في بحر الشمال، وما والاه وست ساعات فيما وراء ذلك وتسعة في بحر البلطيق ... وفيما بينه وبين رأس الشمال تصل زيادة كل منهما إلى عشرة حتى اثني عشر ساعة ثم يكون كل منهما شهرا فشهرين فستة أشهر في القطب، فيكون ليل القطب الجنوبي نهار القطب الشمالي والعكس صحيح وكل منهما ستة أشهر يقول تعالى في قصة ذي القرنين ، " حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا" وهذا يعني أن نظرة القرآن للزمن الأرضي المحدد بشروق الشمس وغروبها وحركة الأفلاك الأخرى في مدارتها حول الأرض، نظرة تختلف من موضع لآخر ، ومن تم فإن عدد الوحدات الزمنية المحددة للأيام والشهور والسنين ليست مستقلة عن المكان الذي يشغله هذا الزمان.

فالأسكندر كما أخبر عنه ذلك القرآن في هذه الآية وصل إلى أماكن تبقى فيها الشمس مشرقة زمنا أطول من زمن تعاقب الليل والنهار في بقية المناطق الأرضية الأخرى.

ونجد من جهة أخرى هذا الزمان دليل واضح يلخص ما ذهب إليه محمود أمين العالم بقوله :" إننا لا نستطيع أن ننكر أن النظرة العربية الإسلامية في العصر الوسيط كان يسودها بشكل عام مفهوم للزمن يخلو من الرؤية التطورية، بل كان يغلب عليه الطابع الارتدادي"

وكثيرة هي الممارسات الفردية والاجتماعية، التي كانت مبنية على أساس الافتراض لاستشراف الآفاق المستقبلية خاصة في مجال الدراسات الفقهية المؤسسة على الوقائع التي يمكن أن تحدث ، وكذلك بعض الأفكار المتعلقة بالمهدي المنتظر، وتخصيص القرآن لحيز كبير- والسنة كذلك- لتحدث عن اليوم الآخر وما يتلوه من الأمور المستقبلية.

وقد تصدى ابن حزم في كتابه الفصل لإبطال القول بالزمان المطلق والمكان المطلق يقول " وهم يقولون أن الزمان المطلق، والمكان المطلق هما ما حددناه آنفا من الزمان والمكان ، ويقولون أنهما شيئان متغايران، ولقد كان يكفي من بطلان قولهم، لإقرارهم بمكان غير ما يعهد وزمان غير ما يعهد بدليل على ذلك" .

وهكذا فإن نسبية المكان والزمان قادت إلى نسبية المعرفة البشرية يقول تعالى :" ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله فإذا جاء أمر الله قضى بالحق وخسر هنالك المبطلون"

وما كان يبدو للعلماء حقائق مادية مطلقة، مسلما بها، أصبح اليوم حقائق تختلف من مكان إلى أخر ، باختلاف نسبية السرعة بين المكانين، ونسبية أوضاع المراقب لتلك الحقائق، وهكذا مثلا فإن الملائكة والجان وغيرهم من المخلوقات التي لم تستطع عين البشر أن تدركهم هي مخلوقات قد تكون في حركتها وتنقلها تسير بسرعة تفوق سرعة النور لذلك عجزت حواس البشر عن إدراك خطاهم ورصد تحركاتهم.
<center>------------------
</center>
<FORM METHOD=POST ACTION="http://www.ushaaqallah.com/ubbthreads/d ... hp"><INPUT TYPE=HIDDEN NAME="pollname" VALUE="1070320242Hatem">
<p>رأيك في هذا المقال:
<input type="radio" name="option" value="1" />ممتاز.
<input type="radio" name="option" value="2" />جيد جداً.
<input type="radio" name="option" value="3" />جيد.
<input type="radio" name="option" value="4" />مقبول.
<input type="radio" name="option" value="5" />غير مفيد.
<INPUT TYPE=Submit NAME=Submit VALUE="أرسل رأيك" class="buttons"></form>

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر