الله ليس عالماً..!!! بل عليماً

مراقب: Hatem

شارك بالموضوع
Hatem
مشاركات: 520
اشترك: سبتمبر 10th, 2002, 8:50 pm

يوليو 28th, 2004, 8:09 pm

<u><center><font size=+3>الله ليس عالماً!!! بل عليماً.
</font></center></u>

<u><center><font size=+2>مقال للأستاذ/ إبراهيم الجندي
</font></center></u>

ما أن رحل - الشيخ المتعلمن - محمد متولى الشعراوى ، واسترحنا من تنظيراته الجاهلة التى تخلط بسذاجة بين العلم والدين إلا وظهر لنا على الساحة - العالم المستشيخ - زغلول النجار ، ليمارس نفس الدور ، وارثا بذلك شيخه السابق فى تحقيق الأرباح والشهرة وكسب قلوب العامة والغوغاء ، وللتفريق بين العلم والدين نقول .. أن الدين نصوص ثابتة من عند الله للتعبد بها .. وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون .. وكلمة إلا فى النص حصرت دور الأديان فى العبادة فقط دون سواها ، والعبادة معناها الصلاة والصوم والتحلى بالأخلاق الكريمة فى التعامل مع الأخر بالإضافة لما فرضته الأديان المختلفة من طقوس أخرى حسب تعاليم كل دين ، أما العلم فهو من الإنسان وهو عبارة عن قوانين متحركة قائمة على التجربة والخطأ ، فما يثبته العلم اليوم قد ينفيه غدا ، ولا حرج فى ذلك ، إذ أن ديناميكية واجتهاد العقل البشرى تحتم عليه التطور من مرحلة إلى أخرى حسب احتياجات الإنسان والعصر الذي يعيش فيه ، وان كنا لا نلوم على الشيخ الشعراوى وامثاله جهلهم بقواعد العلم ومحاولة استنطاقهم للنصوص بما ليس فيها ولا تقدر عليه ، باعتبار أن تلك هى بضاعتهم الوحيدة التى برعوا فى الضحك على عقول البسطاء بها ، الا أننا نوجه لوما شديد إلى العالم المستشيخ زغلول النجار - على افتراض انه عالم أصلا - وذلك لأنه أخطر من الأول حيث يخلط بين العلم والدين وهو على بينه بقواعد العلم ، الأمر الذى سيضم قطاعا عريضا من إنصاف المتعلمين إلى الإيمان بأن الدين به علم وقد يكتفون به عن دراسة أي علم وبالتالى يوجهون أولادهم ذات الوجهة التعليمية ، مما سيخلق لنا جيلا كاملا مؤمنا بأن دينا بعينه يحوى قواعد العلم وتلك كارثة بحد ذاتها !!ا
وبمناقشة الموضوع بهدوء بعيدا عن الدروشة والعصبية ، نجد إننا إذا طبقنا قواعد العلم المتغيرة على الدين الثابت ، فسوف نقضى على الدين ذاته، لأننا إذا اعتبرنا النصوص الدينية تشتمل على نظريات علمية ، هنا يحق للعلماء مناقشة الله فى نظرياته وإخضاعها لقوانين العلم القائمة على التجربة والخطأ ، وما يثبت خطأه منها يتم حذف النص الخاص به ، النقطة الثانية والأخطر ، هى إن الأديان إذا احتوت على نظريات علمية فهى تقبل الصواب والخطأ و ذلك ينفى عنها صفة القداسة ويحولها إلى نصوص بشرية إنسانية يمكن القبول بها أو رفضها تماما كأى منتج بشرى آخر ، وهنا يأتى السؤال .. هل الله (عالم) ؟
الإجابة .. لا ، الله ليس عالما وإنما (عليما) ، وشتان بين العالم الذى يجرى تجاربه فى المعامل ليخرج بنتائج معينة قد تفيد أو تضر البشر ، وبين العليم الذى يعرف مكنونات صدور الناس و سيحاسبهم عليها يوم القيامة ، ويضع قسم منهم فى الجنة وآخر فى النار حسب أفعال كلا منهم ، أما ما يحدث من تفسير لبعض النصوص على أنها حقائق علمية فهو دجل بلا شك ومحاولة للارتزاق على حساب شعوب تعانى ازمات اقتصادية طاحنة وديكتاتوريات فاشية ، ولذا فان الأرضية ممهدة جدا لمثل هذا الدجل الدينى ، والخطر الحقيقى من هذا الدجل هو تغييب الناس عن مناقشة قضاياهم الحقيقية إلى الانخراط الكامل فى الحديث عن الغيبيات ، وأن دينا بعينه يحوى كل علوم الغرب ، مما يعطى الإنسان المهزوم علميا واقتصاديا تعويضا نفسيا لجهله وتخلفه وتأخره عن الآخرين ، ولذا نجد جميع وسائل الإعلام ترحب بأمثال زغلول الدجال ، وهى عملية سياسية فى المقام الأول يفهم أبعادها القائمون على شئون الحكم ، وبهذه المناسبة اذكر أن الشيخ الشعراوى قام بدوره الأمثل فى انتفاضة 1978 التى أطلق عليها السادات انتفاضة الحرامية ، تلك الانتفاضة التى انطلقت بسبب رفع الحكومة سعر رغيف العيش ، فكان تفسير الشعراوى للظاهرة أن سعر الرغيف ارتفع بسبب ابتعاد الناس عن الدين ، ضاربا المثل بالطيور التى يرزقها الله فى عششها والنمل فى الجحور ، وبالفعل اقتنع جزء كبير من البسطاء بتفسير الرجل ، والتاريخ يعيد نفسه الآن مع هذا الدجال ، وكأننا موعودون بمن يغيب عقول الناس عن قضاياهم الحقيقية


إبراهيم الجندى
صحفى مصرى مقيم فى واشنطن

ابراهيم الجندى
تاريخ الميلاد/ 24 يونيو 1964
المؤهل / ليسانس شريعة وقانون قسم قانون 1989 جامعة الازهر
محامى سابق
المهنة / صحفى بجريد الوفد المصرية
رئيس تحرير مجلتى الصالون الثقافى وفلاش باك سابقا
عضو نقابة الصحفيين المصريين جدول المشتغلين
مراسل التليفزيون السعودى
مراسل جريدتى الوفد ووطنى القاهريتين من واشنطن
كاتب في مواقع إيلاف و عرب تايمز و رزجار


---------------

<FORM METHOD=POST ACTION="http://www.ushaaqallah.com/ubbthreads/d ... hp"><INPUT TYPE=HIDDEN NAME="pollname" VALUE="1091045391Hatem">
<p>رأيك في هذا المقال:
<input type="radio" name="option" value="1" />ممتاز.
<input type="radio" name="option" value="2" />جيد جداً.
<input type="radio" name="option" value="3" />جيد.
<input type="radio" name="option" value="4" />مقبول.
<input type="radio" name="option" value="5" />غير مفيد.
<INPUT TYPE=Submit NAME=Submit VALUE="أرسل رأيك" class="buttons"></form>

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر