ميلاد المسيح وثقافة اللا عنف !!

مراقب: Hatem

شارك بالموضوع
Hatem
مشاركات: 520
اشترك: سبتمبر 10th, 2002, 8:50 pm

ديسمبر 24th, 2004, 7:52 pm

<u><center><font size=+3>ميلاد المسيح وثقافة اللا عنف !!
</font></center></u>

يحتفل العالم اليوم بذكري ميلاد السيد المسيح رئيس السلام في ذات الوقت الذي فرضت فيه كلمات العنف والإرهاب نفسها بقوة في الآونة الأخيرة وأوجدت لنفسها مكانا بارزا في قاموس حياتنا اليومية كما أنها احتلت مساحات شاسعة في كل وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية فالعنف في عصرنا الحاضر أصبح مشكلة المشاكل حيث أنه اتخذ لنفسه أشكالا متعددة وصورا مختلفة فبعد أن كان العنف قاصرا علي أماكن معينة ومحددة في العالم أصبح الآن متغلغلا في معظم بقاع الأرض حتى أنه طال الدول الكبرى التي كانت تظن أنها تستطيع أن تؤمن وتحمي نفسها وأصبحت صناعة الحروب هي الصناعة الأولي الرائجة في العالم وإنه لمن المؤسف أن القرن العشرين الذي يعتبر قمة التمدين والحضارة والذي فيه تغلب الإنسان علي الكثير من المشكلات ومن الأمراض الفتاكة واخترع فيه الكثير من الاختراعات الباهرة وارتاد فيه الفضاء في رحلات ناجحة ووطأ فيه سطح القمر من المؤسف أن نقول أن قتلي الحروب في هذا القرن يفوق كثيرا الذين قتلوا في الحروب الماضية في كل تاريخ البشرية السابق وهذا ما يجعلنا نتساءل في حسرة أين السلام ؟! هل أصبح السلام حلما تلاشت معالمه مع نهار الحياة المؤلمة ؟! وهل أصبح لحنا ضاع صداه وسط ضوضاء الحروب المزعجة ؟! لقد أصبحت كلمة السلام اليوم في عالم الخيال وأصبح الناس ينظرون إلي السلام كما ينظرون إلي حلم جميل عذب صعب المنال يتراءى في أعماق الغيب وصار كل شخص لا يذكر هذه الكلمة إلا وقلبه يتقطع من الحزن والأسي فما أغزر الدموع التي تسيل مدرارا وما أكثر الدماء التي تسفك أنهارا فالدول من حولنا تحارب بعضها بعضا والإنسان يقتل أخيه الإنسان والقوي يريد أن يفتك بالضعيف والغني يصم آذانه عن سماع تأوهات الفقير لقد فقد عالمنا هدوءه وسلامه وأصبحنا نعيش في شبه غابة موحشة يتصارع فيها المخلب والناب غابة صار فيها البقاء للأقوى وأضحت الاستمرارية للعنيف ولكن هل بارحت حمامة السلام عالمنا إلي غير رجعة ؟! وهل طغت أبواق الحرب علي موسيقي السلام ؟ّ! وهل انهزم النور أمام طغيان الظلام كلا فإن الكلمة للعليا للسلام لا للحرب وإن الانتصار الختامي للنور لا للظلام نعم إن هناك أمل ورجاء متي أدرك الإنسان أن القوة الحقيقية تكمن في التسامح والغفران لا في التشفي والانتقام وهذا ما جاء من أجله وعلمه وعمله السيد المسيح فلقد ولد في عصر كله حروب ومنازعات ولكن يوم ميلاده أنشدت السماء أنشودة السلام وفي كل حياته رفض السيد المسيح استخدام أسلوب العنف بكل أشكاله فلقد جاء السيد المسيح إلي عالم كان العنف فيه وسيلة سياسية عادية للوصول إلي الأهداف ولقد شهد القرن الأول في فلسطين مهد السيد المسيح الكثير من العنف ولكن المسيح رفض اللجوء إلي الأساليب العنيفة فقد تبعته جماهير كثيرة ومع أنه لم يكن محبوبا من أصحاب السلطة إلا أنه كان محبوبا من رجل الشارع ولو طلب المسيح من الجموع أن يتوجهوا إلي المعسكرات الرومانية في أورشليم لمحاربتها لما ترددوا في أن يطيعوه ولكن يسوع أختار طريق السلام فهو لم يجد في العنف طريقه لتغيير قلوب الناس إننا نستطيع أن نغير الحدود الجغرافية بالعنف ويمكن أن نحصل علي السلطة السياسية بالعنف ويمكن أن نأخذ مالا بالعنف ولكم العنف لا يمكن أن يكسب ولاء القلوب وهذا ما جاء المسيح ليفعله فهو جاء ليملك علي قلوب الناس ولما كان ملكوت الله روحيا وليس جغرافيا فلم تكن هناك دوافع للحروب لأن المحبة الحقيقية لا تجبر أحدا علي شئ .إن سبيل المسيح هو سبيل السلام الذي يأسر قلوب البشر وعقولهم بالمحبة ولقد فعل المسيح هذا فهو جاء إلي عالمنا ولم يعلن حربا ولم يشكل جيشا ولكنه حارب الخطية والظلم والفساد لم يركب جوادا ولم يرفع سيفا ولا حتى صوتا لقد كان سيفه الوداعة ورمحه المحبة وسلطانه سلطان الغفران والتسامح . لم يفتح مدينة ولكنه فتح أعين العميان وآذان الصم كما فتح أبواب الأمل أمام البائسين والساقطين . لم يثر مشاعر البغضة ولم يحرض أحدا علي أحد لكنه حرض الجميع علي الحب والتآخي والعطاء والغفران بلا حدود لذا قال عنه نابليون بونابرت ( إن الإسكندر الأكبر وأنا أقمنا الإمبراطوريات بقدرة وعبقرية وأسسناها علي القوة والسلاح أما المسيح فقد أقام إمبراطوريته وأسسها علي الحب ) . حقا إن يسوع المسيح هو صانع السلام الأعظم وهو المعلم الوحيد الذي عاش عمليا ما علمه نظريا لقد كان السلام هو الركيزة الأساسية في كل حياته فهو لم يدرب جنديا ولم يطلق مدفعا ولم يعلم أتباعه أن يحملوا سلاحا أو سيفا وأن كان مفهوم القوة ارتبط في ذهن بعض المجتمعات وبعض الجماعات بالعنف والقتل وإراقة الدماء وبدون العنف يصبح الإنسان ضعيفا خانعا . ولكن في حقيقة الأمر هذا المفهوم ليس صحيحا دائما فهناك قوة في اللا عنف وهناك قوة في النضال السلمي اللا عنفي ومن الممكن مكافحة القوة بالحب بدلا من مكافحة القوة بالقوة فالمظلومون والمقهورون يمكنهم أن يحققوا السلام من خلال اللا عنف ولكنهم عندما يردون علي الظالمين بنفس الطريقة التي يستخدمها الظالمون – استخدام العنف – فإنهم بذلك يخسرون قوتهم الأخلاقية !
ويعتبر المهاتما غاندي ( مهندس الاستقلال الهندي ) وقديس القرن العشرين كما يحلو للبعض أن يسميه أكبر مدافع عن الإنسانية ضد التفرقة العنصرية وضد الاستعمار البغيض وظلم الإنسان لأخيه الإنسان هو أشهر من قاوم المحتل بغير عنف لقد وهب الرجل حياته لنشر سياسة المقاومة السلمية واللا عنف واستمر لأكثر من خمسين عاما يبشر بها فلقد أسس الرجل ما عرف في عالم السياسة بالمقاومة السلمية أو فلسفة اللا عنف ( السابتياجراها ) فبهذه الفلسفة وجد غاندي في نفسه ميلا شديدا للتسامح والحب وبهذه الفلسفة انتصر علي أقوي الأعداء وقد أكد غاندي أن عدم العنف ليس ضعفا وليس عجزا ولكنه يمكن أن يكون قوة حقيقية متي كان منظما ومهدفا ولقد تأثر غاندي بحياة السيد المسيح الزاخرة بالتسامح والحب وبتعاليمه الرافضة للعنف قد يبدو ما علمه السيد المسيح وما عاش به غاندي وطبقه في بداية القرن العشرين غريبا علي بعض الجماعات في عالمنا العربي اليوم التي ارتبطت مفاهيم القوة في ذهنها بالعنف والقتل والذبح وإراقة الدماء لقد مرت سنوات عديدة منذ اندلاع الانتفاضة في فلسطين وفي كل يوم يسقط عشرات القتلي ومئات الجرحى علي الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني وما النتيجة ؟ لا شئ سوي المزيد من العنف لأن الأرض المتعطشة للدماء لايمكن أبدا أن ترتوي !! إننا نحتاج إلي إستراتيجية جديدة بريئة من القتل وإراقة الدماء ! إننا نحتاج إلي نضال من نوع أخر يخلو من العنف ! أن النضال اللا عنفي لهو أقوي بكثير من النضال العنفي أن العنف ليس حلا وأن إراقة الدماء البريئة لن يعجل برحيل المستعمر.إن الأمر يحتاج إلي استخدام استراتيجية جديدة تجعل العالم يتعاطف معنا ويقف بجانبنا ليساند قضيتنا وهذا لن يتحقق إن لم نناضل نضالا سلميا خاليا من العنف وإراقة الدماء ففضح العنف الإسرائيلي أمام العالم لن يتضح أن لم نتخل نحن عن استخدام العنف المضاد حتى لا تلصق بنا تهمة الإرهاب ونحن نحتفل بذكري ميلاد السيد المسيح ما أحوج عالمنا لمراجعة نفسه هل حقق له العنف ما أراد أم أنه يحتاج إلي أن يعود إلي تلك القيم والمبادئ التي أرساها المعلم الأعظم ليعم السلام قلوبنا وعقولنا ؟ كم يحتاج العالم اليوم إلي نشر ثقافة التسامح والحب وكم يحتاج إلي نبذ الضغينة والتعصب فهل للكنيسة عروس المسيح أن تقوم بدورها وبرسالتها فترسخ في الوجدان والضمائر ثقافة اللا عنف ؟!
<center>-----------------------
</center>
<FORM METHOD=POST ACTION="http://www.ushaaqallah.com/ubbthreads/d ... hp"><INPUT TYPE=HIDDEN NAME="pollname" VALUE="1103917971Hatem">
<p>تقييمك لهذا الموضوع:
<input type="radio" name="option" value="1" />ممتاز.
<input type="radio" name="option" value="2" />جيد جداً.
<input type="radio" name="option" value="3" />جيد.
<input type="radio" name="option" value="4" />مقبول.
<input type="radio" name="option" value="5" />غير مفيد.
<INPUT TYPE=Submit NAME=Submit VALUE="أرسل رأيك" class="buttons"></form>

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر