الجنس فى كتب الفقه والحديث - الدكتور خالد منتصر

مراقب: Hatem

شارك بالموضوع
Hatem
مشاركات: 520
اشترك: سبتمبر 10th, 2002, 8:50 pm

يناير 14th, 2005, 2:51 am

<center><u><font size=+3>الجنس فى كتب الفقه والحديث
</font></center></u>

<center><u><font size=+2>د/ خالد منتصر</font></center></u>
كلما قرأت من يهاجم كتاباً أو يدعو لمصادرة رواية بدعوى الإحتواء على ألفاظ تخدش الحياء ،أو أعلن بأنه لايجوز ذكر الأعضاء التناسلية فى كتب يتداولها المراهقون ،وأيضاً لايصح كتابة ألفاظ تحيلنا إلى ماهو داخل غرفة النوم ،كلما سمعت أو قرأت مثل هذا الكلام تذكرت كتب التراث ومن قبلها كتب الفقه والحديث التى تناولت الجنس بالحديث بشجاعة وبدون دعوة للمصادرة أو خلافه،ولذلك قررنا نشر ألفاظ مستقرة ومتداولة فى كتب هى على رفوف مشايخ الأزهر وليست تحت وسائد المراهقين ،ولايخفيها الشخص عن الأعين بل على العكس هو يدرسها ويطالب بحفظها عن ظهر قلب ،ولايستطيع هو أو غيره أن يصادرها لأنها قد كتبت فى عصر لم يكن فيه رقيب يتحكم فى تفكير الناس ويفتش فى ضمائرهم ،ولكنها كتبت فى عصر كان الشاعر يكتب شعره وكأنه يتنفس والفقيه يدون آراءه فى أدق الأمور الخاصة بدون أن يتهم بالتهتك والإنحلال ،عصر كان يعيش فيه أبو نواس الإباحى وأبو العلاء المعرى المتشكك بجانب الإمام مالك المتبتل وأبى حنيفة الحكيم ،سننشر ماقالته كتب الفقه والحديث والذى هو بمنطق من يهاجموننا عبارة عن جنس وإباحية ،سننشر لأننا ندافع عن المبدأ وليس عن الكتب والروايات المصادرة ،ندافع عن مبدأ حرية الإبداع والفكر بدون القيام بعملية إخصاء متعمده للحفاظ على منصب سياسى زائل أوكرسى أصيب بالملل والضجر من طول العشره.
[ونبدأ بمسألة الأعضاء التناسلية التى يبرر بها المهاجمون هجومهم ،والتى يتناسون أن الأحاديث النبوية الشريفة التى ذكرت فيها الأعضاء التناسلية كثيرة ومتعددة ،والتى تثبت أنه ليس هناك مايسمى كلمة قبيحة لذاتها أو كلمة جميلة لذاتها ،ولكن المهم الفن فى الإستخدام وسعة الأفق فى الفهم .
[والأحاديث التى سنذكرها لن نناقش صحتها فهذه ليست قضيتنا ولكن المهم هى ورودها فى كتب الصحاح ، ونبدأ بلفظ "الذكر" ونضرب له مثالاً الحديث الذى رواه البخارى عن عبد الله بن عمر قال"ذكر عمر بن الخطاب للرسول صلعم بأنه تصيبه الجنابة من الليل ،فقال له الرسول صلعم :توضأ وإغسل ذكرك ثم نم"،وكذلك الحديث عن جابر"فقدم النبى صلعم صبح رابعة مضت من ذى الحجة فلما قدمنا أمرنا النبى صلعم أن نحل 000،فبلغه أنا نقول :لما لم يكن بيننا وبين عرفة إلا خمس أمرنا أن نحل إلى نسائنا فنأتى عرفة تقطر مذاكيرنا المذى " أى أن السائل الذى يسبق القذف كان يقطر من أعضائهم ،وبالطبع كلمة "الفرج" غنية عن التعريف والتذكير بها لأنها ذكرت أيضاً فى القرآن وعدد الأحاديث التى تشير إليها كثير جداً ،ونأتى إلى لفظ القبل والدبر فعن جابر رضى الله عنه قال "كانت اليهود تقول إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول ،فنزلت آية نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم"،أما الإست والإلية فقد تضمنتها أحاديث كثيرة منها "لاتقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس(إسم قبيلة عربية) على ذى الخلصة (ماكانت تعبده هذه القبيلة فى الجاهلية)" ،والحديث الآخر عن عمرو بن سلمة قال"فلم يكن أحد أكثر قرآناً منى 0000فقدمونى بين أيديهم وأنا إبن ست أو سبع سنين ،وكانت علىّ بردة(كساء) كانت إذا سجدت تقلصت عنى ،فقالت إمرأة من الحى :ألا تغطون عنا إست قارئكم "،وكذلك تم ذكر الثدى والنحر ..الخ،كل هذا تم ذكره ولم يخجل أحد أو يدعى أن ذكر هذه الأعضاء يستدعى الرفت والحرق والنفى!!.
[وسيرد البعض ويقول إنها مجرد حديث يمس تلك الأعضاء مساً رقيقاً بدون التطرق إلى ماحولها من أفعال جنسية أو مايتعلق بها ،ولذلك سنضطر أن نفتح عدسة الزووم أكثر ونذكر من نسى أو تناسى فى خضم تلك المعركة حتى البديهيات ،ونحيل من يريد التذكر إلى الحديث الذى رواه البخارى وشرح فيه النبى لسيدة تدعى أسماء بنت شكل كيفية غسل المحيض وغسل الجنابة ،ورده على أم سليم حين سألته هل على المرأة من غسل إذا إحتلمت ؟فقال لها النبى صلعم إذا رأت الماء ،والحديث الذى ذكرت فيه عائشة وجوب الغسل إذا مس الختان الختان وكان الحديث رداً على سؤال لرجل إسمه أبو موسى!،والحديث الذى يبيح فيه الرسول الجماع فى الرضاع ،وحتى مايطلقون عليه كلام غرف النوم الذى لايصح ذكره تناولته الأحاديث النبوية الشريفة مثل الحديث الذى رواه البخارى ومسلم عن أبى بن كعب "قال :يارسول الله ،إذا جامع الرجل المرأة فلم ينزل ،قال يغسل مامس المرأة منه ثم يتوضأ ويصلى " ،وليقل لى من يهاجم الروايات والكتب التى تتناول الجنس كيف سيشرح ذلك الحديث للمراهقين الذين يخاف على أحاسيسهم المرهفة ؟!،وإذا تعلل البعض بأن هذا الحديث حديث رجال فماقولهم فى مارواه مالك فى موطأه عن أنه عندما كانت عائشة بنت طلحة عند السيدة عائشة أم المؤمنين فدخل عليها زوجها عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر فقالت له عائشة :مايمنعك أن تدنو من أهلك فتلاعبها وتقبلها ؟،قال أقبلها وأنا صائم ؟!،قالت نعم،وبذلك كسرت أم المؤمنين النفاق الزائف والحياء المفتعل وهى سيدة ونحن نعرف كيف كانت تعامل المرأة فى المجتمع البدوى .
[وعما يحدث فى غرف النوم ويرفض الإفصاح عنه أصحاب الورع الشكلى الزائف ،كان هذا الحديث الذى رواه البخارى ومسلم وتشتكى فيه زوجة قلة جماع زوجها وزهده فيه فتقول للرسول صلعم عن زوجها "لم يقربنى إلا هنة واحدة ولم يصل منى إلى شئ أى أنه لم يجامعها إلا مرة واحدة ولم يفعل في هذه المرة اليتيمة شيئاً ،فدافع زوجها عن نفسه بقوله أنها كذابة فهو ينفضها نفض الأديم -كناية عن فحولته -ولكنها ناشز ،فرد عليها الرسول صلعم قائلاً فإن كان ذلك لم تحلى له حتى يذوق من عسيلتك كناية عن لذة الجماع "،وأيضاً مارواه الترمذى عن عدم قدرة سلمة بن صخر الأنصارى التحكم فى شهوته والذى وصف ذلك بقوله"فبينما هى تخدمنى ذات ليلة إذ تكشف لى منها شئ فوثبت عليها !!،وأظن أن هؤلاء المانعين المصادرين يعرفون مرادف "وثبت عليها" فى لغتنا العامية الحديثة،أما الإمام مالك فيصف مشهداً ساخناً فى موطأه فيقول عن ربيعة بن أبى عبد الرحمن أن رجلاً أتى القاسم بن محمد فقال :إنى أفضت وأفضت معى بأهلى ثم عدلت إلى شعب ،فذهبت لأدنو من أهلى فقالت :إنى لم أقصر من شعرى بعد ،فأخذت من شعرها بأسنانى ،ثم وقعت بها ،فضحك القاسم وقال :مرها فلتأخذ من شعرها بالجلمين أى بالمقص"!!،والسؤال هل هناك ياسادة شئ يحدث فى غرف النوم أكثر سخونة مما وصفه الإمام مالك ،فالحكاية بها من المشهيات الكثير مثل الجرى والقفز والعض ، مما يستحق معه أهم الكتب الإسلامية قراراً سريعاً وحاسماً من أصحاب الفضيلة بالمصادرة لأنه من وجهة نظرهم يحوى ألفاظاً خادشة للحياء!.
[ ماسبق من ألفاظ وأحاديث وجمل وعبارات يعتبر مجرد إقتراب من الموضوع إذا قورن بما هو آتٍ من ألفاظ وتعبيرات، ولنقرأ ما رواه البخارى ومسلم عن حديث عائشة الشهير الذى جلست فيه إحدى عشرة إمرأة فتعاهدن أن لايكتمن من أخبار أزواجهن شيئاً ،والحديث طويل جداً وسنكتفى ببعض الشرح المذكور فى كتاب فتح البارى ففى شرح قول إحدى الزوجات عن زوجها أنه عياياء طباقاء قال الكتاب وهو مرجع المراجع فى شرح الحديث"العىّ هو الذى تعييه مباضعة النساء ،والطباقاء هو ثقيل الصدر عند الجماع ينطبق صدره على صدر المرأة فيرتفع سفله عنها ،وقد ذمت إمرأة إمرأ القيس فقالت له:ثقيل الصدر خفيف العجز سريع الإراقة بطئ الإفاقة !!"،هذا ماقاله فتح البارى فى حديث عائشة فماذا قال فى شرح حديث الرسول صلعم الذى يسأل فيه جابر بن عبد الله عما تزوج ؟،فيرد جابر أنه تزوج ثيباً –أى سبق لها الزواج-،فقال :مالك وللعذارى ولعابها؟،فيقول الكتاب فى إحدى الشروح "المراد به الريق وفيه إشارة إلى مص اللسان ورشف الشفتين وذلك يقع عند الملاطفة والتقبيل "،وكما ذكر فتح البارى مص اللسان فقد ذكر الإمام مالك نوعاً آخر من طرق المص ففى موطأ مالك أن رجلاً سأل أبا موسى الأشعرى فقال :"إننى مصصت من إمرأتى من ثديها لبناً فذهب فى بطنى " وكان يستفتى هل تحرم عليه أم لا وطمأنه عبد الله بن مسعود بأنه لارضاعة إلا ماكان فى الحولين .
[وكما لم يخجل مالك من طرق باب هذه الموضوعات فى موطأه ،فإن إبن القيم فعل نفس الشئ فى كتابه زاد المعاد ولنقرأ له فى الجزء الثالث صفحة 236 (مما ينبغى تقديمه على الجماع ملاعبة المرأة وتقبيلها ومص لسانها ،وكان رسول الله صلعم يقبل عائشة ويمص لسانها ،وأحسن أشكال الجماع أن يعلو الرجل المرأة مستفرشاً لها بعد الملاعبة والقبلة وبهذا سميت المرأة فراشاً )،ويقول أبو حامد الغزالى الذى يتهمه البعض بالتزمت الشديد فى كتابه إحياء علوم الدين "إذا قضى الرجل وطره فليتمهل على أهله ،حتى تقضى هى أيضاً نهمتها ،فإن إنزالها ربما يتأخر فيهيج شهوتها ،ثم القعود عنها إيذاء لها ،والإختلاف فى طبع الإنزال يوجب التنافر مهما كان"، وهكذا تحدث الغزالى عن القذف السريع ووصفه بالتفصيل،ويقول الغزالى أيضاً وهو يحث على إستمتاع أفضل "وللزوج أن يستمنى بيدى زوجته" ،ويقول أيضاً "وعن إبن عباس فى تفسير قوله تعالى ومن شر غاسق إذا وقب ،فقال هو قيام الذكر وقد أسنده بعض الرواة إلى الرسول صلعم ،إلا أنه قال فى تفسيره الذكر إذا دخل ،وقد قيل إذا قام ذكر الرجل ذهب ثلثا عقله "،ولم يقتصر الحديث فى هذه المواضيع على الفقهاء فقط بل تناولته سيدات فضليات ورجال أفاضل بعضهم ينتمى إلى العشره المبشرين بالجنة ،ودعنا نقرأ مايلى "لما زفت عائشة بنت طلحه إلى زوجها مصعب بن الزبير سمعت إمرأة بينها وبينه وهو يجامعها شخيراً وغطيطاً فى الجماع لم تسمع مثله ،فقالت لها فى ذلك ،فردت عليها عائشة :إن الخيل لاتشرب إلا بالصفير!!
[ماسبق ذكره هو مجرد جزء من كل أردنا به الرد على المبررات والحجج الواهية التى يرهبنا بها البعض،وماذكرناه موجود فى كتب فقه وحديث تكتب بطريقة مباشرة وصريحة ،وليست كتب أدبية تنسج من الخيال وحسابها النقدى لايكون بطريقة الرقابة الأزهرية التى تعامل الرواية والكتاب والقصيدة معاملة المنشطات !!،ونقول لهؤلاء أن الإبداع ليس بيجاما كستور من الكساء الشعبى تفصلونها حسب المقاس والرغبة ،ولكنه حرية ونحن لانرغب إطلاقاً أن يتحول الرقيب عندنا إلى قائد المحتسبين الجدد وشيخ خفر الرقابة والنهى عن المنكر !!.
<center>---------------------
</center>
<FORM METHOD=POST ACTION="http://www.ushaaqallah.com/ubbthreads/d ... hp"><INPUT TYPE=HIDDEN NAME="pollname" VALUE="1105671094Hatem">
<p>رأيك في هذا الموضوع:
<input type="radio" name="option" value="1" />ممتاز.
<input type="radio" name="option" value="2" />جيد جداً.
<input type="radio" name="option" value="3" />جيد.
<input type="radio" name="option" value="4" />مقبول.
<input type="radio" name="option" value="5" />غير مفيد.
<INPUT TYPE=Submit NAME=Submit VALUE="أرسل رأيك" class="buttons"></form>

عبد الشكور
مشاركات: 80
اشترك: أكتوبر 5th, 2005, 5:28 pm

أكتوبر 6th, 2005, 6:04 am

الدكتور المحترم يمارس اللعبة الشهرية ( لبس الحق بالباطل ). لعبة يتقنها أهل الأهواء فى كل مكان وزمان.

فات الدكتور ـ المحترم طبعًا ـ " اختلاف السياق ".

إن ما استشهد به الدكتور المحترم مثله كمثل ما يذكره الأطباء فى مراجعهم العلمية. ولا يمكن أن يقارب أبدًا أو يقارن بالقصص الإباحية لزمرته العلمانية.

وبعبارة أخرى ، إن الدكتور المحترم يريد أن يسوى بين كلام طبيب لمريضه يشرح له فيها أمورًا خاصة بالجهاز التناسلى ومراحل الجماع ، وبين كلام " قواد " يروج لبضاعته ويغرى زبائنه!

الدكتور المحترم يريد أن يسوى بين العلم والهذيان .. بين الشرف والدياثة !

والسؤال : هل يعلم دكتورنا المحترم الفرق بين هذا وذاك ؟

لا أدرى هل المصيبة أعظم فى علمه بالفرق ، أم فى جهله أعظم !

ألم يسأل الدكتور المحترم نفسه : لماذا لم يحرم عالم مسلم واحد مرجعًا طبيًا واحدًا يخوض فى أمور الجماع ؟!

لقد كتبت هذه المراجع العلمية بطريقة لا حض فيها على الفاحشة ، وإنما غرضها علمى بحت. وكذلك ما ذكر فى كتب الحديث والفقه لا حض فيه على الفاحشة وإنما غرضه علمى بحت ، وإن تباينت العلوم.

وبالنسبة للفظ " الذكر " فقد كان " كناية " وليس تصريحًا .. فأين الكناية هنا من " تصريحات " العلمانيين المسفة فى شعرهم و" أدبهم " ؟!

ثم نعود ونقول : لا يحرم التصريح إذا لزم .. صحيح أن الأصل اللجوء إلى الكناية لعدم خدش الحياء ، لكن هناك أمورًا لا يخدمها إلى التصريح ، مثل بعض الأحكام الشرعية التى تستلزم ذلك. المهم أن هذا التصريح يتم بصورة تخلو من إثارة الغريزة ومن الحض على الفاحشة وأشباه هذه القذارات التى تدافع عنها العلمانية بشراسة.

" ذكر عمر بن الخطاب للرسول صلعم بأنه تصيبه الجنابة من الليل ،فقال له الرسول صلعم :توضأوإغسل ذكرك ثم نم".

سبحانك ربى ! .. هل يسوى دكتورنا المحترم بين قول سيده وسيد العالمين " توضأ واغسل ذكرك ثم نم " ، وبين قذارات العلمانيين فى " أدبهم " ؟!

أين هذه الجملة النبوية الطاهرة من هذيانات قصاص العلمانيين عندما يشرعون فى وصف مشاهد الجماع بالتفاصيل المهيجة ؟

ما لكم كيف تحكمون ؟!

لنأخذ مثالاً آخر من كلام الدكتور المحترم .

" قال :يارسول الله ،إذا جامع الرجل المرأة فلم ينزل ،قال يغسل مامس المرأة منه ثم يتوضأ ويصلى "

الدكتور المحترم يسوى بين هذا الكلام النبوى الشريف وبين هذيان ما يسمى بأدب الفراش !

إن الكلام النبوى على صاحبه أفضل الصلاة والتسليم كلام علمى محض، يبين حكمًا شرعيًا واجب البيان، وذلك من تمام رسالته صلى الله عليه وسلم، ليبين للناس ما نزل إليهم، وليتم الله نعمته على عباده بالهداية لأفضل السنن والشرائع.

ولم يحتوِ الكلام النبوى ـ حاشاه الله ـ على حض على فاحشة ، أو حث على موبقة ، أو تهييج لغرائز ، أو إثارة لشهوات .

فأين هذه الطهارة السامية من نصوص العلمانيين " الأدبية " المملوءة بكل ما قدمنا .. وأكثر ؟!

إن شرح هذا الحديث وأمثاله يتم فى " مجالس علم " ، ويجرى شرح الأمور بطريقة علمية بحتة .. أو قل نظيفة حتى يفهم العلمانيين !

والفقيه الذى يشرح الحديث للطالب لا يقول له : المعنى أن الرجل الذى صفة جسده كذا وكذا ، وصفة عضوه كذا وكذا ، إذا جامع المرأة التى من حسن جسدها كذا وكذا ، ثم لم ينزل منيه الذى صفته عادة هى كذا وكذا ، فالواجب عليه أن يغسل عضو امرأته الذى محاسنه كذا وكذا ... الخ.

وهذا بخلاف العلمانى المتفحش ، فإنه لا يكتفى فى شعره أو قصته بمجرد حكاية الحادثة بأسلوب فنى ذكى يفهمه القارئ ، ولا يكتفى بأن يحكى لنا أن فلانًا قد عاشر علانة ـ بصرف النظر عن : هل الواقعة يستلزمها العمل الأدبى أم لا ـ وإنما يتطرق إلى الأوصاف المهيجة ، وكأنه قواد يروج لبضاعته !

أما بالنسبة لحديث أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها وأرضاها ، فحاشاها الله أن يشابه بعض كلامها قذارات العلمانيين بحال. لقد نصت رضى الله عنها على " القبلة " لتبين الحكم الشرعى ، فهى فى مقام العلماء الذين أخذ الله عليهم الميثاق ليبينن العلم للناس ولا يكتمونه.

والمرأة التى خاضت فى وصف جماع زوجها لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكن تبغى إشاعة الفاحشة ، والرسول عليه الصلاة والسلام لم يقرها لأنه يحب سماع مثل هذا الكلام ، حاشاه الله وكلا . وإنما هو فى مقام القاضى الذى يحكم بين الناس بالحق ، والمرأة تريد الطلاق ، والطلاق شأنه عظيم جدًا فى دين الله ، فكان لا بد من التثبت والتيقن ولو أدى الأمر للخوض فى مثل هذه الأمور ، ولو أدى إلى التصريح دون الكناية .

المهم أنه حتى عند الخوض وعند التصريح لا يجد القارئ أية دعوة إلى الفاحشة ، ولا أى تهييج لغريزة أو شهوة .

ومثل ما قيل عن كلام المرأة يقال عن كلام زوجها.

ومثل ما قيل هنا يقال أيضـًا عن اللفظة " أنكتها " التى وردت فى الحديث الصحيح . إن مقام القضاء وإقامة الحدود يستلزم ما لا يستلزمه غيره.

ويروى لنا الدكتور ـ المحترم طبعًا ـ " مشهدًا ساخنـًا " على حد تعبيره ، والفرح يتملكه والنشوة تملؤه !

( ... فذهبت لأدنو من أهلى ، فقالت :إنى لم أقصر من شعرى بعد ،فأخذت من شعرها بأسنانى ،ثم وقعت بها )

والتحامل ظاهر جدًا من كلام دكتورنا المحترم. يريد إيهام القارئ بأن الرجل أخذ من شعر امرأته بأسنانه من شدة الشهوة والشبق ، مع أنه من الواضح جدًا أن الرجل لم يفعل ذلك إلا لتصريح امرأته بأنها لم تأخذ من شعرها بعد . وأما قوله ( ثم وقعت بها ) فلا يقصد حرفيتها ، وإنما هى كناية مشهورة آنذاك عن الجماع تحاشيـًا للتصريح دون لزوم.

والرجل يسأل عن حكم فقهى ، ولم يروِ الواقعة ليثير شهوة أو يهيج غريزة أو يحض على فاحشة .

لكن دكتورنا المحترم يضرب يديه جذلاً قائلاً : ( والسؤال هل هناك ياسادة شئ يحدث فى غرف النوم أكثر سخونة مما وصفه الإمام مالك ،فالحكاية بها من المشهيات الكثير مثل الجرى والقفز والعض )

ولا أدرى أين ذكرت الرواية ألفاظ " الجرى والقفز والعض " ! .. بل إن معنى " الجرى والقفز " لم يرد أصلاً بالرواية، وإنما هو من خيال الدكتور ( المحترم طبعًا ) . وأما أخذ الرجل بعض شعر امرأته بأسنانه فقد فضل الدكتور له لفظ " العض " ليستطيع إدراجه ضمن " المشهيات " بسهولة !

" .. ثم رددناه أسفل سافلين ! ".

أما سؤال الدكتور المحترم عما هو " أكثر سخونة " فهو سؤال يغضب " أدباء " العلمانية ، فاحشيها ومتفحشيها على السواء !

يبدو أن الدكتور المحترم غير مطلع كفاية على إنتاج من يدافع عنهم ! .. أو هو يمارس نوعًا من تقبيح الحسن .. وماذا تفعل الماشطة مع الوجه العكر ؟!

أما إيراد الدكتور لرواية عائشة بنت طلحة فهو دليل آخر على جهله التام بالمنهج العلمى للتعامل مع الأخبار .. وقد اتضح ذلك الجهل منذ البداية عندما نوه بأن ما يورده من أخبار هو من كتب " الصحاح " !

بالطبع يعلم أى مبتدئ فى دراسة علوم الحديث أن تسمية المصنف لكتابه " صحيح " لا يعنى بالتبعية أن كل ما سيورده فيه من روايات ستكون صحيحة . هذا هو الحق وإن شاع خلافه بين العامة والدهماء !

وقد أشار الدكتور المحترم فى كلامه إلى أن الفقهاء كأبى حنيفة ومالك كانوا يجاورون الشعراء الماجنين كأبى نواس وشيخ المعرة . ويشيد بهذا الوضع التراثى الرائع فى نظره .

وهذا تلبيس منه على القارئ جريًا على عادته . لأن الفقهاء الربانيين وإن وقع فى أزمانهم أشعار ماجنة ، لكنهم أبدًا لم يقروا أصحابها على ما فيها من مجون وزندقة . ولم يقصروا فى واجب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر تجاه هؤلاء .

أما بالنسبة للأدب والفن ، فلا نمو لهما ولا حياة إلا بالحرية. لا خلاف على هذا ، لكنها ليست حرية مطلقة كما يريدها العلمانيون .

ولهم ـ لو أرادوا ـ فى القرآن الكريم قدوة . لقد قص القرآن مشهدًا يعتز به العلمانيون جدًا ، وهو مشهد " المراودة " ، وذلك فى قصة يوسف عليه السلام ، ومع ذلك لم يدعِ واحد ـ ولو كان من أعداء القرآن ـ أن قصة القرآن للمشهد احتوت على إثارة أو تهييج أو حض على فاحشة.

إن الشاعر أو الأديب يستطيع أن يؤدى ما يشاء من المعانى ويوصله للقارئ دون الاضطرار إلى ألفاظ الفحش والبذاءة والإثارة والتهييج. بل من مواصفات العمل الأدبى الجيد أن يحترم المبدع عقل قارئه ، فلا يصفعه بالتصريح دون لزوم أو اضطرار.

إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر