سؤال : ما الفرق بين شخص جاهل ( أمي ) ، وشخص متعلم لكنه لا يقرأ ؟
إحصائية : ذكرت منظمة اليونيسكو أن معدل القراءة للفرد العربي 6 دقائق ( في السنة ) !
* * *
كنت أرتب حقيبة سفري ذات يوم عائدا إلى مصر قادما من إحدى الدول العربية ، عندما زارني صديق ، وعرض أن يشاركني ترتيب حاجياتي فلم أمانع .
لكنه توقف فجأة مذهولا أمام إحدى الحقائب الثقيلة والتي لم أكن قد أغلقتها بعد ونظر إلى ما فيها ، وقال في استنكار : هل ستأخذ هذه الحقيبة معك ؟ ، وعندما أجبته بعفوية بنعم ، قال معترضا : لكنها ستكلفك كثيرا ، فالشحن على الطائرة غالي الثمن والحقيبة بالغة الثقل ، فأجبته أني أدرك ذلك تماما وقد أعددت لكل شيء عدته ! . فحاول إثنائي عن فعل ذلك العمل الطائش من وجهة نظره ، فلم أزده على أن هذه الحقيبة تحتل الأولوية القصوى لدي .
وحينما وجد مني تمسكا مدهشا قال متعجبا : لا أدري ما الهوس الذي توليه للكتب ، تالله إني لم أقرأ ورقة منذ تخرجي من كلية الهندسة !! .
وصاحبي هذا متكرر في واقعنا ، كثير الشبه بيننا .
النموذج الذي يحدثك عن أن الحياة ليس فيها وقت لنفضبة متصلبين ماسكين بكتاب نقرأه ، فالحياة بها أهم من ذلك ! .
فالقراءة لديهم مضيعة للوقت ، والدرهم الذي ننفقه على الكتاب كان من باب أولى أن نصرفه على الطعام أو الملبس .. وهؤلاء كثر للأسف .
بيد أن هناك نوع أخر يقدر قيمة القراءة نظريا ، لكنه لا يقرأ . وعندما تحدث عن أهمية القراءة ودورها في اتساع مدارك المرء ورقيه يؤكد له أن واثق تماما من هذا الأمر ، لكن المشكلة التي تواجهة أنه ما يلبث أن يمسك بكتاب إلا ويداعب النعاس جفنيه ، ويتملكه السأم والملل سريعا .
وبين صنف لا يعترف بقيمة القراءة وصنف لا يستطيع القراءة ولا يملك الدافع على القراءة ، تضيع أمتنا وتسقط بملْ إرادتها من حقيبة التقدم والرقي.
بإذن خاص من الكاتب: كريم الشاذلي