إسلوب الحرب

يهتم بعرض ومناقشة جميع القضايا السياسية سواء المحلية أو العربية أو العالمية، وكذا عرض ومناقشة أبرز الأحداث والعناوين الإخبارية.
شارك بالموضوع
تامر شتيوى
مشاركات: 58
اشترك: أغسطس 23rd, 2009, 5:06 pm
المكان: الإسكندرية - مصر .

أغسطس 28th, 2009, 6:02 pm

(1) الخروج :
إن أمر الله بالقتال يعنى أن المؤمنين هم الذين يجب أن يبادروا بقتال أعدائهم الذين يقاتلونهم ويصدوهم عن سبيل الله .. ويعنى ذلك أن الله يأمر بالهجوم وهو الدفع .. أى يأمر بالخروج .. ولا يأمر بإنتظار العدو والقتال فى قرى محصنة أو من وراء جدر .
والدفع كلمة مشتقة من الإسم دفع .. وتعنى الفصل .. يقول الله :
( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض ) دفع بعض الناس غيرهم أى فصلوا لهم العذاب والعقاب والقتل .
( قاتلوا فى سبيل الله او ادفعوا ) ادفعوا أى إفصلوا العقاب والضر للعدو .
( فادفعوا اليهم اموالهم ) فإفصلوا إليهم أموالهم .
( ادفع بالتى هى احسن ) إفصل القول للمؤمنين بقول الله المنزل إليهم .
( ان عذاب ربك لواقع ما له من دافع ) ما له من فاصل يمنعه عن الكافر .
والخروج للقتال أمر بينه الله فى كتابه .. يقول الله :
( واذ غدوت من اهلك تبوى المومنين مقاعد للقتال والله سميع عليم ) .
فى حرب القرح انفصل أو غدا رسول الله عن أهله بهدف القتال .. أى أن الرسول قد خرج للقتال ليبوأ أو يفصل المؤمنين فى أوضاع القتال .. وحدد لهم أماكنهم المنفصلة .. استعداداً للحرب ولقاء العدو .
ويقول الله :
( وانزل الذين ظاهروهم من اهل الكتاب من صياصيهم وقذف فى قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتاسرون فريقا ) .
حيث قتل وأسر المؤمنون فى حرب الأحزاب من ظاهروا ونصروا الكفار من أهل الكتاب .. وأنزلهم الله من حصونهم وقذف فى قلوبهم الرعب .. فالمؤمنون هنا هم الذين هاجموا حصون الذين كفروا من أهل الكتاب .
ويقول الله :
( كما اخرجك ربك من بيتك بالحق ) .
فالرسول خرج مع المؤمنين للقاء العدو فى حرب الفرقان .. وكانوا يريدون دخول الكعبة حيث صدهم عنها الكفار .
ويقول الله :
( وهو الذى كف ايديهم عنكم وايديكم عنهم ببطن مكة من بعد ان اظفركم عليهم ) .
كان ذلك فى حرب الفتح حيث خرج المؤمنون أيضاً لدخول الكعبة وأظفرهم الله ونصرهم على الكافرين .
ويقول الله :
( هو الذى اخرج الذين كفروا من اهل الكتاب من ديارهم لاول الحشر ما ظننتم ان يخرجوا وظنوا انهم مانعتهم حصونهم من الله ) .
كان ذلك فى حرب الحصون حيث خرج المؤمنون لقرية أخرى .. وهاجموا حصون الذين كفروا من أهل الكتاب .
ونجد قبل نزول القرآن الأحداث التالية :
[1] أن الملك طالوت المؤمن قد خرج بجيشه ليدخل الأرض المقدسة ويهاجم جالوت .. يقول الله :
( فلما فصل طالوت بالجنود قال ان الله مبتليكم بنهر ) .
[2] أن الملك سليمان المؤمن قد أرسل لملكة سبأ يخبرها أنه سيخرج بجنوده لقتال قومها إن لم يسلموا .. يقول الله :
( فلناتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها اذلة وهم صاغرون ) .
[3] أن الملك ذى القرنين المؤمن كان يخرج لأرض مشرق الشمس وأرض مغربها .. يقول الله :
( حتى اذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب فى عين حمئة ) .
( حتى اذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا ) .
ويبين ذلك أيضاً أن الرسول أو الملك أو القائد هو الذى يخرج بنفسه مع جنوده ليقودهم للقتال .. ذلك كما فعل الملوك المؤمنون ذو القرنين وطالوت وسليمان وكذلك داود الذى قتل جالوت قائد الكافرين .. وليس الأمر كما يحدث الآن أنه كلما ارتفعت الرتبة العسكرية للأفراد إنفصلوا عن القتال .. فهؤلاء ليسوا مقاتلين .. بل قوم منفصلون عن القتال .
(2) دخول القرى :
عندما يقوم المؤمنين بالخروج لدخول قرية معينة فإن عليهم دخول هذه القرية بالفعل وإقتحامها والإنفصال لداخلها .. وقد أمر النبى موسى بنى إسرائيل بدخول الأرض المقدسة رغم أن بها قوم أولى قوة .. يقول الله :
( يا قوم ادخلوا الارض المقدسة التى كتب الله لكم ولا ترتدوا على ادباركم فتنقلبوا خاسرين ) .
وقد بين الله فى كتابه أنه كان هناك رجلان مؤمنان من بنى إسرائيل .. يخافا أنعم الله عليهما ويفصلا هذه النعم لله ويشكراه عليها .. حيث أمرا بنى إسرائيل بدخول الباب على أهل هذه القرية .. أى عبور مدخل أو فاصل تلك القرية والموجود بين أسوار القدس .. ثم قتال أهلها بعد الإنفصال من الباب .. فبمجرد إجتياز المدخل ستتحطم قوة الأعداء الجبارين .. وسيكون النصر سهل المنال .. وأمرا القوم بالتوكل على الله .. والإنفصال لحكمه .. وهذا يعنى أن الأرض المقدسة كانت محاطة بسور عظيم له باب كما هو الوضع الآن فى مدينة القدس .. يقول العزيز :
( قال رجلان من الذين يخافون انعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فاذا دخلتموه فانكم غالبون وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مومنين ) .
سنجد أيضاً أن النبى سليمان المؤمن كان يريد دخول قرية سبأ ويقتحمها وينفصل لداخلها .. يقول الله :
( فلناتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها اذلة وهم صاغرون ) .
وقد كانت ملكة سبأ تعلم أن دخول الملوك لقريتها يفقد أعزة أهلها المنفصلون المفضلون فيها لعزتهم .. ويصبحوا بعد دخول الملوك أذلة بلا قدرة صاغرين منفصل لهم العقاب والعذاب .. وهذا فعل المنتصرين .. يقول الله :
( قالت ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا اعزة اهلها اذلة وكذلك يفعلون ) .
وقد تمكن الملك المؤمن ذو القرنين من دخول وإقتحام القرى والبلاد التى وصل إليها .. حتى بلغ فى ملك الأرض مغرب الشمس ومطلعها .
وفى ذات الأرض المباركة أرسل الله على بنى إسرائيل بعد كفرهم عباداً مؤمنين .. تمكنوا من دخول القرية المباركة وفصلوا وجاسوا حصون الديار وإقتحموها .. ذلك كما وعد الله بنى إسرائيل فى كتبه المنزلة عليهم .. يقول الله :
( فاذا جاء وعد اولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا اولى باس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ) .
فالمؤمنون المهاجمون هنا من عباد الله .. هم الذين دخلوا القرية المباركة ليحققوا هذا النصر .. وبعد ذلك رد الله وفصل لبنى إسرائيل الكرة أو الفصل والنصر عليهم بعد أن آمنوا وإنفصلوا لحكم الله .. ليدخل بنوا إسرائيل المسجد الحرام بعد إخراجهم .. وقد أمدهم الله بالمال والبنين وجعلهم أكثر من الآخرين نفيراً .. أى جعلهم أكثر فى عدد المقاتلين المنفصلين للقتال .. يقول الله :
( ثم رددنا لكم الكرة عليهم وامددناكم باموال وبنين وجعلناكم اكثر نفيرا ) .
ثم بعد كفر بنى إسرائيل وعلوهم وإنفصالهم عن دين الله للمرة الثانية بعث الله عليهم مؤمنون آخرون ليدخلوا عليهم المسجد الحرام .. ويدخلوا الأرض المقدسة .. يقول الله :
( ان احسنتم احسنتم لانفسكم وان اساتم فلها فاذا جاء وعد الاخرة ليسووا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا ) .
يبين الله لبنى إسرائيل أن من أحسن وعمل ما أمر الله به فهو يحسن لنفسه حيث يدخل الجنة .. ومن أساء وإنفصل عن دين الله فهو يفصل نفسه عن جنته ورحمته .. ويبين أنه إذا جاء وعد الله الآخر أو الثانى المنفصل زمنياً عن الوعد الأول فسوف يأتى عباد لله مؤمنين .. أولى بأس شديد كمن سبقهم فى المرة الأولى .. ليسووا وجوه كفار بنى إسرائيل .. أى يفصلوا وجوههم عن العلو والتكريم بما يفعلوا بهم من فصل وعذاب .. ويدخل هؤلاء المؤمنون المسجد الحرام كما دخله مؤمنون أول مره .. ويتبر المؤمنون ويفصلوا الهلاك والإعتداء فصلاً وهلاكاً شديداً على كل ما أمكنهم العلو والإنفصال له .. فقد أهلكوا أسوار وديار اليهود .
الجيوش الغازية إذاً تحقق النصر .. هكذا كان حكم الله فى الخيل المغيرة التى يركبها الجنود .. والتى تغير صباحاً لفصل القتل على الأعداء .. وتثير وتفصل النفع أو النقع وهى الغنائم .. التى تمثل الأجر والجزاء الحسن المنفصل للمؤمنين مقابل جهادهم فى سبيل الله .. وتوسط هذه الخيل وتفصل وتفضل جمع الغازين المغيرين على جمع المتحصنين أو من يتم مهاجمتهم .. يقول الله :
( فالمغيرات صبحا فاثرن به نقعا فوسطن به جمعا ) .
وإذا تابعنا حرب الأحزاب نجد أن الله يبين أن الأحزاب لو دخلوا المدينة من أقطارها أو أبوابها المؤدية لداخلها ثم سأل وطلب هؤلاء الغازين الكفار من المنافقين الفتنة أو الإنفصال عن المدينة لخرج المنافقون وما تلبثوا وإنفصلوا بالمدينة إلا قليلاً .. يقول الله :
( ولو دخلت عليهم من اقطارها ثم سئلوا الفتنة لاتوها وما تلبثوا بها الا يسيرا ) .
أما فى حرب الفتح فقد دخل المؤمنون مكة والمسجد الحرام أيضاً مع رسول الله محمد .. ذلك بعد أن أظفرهم ونصرهم الله على الكافرين .. وكف أيدى الكفار عنهم فدخلوا المسجد آمنين منفصلين عن القتل من الكفار .. وكانوا محلقين لرؤوسهم أى كاشفين لغطاء الرأس الواقى لأنهم بلغوا محل الهدى وهو المسجد الحرام أو الكعبة .. كما كانوا مقصرين أو منفصلين عن قتل العدو لهم .. آخذين حذرهم منه .. بما معهم من سلاح وعتاد ودروع تحميهم من أى هجوم مباغت ثم هم لا يخافون من هجوم الكافرين عليهم وقتالهم عند الكعبة .. يقول الله :
( لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله امنين محلقين رووسكم ومقصرين لا تخافون ) .
(3) إخراج الكفار :
عندما يدخل المؤمنون قرية للكفار الذين يحاربون الله ورسله فإنهم يخرجون منها هؤلاء الكفار ليدخلوا هذه القرية بدلاً منهم .. فالأمر لا يقتصر على مجرد دخول القرية والإنتصار على أهلها .. ولكن على المؤمنين فصل الكفار ونفيهم من أرض القرية ليستوطنوها بدلاً منهم .. إقرأ مقال [ أحكام القتال ] .. يقول الله :
( او ينفوا من الارض ) .
وسنجد أن النبى سليمان الكريم قد أرسل لملكة سبأ يبين لها أنها إن لم تسلم لله مع قومها فإنه سيأتيهم بجنود لا قبل لهم بها ليخرجونهم من قريتهم أذلة صاغرون .. يقول الله :
( فلناتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها اذلة وهم صاغرون ) .
والأذلة هم منفصلوا القدرة .. أما الصاغرون فهم الذين إنفصل لهم جزاء سيئ وعقاب .
وعندما كفر بنوا إسرائيل ودخل المؤمنون للمسجد الحرام فقد أخرجوا بنى إسرائيل من الأرض المباركة ونفوهم إلى مدينة بابل بالعراق .. إقرأ مقال [ الأرض المباركة ] .
وقد أخرج المؤمنون مع النبى محمد كفار أهل الكتاب من صياصيهم وحصونهم فقتلوا بعضهم وهم من رفضوا تسليم ممتلكاتهم وأموالهم .. وأسروا بعضهم وهم الذين قبلوا تسليم الجزية وهى كل ما يملكون من أرض ومال وديار .. ذلك عن يد وهم صاغرون .. يقول الله :
( وانزل الذين ظاهروهم من اهل الكتاب من صياصيهم وقذف فى قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتاسرون فريقا ) .
كما أخرج النبى محمد ومعه المؤمنون كفار أهل الكتاب من قريتهم بعد أن إحتموا بحصونهم .. وكان ذلك فى حرب الحصون .. يقول الله :
( هو الذى اخرج الذين كفروا من اهل الكتاب من ديارهم لاول الحشر ما ظننتم ان يخرجوا وظنوا انهم مانعتهم حصونهم من الله ) .
كما أمر الله بإخراج الكفار من ديار المؤمنين التى سبق للكفار إخراج أهلها المؤمنين منها .. يقول الله :
( واخرجوهم من حيث اخرجوكم ) .
(4) عدم إدخال الكفار :
عندما يدخل المؤمنون القرى ويسيطرون عليها ثم يخرجون منها أعداءهم فعليهم أن يتخذوا كل ما يمكنهم من وسائل من شأنها منع هذا العدو من الدخول للقرية مرة أخرى .
فقد أمر الله المؤمنين مع النبى محمد بعد أن يدخلوا المسجد الحرام ألا يسمحوا للمشركين بدخول المسجد الحرام مرة أخرى .. بحيث يفصلوهم ويصدوهم عن بلوغه .. ذلك لأنهم نجس منفصلون عن دين الله .. يقول الله :
( يا ايها الذين امنوا انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا ) .
(5) قتال الحصون :
بين الله أنه لا يمكن أن يتحقق النصر من خلال قتال العدو من وراء أسوار وجدر أو قلاع وحصون دون خروج لقتاله أو دفعه .. وفى كتاب الله أمثلة لهذا الإسلوب .. كما يلى :
( أولاً ) حرب الأحزاب :
فى هذه الحرب قدم عدد كبير من المشركين لقتال المؤمنين فى المدينة .. ولكن الرسول والمؤمنين لم يتحصنوا فى حصون المدينة ولم يقاتلوا من وراء جدر أو قلاع وحصون .. ولكنهم خرجوا لقتال الكفار .. وقد إستأذن فريق من المنافقين رسول الله بحجة أن يتخذوا بيوتهم حصناً أو عورة فى القتال تصد عنهم الأعداء .. وبين الله أنهم ما يريدون إلا الفرار .. وأن المشركين لو دخلوا عليهم من أقطار وأبواب المدينة وأمروهم بالفتنة والإنفصال عن المدينة لفعلوا وما بقوا بها إلا قليلاً .. يقول الله :
( ويستاذن فريق منهم النبى يقولون ان بيوتنا عورة وما هى بعورة ان يريدون الا فرارا ولو دخلت عليهم من اقطارها ثم سئلوا الفتنة لاتـوها وما تلبثوا بها الا يسيرا ) .
( ثانياً ) حرب الحصون :
فى حرب الحصون خرج الرسول والمؤمنون لقتال الذين كفروا من أهل الكتاب فى قراهم .. ولكن هؤلاء الكفار لم يخرجوا لقتال المؤمنين .. بل إتخذوا بيوتهم وحصونهم عورة .. وتحصنوا وإنفصلوا بها .. يقول الله :
( لا يقاتلونكم جميعا الا فى قرى محصنة او من وراء جدر ) .
كفار أهل الكتاب إذاً كانوا لا يهاجمون أبداً .. بل يقاتلون فقط كما يلى :
1- فى قرية ذات حصون منيعة تصد وتفصل المعتدى من دخولها .
2- خلف الجدر .. والجدر هى الأسوار أو الفواصل التى تصد المعتدى .
وهم بذلك يعتقدون أن حصونهم الواقية درع فاصل مانع عن نصر الله للمؤمنين .. يقول العزيز :
( وظنوا انهم مانعتهم حصونهم من الله ) .
ولذلك فقد هزمهم المؤمنون وأخرجوهم من ديارهم .. إقرأ مقال [ الحصون ] .
ولم يذكر الله فى كتابه أن الحرب خدعة .
(6) تحصين الضعفاء :
نجد فى قصة الملك ذى القرنين أنه وصل لقرية فيها قوم يتعرضون لهجوم وإعتداء وبغى من يأجوج ومأجوج .. وهم قوم مفسدون فى الأرض يفصلون الإعتداء والقتل على الآخرين دون حق .. فطلب من أهل هذه القرية أن يعينوه ويفصلوا له المدد .. وذلك بقوة يبنى بها سداً يفصل عنهم العدو .. بحيث يجعل بين أهل تلك القرية وبين عدوهم ردماً أو فاصلاً .. يقول الله :
( فاعينونى بقوة اجعل بينكم وبينهم ردما ) .
وهذه الطريقة فى التحصين يجب أن تكون مناسبة لقوة العدو .. بحيث يكون السد أو الردم أو الفاصل مانعاً وفاصلاً بالفعل فلا يسمح للعدو بالإختراق .. فالله تحدث عن السد الذى بناه ذو القرنين ليصفه بصفتين :
1-أن الأعداء لم يستطيعوا أن يظهروه .. أى يفصلوه ويزيلوه من مكانه .
2-أن الأعداء لم يستطيعوا له نقباً أو فصلاً وخرقاً .
يقول الله :
( فما اسطاعوا ان يظهروه وما استطاعوا له نقبا ) .
وعلى ذلك فأى تحصين يبنيه المؤمنون يجب أن يتصف بهذين الصفتين .. فلا يزال وينهار ويتحطم .. وكذلك لا يخترق من قبل العدو .. مثل التحصينات التى تبنى لمنع مرور الدبابات والمدرعات والجنود المشاة .. أو وسائل الدفاع الجوى وحوائط الصواريخ .. أو الصواريخ المضادة للصواريخ .. والصواريخ المدمرة المضادة للطائرات مهما بلغ إرتفاعها .
والنقب كلمة مشتقة من الإسم نقب .. أى الفصل .. يقول الله :
( وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا ) النقيب هم الجمع المنفصلون عن غيرهم .
( فنقبوا فى البلاد هل من محيص ) فسيروا وإنفصلوا فى البلاد .. هل هناك فاصل للكافرين عن هلاك الله .[/size][/color][/b]

اسلام 7
مشاركات: 58
اشترك: ديسمبر 4th, 2009, 2:37 pm
المكان: القاهرة
اتصل:

يناير 11th, 2010, 8:58 pm

أخ تامر
قلت "فالرسول خرج مع المؤمنين للقاء العدو فى حرب الفرقان .. وكانوا يريدون دخول الكعبة حيث صدهم عنها الكفار . "
الخطأ هنا قولك أن فالرسول خرج مع المؤمنين للقاء العدو فى حرب الفرقان .. وكانوا يريدون دخول الكعبة فلا يوجد آية واحدة تدل على أن حرب الفرقان وهى حرب بدر كانت من أجل دخول الكعبة وإذا كانت موجودة فأى آيات القرآن الحالى هى؟
وقلت "ويبين ذلك أيضاً أن الرسول أو الملك أو القائد هو الذى يخرج بنفسه مع جنوده ليقودهم للقتال .. ذلك كما فعل الملوك المؤمنون ذو القرنين وطالوت وسليمان وكذلك داود الذى قتل جالوت قائد الكافرين ..
ويبين ذلك أيضاً أن الرسول أو الملك أو القائد هو الذى يخرج بنفسه مع جنوده ليقودهم للقتال .. ذلك كما فعل الملوك المؤمنون ذو القرنين وطالوت وسليمان وكذلك داود الذى قتل جالوت قائد الكافرين .. "
الخطأ هنا هو أن داود(ص)عندما قتل جالوت كان ملكا قائدا ومن المعلوم أن الملك القائد كان طالوت كما قال تعالى" وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا"وهو الذى خرج مع الجيش
ويبدو أنك يا أخ تامر قد فهمت القيادة خطأ وهى تقدم الجنود لملاقاة العدو والحق أن القيادة تشارك فى الحرب من خلال التخطيط والإشراف على التنفيذ ومتابعة سير المعركة حتى تنظم بقية الحرب انتصروا فى أى جانب أو تراجعوا فى أى جانب حتى تحرك القوات وأما الإشتراك المباشر فى القتال فهذا لا يحدث إلا عندما تقارب الحرب على النهاية أو يكون الميدان بحاجة لمزيد من الرجال ولا يوجد مزيد ومعظم الرسل (ص)شاركوا فى القتال المباشر وغير المباشر كما قال تعالى "وكم من نبى قاتل معه ربيون كثير"
وقلت "ما فى حرب الفتح فقد دخل المؤمنون مكة والمسجد الحرام أيضاً مع رسول الله محمد .. ذلك بعد أن أظفرهم ونصرهم الله على الكافرين .. وكف أيدى الكفار عنهم فدخلوا المسجد آمنين منفصلين عن القتل من الكفار .. وكانوا محلقين لرؤوسهم أى كاشفين لغطاء الرأس الواقى لأنهم بلغوا محل الهدى وهو المسجد الحرام أو الكعبة .. كما كانوا مقصرين أو منفصلين عن قتل العدو لهم"
الخطأ هنا هو تفسيرك لتحليق الرءوس بأنه كشف الغطاء الواقى للرأس والسؤال ولماذا لم تفسر قوله "ومقصرين " فهى تعنى قص بعض طول الشعر؟
إن دخول البيت الحرام للحج أو العمرة يستلزم الحلق حلق الشعر لقوله تعالى "ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدى محله "
وأنت تقول أن مكة هى بيت المقدس ومن يدخل البيت المقدس لابد أن يخلع ما فيه قدميه كما فعل موسى(ص)بأمر الله"اخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى "
وقلت "عندما يدخل المؤمنون قرية للكفار الذين يحاربون الله ورسله فإنهم يخرجون منها هؤلاء الكفار ليدخلوا هذه القرية بدلاً منهم .. فالأمر لا يقتصر على مجرد دخول القرية والإنتصار على أهلها .. ولكن على المؤمنين فصل الكفار ونفيهم من أرض القرية ليستوطنوها بدلاً منهم "
الخطأ هنا هو أن المسلمين يطردون أهل البلدة المحاربة ليسكنوها بدلا منهم
هذا يخالف قوله تعالى " والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله" فهنا طرد أهل مكة محرم وهو ذنب أعظم من القتل سواء فعله الكفار أو المسلمون
ولو فعل المسلمون ما تقوله من الطرد فإنهم يخالفون بهذا قوله تعالى "ولا تزر وزارة وزر أخرى "فهم يعاقبون مثلا الأطفال والنساء دون أن يرتكبوا ذنب
خذ مثلا حرب ذو القرنين (ص)ستجد الرجل لم يطرد يأجوج ومأجوج رغم فسادهم وإنما جعل بينهم وبين الناس الذين يظلمونهم حاجزا سدا منيعا يمنعهم من التعدى وظلم الأخرين وستجده فى حرب أخر عذب من كفر وحارب فليس كل حرب يتم فيها طرد الناس من بلادهم وإنما هى حالات خاصة
ولو فعلوه مع قلة عددهم فإنهم سيتوزعون فى البلاد مما يساعد على تفرقهم والإستيلاء على بلادهم نتيجة صغر عدد سكان البلدات المسلمة نتيجة التوزع والتفرق الذى تقول به
ولو عاداهم كل سكان العالم وحاربوهم فأين يتم سكن هؤلاء إذا لم يجدوا أرضا يسكنون فيها ؟
وقلت "وعندما كفر بنوا إسرائيل ودخل المؤمنون للمسجد الحرام فقد أخرجوا بنى إسرائيل من الأرض المباركة ونفوهم إلى مدينة بابل بالعراق "
الخطأ هو ذكرك أن بنى إسرائيل تم نفيهم لبابل بالعراق ولا يوجد فى القرآن الحالى ذكر لهذه المعلومة ولا ذكر للعراق على الإطلاق
وقلت "على ذلك فأى تحصين يبنيه المؤمنون يجب أن يتصف بهذين الصفتين .. فلا يزال وينهار ويتحطم"
الخطأ هو بناء المؤمنين للتحصينات التى لا تنهار وعلى حد معرفتى لا يوجد تحصين لم ينهار فكل التحصينات تنهار عندما يدخل الخوف قلوب من فيها والله لم يأمر ببناء تحصينات لا تنهار وإنما طلب أخذ الحذر وإعداد العدة فأساليب الحرب كثيرة ومتنوعة وثق أنه عندما يفكر المسلمون فى بناء قلاع محصنة فإنهم فى تلك الساعة يحفرون قبورهم بأيديهم فمن يبنى التحصينات هو الخائف المملوء بالرعب وعندما يخاف المسلمون من العدو والموت فقد كفروا وحلت بهم الهزيمة آجلا أو عاجلا
ما أبغى سوى الحق

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر