النصر

يهتم بعرض ومناقشة جميع القضايا السياسية سواء المحلية أو العربية أو العالمية، وكذا عرض ومناقشة أبرز الأحداث والعناوين الإخبارية.
شارك بالموضوع
تامر شتيوى
مشاركات: 58
اشترك: أغسطس 23rd, 2009, 5:06 pm
المكان: الإسكندرية - مصر .

يناير 14th, 2010, 10:19 pm

النصر

(1) معنى النصر :
النصر هو الفصل والتفضيل على العدو .

(2) إنتصار الله :

قبل أن يبنى النبى إبراهيم بيت الله الحرام ببكة فى الأرض المباركة كان الله يرسل الأنبياء إلى القرى التى حول الأرض المقدسة .. فكان أهل تلك القرى يكذبون الأنبياء ويكفرون بالله .. ولا يؤمن معهم إلا القليل .. حتى يدعو النبى بهلاك الكافرين .. وهم أكثر أهل القرى .. يقول الله :

( فدعا ربه انى مغلوب فانتصر ) .

كان هذا هو دعاء النبى نوح الكريم .. يبين أنه مغلوب من الكفار .. لا يمكنه وحده أن ينتصر عليهم .. وأن الله وحده القادر أن ينتصر على الكافرين ويفصل لهم الجزاء السيئ والعقاب .. وكان حكم الله دائماً أن ينجى النبى ومن آمن معه فيخرجه من أرض القرية ثم ينزل الله عذابه على أهل تلك القرية ليهلكهم تماماً ولا يبقى منهم أحداً .. وكان ذلك نصر وتفضيل لله على الكفار .

(3) التفضيل والمساواة :

بين الله أن مساواة الكافر بالمؤمن هو حكم الكفار .. وأن تفصيل وفصل ونصر المؤمنين على الكفار هو حكم الله .. يقول الناصر :

( انا لننصر رسلنا فى الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد ) .

يبين الله أنه ينصر رسله فى زمنين :

1- فى الحياة الدنيا .. حيث ينتصرون بتأييد الله على عدوهم .

2- يوم يقوم الأشهاد .. أى يوم ينفصل الناس لرب العالمين بالآخرة .. وذلك بدخولهم الجنة وبدخول عدوهم النار .. فذلك فصل وتفضيل للمؤمنين على عدوهم .

ويقول الله :

( ام نجعل الذين امنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين فى الارض ام نجعل المتقين كالفجار ) .

يبين الله أنه لا يجعل ويساوى بين المؤمنين الذين يصدقون قوله ويعملون العمل الصالح الذى أمر به فى كتابه .. وبين المفسدين فى الأرض الذين يفصلون الإعتداء على الناس بغير الحق .

كما أن الله لا يجعل ويساوى بين المتقين المنفصلين لدين الله .. وبين الفجار المنفصلين عن دين الله .

ويقول الله :

( وما يستوى الاعمى والبصير والذين امنوا وعملوا الصالحات ولا المسئ ) .

فالله لا يستوى عنده من يلى :

1- الأعمى الذى لا يبصر طريق الله المؤدى للجنة .. والبصير الذى يبصره .

2- المؤمن الذين يصدق قول الله ووعده .. ويعمل العمل الصالح الذى أمر الله به فى كتابه .. والمسيئ الذى يفعل السيئات والأعمال المنفصلة عن دين الله .

ويقول الله :

( ام حسب الذين اجترجوا السيئات ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون ) .


يبين الله أنه لا يجب أن يحسب ويقول المجرمون الذين إجترحوا وفصلوا سيئات الشرك والكفر أن الله يساويهم مع المؤمنين المسلمين الذين يعملون العمل الصالح الذى أمر به الله فى كتابه .. سواء كانت هذه المساواة أثناء محياهم فى الدنيا أو بعد مماتهم فى الآخرة .. فإن حسبوا وظنوا وحكموا بهذه المساواة فإنهم يحكمون حكماً سيئاً منفصلاً عن الحق .. ذلك كقول الله :

( افنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون ) .


(4) المنتصرون :

يقول الله :

( والذين اذا اصابهم البغى هم ينتصرون ) .
يبين الله أن من صفات المؤمنين أنهم لا يقبلون البغى أو إنفصال الأذى والظلم لهم .. فالمؤمن ينتصر ويعتدى على من اعتدى عليه .. ويعاقبه على اعتدائه .

(5) النصيـر :

يبين الله للمؤمنين دائماً أن النصر لا يمكن أن يتحقق إلا به .. فهو العزيز الفاصل لعدوه وهو الحكيم الفاصل المنزل للحكم .. يقول الله :

( وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم ) .

( وما النصر الا من عند الله ان الله عزيز حكيم ) .


ولكى يتحقق نصر الله للمؤمنين لا بد أن ينصروا الله .. لا بد أن يكون قتالهم طاعة لأمر الله .. رغبة فى الحكم بما أنزل الله .. ونصرة لعباد الله المؤمنين به .. إن الله قوى عزيز قادر أن يثبت أقدام من قاتل فى سبيله .. يقول الله :

( ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوى عزيز ) .

( يا ايها الذين امنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم ) .


ويقول الله :

( وكان حقا علينا نصر المومنين ) .

يبين الله أنه حق وعهد ووعد عليه أن ينصر المؤمنين به .

والله هو مولى المؤمنين الذى ينفصلون له بالطاعة .. وهو وحده الذى ينصرهم ويفضلهم على القوم الكافرين .. فالله نعم المولى أى هو أفصل وأفضل من يطاع ويتبع حكمه .. وهو نعم النصير أى هو خير وأفصل وأفضل من ينصر عباده على عدوهم .. ذلك إن إعتصم به العباد وإنفصلوا لطاعته .. يقول الله :

( انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين ) .

( واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير ) .

فالله ينصر المؤمنين لأنهم إتبعوا وأطاعوا الحق المنزل فى كتابه .. كما أنه يهزم الكفار لأنهم لم ينفصلوا لحكمه وإتبعوا الباطل المنفصل عن دين الله .. يقول الله :

( ذلك بان الذين كفروا اتبعوا الباطل وان الذين امنوا اتبعوا الحق من ربهم ) .

(6) الرعب :

يقول الله :

( بل الله مولاكم وهو خير الناصرين سنلقى فى قلوب الذين كفروا الرعب بما اشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وماواهم النار وبئس مثوى الظالمين ) .

يتبين من قول الله ما يلى :

1- أن الله هو مولى المؤمنين وعليهم الإنفصال لطاعته .

2- أن الله هو أخير وأفصل وأفضل من ينصر عباده على عدوهم .

3- أن الله وعد المؤمنين بقذف الرعب فى قلوب الأعداء الكفار جزاء بما أشركوا بالله شرعاً لم يأذن به .. ولم ينزل به سلطانا وقولاً منفصلاً منه .

4- أن الله حكم على هؤلاء الكفار الظالمون المنفصلون عن دين الله بدخول النار .. فهى مأواهم الذى ينفصلون إليه .. وهى مثوى أو جزاء بئيس سيئ مقابل العمل .

وبناء على وعد الله فقد أوفى الله وعده وقذف وفصل فى قلوب الكفار الرعب عند قتالهم للمؤمنين .. فالله يقذف الرعب فى قلب الذين يقاتلون المؤمنين حين يخرج المؤمنون لقتالهم .. يقول الله :

( فقذف فى قلوبهم الرعب ) .


ولقد بين الله أن من صفات الكفار أن المؤمنين أكثر رهبة فى صدورهم من الله .. وينفصلون عن عذاب المؤمنين أكثر من انفصالهم عن عذاب الله .. الأمر الذى يدفعهم أن يولوا الأدبار .. فالمؤمنون معهم السلاح والعتاد .. حريصون على قتلهم .. لذلك يدخلون الرهبة فى صدورهم .. ولكنهم لم يروا عذاب الله بعد .. ولا يؤمنون به .. لذلك فهم قوم لا يفقهون .. لا ينفصلون لدين الله .. يقول الله :

( لانتم اشد رهبة فى صدورهم من الله ذلك بانهم قوم لا يفقهون ) .

(7) الغالب :

يقول الله :

( ان الذين يحادون الله ورسوله اولئك فى الاذلين كتب الله لاغلبن انا ورسلى ان الله قوى عزيز ) .

يبين الله أن الذين يحادون ويحاربون الله ورسوله جعلهم الله فى الأذلين .. أى المنفصلين عن العزة والتفضيل والنصر .. وأن الله كتب وفصل وعداً من لدنه أن يغلب هو ورسله كل أعداء لهم .. فالله قوى عزيز فاصل لعدوه .

ويقول الله :

( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم المنصورون وان جندنا لهم الغالبون ) .

يبين الله أن هناك كلمة ووعد منفصل منه قد سبق وإنفصل لعباد الله المرسلين بكتبه من قبل القرآن .. وهم الرسل .. وأن هذا الوعد كما يلى :

1- أن هؤلاء الرسل هم المنصورون على عدوهم .

2- أن جند الله الذين ينصرونه هم الغالبون على عدوهم .

ويقول الله :

( ان ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذى ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المومنون ) .

يبين الله للمؤمنين أن الله إن نصرهم وأيدهم فلا يمكن لأحد أن يغلبهم ويهزمهم .. وإن خذلهم وفصل لهم العذاب والعقاب والجزاء السيئ فلا يمكن لأى أحد أن ينصرهم من بعد الله أو منفصل عن الله .. وأمر الله أن يتوكل وينفصل المؤمنون على طاعة حكمه وأمره .

ويقول الله :

( ومن يتول الله ورسوله والذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون ) .

يبين الله أن من يتولى ويطيع الله ورسوله والمؤمنين بالله فإنه من حزب الله .. أى القوم المنفصلون بعبادة الله وحده .. وهذا الحزب وحده هو الحزب الغالب المنتصر .

ويقول الله :

( امن هذا الذى هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن ان الكافرون الا فى غرور ) .

يبين الله للناس أنه لا جند لهم ينصرونهم بخلاف الرحمن .. وأن الكافرين الذين يظنون أن النصر حليفهم من دون الله هم فى غرور وإنفصال عن الحق .

ويقول الله :

( قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم وبئس المهاد ) .


يأمر الله نبيه أن يقول للكفار أن حكم الله فيهم ما يلى :

1- أنهم سيغلبون فى الدنيا .

2- أنهم سيحشرون وينفصلون إلى جهنم وهى مهاد ومكان بئيس لللإنفصال بالآخرة .

(8) الإستخلاف :

يقول الله :

( وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدوننى لا يشركون بى شيئا ومن كفر بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون ) .

من قول الله يتبين أن الله وعد المؤمنين المتصفين بما يلى :

1- الذين آمنوا بالله وإنفصلوا له .

2- الذين عملوا العمل الصالح الذى أمر به فى كتابه .

3- الذين يعبدون الله ولا يشركون به شيئاً .

وعدهم بما يلى :

1- أن يستخلفهم ويفصلهم ويفضلهم على غيرهم فى الأرض .. كما فضل من سبقهم من المؤمنين على الآخرين .

2- أن يمكن ويفصل لهم دينهم الذى فصله الله لهم فى كتابه .. فيكون دينهم هو الظاهر المفضل على الدين كله .. كما فى قول الله :

( هو الذى ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) .

3- أن يبدل وضعهم من بعد خوفهم من أذى الناس وقتلهم وإستضعافهم لهم فى قراهم إلى الأمن والتأليف مع المؤمنين فى أرضه المباركة الآمنة .

(9) نصر الرسل :

يقول الله :

( واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتومنن به ولتنصرنه قال ااقررتم واخذتم على ذلكم اصرى قالوا اقررنا قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين ) .

يبين الله فى قوله وجود ميثاقين أو عهدين أخذهما الله على الناس :

الأول .. هو ميثاق النبيين .. حيث عاهدوا الله أن يبلغوا ويفصلوا للناس ما آتاهم وفصل لهم ربهم من كتاب وحكمة .

الثانى .. هو ميثاق بنى إسرائيل .. حيث عاهدوا الله أنه عندما يأتيهم رسول من الله ومعه كتاب منزل مصدق أو منفصل لما أنزل عليهم من كتب سماوية معهم .. أى كتاب مماثل من الله .. أن يفعلوا ما يلى :

1- يؤمنوا بهذا النبى .

2- ينصروه على أعداء دينه .

وقال لهم الله من خلال كتبه ورسله هل أقررتم ؟ .. أى هل إنفصلتم لهذا العهد وقبلتم أن تعطوه لله .. وهل أخذتم على ذلك إصرى ؟ .. أى هل حملتم هذه الأمانة الثقيلة وفصلتوها لأنفسكم ؟ .. فأجابوا أنهم أقروا .. وقبلوا .

فأمرهم الله أن يشهدوا بذلك .. أى يفصلوا قولاً بأنهم قبلوا أن يعطوا الله هذا العهد .. والله معهم شاهد على قولهم .. يعلم وينفصل له ما يقولون .

ويقول الله :

( يا ايها الذين امنوا كونوا انصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من انصارى الى الله قال الحواريون نحن انصار الله )
.

يأمر الله المؤمنين بالله أن ينصروا الله وينصروا رسول الله محمد كما فعل أنصار النبى عيسى عليه السلام .. حيث قال للحواريين من أنصارى إلى الله .. من يقبل أن ينصرنى طاعة لأمر الله .. وجهاداً فى سبيل الله .. والحواريون هم المنفصلون للنبى عيسى .. يتبعونه وينفصلون لأمره .. فقالوا له نحن أنصار الله .. نحن ننصر دين الله فى الأرض .

ويقول الله :

( الا تنصروه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا ثانى اثنين اذ هما فى الغار )
.

يأمر الله فى قوله المؤمنين أن ينصروا رسول الله محمد .. ويبين لهم أنه قد نصر رسوله عندما أخرجه الكافرون من داره إلى غار فى جبل بالأرض المباركة .

ويقول الله :

( لقد رضى الله عن المومنين اذ يبايعونك تحت الشجرة ) .

يبين الله فى قوله أن هناك مبايعة وموافقة قولية تمت من المؤمنين لرسول الله قبل الفتح .. كان فيها أن المؤمنين يتعهدون بالخروج للحج والقتال مع الرسول إذا صدهم الكفار عن بلوغ المسجد الحرام .. وكان مكان هذه البيعة تحت شجرة بالمدينة .. ولقد رضى الله عن المؤمنين وفصل لهم الأجر الكريم والثواب .. لأنه علم صدق ما فى قلوبهم .

ويقول الله :

( فان حسبك الله هو الذى ايدك بنصره وبالمومنين ) .

يبين الله لرسوله أن الله هو حسبه ووليه وناصره وفاصله على عدوه .. هو الذى أيده وفصله على الكافرين بأمرين :

1- نصر الله .

2- المؤمنون .

(10) تولية الأدبار :

يقول الله :

( سيهزم الجمع ويولون الدبر ) .

( ولئن نصروهم ليولن الادبار ثم لا ينصرون ) .

( وان يقاتلوكم يولوكم الادبار ثم لا ينصرون ) .

( ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الادبار ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا سنة الله التى قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ) .

يبين الله حكمه فى جمع الكفار الذين يقاتلون المؤمنين أو الذين ينصرون ويفضلون إخوانهم الكفار على المؤمنين .. فسواء هؤلاء أو هؤلاء فكلهم قد حكم الله أنهم إن قاتلوا المؤمنين حدث ما يلى :

1- يولوا الأدبار ويفروا من مواجهة المؤمنين فيهزموا .

2- لا يجدوا لهم ولياً يتبعونه فيفصلهم ويفضلهم على المؤمنين .

3- لا يجدوا لهم نصيراً ينصرهم على المؤمنين .

هذا وعد الله .. وتلك هى سنة الله وعهده وقوله المفصول من قبل القرآن .. وهى أن يولى الكفار الدبر أمام المؤمنين ولا ينتصرون عليهم .. وهذه السنة أو الوعد المفصول من الله لا يتبدل أبداً .. وسيبقى ليوم القيامة .

وهناك سبب يجعل الكافر يولى دبره أمام المؤمن .. ذلك هو حبه للدنيا وكراهيته للموت والآخرة .. يقول الله :

( ان هولاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا ) .

فالكفار يحبون ويفصلون ويفضلون العاجلة وهى الدنيا المنفصلة لهم .. ويفصلون وراءهم ويعرضون عن يوم ثقيل مفضل هو يوم القيامة .

ويقول الله :

( قل ان الموت الذى تفرون منه فانه ملاقيكم )
.

فالله يبين للكفار الذين يفرون وينفصلون عن الموت أن الموت سيلاقيهم وينفصل لهم بأمر من الله .

(11) الحب والفرح :

النصر والتفضيل على الكفار من الأمور التى يفرح بها المؤمنون ويحبون أن يفصلونها لأنفسهم .. يقول الله :

( يومئذ يفرح المومنون بنصر الله )
.

كما أن النصر والفتح يعد من الأوضاع التى يحبها المؤمن ويفضلها ويفصلها عن أى وضع آخر .. يقول الله :

( واخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المومنين ) .

وقد بين الله أن النصر هو إحدى الحسنيين .. أى إحدى أمرين مفضلين عند الله للمؤمنين .. وهما النصر أو القتل فى سبيل الله .. يقول الله :

( قل هل تربصون بنا الا احدى الحسنيين )
.

(12) النصر القريب :

يقول الله :

( ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما ياتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم الباساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله الا ان نصر الله قريب ) .

يبين الله للمؤمنين أنه منفصل ولن يحدث أن يدخلوا الجنة دون أن تنفصل لهم ذات الأحداث التى واجهت المؤمنين الذين خلوا وإنفصلوا من قبلهم .. حيث مسهم وإنفصل لهم ما يلى :

1- البأساء .. وهى حالة انفصال إعتداء وفصل وقتل وبغى على الأنفس والحرث والممتلكات من الآخرين .

2- الضراء .. وهو إنفصال إصابة وعذاب وضرر للناس .

3- الزلزلة .. وهى إنفصال القلوب خوفاً .

يحدث لهم ما سبق حتى يقول الرسول والمؤمنون متى نصر الله ؟ متى يفصلنا ويفضلنا الله على عدونا ؟

ويبين الله أن نصره للمؤمنين قريب ليس بعيد .. منفصل لهم لا منفصل عنهم .

ويقول الله :

( حتى اذا استيئس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجى من نشاء ولا يرد باسنا عن القوم المجرمين ) .


يبين الله أنه عندما يستيئس الرسل وينفصلوا عن دعوة قومهم .. ويظنوا أن القوم قد كذبوهم وإنفصلوا عن قولهم جاءهم الله بنصره ليهلك الكفار .. فينجى ويفصل الله المؤمنين عن عذابه .. وهؤلاء هم من شاء وفصل وفضل الله أن ينجيهم .. ثم لا يمكن لأحد أن يرد أو يفصل ويمنع بأس الله وعذابه وعقابه عن القوم المجرمين المنفصلين عن دين الله .

ويقول الله :

( ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا واوذوا حتى اتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله )
.

يبين الله لرسوله محمد أن هناك رسل من قبله قد كذبوا من قومهم .. ولكنهم لم ينفصلوا عن دينهم .. بل صبروا على هذا الدين الذى كذبه وإنفصل عنه الكفار .. وأوذوا من المكذبين ففصلوا لهم القول والفعل الذى لا يفصلونه أو لا يفضلونه .. وبقوا على دينهم حتى جاءهم نصر الله .

وبين الله أنه لا تبديل لكلماته .. وكلمات الله هى وعده وعهده وقوله المفصول منه لرسله فى كتبه .. بأن ينصرهم على القوم الكافرين .

(13) المنافقون والنصر :

يقول الله :

( الذين يتربصون بكم فان كان لكم فتح من الله قالوا الم نكن معكم وان كان للكافرين نصيب قالوا الم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المومنين فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المومنين سبيلا ) .

يبين الله أن هناك قوم من المنافقين يتربصون بالمؤمنين وينفصلون لبلوغ نتيجة قتالهم للكفار .. ويكون قولهم بناء على هذه النتيجة كما يلى :

1- إن كان الفتح والنصر والفصل للمؤمنين .. قالوا لهم أننا كنا معكم .. فقد أعلنوا الإسلام وشهدوا أن محمد رسول الله .

2- إن كان للكافرين نصيب على المؤمنين مثلما حدث فى حرب القرح قالوا للكفار أنهم فعلوا معهم ما يلى :

- أنهم استحوذوا وإنفصلوا عليهم .. فكانوا معهم .

- أنهم منعوهم وفصلوهم من قتل المؤمنين لهم .

ويبين الله أنه سيحكم بين المؤمنين والمنافقين يوم القيامة .. ولن يجعل الله للكافرين سبيلاً أو تفضيلاً على المؤمنين المنفصلين لطاعته .

وهؤلاء المنافقين قال الله فيهم :

( مذبذبين بين ذلك لا الى هولاء ولا الى هولاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا ) .

يبين الله أن المنافقين بهذه الصفات يكونوا مذبذبين أو مدبدبين – بعد نزع النقاط – أى منفصلين كطائفة وحدهم بين المؤمنين والكافرين .. لا ينتمون للمؤمنين .. ولا ينتمون للمشركين .. وهم بذلك من الذين أضلهم وفصلهم الله عن طريقه المؤدى للجنة .. لأن الله حكم بالإنفصال للمؤمنين .. ومن يضله ويفصله الله عن طريقه فلن تجد له سبيلاً أو طريقاً يفصله لجنة الله .

ويقول الله :

( ومن الناس من يقول امنا بالله فاذا اوذى فى الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن انا كنا معكم اوليس الله باعلم بما فى صدور العالمين ) .

يبين الله أن هناك من الناس من قال بفمه أنه مؤمن مع المؤمنين .. فإذا أصيب المؤمنين وأوذى وأصيب أثناء جهاده فى سبيل الله جعل هذه الإصابة والفتنة والعذاب الذى إنفصل له مثل عذاب الله فى الآخرة .. ومن ثم فإنه ينفصل عن المؤمنين وينفصل عن حكم الله بالقتال دون إهتمام بجزاء ذلك من فتنة وعذاب فى الآخرة .. وقد فعل ذلك إتقاءً لفتنة وقتل الناس له فى الدنيا .

أما فى حالة أن جاء نصر الله للمؤمنين قال للمؤمنين أنه كان معهم .. يصلى مثلهم وينفصل لحكم الله مثلهم .. وذلك ليرضى المؤمنين ويفصل لهم القول الطيب بفمه .. بينما إنفصل قلبه عن الإيمان بالله .

ويبين الله أنه عليم بما فى صدور الناس مهما قالوا من قول زائف بأفواههم .


... والله أعلى وأعلم ...[/size][/b]

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر