الفساد

يهتم بعرض ومناقشة جميع القضايا السياسية سواء المحلية أو العربية أو العالمية، وكذا عرض ومناقشة أبرز الأحداث والعناوين الإخبارية.
شارك بالموضوع
تامر شتيوى
مشاركات: 58
اشترك: أغسطس 23rd, 2009, 5:06 pm
المكان: الإسكندرية - مصر .

يناير 26th, 2010, 1:56 pm

الفساد

(1) الفساد فى الأرض :

يقول الله :

( ولا تفسدوا فى الارض بعد اصلاحها ذلكم خير لكم ان كنتم مومنين ) .

يأمر نبى الله شعيب قومه بأمر من الله ألا يفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها .. والإفساد فى الأرض هو فصل الإعتداء على الناس وممتلكاتهم دون حكم من الله .. وإصلاح الأرض هو الإنفصال لحكم الله فيها .

ويبين النبى شعيب لقومه أن هذا الحكم من الله هو خير وأفصل وأفضل لهم إن كانوا مؤمنين بالله مصدقين لقوله ووعده .

ويقول الله :

( والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون فى الارض اولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار ) .

ويقول الله :

( الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون فى الارض اولئك هم الخاسرون ) .

فى الحكم السابق يبين الله أن الخسران أو العقاب والجزاء السيئ وكذلك سوء الدار أو سوء الأجر والجزاء فى الآخرة يحل على كل من :

1- الذين ينقضون العهد بعد ميثاقه .. أى ينفصلون عن العهد بعد أن جعلوا الله عليه شهيداً .

2- الذين يقطعون ما أمر الله به أن يوصل .. أى يفصلون عن الناس القول والحكم والوعد الذى أمر الله أن يوصل ويصل إليهم .. كما فى قول الله :

( ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون ) .

3- الذين يفسدون فى الأرض .. أى الذين يفصلون الظلم والإعتداء على الناس وممتلكاتهم فى الأرض بغير حق .

ويقول الله :

( ولا تبغ الفساد فى الارض ان الله لا يحب المفسدين ) .

أمر المؤمنون قارون الذى كان من قوم موسى ألا يبغ وينفصل للفساد فى الأرض .. أى لا يسعى للفساد وفصل الإعتداء على الناس وممتلكاتهم دون حكم من الله .. لأن الله لا يحب المفسدين المنفصلين عن حكمه .

ويقول الله :

( واذا قيل لهم لا تفسدوا فى الارض قالوا انما نحن مصلحون الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ) .

يبين الله أن الكفار إذا قال لهم الناس لا تفسدوا فى الأرض .. أى لا تفصلوا الإعتداء على الناس وممتلكاتهم دون حكم من الله .. قالوا له أنهم لا يفسدون بل هم مصلحون يفعلون الصالحات أو العمل الصالح الذى أمر الله به فى كتابه .. وبين الله أنهم هم المفسدون المنفصلون عن حكم الله فى إعتدائهم ولكنهم لا يشعرون .

ويقول الله :

( من قتل نفسا بغير نفس او فساد فى الارض فكانما قتل الناس جميعا ) .

يبين الله أن من قتل نفساً بغير نفس أى دون قصاص .. أو قتل نفساً بغرض الفساد فى الأرض .. أى لفصل الإعتداء على الناس دون حكم من الله .. فمثله كمثل من قتل كل الناس .

ويقول الله :

( ام نجعل الذين امنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين فى الارض ) .

يبين الله أنه لا يساوى بين المؤمنين الذين يصدقون قوله ويعملون العمل الصالح الذى أمر به فى كتابه .. وبين المفسدين فى الأرض الذين يفصلون الإعتداء على الناس بغير الحق .

ويقول الله :

( ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت ايدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون ) .

يبين الله أن الفساد والعقاب والعذاب المنفصل منه فى الأرض قد ظهر وإنفصل للناس فى مكانين على هذه الأرض .. هما :

1- فى البر .. حيث يفسد ويفصل ويهلك الله الناس وممتلكاتهم على البر .

2- فى البحر .. حيث يفصل الله فساده وهلاكه وعذابه على الناس وهم على الفلك فى البحر .. كما فى قول الله :

( واذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين ) .

فبعض الناس ينفصلون عن دين الله وحكمه حتى إذا أصابهم الله بمصيبة فغشيهم وفصلهم وغطاهم وهم على الفلك بموج كالظلال من فوقهم إنفصلوا لله ودعوه أن يفصل عنهم العذاب .

ويبين الله أن هذا الفساد الذى ظهر وإنفصل منه كان بما كسبت وفصلت أيدى الناس لأنفسهم من ذنوب وإنفصال عن حكم الله .. وبين الله أن سبب هذا الفساد والهلاك لهم هو أن يذيق الله الناس ويفصل لهم العذاب فى الدنيا بسبب بعض ما عملوا من عمل منفصل عن دين الله .. ذلك ليرجعوا وينفصلوا لأمر وحكم الله قبل يوم القيامة .

ويقول الله :

( الذين طغوا فى البلاد فاكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب ) .

يبين الله أن صب وفصل عذابه على الذين طغوا وفصلوا الإعتداء على الناس وممتلكاتهم دون حكم من الله فى البلاد .. فأكثروا الفساد فى أرض تلك البلاد .

ويقول الله :

( فلولا كان من القرون من قبلكم اولوا بقية ينهون عن الفساد فى الارض الا قليلا ممن انجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما اترفوا فيه وكانوا مجرمين وما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلحون ) .

يبين الله للمؤمنين ما يلى :

1- أنه كان من القرون والأمم الأولى السابقة من قبلهم أولوا بقية .. أى أصحاب بقية الله .. أو أصحاب الباقيات الصالحات والعمل الصالح الذى أمر الله به .. هؤلاء كانوا ينهون الناس ويفصلونهم عن الفساد وفصل الإعتداء على الناس وممتلكاتهم دون حكم من الله .. وهؤلاء القرون أو الأمم قد عذبهم الله إلا قليلاً منهم قد نجاهم الله وفصلهم عن العذاب .

ومقياس القرن زمنياً ليس موجوداً فى كتاب الله .. فالله لم يقل أن ما أسموه بالقرن يعادل مائة عام .. أو أن ما أسموه بالعقد يعادل عشر سنوات .. وبالتالى فلا صحة لما نسبه أهل السنة لرسول الله من أنه قال خير القرون قرنى ثم الذى يليه ثم الذى يليه .. وليس فى دين الله ما يسمونه بالقرن التاسع عشر أو العشرين أو الحادى والعشرين .

2- أن الذين ظلموا وإنفصلوا عن طريق الله وهم أكثر تلك القرون أو الأمم المنفصلة .. هؤلاء قد إتبعوا وإنفصلوا لما أترفوا فيه .. أى إتبعوا ما فصلهم الله فيه من زينة الحياة الدنيا .. وكانوا مجرمين منفصلين عن دين الله .. فعذبهم الله .

3- أن الله لم يهلك أهل القرى بظلم بينما كان أهلها مصلحون يفعلون البقية أو العمل الصالح الذى أمر الله به فى كتابه .. بل كان أكثر أهل هذه القرى مجرمين منفصلين عن دين الله .

ويقول الله :

( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض ولكن الله ذو فضل على العالمين )
.

يبين الله أن أمره وحكمه للمؤمنين بالقتال كان لمنع الفساد فى الارض .. فهذا الفصل والقتال أو الدفع من المؤمنين للكفار .. أى فصل العقاب والعذاب لهم بأمر الله هو الذى يفصل الأرض دائماً عن الفساد .. والفساد هو فصل الإعتداء على الناس وممتلكاتهم دون حكم من الله .

ويقول الله :

( قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) .

عندما قال الله للملائكة أنه سيخلق بشراً من طين قال الملائكة لله أن من البشر من سيفسد فى الأرض ويفصل الإعتداء على الناس وممتلكاتهم دون حكم من الله .. ويسفك ويفصل دماء الناس بالقتل دون حق منزل فى كتاب الله .

ويقول الله :

( انى اخاف ان يبدل دينكم او ان يظهر فى الارض الفساد ) .

كان قول فرعون لقومه أنه يخاف وينفصل من أن يبدل النبى موسى دينهم وأمرهم وحكمهم الذى فصله فرعون لهم ليطيعوه .. أو أن يظهر موسى ويفصل الفساد فى الأرض .. ويعنى الفساد فصل الإعتداء على الناس وممتلكاتهم دون حق .

ويقول الله :

( الان وقد عصيت وكنت من المفسدين ) .

عندما أغرق الله فرعون بين له أنه عصى الله فى حياته وإنفصل عن أمره وكان من المفسدين فى الأرض .. أى من الذين فصلوا الإعتداء على الناس وأهلهم فى الأرض دون حكم من الله .

ويقول الله :

( قالت ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا اعزة اهلها اذلة وكذلك يفعلون ) .

ملكة سبأ قالت أن الملوك المنتصرين فى أى مكان إذا دخلوا قرية وهزموا أهلها فعلوا ما يلى :

1- أفسدوها .. وفصلوا الإعتداء والقتل والضر على أهلها .

2- جعلوا أعزة أهلها المفضلون المنفصلون فيها أذلة طائعين .. هذا الفعل هو خلق وفعل أى منتصر .

ويقول الله :

( قالوا يا ذا القرنين ان ياجوج وياجوج مفسدون فى الارض فهل نجعل لك خرجا على ان تجعل بيننا وبينهم سدا ) .

يبين قول الله أن الذين تعرضوا للإعتداء والظلم قد قالوا للملك ذى القرنين المؤمن أن ياجوج وماجوج هم قوم مفسدون فى الأرض .. أى يفصلون الإعتداء والقتل عليهم وعلى حرثهم وممتلكاتهم .. وطلبوا منه أن يبنى بين هؤلاء القوم وبين المفسدين سداً ذلك فى مقابل أن يجعلوا له خرجاً أو أجراًً منفصلاً له .. ولقد بنى لهم الملك السد دون مقابل .

(2) العلو فى الأرض :يقول الله :

( وقضينا الى بنى اسرائيل فى الكتاب لتفسدن فى الارض مرتين ولتعلن علوا كبيرا ) .

يبين الله أنه قضى وفصل لبنى إسرائيل فى الكتاب .. وهو كتاب التوراة المنزلة على النبى موسى .. وكتاب الزبور المنزل على النبى داود .. أنهم سيفسدوا فى الأرض ويفصلوا الإعتداء على الناس وممتلكاتهم دون حكم من الله .. وسيعلوا فى الأرض أو يفصلوا إعتدائهم وبغيهم على الناس فى الأرض علواً أو فصلاً كبيراً دون حق أو إنفصالاً عن حكم الله .. وذلك مرتين .

ويقول الله :

( تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا فى الارض ولا فسادا ) .

يبين الله أن الدار الآخرة فى الجنة تكون فقط لمن لا يريد العلو فى الأرض ولا الفساد فى الأرض .. أى لمن لا يريد الإنفصال عن حكم الله وفصل الإعتداء على الناس وأهلهم وممتلكاتهم دون حكم منزل من الله فى كتابه .

ويقول الله :

( ان فرعون علا فى الارض ) .

وصف الله فرعون أنه علا وإنفصل عن دين الله فى الأرض .. ففصل الإعتداء على الناس وأهلهم دون حكم من الله .

(3) الإستكبار فى الأرض :

يقول الله :

( استكبارا فى الارض ومكر السيى ولا يحيق المكر السيى الا باهله ) .

يبين الله أن الكفار من الأمم السابقة الذين أهلكهم الله قد فعلوا ما يلى :

1- إستكبروا فى الأرض .. وفصلوا الإعتداء والأذى على الآخرين فى الأرض .

2- مكروا وفعلوا المكر والفعل السيئ المفصول المحرم من الله .

3- أن المكر السيئ أو العمل السيئ المفصول المحرم من الله لا يحيق ولا ينفصل عذابه وعقابه وجزاؤه السيئ إلا لأهله الذين فعلوه .

(4) السعى فى الأرض فساداً :

يقول الله :

( كلما اوقدوا نارا للحرب اطفاها الله ويسعون فى الارض فسادا والله لا يحب المفسدين ) .

يبين الله أن الذين كفروا من أهل الكتاب كانوا كلما فصلوا ناراً للحرب على الناس أطفأها وفصلها الله .. وأنهم كانوا يسعون ويفصلون العمل فى الأرض فساداً .. أى يفصلون الأذى والإعتداء على غيرهم من الناس وممتلكاتهم دون حكم من الله .. والله لا يحب المفسدين .

ويقول الله :

( واذا تولى سعى فى الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ) .

يبين الله أن الكافر إذا تولى وإنفصل عن أمر النبى الذى يدعوه لطاعة الله وحده فإنه يفعل ما يلى :

1- يسعى وفصل العمل فى الأرض ليفسد فيها .. أى ليفصل الإعتداء على الناس وممتلكاتهم دون حكم من الله .

2- يهلك الحرث والزرع .

3- يهلك النسل والإنفصال من الأرحام .

ويبين الله أنه لا يحب الفساد والإعتداء بغير الحق .

ويقول الله :

( فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا فى الارض وتقطعوا ارحامكم اولئك الذين لعنهم الله فاصمهم واعمى ابصارهم ) .

يبين الله أن البديل عن الطاعة لأمر الرسول بالقتال فى سبيل الله هو التولى والإنفصال عن أمر الله ورسوله .. والله يخبر هؤلاء العاصين أن هذا التولى والإنفصال يعنى ما يلى :

1- أنهم يفسدون فى الأرض .. أى يفصلوا الإعتداء على الناس وممتلكاتهم دون حكم من الله .

2- أنهم يقطعوا أرحامهم .. أى يفصلوا بين أصحاب الأرحام .. فهناك أب مؤمن وإبن كافر .. وهناك أخ منفصل لله .. وأخ له منفصل عن دين الله .

ويبين الله أن هؤلاء المنفصلين عن أمر الله والمفسدين فى الأرض وقاطعى الأرحام قد حكم الله فى أمرهم باللعنة .. فأصمهم .. وفصل عن أذنهم قوله المفصول فلا يسمعونه ولا ينفصلون لطاعته .. وكذلك فقد أعمى أبصارهم .. فلا يرون العمل الذى أمر به الله ليكونوا على الصراط المستقيم المؤدى والفاصل للجنة .

ويقول الله :

( انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض ذلك لهم خزى فى الدنيا ولهم فى الاخرة عذاب عظيم الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم فاعلموا ان الله غفور رحيم ) .

أنزل الله جزاءً فى كتابه لكل من :

1- الذين يحاربون الله ورسوله .

2- الذين يسعون ويفصلون العمل فى الأرض فساداً .. أى أنهم يفصلوا الإعتداء على الناس وممتلكاتهم دون حكم من الله .

وكان هذا الجزاء كما يلى على الترتيب :

1- القتل .. أو

2- الصلب .. أو

3- قطع الأيدى والأرجل من خلاف .. أى من مكان إنفصالهما .. اليدين من عند المرافق .. والرجلين من عند الكعبين .. أو

4- النفى والجلاء أو الإخراج من الأرض .

ولكن الله حكم أنه إذا تاب من فعل ذلك وإنفصل لحكم الله قبل أن يقدر المؤمنون عليه ويفصلوا عليه حكمهم بالعذاب فلا جزاء له .. والله غفور رحيم .

(5) العث فى الأرض فساداً :

ويقول الله :

( ولا تعثوا فى الارض مفسدين ) .

يأمر النبى شعيب قومه ألا يعثوا ويفصلوا العمل مفسدين فى الأرض .. أى لا يفسدوا فى الأرض فيفصلوا الإعتداء على الناس وممتلكاتهم دون حكم من الله .

(6) البغى فى الأرض بغير الحق :

يقول الله :

( انما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون فى الارض بغير الحق ) .

يبين الله أن السبيل أو الذنب على الذين يظلمون الناس ويفصلون لهم الأذى .. وهم كذلك يبغون ويفسدون فى الأرض بغير حق .. أى يعتدون ويقتلون الناس بغير حق .. أى دون أمر منزل من الله فى كتابه .. وقد أمر الله فى كتابه أن يكون القتل قصاصاً أو بسبب الكفر .. وهؤلاء لهم عذاب أليم فى الآخرة .. إقرأ مقال [ القصاص ] .

ويقول الله :

( فلما انجاهم اذا هم يبغون فى الارض بغير الحق يا ايها الناس انما بغيكم على انفسكم متاع الحياة الدنيا ثم الينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون ) .

يبين الله أنه إذا نجى وفصل الناس من عذاب الغرق فإن أكثرهم يبغون ويفسدون فى الأرض بغير الحق .. ويقول الله للكافرين من الناس أن بغيهم وإعتدائهم سيكون على أنفسهم .. لأنهم يدخلون بهذا البغى إلى أشد العذاب .. ولن يفصلوا من هذا البغى إلا متاع وفضل ورزق مفصول لهم من الله فى الحياة الدنيا .. ثم يرجعون وينفصلون لله فى الآخرة لينبئهم ويفصل لهم ما عملوه من عمل .

(7) المشى فى الارض مرحاً :

يقول الله :

( ولا تصعر خدك للناس ولا تمش فى الارض مرحا ان الله لا يحب كل مختال فخور واقصد فى مشيك )
.

يأمر الله المؤمن بما يلى :

1- ألا يصعر خده أو حده للناس .. أى لا يفصل حده وفصله وإعتدائه للناس .. والخد ليس الوجه كما يظن البعض .

2- ألا يمش أو يمس – بعد نزع النقاط – أو يفصل العمل فى الأرض مرحاً .. أى لا يفعل ويسعى فى الأرض فساداً ليفصل الإعتداء على الناس وممتلكاتهم دون حكم من الله .. ذلك لسبب أن الله لا يحب كل مختال فخور أو فجور – بعد نزع النقاط – أى منفصل عن أمر الله .

والمرح هو الفساد والإنفصال عن أمر الله .. يقول الله :

( ذلكم بما كنتم تفرحون فى الارض بغير الحق وبما كنتم تمرحون )
.

يبين الله أن عذاب الآخرة سيكون لمن كانوا يفرحون ويفسدون ويفصلون الإعتداء على الناس وممتلكاتهم دون حكم من الله .. أى يبغون ويعتدون على الناس ويقتلونهم بغير الحق المنزل فى كتابه .. ولمن كانوا يمرحون وينفصلون عن دين الله وحكمه المنزل فى إنفصالهم فى الأرض .

3- أن يقصد فى مشيه .. أى أن يكون مشيه وسعيه وعثه وإنفصاله فى الأرض وهو مقتصد غير مفسد .. أى يمشى منفصلاً لطريق الله المستقيم على الأرض .. متبعاً لأمر وحكم الله سواء فى القتال أو فى أى حكم .. كما فى قول الله :

( فمنهم ظالم ومنهم مقتصد ) .

فالمقتصد هو المنفصل لأمر الله .. المطيع المتبع لما أنزل الله .

ويقول الله :

( ولا تمش فى الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا كل ذلك كان سيئة عند ربك مكروها ذلك مما اوحى اليك ربك من الحكمة ) .

يأمر الله رسوله ألا يمش أو يمس أو يعث أو يفصل الفعل فى الأرض مرحاً مفسداً ليفصل الإعتداء على الناس وممتلكاتهم دون حكم منزل مفصول من الله .. ذلك لسببين :

1- لأنه لن يخرق ويفصل الأرض بقوته إن مشى عليها .

2- لأنه لن يبلغ وينفصل بطوله إلى طول وإرتفاع وعلو الجبال وإنفصالها .

فقوة الإنسان وحجمه على الأرض لا يمكنه مهما بلغ من الإنفصال عن عذاب الله له إن عصاه وإعتدى على من هو أقل منه قوه .

وبين الله أن المشى والسعى فى الأرض مرحاً وفساداً ومعه كل ما نهى الله عنه فى حكمه كان سيئة وفعل منفصل عن دين الله .. وكان مكروهاً مفصولاً عن العباد من ربهم .. وتلك الأوامر والنواهى التى ذكرها الله فى حكمه هى مما أوحى الله إلى نبيه من الحكمة أو الحكم الذى يحكم ويفصل بين الناس .

ويقول الله :

( مشاء بنميم ) .

هذه إحدى صفات أحد الكافرين الذين أمر الله رسوله ألا يطيعهم .. وهى أنه مشاء أو مساء – بعد نزع النقاط – بنميم .. أى يمشى بمرح أو مرحاً .. يمشى ويمسى ويسعى ويعث ويفصل الفعل فى الأرض مرحاً مفسداً فاصلاً الإعتداء على الناس وممتلكاتهم دون حكم من الله .

ويقول الله :

( وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا ) .

يبين الله بعضاً من صفات المؤمنين عباد الرحمن الذين يصدقون قول الله ووعده ويصدقون أن هناك يوماً آخراً هو يوم القيامة .. ومن هذه الصفات أنهم يمشون ويسعون على الأرض هوناً .. يفصلون عملهم وهم منفصلون لحكم وأمر الله .. يطيعون أمر الله .. أى لا يمشون فى الأرض مرحاً .. ولا يسعون فى الأرض فساداً .

والهون كلمة مشتمن قة الإسم هن .. ويعنى الفصل .. يقول الله :

( ايمسكه على هون ) على هون أى على إنفصال للعذاب والضرر والغيظ والحزن له .

( وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ) تحسبوه فصل للخير والبر منكم وهو عند الله عظيم أو كبير أى أمر مفصول محرم .

( قال ربك هو على هين ) هو على هين يسير خير وليس ضر منفصل لى .

( اليوم تجزون عذاب الهون ) عذاب الفصل والهلاك المنفصل للكفار .

( فاولئك لهم عذاب مهين ) عذاب فاصل مهلك منفصل لهم .

( الم نخلقكم من ماء مهين ) من ماء فصل الله فيه الضر لا النفع للإنسان .. فلا يفصله لنفسه بالشرب .

( ام انا خير من هذا الذى هو مهين ) مهين أى فصل له الضر والعذاب .. لأنه لم ينفصل له من الله الملك والخير المنفصل لفرعون .

( واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربى اهانن ) ربى فصل لى العذاب والضر والشر .

( ومن يهن الله فما له من مكرم ) من فصل الله له العذاب والضر والشر فما له من مكرم أو أحد يفصل له الخير والنفع والفضل والنعم .

( ولا تطع كل حلاف مهين ) مهين أى فصل له الله العذاب والعقاب والجزاء السيئ .

(8) الخروج من الديار بطراً :

يقول الله :

( ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ) .

يأمر الله المؤمنين ألا يكونوا كالكافرين الذين خرجوا للقتال من ديارهم بطراً فى حرب الفرقان .. أى خرجوا من ديارهم وإنفصلوا للعمل فى الأرض فساداً وبغياً بغير الحق .. لفصل الإعتداء والقتل على المؤمنين بغير أمر من الله .. وذلك لصدهم وفصلهم عن بلوغ المسجد الحرام الذى يحجون إليه .. وبالتالى صدهم عن سبيل الله .

(9) الإثخان فى الأرض :


يقول الله :

( ما كان لنبى ان يكون له اسرى حتى يثخن فى الارض ) .[/color]

الإثخان فى الأرض هو فصل القتل والإعتداء والجزاء السيئ على أعداء المؤمنين فى الأرض .. وقد بين الله أنه لا أسرى للأنبياء إلا بعد الإثخان فى الأرض .

ويقول الله :

( حتى اذا اثخنتموهم فشدوا الوثاق ) .

فالأسر يكون بعد إثخان الأعداء .. وإثخانهم هو الفصل القتل والإعتداء والعذاب والجزاء السيئ المنفصل عليهم فى الأرض .

(10) الفساد والصلاح :

يقول الله :

( والله يعلم المفسد من المصلح ) .

يبين الله أنه يعلم المفسد المنفصل عن دينه وأمره .. ويعلم المصلح الذى يعمل العمل الصالح الذى أمر به الله فى كتابه .

ويقول الله :

( ان الله لا يصلح عمل المفسدين ) .

يبين قول الله أن الله لا يصلح أو يفصل الأجر والجزاء الحسن للمفسدين الذين ينفصلون عن دين الله وأمره المنزل .


... والله أعلى وأعلم ...[/b][/size]

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر