إخراج الرسول

يهتم بعرض ومناقشة جميع القضايا السياسية سواء المحلية أو العربية أو العالمية، وكذا عرض ومناقشة أبرز الأحداث والعناوين الإخبارية.
شارك بالموضوع
تامر شتيوى
مشاركات: 58
اشترك: أغسطس 23rd, 2009, 5:06 pm
المكان: الإسكندرية - مصر .

فبراير 12th, 2010, 8:17 am


إخراج الرسول


(1) محاولة الإخراج :
عندما دعا رسول الله محمد أهل قريته مكة بالأرض المباركة للإيمان بالله وحده فقد أرادوا إخراجه من القرية كما كان يريد أن يفعل الكفار دائماً فى رسلهم من قبل نزول القرآن .. يقول الله :
( وان كادوا ليستفزونك من الارض ليخرجوك منها واذا لا يلبثون خلافك الا قليلا سنة من قد ارسلنا قبلك من رسلنا ولن تجد لسنتنا تحويلا ) .
يبين الله لرسوله أن الكفار كادوا أن يستفزوه أو يستفروه – بعد نزع النقاط – أى يفصلوه عن الأرض التى يسكنها ليخرجوه منها .. ولقد وعد الله من قبل أن من فعل ذلك من أهل القرى فإنهم لا يلبثوا أو ينفصلوا فى قريتهم بعد إخراج الرسول منها إلا زمناً قليلاً .. بعد هذا الزمن يهلكهم الله أو يعذبهم بأيدى المؤمنين حين يكتب عليهم قتال أعدائهم الكفار ونفيهم وجلائهم من الأرض .
وبين الله أن هذه هى سنة ووعد الله المفصول لرسله الذين أرسلهم قبل الرسول محمد .. وأن الرسول لن يجد لهذه السنة أو الوعد والقول المفصول من الله أى تحويل أو إنفصال .. فلا بد أن يتحقق وعده .
ويقول الله :
( واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) .
يبين الله فى قوله أن الكفار مكروا برسول الله .. أى فصلوا له ثلاثة أفعال ليفعلوا ويفصلوا له أى واحدة منها .. وهى :
1- يثبتوه أو يفصلوه سجيناً .
2- يقتـلوه .
3- يخرجوه من قريته .
فمكر الله له ونجاه من ذلك كله .. ونصره على الكافرين .
ومعنى أنهم مكروا بالرسول أى إنفصلوا لفعل وفصل أمر وفعل فى شأنه .. ولكن الله مكر أيضاً .. أى فصل فعلاً لهم .. وهو أن جعل الرسول ينتصر عليهم عندما أمر المؤمنين بالقتال بعد ذلك .. والله هو خير الماكرين .. أى هو خير من يفصل ويدبر الأمر والفعل .
ولم يذكر الله فى كتابه أن الكفار كانوا يضعون الشوك فى طريق الرسول للمسجد الذى كان يصلى فيه .. ولم يذكر أيضاً أن الكفار كانوا يضعون ودائعهم وأماناتهم وأموالهم عنده حتى بعد نزول الوحى .. أو أنهم أسموه الصادق الأمين .. فالله بين أنهم كذبوه ولم يصدقوه وقالوا عنه أنه مجنون وساحر .
(2) الإخراج والغار :
عندما تصدى الكفار لدعوة الرسول محمد .. فقد أخرجوه بالفعل من قريته .. حيث بين الله لرسوله أنه أهلك من قبل أهل قرى أشد من أهل القرية التى أخرجته .. فما كان لهم من ناصر ينصرهم على الله .. يقول الله :
( وكاين من قرية هى اشد قوة من قريتك التى اخرجتك اهلكناهم فلا ناصر لهم )
ويبين الله سبب إخراج الكفار للرسول والمؤمنين من ديارهم وقراهم .. وهو إيمان الرسول والمؤمنين بالله وحده .. يقول الله :
( يخرجون الرسول واياكم ان تومنوا بالله ربكم ) .
وقد هاجر النبى بعد ذلك للمدينة وهى إحدى القرى التى بارك الله فيها فى الأرض المباركة أيضاً .
وعندما أخرج الكفار رسوله محمد فقد أخرجوه من قريته إلى غار فى نفس الأرض المباركة .. يقول الله :
( الا تنصروه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا ثانى اثنين اذ هما فى الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هى العليا والله عزيز حكيم ) .
يأمر الله فى قوله المؤمنين أن ينصروا رسول الله ويقاتلوا معه الكفار .. ويبين لهم أنه سبحانه قد نصر الرسول على الكفار فى قتاله لهم من قبل .. ذلك بعدما أخرجه الكافرون من داره إلى غار فى الأرض المباركة .. وقد خرج معه صاحب له لم يذكر الله إسمه ليصاحبه فى الغار .. أى ينفصل معه داخل الغار بعيداً عن الكافرين .. ولقد بين الرسول الكريم لصاحبه أن الله مع المؤمنين وليس مع الكفار .. وأمره ألا يحزن لهذا الوضع الذى هو فيه .
والغار هو الذى يفصل الإنسان عن الآخرين .. وهو كلمة مشتقة من الإسم غر .. ويعنى الفصل .. يقول الله :
( لو يجدون ملجا او مغارات او مدخلا لولوا اليه وهم يجمحون ) المغارة هى الغار أو الفاصل عن الآخرين .
( يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم ) ما الذى جعلك تفصل الأذى والعمل السيئ لربك الكريم الذى يكرمك ويعطيك .
( قل ارايتم ان اصبح ماوكم غورا ) ماء غائر .. أى يفصل للإنسان الضر والأذى .
وقد نصر الله رسوله على الكفار بعدما هاجر للمدينة وكتب الله على المؤمنين قتال الكافرين .. فأنزل الله سكينته عليه فيؤمن ويصدق وعد الله له بالنصر .. وأيده بجنود من الملائكة لم يرهم المؤمنون .. ونصره على الكفار .. وجعل الله كلمة الكافرين هى السفلى .. وكلمة الله هى العليا .. وهى كلمة الله ووعده بأن يجعل رسله هم المنصورون .. ويجعل جنده هم الغالبون .. يقول الله :
( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم المنصورون وان جندنا لهم الغالبون ) .
ولو تابعنا إنتصارات المؤمنين فى آيات القرآن سنجدها كلها تتعلق بإنزال السكينة أو الإيمان والتصديق لوعد الله بالنصر لهم .. وإنزال الجنود الذين لا يرهم المؤمنون وهم الملائكة لنصر المؤمنين من عباده على الكفار .. مثل بدر .. ومثل حنين التى قال الله فيها :
( ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى المومنين وانزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين ) .
وقال الله فى حرب الفتح :
( فانزل الله سكينته على رسوله وعلى المومنين والزمهم كلمة التقوى ) .
كذلك قال الله فى حرب الأحزاب :
( يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا ) .
ولا يوجد فى كتاب الله أى آية تتحدث عن قصة العنكبوت والحمامتين عند الغار .. أو الرجل الذى أراد قتل الرسول أثناء هجرته فعثر حصانه فى الرمال .. أو أن الرسول وصاحبه كانا برفقة دليل يعرفهم الطريق .. كل هذه أقوال باطلة لا أصل لها فى كتاب الله .
ولا يوجد غار بالحجاز دخله الرسول مثل ما يعرف بغار حراء أو غار ثور بالحجاز .. والله لم يذكر أن الرسول كان يتعبد فى أى غار .. أو أن الوحى نزل عليه لأول مرة فى غار .. ولعل ضيق مدخل غار حراء المفترى المزعوم .. وطول الزمن المطلوب للوصول للغارين .. وصعوبة الصعود والتسلق فى الجبال للوصول إليهما خير أدلة على إستحالة دخول الرسول لهما .
ويقول الله :
( الا تقاتلون قوما نكثوا ايمانهم وهموا باخراج الرسول وهم بدءوكم اول مرة ) .
يأمر الله المؤمنين بقتال الكفار .. ويبين لهم أنهم فعلوا ثلاث أشياء معهم .. هى :
1- أنهم نكثوا أيمانهم .. أى خانوا ونقضوا العهد مع المؤمنين .
2- أنهم قد هموا وإنفصلوا بإخراج الرسول من قريته .
3- أنهم بدأوا المؤمنين بالقتال لأول مرة .. أى هم الذين بدأوا القتال والإعتداء على المؤمنين .. ولقد حكم الله برد الإعتداء بالمثل على من إعتدى على المؤمنين .. يقول الله :
( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) .
(3) السد والإخراج :
يتبين من كتاب الله أنه لا علاقة على الإطلاق بين إخراج الرسول وهجرته من مكان لآخر وبين قول الله :
( وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون ) .
فمن يقرأ هذه السورة من بدايتها سيدرك أن الله يقسم بالقرآن الحكيم المنزل منه هو العزيز الرحيم .. ليخبر رسوله أنه مرسل من الله على الدين والطريق المستقيم الحق المؤدى للجنة .. ذلك لينذر قوماً أميين لم يبعث الله فى آبائهم رسولاً فغفلوا وإنفصلوا عن دين الله .. وأن كلمة ووعد العذاب من الله للكفار قد حقت وإنفصلت على أكثرهم .. وهم الكفار الذين كذبوا النبى .. وأنه سبحانه سيعذب الكفار وسيجعل فى أعناقهم ورقابهم يوم القيامة أغلالاً وقيوداً تصل حتى أذقانهم تقمحهم وتوثقهم وتفصلهم .. هؤلاء الكفار الذين جعل الله السد والغطاء والفصل على أعينهم من بين أيديهم .. أى من قبل نزول القرآن .. ومن خلفهم .. أى من بعد نزول القرآن .. فأغشاهم الله وفصلهم عن رؤية الحق والنور المنزل من عنده وهو نور الكتاب الهادى لطريق الله المؤدى للجنة .. فهم عمى لا يبصرون .. وأن هؤلاء الكفار سيكفرون ولا يصدقون سواء أنذرهم الرسول وفصل لهم وعد الله بالقرآن أم لم ينذرهم .. ذلك لأن على قلوبهم أكنة وعلى أعينهم غطاء يعميهم فهم لا يبصرون .. ولكن المؤمنين فقط الذين يخشون الله وينفصلوا له بالغيب دون رؤيته أو رؤية عذابه وإتبعوا الذكر والهدى المنزل فى القرآن هم الذين ينذرهم الرسول ويهديهم كتاب الله .. وهم وحدهم لهم المغفرة والأجر الكريم بالآخرة .. يقول الله :
( يس والقران الحكيم انك لمن المرسلين على صراط مستقيم تنزيل العزيز الرحيم لتنذر قوما ما انذر اباوهم فهم غافلون لقد حق القول على اكثرهم فهم لا يومنون انا جعلنا فى اعناقهم اغلالا فهى الى الاذقان فهم مقمحون وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون وسواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يومنون انما تنذر من اتبع الذكر وخشى الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة واجر كريم ) .
أما ما زعمه أهل السنة أن الرسول خرج على قوم نائمون وهم واقفون .. وأنه وضع التراب على رؤوسهم .. وأن صحابى نام فى فراش النبى .. كل هذا باطل وإفتراء وزعم كاذب من الروايات الكاذبة العديدة لأهل السنة .

... والله أعلى وأعلم ...[/b][/size]

انور الباشا
مشاركات: 7
اشترك: فبراير 9th, 2010, 8:20 pm
المكان: ليببيا

فبراير 13th, 2010, 9:32 pm

كلام منطقى جداً ..

اشكرك على هذا السرد العقلانى ..
كن محبا للكل يحبك الكل

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر