أوجاع الحنين يهود العراق وعودتهم

يهتم بعرض ومناقشة جميع القضايا السياسية سواء المحلية أو العربية أو العالمية، وكذا عرض ومناقشة أبرز الأحداث والعناوين الإخبارية.
شارك بالموضوع
Hatem
مشاركات: 520
اشترك: سبتمبر 10th, 2002, 8:50 pm

يوليو 26th, 2004, 9:03 pm

<center><u><font size=+3>أوجاع الحنين يهود العراق وعودتهم
</font></center></u>

<center><u><font size=+2>بقلم الأستاذ: ضرغام البطيخ
</center></u></font>

إذا كان من حق المهجرين أو المهاجرين العودة إلى وطنهم .فأولى باليهود العراقيين العودة إلى الأرض التي عاشوا عليها مئات السنين.يهود العراق هم بقايا اليهود بعد السبي الكلداني على يد الملك البابلي نبو خذ نصر(نابو كدوري إصر) عام586 ق.م وظلوا بين الشعب البابلي والشعوب التي تعاقبت على العراق أكثر من خمس وعشرون قرنا يصيبهم ما يصيب العراقيين من الخير والشر وتداول الحكام. فهم على ذلك من أقدم سكان هذه البلاد ويسبق وجودهم فيها مجيء المسلمون وعندما دخلوا عاشروهم آمنين مطمئنين على أنفسهم وأموالهم. يشهد بذلك تاريخ العلاقة بينهم وبين المسلمين وبرز منهم المقربون من الخلفاء والحكام حتى لقد فاقوا المسلمين في كثير من المزايا التي نالوها وحصلوا عليها بجهودهم ومواهبهم. وفي العصور الحديثة استطاعت الجالية اليهودية في العراق إن يكون لها مركز ديني ونظام قانوني وامتياز لدى الدولة العثمانية. وقد سن لطائفة اليهود العثمانيين نظام عرف بنظام الحاخامباشية ورثته الدولة العراقية في ضل دستور مماثل للدستور العثماني في نصه ويزيد عليه في مواضع ثم الغي هذا النظام بمرسوم الطوائف رقم 24 لعام 1930 وضل هذا المرسوم نافذا حتى الغي بالقانون 77 لعام 1931 والحق به نظام يفصل إحكامه رقمه 36 لعام 1931 وخلاصة هذا النظام ا نه يجعل من الطائفة اليهودية شخصية مستقلة ويفردها بامتيازات قانونية ومالية بوجه خاص وهذه الشخصية تتألف من ثلاثة مجالس ومحكمة ورئاسة ولكل منها اختصاصه وهي مجلس جسماني ومجلس روحاني ومجلس عمومي ورئيس الحاخامين ومحكمة .هذا هو الكيان الطائفي الذي كانت تتمتع به الطائفة اليهودية وكان يمثل عناصر السلطة الكاملة. وفيما عدا ذلك الامتياز يتمتع اليهود العراقيين بجميع مزايا القانون كأي عراقي.
شكل يهود العراق وحدة متجانسة عكس الطوائف اليهودية فلم تكن هجرات يهودية إلى المنطقة عدا ما كان يأتي من إيران وحتى موجة السفا رديم التي غطت الدولة العثمانية وقفت عند أبواب العراق وهذا ما أدى إلى محا فضتهم على أصالتهم وتقاليدهم الحضارية مدة طويلة.أن هذا التاريخ الضارب بالقدم لم يسمح لهم بالتفكير بما يسمى بأرض الميعاد لذلك لم يجد وعد بلفور قبولا بين يهود العراق بل العكس من ذلك تم رفضه من قبلهم إذ يقول الأديب مير بصري
( حين دعا السر ارنولد ويلسون وكيل الحاكم الملكي بالعراق وجهاء اليهود ليبشرهم بوعد بلفور رآهم واجمين وقالوا له إن فلسطين مركز روحي لنا لكن وطننا هذه البلاد التي عشنا في ربوعها آلاف السنين وعملنا بها وتمتعنا بخيراتها فإذا رأيتم أن تساعدوا هذه البلاد وتحيوا اقتصادياتها وتسندوا تجارتها وماليتها فإننا نشارك في الرخاء العام) .
وحتى فرهود 1941 لم يذكر حادث يميز اليهود عن النسيج العراقي وما تعرضوا له من اضطهادات على مدى القرون كان قد تعرض لها المندائيون والمسيحيين واليزيديون على يد الحكام المسلمين. إلا أن هذا الحادث كان من المرارة والقسوة هدف إلى قلعهم من البلاد وإشعارهم بالغربة عنها.
كان المتهم الأول في حوادث الفرهود النازيين ودعايتهم التي نشطت بالعراق أوان التقارب الألماني العراقي ومن المتهمين في الإحداث مباشرة . حسب تقرير لجنة التحقيق مفتي القدس أمين الحسيني الذي كان مقيما في بغداد والمعلمين الفلسطينيين والسوريين ومحطة الإذاعة الألمانية باللغة العربية خلال شهري نيسان وأيار 1941 وتنظيمات الفتوة والكتائب والشباب. جاء في تقرير اللجنة انه في يوم عيد النبي يشوع إن جماعة من اليهود كانوا قد وصلوا جسر الخر فشاهدهم جماعة من الجنود فاعتدوا عليهم بالضرب بالسكاكين فقتل واحد وجرح آخرين فكانت هذه الحادثة شرارة ما عرف بالفرهود الذي اشترك فيه الجنود والشرطة وكانت نتائجه نهب محلات اليهود وقتل 110 مسلما ويهوديا غير إن رئيس الطائفة عد القتل بأكثر من ذلك وان خسائر اليهود كانت أكثر من 271 ألف دينار نهبت من 911 دا ر . وحمل التقرير لجنة التحقيق الضباط القوميون المسؤولية المباشرة في الحوادث . فذكر إن يونس السبعاوي قد اخبر رئيس الطائفة أن لا يخرج احد من اليهود في أيام الجمعة والسبت والأحد المصادفة30و31 ايار و 1 حزيران وان لا يتصل احد منهم تلفونيا لكي يتمكن جنوده من المداهمة.
ان الضباط القوميون ومفتي القدس كانوا من السذاجة في طريقة ردهم على مقدمات إعلان دولة إسرائيل وبالتالي كان حماسهم للفرهود لا خدمة لإسرائيل من عمليات البساط السحري لتهجير يهود الجنوب العربي.
تجاوز اليهود العراقيين الحادث رغم الفزع الذي ضل يساورهم وهم في دورهم وفي محلاتهم. عزاهم في ذلك موقف مواطنيهم المسلمين الذين سعوا إلى حمايتهم وحماية أموالهم.لكن سذاجة الشعارات السياسية جعلت اليهود يواجهون إجراءات وممارسات قضت بمنع توظيفهم ودخول أبنائهم المدارس ومطاردة شبابهم واختفائهم ألقسري ثم توجت هذه الإجراءات بإسقاط الجنسية فكانت الهجرة الكبيرة 1950-1951 التي أطلق عليها شموئيل موريه اسم(الهجرة الجماهيرية ليهود العراق) .
ما يربط اليهود بعراقهم أكثر من ارض ميعاد أو جنة موعودة وما حصل كان اقتلاعا من الجذور تحقق بفعل قوانين وممارسات لم تكن دولة إسرائيل بعيدة عنها تكللت بما عرف بالفرهود وإسقاط الجنسية . وبهجرتهم تضرر العراق وتضرروا هم روحيا واجتماعيا فتحولوا إلى كتل من الحنين المؤذي يعيشون على الماضي وذكرياته . وبالنسبة إلى العراق كانوا طائفة منتجة في مجال الصناعة والمال والفن وكان وجودهم يحقق التوازن الاجتماعي فقد بدأ هذا متنوعا وظل هكذا. ويبدوا إن الضغط على يهود العراق لدفعهم إلى الهجرة قد بدأ منذ الثلاثينات فقد صدرت أوامر وصفت بالخفية إن لا يرتقي اليهود إلى درجة وظيفية عليا وربما هذا ما دفع بعضهم إلى إن يعلنوا إسلامهم مثل احمد سوسة
و سرى هذا الأمر على اليهود المنضمين في الحزب الشيوعي العراقي . تحدث حزقيل قوجمان عن ضغط واجهه اليهود الشيوعيين من قبل حزبهم ينسبه الىالشيوعي خالد بكداش ويقول إن الحكومة العراقية في الخمسينات كانت ترسل قسرا أي يهودي تنتهي محكوميته الى إسرائيل .
وما يستغرب له أيضا أن الحزب الشيوعي العراقي ظل منذ 1949 ولحد اللحظة يذكر إعدام يوسف سلمان وحسين محمد الشبيبي وزكي بسيم ويهمل رابعهم يهودا صديق مع أنهم اعدموا في القضية نفسها . وبهذا أصبحت اليهودية حاجزا بين اليهودي ورفاقه وبين اليهودي ووطنه فكل الأجواء تعين على الهجرة فماذا عساه يفعل الذي يحرم أولاده من دخول المدارس وتسد بوجهه وظائف الدولة .
وإذا تقصينا عواطف ومشاعر اليهود العراقيين أنها تؤكد إن العراق محمول في أفئدة يهوده ذكريات مشبوبة بالحنين يعبرون عنها بالكتابة والحفاظ على التراث العراقي وامتداد الصداقات مع العراقيين الآخرين من الذين تعرضوا الى المصير نفسه وهو التشريد خارج الحدود .
مواطنة عراقية تكتب الى احد السياسيين العراقيين هو سعد صالح جبر الذي له علاقة مباشرة بإصدار قانون إسقاط الجنسية قالت(أتمنى الوقوف دقائق على شاطيء دجلة) وأديب عراقي هو سامي ميخائيل يحشد مظاهرة داخل إسرائيل ضد ضرب العراق عام 1990 ويقول(هم يضربون الجسر الذي أودعت تحته ذكريات طفولتي) والأديب سمير نقاش ترك إسرائيل لكي لا يخدم أولاده في الجيش الإسرائيلي وقال معللا سبب استمراره في الكتابة بالحرف العربي (إنني اعشق هذه اللغة التي نطقت بها أول ما نطقت وأستطيع التعبير عن د واخلي بها بشكل أفضل ثم أنها تؤكد انتمائي العضوي إلى اصلي العراقي) .
وقد كان عدد اليهود في العراق حسب إحصاء 1947 118 ألف .
واو د إن انقل هذه الصورة التي يرويها الأديب سمير نقاش الذي يقول كان تشويه صورة اليهودي العراقي رغم إخلاصه للوطن الذي عاش فيه وخدمه آلاف السنين هو ديدن الأنظمة المتعاقبة التي حكمت العراق ماعدا سنوات قلائل من عهد عبد الكريم قاسم الذي انصف اليهود العراقيين فحزنوا بدورهم عليه حتى إن الصحف الصادرة في إسرائيل أبرزت حزن يهود العراق على رحيله في صدر صفحاتها الأولى . والكثير الكثير من اليهود العراقيين ما زالوا ينطقون لهجتهم البغدادية المميزة ويصنعون الحلويات والأطعمة البغدادية . فهناك مطاعم عراقية وهناك حفلة عراقية كل أمسية جمعة يحييها مطربون عراقيون لم يروا العراق بحياتهم لأنهم ولدوا بعيدين عنه لكنهم تربوا على تراثه ومازالوا يغنون أغانيه وفلكلوره وواصل أدباء وشعراء من يهود العراق كتاباتهم بالعربية كما الفت ولحنت وغنيت آلاف الأغنيات العراقية وأذيعت من دار الإذاعة بالقدس بأشراف شفيق كباي الذي اهتم بإحياء التراث العراقي القديم . ولعل من إنجازات يهود العراق إقامة مركز التراث اليهودي العراقي الذي يظم الكثير من المعروضات العراقية والذي يشتمل على مكتبة عراقية صرفة تحتوي على آلاف الكتب
كما يضم المركز طاقما علميا أصدر ويصدر الكثير من الأبحاث المتعلقة كلها بالعراق مع إقامة محاضرات في مواضيع عراقية ومن إنجازات يهود العراق إصدارات رابطة الجامعيين اليهود النازحين من العراق من كتب لأدباء و شعراء بالعربية .
إن الكثير من يهود العراق ما زالوا يحلمون بالعودة الى موطنهم الأصلي وان عشرات الألوف منهم ينوون أولا زيارة بلدهم في أول فرصة مواتية .
لقد ساهم يهود العراق في بناء وتطوير العراق الحديث في شتى المجالات فكانت أول مدرسة يهودية عصرية في بغداد وأول مطبعة وأول من كتب القصة الفنية الحديثة في العراق عام 1921 هو شاب يهودي اسمه مراد ميخائيل وهو أول مجدد في الشعر العراقي واول كاتب للشعر المنثور وكان أنور شاؤول ثاني أديبين خلقا القصة العراقية الحديثة . وساهم اليهود العراقيون في حركة الترجمة كما ساهموا في بناء اقتصاد البلد مساهمة ملموسة فعالة . كذلك اقام المحسنون اليهود كمناحيم دانيال وغيره المياتم والمدارس لأبناء بلدهم المسلمون وكان خيرة أطباء العراق من اليهود .
فهل سيصحح العراقي الذي لقنته الدكتاتوريات المتعاقبة على العراق كل الأشياء المنافية للحقائق .
هل سيصحح هذا العراقي رأيه في أخيه اليهودي العراقي .



انظر_ الأديان والمذاهب في العراق : رشيد الخيون
خواطر يهودي عراقي عن مدينته بغداد: سمير نقاش
<center>------------------------
</center>
هذا المقال بقلم الأستاذ: ضرغام البطيخ
وهو كاتب عراقي
من مواليد 1968
وخريج كلية الأداب

ramadan_20
مشاركات: 121
اشترك: مارس 4th, 2006, 12:33 am
المكان: مصر

مارس 4th, 2006, 10:08 pm

مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر