بين العيب والضرورة

يهتم بعرض ومناقشة جميع القضايا السياسية سواء المحلية أو العربية أو العالمية، وكذا عرض ومناقشة أبرز الأحداث والعناوين الإخبارية.
شارك بالموضوع
makdiss
مشاركات: 58
اشترك: مايو 6th, 2006, 10:14 am
المكان: le maroc
اتصل:

مايو 13th, 2006, 2:26 am

بين العيب والضرورة



كتب شيخ الإسلام ابن تيمية قال: "الغرض هنا بيان "جماع الحسنات والسيئات" الواقعة بعد خلافة النبوة في الإمارة وفي تركها. فإنه مقام خطير. وذلك أن خبره (أي النبي صلى الله عليه وسلم) بانقضاء خلافة النبوة فيه الذم للملك والعيبُ له. لا سيما وفي حديث أبي بَكْرَةَ أنه استاء للرؤيا وقال: "خلافة نبوة، ثم يوتي الله الملك من شاء". ثم النصوص الموجبة لنصب الأئمة والأمراء، وماضي الأعمال الصالحة التي يتولونها من الثواب، حمدٌ لذلك، وترغيبٌ فيه. فيجب تخليصُ محمودِ ذلك من مذمومِه. وفي حكم اجتماع الأمرين. وقد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "خُيِّرْتُ بين أن أكون عبدا رسولا وبين أن أكون نبيا مَلِكا، فاخترت أن أكون عبدا رسولا".[1]

هكذا وازن الشيخ ابن تيمية بين عيب الملك وضرورته. في كلام يكشف عن معاناة فقهائنا، وهم مضطرون للدفاع عن الأمر القائم، خوفا من انهيار الوحدة الإسلامية. لكن الفقيه الجليل يـبوح بدخيلة نفسه بعد صفحات فيكتب: "مثل من لا تطيعه نفسه إلى القيام بمصالح الإمارة(...). لا بحظوظ منهي عنها من الاستـئـثار بـبعض المال، والرياسة على الناس (أي الاستبداد)، والمحاباة في القَسْم، وغير ذلك من الشهوات(...)، فهذا القِسْمُ كثر في دول الملوك. إذ هو واقع فيهم وفي كثير من أمرائهم وقضاتهم وعلمائهم وعُبَّادهم. أعني أهل زمانهم. وبسبـبه نشأت الفتن بين الأمة".[2]

الرجل يعلم يقينا أن فساد الحكم أفْسَدَ المجتمع. ولاحِظْ كيف ينسب أصناف الناس إلى الأمراء الفاسدين: "قضاتهم"، "علمائهم"، "عبادهم"، ليشير إلى وجود جحافل من الوصوليـين السائرين في ركاب الحاكم.

ويدافع ابن خلدون عن الملك من نفس الموقع، إذ يوازن بين سيئاته وضرورته. يقول: "واعلم أن الشرع لم يَذُمَّ الملك لذاته ولا حَظَرَ القيام به. وإنما ذَمَّ المفاسدَ الناشئة عنه من القهر، والظلم، والتمتع باللذات. ولا شك أن هذه مفاسدُ محظورةٌ، وهي من توابعه. كما أثْنَى على العدل، والنَّصَفَةِ، وإقامة مراسِم الدين، والدَبِّ عنه. وأوجب بإزائها الثوابَ وهي كلّ من توابع الملك. فإذن إنما وقع الذم للملك على صفة وحال دون حال أخرى. ولم يذمَّه لذاته".[3]

إذا كانت مفاسد القهر، والظلم، والاستبداد، والانحلال الخلقي، ناشئةً عن الملك، لازمة له، فكيف تـنـتظر أن يصبح الفساد صلاحا؟ وكيف نبرئ "ذات" المُلك وهي لا تـنفك عن صفات المُلك؟ إن فسادَ النظام من أساسه لا يمكن أن يغيب عن العاقل بظهور أفراد صالحين من الملوك والأُمراء. فتلك استـثـناآت من القاعدة. ويكفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سماه ملكا عاضا أو عضوضا بصيغة المبالغة. وهل العض من صفات الحمد أو من صفات الحيوانية؟





--------------------------------------------------------------------------------

[1] ابن تيمية في الفتاوي ج 35 ص21.

[2] نفس المصدر والجزء ص30.

[3] المقدمة ص341.
لقد كفر الذين قالوا ان اللّه هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يبنى اسرءيل اعبدوا اللّه ربى وربكم انـه من يشرك باللّه فقد حرم اللّه عليه الجنة وماوه النار وما للظلمين من انصار لقد كفر الذين قالوا ان اللّه ثـالث ثلثة وما من اله الا اله وiحد ويستغفرونه

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر