بيان الحىّ حىّ

يهتم بعرض ومناقشة جميع القضايا السياسية سواء المحلية أو العربية أو العالمية، وكذا عرض ومناقشة أبرز الأحداث والعناوين الإخبارية.
شارك بالموضوع
سمير إبراهيم خليل حسن
مشاركات: 31
اشترك: يونيو 3rd, 2006, 8:33 pm
المكان: سوريا
اتصل:

أكتوبر 14th, 2006, 9:10 pm

بيان ٱلحىّ حىّ

يعترض بعض ٱلمسلمين ٱلشّاميين ٱللاتكفيريين على ٱلمنهاج ٱلذىۤ أتبعه فى فهم كتاب ٱللّه ٱلقرءان. وترى فيما يقوله واحد منهم ما قاله غيره. فلا ترى تمييزًا بينهم فى فكرة أو قول. ويأتى ٱعتراض ٱلواحد منهم بٱلأسئلة ذاتها "كيف نصلى وما هو مقدار ٱلزَّكوٰة وكيف نحجّ وكيف نلتحى..؟" وكيف وكيف؟؟ أسئلة تجعل ٱلسآئل وكأنّه لا يرى من ٱلدِّين ولا يقول فيه إلا بما يظنه من سنّة لما فى كتاب ٱلبخارى وفى كتب غيره من مزاعم بحديث لرسول ٱللّه. وأول ما يظهره ٱلمعترض أنّ تفكيره ساكن وموقوف على منهاج تعليم لا يجعله يدرك أو يرى من ٱلِّسان ومن ٱلدِّين إلا ما رأـٰه وأدركه ٱلصانعون لمنهاج ٱللّغة ٱلفصحى وأتباعهم من ٱللّغويين وٱلمحدِّثين وٱلمفسرين وٱلفقهآء. ليس هذا فحسب. فهو لا يخطر له خاطر أن يكون علم ٱللَّه وبيانه يتجاوزان ما كذب به محدِّث أو لغو وخرص فيه لغوىّ وفقيه أو ظنّ به مفسر من ٱلسّلف. بل هو يظنّ أنّ علم ٱللّه وبيانه بين يدىّ ٱلمحدِّث ٱبن عباس وقد أحاط بهما جميعًا.
لقد جآء عرض مفهومى لدليل كلمة "صَّلوٰة" فى مقال "ٱلصَّلوٰة منهاج وقاية فى ٱلتكوين". وفيه قولىۤ أنّ ٱلَّذى يصلِّى يقدر ويعلم ويشهد ويحيط ويرقب ويحسب. فلا يغفل ولا يسهو ولا يفتر سمعه وبصره عن ٱلَّذى يرقبه. وهو يتربص أفعاله وأعماله وأقواله.
وفى ٱلبلاغ ٱلعربىّ ٱلأمر ٱلذىۤ أستند إليه فيما عرضت من فهم:
"أقيموا ٱلصَّلَوٰةَ وءَاتُوا ٱلزَّكَوٰةَ" 13 ٱلمجادلة و78 ٱلحجّ و56 ٱلنُّور و43 و83 و 110 ٱلبقرة و77 ٱلنِّسآء.
ٱلفعل "قام" يدلّ على حركة ٱنتصاب وٱرتفاع فى شىء. وفى مقال "ٱلصَّلوٰة منهاج وقاية فى ٱلتكوين" عرض طويل لدليل ٱلفعل "صلى" لمن يريد ٱلعودة إليه. و"ٱلصّلوٰة" هى ذلك ٱلشىء ٱلمطلوب نصبه ورفعه "أقيموا ٱلصَّلَوٰةَ" لغاية محدّدة هى ٱلمراقبة وٱلعلم وٱلحساب وٱلقدرة وٱلإحاطة. وهذا يدلّ علىۤ إقامة ٱلمراصد بدءًا من أبسطها ٱلتى تعتمد على بصر ٱلعين إلى ٱلمبصرات ٱلضوئية كٱلأقمار ٱلصناعية وغيرها ٱلتى ترصد ما فى ٱلأرض وما فى ٱلسّمآء.
وحتى تكون أعمال ٱلرّاصد حميدة فقد جآء فى ٱلأمر أمران "أقيموا ٱلصَّلَوٰةَ وءَاتُوا ٱلزَّكَوٰةَ". وٱلفعل "أتى" يدلّ على ٱلإحضار وٱلوصول بٱلشىء إلى مكان محدد. وكلمة "ٱلزكوٰة" تدلّ على ٱلبّر وٱلصَّالح وٱلحسن وٱلصّدق. وهذا نقيض للطّغيان وٱلكفر. وهى من دليل ٱلفعل "زَكَوَ" ٱلذى يدلّ على خلوِّ ٱلشىء من ٱلعيب وٱلخبث وٱلطمع وٱلعدوان. وما فى ٱلأمر من طلب معطوف علىۤ إقامة ٱلصّلوٰة هو ٱلإتيان بٱلبّر وٱلصَّالح وٱلحسن وٱلصّادق فى ٱلقول وٱلعمل للمصلَّى عليه. فلا يعتدى ٱلمُصَلِّى على ٱلمُصَلَّى عليه ولا يطمع بما لديه بسبب ضعفه. ولا يتجاوز حدوده إلا لعونه ومساعدته. ويترك له ٱلخيرة فيما يفعل ويعمل ويقول.
هذا ٱلفعل يفعله ٱللّه معنا فهو يصلِّى علينا:
"هُوَ ٱلَّذى يُصلِّّى عليكم وملـٰۤئِكَتُهُ لِيُخرِجَكُم من ٱلظُّلمٰتِ إلى ٱلنُّورِ وكانَ بٱلمؤمنينَ رَحيمًا" 43 ٱلأحزاب.
وقد قلت مشبِّها هذا ٱلأمر بما تفعله مايكروسوفت فى مراقبة أفعال منهاجها على جميع ٱلكومبيوترات فى ٱلأرض بواسطة ٱلانترنيت من دون تدخل فىۤ أعمال وخصوصية ٱلعامل على ٱلمنهاج. وجآء فى قولىۤ أنّ ٱلذى يصلِّى على نفسه هو ٱلذى يقيم علىۤ أفعاله وأعماله وأقواله رقابة ذاتية فلا يغفل عن نفسه ولا يسهو عن أفعالها وأعمالها وأقوالها. وهو يعلم ويشهد ويسمع ويبصر ويرقب ويحسب كلَّ عمل وفعل وقول تقوم به نفسه.
لم يتناول أحد من ٱلمعترضين ٱلمسلمين ما تقدّم من مفهوم عن ٱلصَّلوٰة فى مقالى "ٱلصَّلوٰة منهاج وقاية فى ٱلتكوين". لكنه يعترض ويسأل "كيف نصلى وما هو مقدار ٱلزَّكوٰة وكيف نحجّ وكيف نلتحى..؟" وأنا لم أرى فى كلمة "صلوٰة" ٱلدليل ٱلذى يسأل عنه ٱلمعترض. كذلك ما رأيته فى دليل كلمة "زكوٰة" فهو لا يدل على مفهوم ٱلمكوس (ٱلضرآئب) ٱلتى يظنّها ٱلمعترض.
لقد أظهر ٱلمعترض ٱلمسلم صيطرة منهاج كذب ولغو ٱلمحدثين وٱلمفسرين فى نفسه. وهذا يملأ نفسى بٱلأسى ويذكرنى بما جآء عن قوم ٱلرّسول فى ٱلبلاغ ٱلعربىّ وهم قومى:
"يسۤ(1) وَﭐلقرءَانِ ﭐلحَكِيمِ(2) إِنَّكَ لَمِنَ ﭐلمُرسَلِينَ(3) علىٰ صِرَٰطٍٍ مُّستَقِيمٍ(4) تَنزِيلَ ﭐلعَزِيزِ ﭐلرَّحِيمِ(5) لِتُنذِرَ قَومًا مَّآ أُنذِرَ ءَابَآؤُهُم فَهُم غَٰفِلُونَ(6) لَقَد حََقَّ ﭐلقَولُ عَلَىٰۤ أَكثَرِهِم فَهُم لا يُؤمِنُونَ(7) إِنَّا جَعَلنَا فِىۤ أَعنَٰقِهِم أَغلَٰلا فَهِىَ إلى ﭐلأذقانِ فهم مُقمَحُونَ(8) وجعلنا مِن بَينِ أيدِيهِم سَدًّا ومِن خلفِهِم سَدًّا فأغشَينَٰهم فَهُم لا يُبصِرُونَ(9) وَسَوَآء عَليهِم ءََأَنذَرتَهُم أَم لَم تُنذِرهُم لا يُؤمِنُونَ(10)" يسۤ.
كما يذكرنى بقول ٱلرّسول لرَّبِّه:
"وقال ٱلرّسولُ يَـٰرَبِّ إنّ قومى ٱتَّخَذُوا هٰذا ٱلقرءانَ مَهجُورًا" 30 ٱلفرقان.
لقد هجر قوم ٱلرّسول ٱلقرءان ومعهم ٱلمعترض وٱتبعوا ما نزل فىۤ أنفسهم من صناعة ٱلمحدِّثين ٱلكاذبة ولغو وتخريص ٱللّغويين وظنون ٱلفقهآء وٱلمفسرين من ٱلسّلف. وبات ٱلواحد منهم لا يدرك ما يقال إذا ٱختلف ٱلقول عمّا فى نفسه من مفاهيم. بل يزادد تمسكًا بما فى نفسه من منهاج فلا يرى ولا يسمح أن يكون للّه علم أكثر من علم ذلك ٱلسّلف. فيسأل مستغربًا وهل فى ٱلقرءان علوم كٱلفيزيآء؟ ويجيب نفسه قاطعًا أىّ متابعة فى ٱلحوار فيقول أن ٱلقرءان كتاب وعظ وعبادات وهداية. أمّا تفصيل ذلك فهو من ٱلسنّة ٱلتى حفظها لنا ٱلسّلف ٱلصالح.
ومثل هذا ٱلمسلم يفعل بعض ٱلعلمانيين ٱلشّاميين فى ٱعتراضهم على ما جآء لى من رأىّ عن لغو ٱللّغة ٱلفصحى وعن ٱلشعر وٱلشعرآء. وهو يرىۤ أنّ تطور ٱلأمم كان قد جآء به شعرآؤها. وهذا ما كان يرـٰه عبد ٱلقاهر ٱلجرجانىّ. وأنّ فى دعوتى لترك ٱللّغة ٱلفصحى وٱتباع لسان ٱلقرءان ٱلعربىّ كما جآء منذ 1396 سنة ميلادية هى دعوة سلفيّة تمنع ٱلِّسان من ٱلتطور. وهذا كان قد قاله ٱلدكتور نصر حامد أبو زيد عن ٱلقرءان فى ردّه على ٱلدكتور محمد شحرور حيث قال "نص تمت صياغته منذ خمسة عشر قرنا هجريا. وأنه عمل من ٱلماضى ٱلإنسانىّ".
ويتسآءل ٱلعلمانىّ ٱلشّامىّ فى ٱعتراضه كيف نجد بديلا لكلمات مثل ٱلانترنيت وٱلتلفزيون وٱلويندوز وٱلورد أوفس وغيرها ٱلكثير من ٱلكلمات ٱلتى لا توجد فى لسانه ٱلقديم؟
وما يسأل عنه ٱلعلمانىّ هو مثل ما سأل عنه ٱلمعترض ٱلمسلم "كيف نصلى وما هو مقدار ٱلزَّكوٰة وكيف نحجّ وكيف نلتحى..؟"
وهو يُظهر رأيًا أخذه عن مفهوم ٱلتطور من لغو ٱللّغة فيه. كما يظهر ظنّه أن لسان ٱلقرءان سلفىّ مثله مثل لسان ٱبن عباس.
كان ٱللّه منذ 1396 سنة قد نشر بيانه ٱلعربىّ وفيه ٱلقول "كلّ شىءٍ عنده بمقدار". وقد قال فيه ٱلسلف ما ٱستطاعوۤا إدراكه وفهمه. وجآء قول ٱبن كثير فى تفسيره للقول: (قال قتادة "وكل شىء عنده بمقدار" أي بأجل حفظ أرزاق خلقه وآجالهم وجعل لذلك آجلا معلوما). وقال ٱلقرطبى فى تفسيره: (يعني النقصان والزيادة. ويقال "بمقدار" قدر خروج الولد من بطن أمه, وقد مكثه في بطنها إلى خروجه. وقال قتادة: في الرزق والآجل. والمقدار القدر, وعموم الآية يتناول كل ذلك, والله سبحانه أعلم. قلت: هذه الآية تمدح الله سبحانه وتعالى بها "بأنه عالم الغيب والشهادة"). وفى تفسير ٱلجلالين: (بقدر واحد لا يتجاوزه).
وماۤ أدركه وأفهمه أنا ٱلحىٍّ ٱلذى ينظر ويتفكر ٱليوم فى دليل كلمة "مقدار" ٱلتى وردت فى قول ٱلقرءان "كلّ شىءٍ عنده بمقدار" يختلف عمّا قاله ٱلسلف بسبب ٱختلاف وسآئلى وعلمى عن وسآئلهم وعلمهم. وقد سبق لى وعرضت فهمى للكلمة فى مقال "ٱلخليفة". وهنا سأعود إلى بعض ما جآء فيه. وأذكر منه مثلا من ٱلفيزيآء ٱلجزئيّة وأعقله مع ما جآء فى قول ٱلقرءان. لعلّه ينفع فى ٱلحوار مع ٱلمعترض ٱلعلمانى ويجعله يصدِّق أنّ إدراك وفهم قول ٱلقرءان يتعلق بموقف وعلم ٱلناظر فيه وزمانه. فهو حىّ إذا نظر وفكر فيه حىّ وعقله مع ماۤ أدركه وحصل عليه من علم زمانه. وسلفىّ ميِّت إذا كان ٱلحىُّ ينظر فيه وهو يمتنع عن ٱلتفكير فيه إلا بوسآئل وعلم سلف ميِّت. فما قاله ٱلسلف هو سلفىّ ميِّت توقف فعل ٱلتطور فيه. أمّا قول ٱلقرءان فهو حىّ وأناۤ أعقله ٱليوم مع علم حىّ يتطور. فإن كان يحمل أعلى ما يقوله علم ٱلفيزيآء ٱلجزئية ٱليوم من بيان فى ٱلحقِّ فهل نوصفه بٱلسلفية كما نوصف قول ٱلمفسرين ٱلسلف ٱلميِّت؟
إنّ علمَ ٱلفيزيآء ٱلجزئيّة قد وكّد بٱلأمس ٱلقريب أنّ ٱلشىء (أىّ شىء) ما هو إلا مقدار (كمّ فى لغو ٱللّغة) quantum. وأرى فيما يوكّده علم ٱلفيزيآء تطابقًا مع إدراكى للقول "كلّ شىءٍ عنده بمقدار". فهل أتمسك بإدراكى هذاۤ أم أمتنع عنه وأتبع إدراك ٱلسّلف ٱلميِّت؟
وبماۤ أننى أصدِّق بلاغ ٱللَّه ٱلعربىّ بوسآئلى ٱلإدراكية وٱلعلمية فإننى سأتبع ٱلبلاغ وما فيه من توجيه لى فى ٱلاتباع:
"ولا تَقفُ مَا لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمـ إنَّ ٱلسَّمعَ وٱلبَصَرَ وٱلفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰۤئِكَ كان عنه مَسئُولاً" 36 ٱلإسرآء.
وقد وجدت أنّ بيان ٱللَّه وفيه ٱلقول "كلّ شىءٍ عنده بمقدار" يحمل لى نبأ عن ٱلأصل ٱلمقدارىّ (ٱلكوانتومىّ) لجميع ٱلأشيآء وقد سَبَقَ ٱللَّهُ عالم ٱلفيزيآء فىۤ إعلان بيانه عن هذا ٱلعلم. وهناۤ أسأل هل للذى سبق فىۤ إعلان هذا ٱلبيان حقّ فى ملكية هذا ٱلعلم؟
لقد علم بٱلأمس ٱلقريب عالم ٱلفيزيآء ٱلذى نظر بهذا ٱلحقِّ ثمّ أعلنه فى بيان له. فهل يكون حقّ ٱلملكية له أم للذى سبقه فىۤ إعلان بيانه؟
وإذا كان مالك ٱلبيان هو ٱللّه فما هو حقّ عالم ٱلفيزيآء بهذا ٱلعلم؟
وأجيب كما فهمت من بلاغ ٱللّه ٱلعربىّ. فٱلذى نظر وعلم له حقّ خليفة فى ٱلملك كماۤ أجاز له ٱلمالك "إنِّى جاعل فِى ٱلأرض خليفة". وهو ٱلذىۤ نفخ من روحه فىۤ أصل عالم ٱلفيزيآء ٱلبشرىّ وجعله يستطيع ٱلسير وٱلنظر وٱلعلم:
"وﭐللّهُ خَلَقَكُم وما تَعمَلُونَ" 96 ﭐلصّافات.
فإذا سار ونظر وعلم يخلف:
"إِنِّى جَاعِل فِى ٱلأرضِ خلِيفَةً"30.
وهو عندما يعمل فى طاعة ٱلأمر:
"قل سيروا فى ٱلأرض فٱنظروا كيف بدأ ٱلخلق ثم ٱللَّهُ ينشئ ٱلنَّشأَةَ ٱلأَخرة" 20 ٱلعنكبوت.
فهو يطيع ويتبع منهاجًا مخلوقًا وملهمًا ومجرّعًا installation فى نفسه من دون أن يدرى به. وإن ٱتبع ما فى نفسه وعقل بينه وبين بلاغ ٱللّه ٱلعربىّ يصدِّق ٱلبلاغ ويسعى ليعلم بٱلمنهاج ٱلملهم فى نفسه وتصير طاعته للأمر بإرادته وعلمه. وسيعلم أنّ سيره ونظره فى كيف بدأ ٱلخلق يتوجّه إلى ٱلبدء. وأنّ منهاجه ٱلملهم فى نفسه لا يستطيع ٱلسير بنظره وٱلعلم بنشأةٍ لم تحدث بعد. كما سيعلم أنّه لن يملك إلا معرفة من دون علم بتلك ٱلنّشأة:
"ويُدخِلُهُمُ ٱلجنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُم" 6 محمد.
فهو لا يملك منهاجًا للعلم بٱلجنّة فى ٱلحياة ٱلدُّنيا. وقدرة منهاجه محددة بٱلنَّظر وٱلعلم وٱلإدراك لشَّىء منظور. أمَّا ٱلجنَّة ٱلمعرَّفة تعريفًا فهى شىء لم يُبنَ وهى ليست من أشيآء ٱلحياة ٱلدُّنيا ٱلمنظورة وبناۤؤها يحدث فى ٱلحياة ٱلأخرة. وقد أتى فى ٱلبلاغ ٱلعربىّ تعريف لَّه يدركه ويعلم به ٱلجميع فى ٱلحياة ٱلأخرة من دون سير ونظرٍ. وإنّ إدراكه وٱلعلم به سيطابق ٱلتَّعريف. أمّا ٱلتصديق للتَّعريف فيأتى به تصديقُ بيان ٱللّه عن أشيآء ٱلحياة ٱلدُّنيا ٱلَّذِى يبيِّن وسآئل إدراكها:
"ولا تَقفُ مَا لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمـ إنَّ ٱلسَّمعَ وٱلبَصَرَ وٱلفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰۤئِكَ كان عنه مَسئُولاً" 36 ٱلإسرآء.
ويبيِّن ٱلبلاغ حتميّة علم ٱلناظر بكيف بدأ ٱلخلق:
"ولقد عَلِمتُمـ ٱلنَّشأَةَ ٱلأولَىٰ فَلَولا تَذَكَّرُونَ" 62 ٱلواقعة.
وعلمه ممّا خُلق:
"إنَّا خَلَقنَٰهُم مِّمَّا يَعلَمُونَ" 39 ٱلمعارج.
لقد بيَّن ٱلبلاغ ٱلعربىّ أنَّ بيانه يتجدّد فلا يسكن ولا يفتر ولا يسلف:
"ٱللَّهُ نَزَّلَ أحسَنَ ٱلحدِيث كِتَٰبًا مُّتَشَٰبهًا مَّثانِىَ" 23 ٱلزّمر.
وأحسن ٱلحديث هو ٱلحديث ٱلذى يتجدّد بيانه بتجدد ٱلنظر فى ٱلحقِّ. وهذا ٱلتجدد باقٍ ما دام ٱلإنسان ينظر ويدرس ويعلم ويقرأ ويبين. وبذلك يكون أحسن ٱلحديث حىّ باقٍ كصاحبه لا يتغيّر خطّه ولا يهلك بيانه ولا يسلف. أمّا ٱلَّذِى يتغيَّر فهو إدراك وعلم وبيان ٱلَّذِين يسيرون فى ٱلأرض من ٱلناس نظرًا وبحثًا فى ٱلحقِّ. فإذا عقل ٱلنَّاظر بيانه مع أحسن ٱلحديث ينشأ عنده إدراك جديد يجعله يصدِّق أحسن ٱلحديث ويهتدى به فىۤ أعمال نظره وبيانه ويبعد عنه ٱلظّنّ بسلفيته.
لقد بدأ ٱلخلق ٱلمسوّى قبل مليارات ٱلسنين من نشر ٱللّه لبيانه عنه. وجآء ٱلنشر فى ٱلطور ٱلذى صار فيه ٱلإنسان (بما فى نفسه من مناهج منزّلة وبما ٱكتسبه من خبرة فيها) يستطيع ٱحتمال ٱلعلم بما جآء فيه وٱلتصديق أنّ بيان ٱللّه عن ٱلحقِّ ٱلتكوينىّ "ٱلقرءان" هو حىّ كصاحبه. وبذلك نصدِّق أن نشر ٱللّه لبيانه منذ 1396 سنة لا يجعله سلفيًّا فى علمه وفى لسانه.
هذا ٱلأمر يحتاج إلى وقت للتفكير وٱلتفريق بين حديث حىّ كحديث ٱللَّه وحديث سلفىّ ميِّت كحديث ٱبن عباس وٱلمفسرين. وهذا يتعلق بٱلشخص وحريته ومسئوليته فيما يرى ويفكر ويصدّق وفى تغيير مناهج نفسه وتطويرها. وعليه أن يعلم أنّ ٱلتطور ٱلمطلوب فى ٱلِّسان هو تطور فى ٱلإدراك وٱلعلم يمنعه عنه منهاج ٱللّغة ولغوها. وعلى ٱلمعترض ٱلعلمانىّ أن يعلم أنّ أىّ بيان فى ٱلعلم يوكّده تكرار ٱلاختبار لا يكون متخلفًا وموقوفًا عن ٱلتطور بسبب بعد توريده عن يومنا. فما بيّنه أرخميدس فى زمانه عن سنّة طفو ٱلأشيآء يستطيع فى وقتنا هذا كلّ مِّنَّا ٱلتوَّكُّد من صوابه ويجعل حقّ أرخميدس فيما بيّنه محفوظًا له كحقِّ خلافة. كذلك هو ٱلأمر مع بيان ٱللّه ٱلمنشور منذ 1396 سنة. وٱلمطلوب هو ٱلتّوكّد من صوابه بعقله مع بيانات ٱلناظرين فى كيف بدأ ٱلخلق.
وعليه أن يعلم أنّ تطور ٱلِّسان يرتبط بتطور إدراك وعلم صاحبه فىۤ أشيآء ٱلحقِّ ٱلمقدارىّ ٱلذى يساعده فى ٱلعلم بكيف بدأ ٱلخلق. وحاجة ٱلتعريب عن مفهوم جديد للحقِّ ٱلجارى فى ٱلتكوين فى وقت سابق لا تجعل صاحبها يأتى بتعريبه مقطوعا عن أصله ٱلبيانىّ كما فى بيان أرخميدس عن طفو ٱلأشيآء.
أمَّا ما فعله أصحاب ٱللّغة ٱلفصحى مع كلمات كثيرة بسبب ٱلجهل فى ٱلبيان ودليل ٱلأصل ودليل ٱلجديد ٱلمنقول إلى لسانهم فلم يكن تطورًا فى ٱلِّسان بل هو تحريف وتخريص جاهلين. لقد أبدلوا دليل ٱلفعل "عَقَلَ" (ٱلذى يدلّ على فعلٍ يربط ويقابل بين أمرين وهو يجرى فى "ٱلقلب") وجعلوه بكلمة "عَقلٍ" ٱلمحرّفة يدلّ على "ٱلقلب" ٱلذىۤ أبدلوه بكلمة "دماغ". وفعل لغو ٱللّغة ٱلفصحى هذا ليس تطورًا. بل هو تحريف ٱلكلم عن مواضعه يمنع إدراك ما تدلّ عليه ٱلكلمة فى بيان ٱللَّه عن ٱلحقِّ ٱلمنشور منذ 1396 سنة.
هذا ٱلتحريف أوقف فعل ٱلنظر عند أصحابه وأوقف فعل ٱلتطور فىۤ إدراك ٱلعلم بكيف بدأ ٱلخلق وٱلعلم ببيان ٱللّه ٱلحىّ. وهذا ٱلجهل هو حال شعوبنا ٱلشّاميّة ٱلتى تظنّ أنها عربيّة. وٱلسبب فى حالها ٱلجاهل هو ما تتبعه من منهاج تظنّه دين ٱلحقِّ ولسان لغوٍ تظنّه ٱلِّسان ٱلعربىّ.
ويرى ٱلمعترض ٱلعلمانىّ أنّ ما حدث فىۤ أوروبا من تطور كان تطورًا للأصل ٱللاتينىّ ٱلذى يظنّ أنّه لسان حىّ وأنّ فعل ٱلتطور يجرى فيه. وما حدث فىۤ أوروبا لم يكن تطورًا للأصل ٱللاتينىّ. بل كان طلاقًا بين شعوبها وبين ٱللاتينيّة ٱللاغية فى مفاهيمهم وتعليمهم لقرون من ٱلظلام ٱلمعرفىّ وٱلعلمى كما هو حال ٱللّغة ٱلفصحى عندناۤ إلى ٱليوم. فقد عاد كلّ شعب فىۤ أوروبا إلى لسانه ٱلفطرىّ "ٱلعامىّ". وهو فعل إلهام وتجريع installation وفعل توريد وتنزيل downloading للرّوح windows وفعل توريد وتنزيل للسانٍ يناسبها office word. وهذا لم يطوّر لسان هذه ٱلشعوب لكنّه طهّر أرواحهم وألسنتهم من لغو ٱللاتينية format disk وجدّد توريد وتنزيل ٱلروح ولسان يناسبه. فقد غيّروا ما بأنفسهم من مناهج ويندوز ومناهج أوفس ورد ونزّلوا مناهج فطريّة ٱستطاعوا بهاۤ إدراك ٱلحقِّ وعلموۤا أنّه مقدار quantum. وبهذا ٱلتطهر بدأ سيرهم وتطورهم فى ٱلنظر كيف بدأ ٱلخلق بعيدًا عن لغو ٱللاتينيّة. ومثله حدث فىۤ إسراءيل وأكثر شعبها من بلادنا ٱلشّاميّة ٱلتى ما تزال شعوبها ٱلأخرى تلغو فى ٱلحق بفعل منهاج دين ٱلظّنِّ ومنهاج ٱللّغة ٱلفصحى.
وأرى فيما ورد من أمثلة على ٱلتحريف فى مقال "ٱلتحريف وأثره على ٱلإدراك" ما يبيّن للمعترض ٱلعلمانىّ ٱلفرق بين ٱلعاميّة ٱلتىۤ أعادت تنزيلها شعوب أوروبا وشعب إسراءيل. فٱلفعل "سوَّى" يستعمله ٱلعامَّة فى بلادنا صوابًا فى ٱلنطق وفى ٱلدليل من دون خطإ. وعندما يلتقى بك عامىّ ٱلِّسان وأنت تعمل يسألك "شو عم بتسوِّى؟". وهو بسؤاله يريد معرفة ماذا تعمل وتصنع. وهذا يجعله يدرك دليل ٱلفعل "سوّى" فى ٱلقرءان. ولسان ٱلعامّة هو لسان شام ٱلذى ينتشر ٱستعماله فى عاميّة بلادنا بفعل توريد وتنزيل له قبل لسان ٱلقرءان ٱلعربىّ بزمن بعيد. وهو لسان صالح للإدراك وٱلعلم فى ٱلحقِّ من بعد تطهيره من منهاج ٱللّغو ٱلذى يخربه كما تفعل مناهج ٱلفيروسات فى ويندوز ٱلكومبيوتر.
لقد ٱستبدلت ٱللغة ٱلفصحى هذا ٱلفعل بكلمة "نفَّذ" لغوًا وتحريفًا فى دليل ٱلفعلين. فٱلفعل "نَفَذَ" فى ٱلِّسان ٱلعربى يدل على ٱلاختراق لشىء من طرف إلىۤ أخر:
"يٰمعشرَ ٱلجنِّ وٱلإنس إِن ٱستطعتم أَن تنفذوا من أقطار ٱلسَّمٰوٰتِ وٱلأرض فٱنفذوا لا تنفذون إلا بسلطٰن" 33 ٱلرحمٰن.
وهو فى لسان ٱلعامة "نَفَدَ". وما بين لسان ٱلقرءان ولسان ٱلعامة من فرق فى كلمة نَفَدَ وكلمة نَفَذَ هو ٱلدَّات dot (ٱلنقطة فى لغو ٱللغة). وهو فرق جهدت لبيانه فى بحث ٱلأبجدية وقوى ٱلفعل. وقد رأيت فيه تطورًا فى لسان ٱلشام وتوسيعًا لطاقة ٱلاحتمال وٱلإدراك جآءه فى لسان ٱلقرءان ٱلعربىّ منذ 1396 سنة. وكنت قد شبَّهت ٱلفرق بين لسان ٱلشام ولسان ٱلقرءان بٱلويندوز 95 وٱلويندوز إكس بى. فهو لا يلغيه ولكن يوسعه ويعلو به ويطور إدراكه.
ثمّ هناك ٱلفعل "قرأ" ٱلذى تلغو فيه ٱللّغة. وهو يدل فى لسان ٱلشّام وفى ٱلقرءان علىۤ إخراج مخزون مثبَّت فى مكان مبهم ومظلم. وهذا ٱلفعل يقوم به ناظر فى ذلك ٱلمكان يعمل على كشف ما فيه ويخرجه ليكون بيانًا له بلسانه وبخطه. أمّا ٱللغة فتحرف دليله عن موضعه وتجعله فى مكان دليل ٱلفعل "تَلَوَ" ٱلذى يدل على تتبع ٱلكلام فى ٱلسطر بٱلعين سوآء ءكان ذٰلك بصوت أم مِّن دون صوت. وهى لا تستعمل ٱلفعل "تلو" إلا فى تلاوة ٱلقرءان. كما تحرف خطّ "قرء" إلى "قراءة".
هذه ٱلأمثلة تبيّن تحريف ٱللّغة وٱفتراقها عن ٱلحقِّ فى لغوها. وهذا ليس من صفات ٱلتطور ٱلتى يظنّ بها ٱلمعترض ٱلعلمانىّ.
وأعود إلى ٱلقرءان فهو لا يمثل قول سلف كما يظنّ بعض ٱلمعترضين من ٱلعلمانيين. بل هو قول حىّ قيوم وهو ٱلخالق لكلِّ شىء. وله وحده حق تسمية ٱلأشيآء كحقِ ٱبداع لها وحق ملكيّة للشىء وٱسمه. وليس لشاعر أو كاهن أو خطيب أو فقيه أن يزعم تطويرًا فى كلامه. وهو فى بيانه ٱلمنشور عن ٱلتكوين يطلب من ٱلذين ينظرون فى كيف بدأ ٱلخلق (وهم علمآء ٱلفيزيآء) ٱلعقلَ بين ما يكشف عنه نظرهم من ٱلحقِّ وبين بيانه هو عنه. فأىّ تطور فى علم ٱلناس ما هو إلاۤ إدراك لعلم ٱللّه فى بيانه ٱلمنشور وكشف وتصديق له وٱستحقاق لهم بٱلخلافة فيه. وهو تطور فى ٱستطاعتهم على ٱلإدراك وٱلعلم ٱلتى تتطابق مع ما فىۤ أنفسهم من مناهج لسانيّة فطريّة.
لقد خلق ٱللَّه كتابين. ٱلأول هو ٱلكون. وٱلثانى هو بيان يقرأ ما فى ٱلكون من علم. وبيانه هو قرء كلىّ وهذا يجعله "قرءان". وهذا ٱلاسم "قرءان" هو عنان (عنوان فى لغو ٱللّغة) لبيان ٱللّه ٱلمنشور منذ 1396 سنة "هٰذا بيان لِّلنَّاس وهدًى وموعظة لِّلمتقين". ولا يوجد ٱسم أخر ليأخذ مكانه. وٱلبيان هو كشف وتفصيل فى ٱلشىء. ودليله أوسع من دليل ٱلعلم. فٱلعلم من "عَلَمَ" وٱلاسم منه "عَلَم وعلامة" وهو فعل يجرى لتحديد ٱلأشيآء ٱلمنظورة فىۤ أبدانها وألوانها وأجزآئها وتقليمها عن بعضهاۤ. وٱلقرءان هو بيان وتبيان لكلِّ شىء ومنهاج لسلوك ٱلإنسان ٱلذى يسير فى ٱلأرض ينظر كيف بدأ ٱلخلق. فقد جآء فى بيان ٱلفيزيآء أنّ ٱلشىء هو مقدار quantum. وفى ٱلقرءان أنّ "كلّ شىءٍ عنده بمقدار". ولكى يعلم ٱلإنسان بهذا ٱلبيان يحتاج إلى ٱلنظر فى كتاب ٱللّه ٱلأول (ٱلكون وهو كتاب ٱلرّبِّ) ثمّ يحتاج إلى ٱلعقل مع ٱلكتاب ٱلثانى (ٱلقرءان وهو كتاب ٱللّه ٱلخالق ٱلهادى ٱلقدير ٱلحكيم نور ٱلسّمٰوٰتِ وٱلأرض ٱلعليم ٱلشّهيد ٱلبصير ٱلسّميع ٱلحسيب ٱلخبير). وسيرى ٱلعاقل بين ٱلبيانين أنّ ٱلمقدار فى بيان ٱللّه محكوم بهداية لم يظهرها بيان ٱلفيزيآء إلى ٱليوم. فٱلفعل "هدى" يدل على منهاج للإرشاد وٱلإظهار ولتحديد ٱلسبيل ٱلذىۤ يسلكه ٱلمقدار ليكون شيئًا:
"وٱلَّذِى قدَّر فَهَدىٰ" 3 ٱلأعلى.
وفى بيان ٱللّه تسلسل لحدوث فعله ٱلخلقىّ:
"قال ربُّنا ٱلذىۤ أَعطى كُلَّ شىءٍ خَلقَهُ ثمَّ هَدَى" 50 طه.
(ٱلخلق يبدله لغو ٱللّغة بكلمة "تصميم" من ٱلفعل "صَمَمَ" ٱلذى يدلّ على عطل فى ٱلسمع).
وبيّن تسوية ٱلخلق للمقدار شيئًا بٱلهداية:
"ٱلَّذِى خَلَقَ فَسَوَّىٰ" 2 ٱلأعلى.
كل شىء هو خلق ومقدار وتسوية تحدث وفق هداية مُّحدَّدة. وفى هذا ٱلبيان هداية للناظر فى كيف بدأ ٱلخلق إلى سبيل ٱلنظر ٱلذى يوصله إلى ٱلعلم فى كيف بدأ ٱلخلق من دون فساد فى ٱلأرض. وبوصول ٱلناظرين إلى هٰذا ٱلعلم تستقرُّ أنبآء ٱلكتاب ٱلثانى ويصدِّقها ٱلعالمون فى مسآئل ٱلتكوين ٱلميِّت وٱلحىّ كما يصدِّقون أن خالق ٱلكتابين واحد هو ٱللَّه:
"وَلِيعَلمَ ٱلَّذين أُوتُوا ٱلعِلمَ أَنَّهُ ٱلحَقُّ من ربِّكَ فَيُؤمِنُوا به فَتُخبِتَ له قُلُوبُهم وإنَّ ٱللَّهَ لَهَادِ ٱلَّذين ءَامَنُوۤا إلى صِرٰطٍ مُّستقيمٍ" 54 ٱلحج.
أما ٱلذى يملأ نفسه بقول ٱلشعر ولغو ٱلكهنوت ٱلمجنون فلا يستطيع إدراك حتى ٱلمفاهيم ٱلنظريّة لبيان عالم فى ٱلفيزيآء. فكيف سيكون حاله مع بيان ٱللَّه عن كلِّ شىء؟
لقد جآء فى ٱلقرءان أنّ أنبآءه ستستقرّ تباعًا وليس دفعة واحدة:
"لكلِّ نبإٍ مستقرّ وسوف تعلمون" 67 ٱلأنعام.
وٱستقرار ٱلنبإ يحدث على يد عالم فى ٱلفيزيآء يجعله شهيدًا عليه ومصدِّقًا له. أماۤ لغو ٱللّغة وتحريفها فقد جعل ٱلبيان ٱلّذى "نزل به ٱلروح ٱلأمين بلسان عربىّ مبين" يستقرّ جميعه تخريصًا عند ٱبن عباس ٱلذى لم يكن يعلم من علم كتاب ٱللّه ٱلأول شيئًا.
ٱلبيان ٱلعربىّ منشور منذ 1396 سنة. وهو بيان من حىّ قيُّوم هو نور ٱلسّمٰوٰتِ وٱلأرض ٱلعليم بكلِّ شىء. وإدراك ٱلبيان وفهمه يتوقف علىۤ إدراك وفهم ٱلناظر فيه. فٱلإدراك يتأثر بما ورد ونزل على ٱلقلب من تعليم يلغو فى ٱلحقِّ فيجعله لا يرى تطابقًا بين ٱلحقِّ ولغوه. وهذا يظهر فى حال ٱلناس ٱلذين نزل فى قلوبهم منهاج تعليم ٱللّغة ٱلفصحى. فلغوها يمنع رؤية ٱلتطابق مع ٱلحقِّ ويمنع أعمال ٱلنظر وٱلعلم.
أمّا إدراك وفهم ٱلبلاغ ٱلعربى فهو يسير حتى على لسان ٱلشام ٱلعامىّ. وفهم ٱلبلاغ يستند علىۤ إدراك لا تأثير للغو فيه. وأىّ فهم له هو من ٱلمتشابه ٱلذى لا يقطع ٱلنظر وٱلقول فيه ما دام نظر ٱلناس فى كيف بدأ ٱلخلق يتطور. وفى كلِّ طور مِّن أطوار ٱلنظر يخرج فهمًا جديدًا مُّتشابها. وهٰذا ٱلتشابه يجعل من ٱلبلاغ ٱلعربى فى حركة تجدّد مفاهيم تصعد مع صعود علم ٱلناس ٱلذين يعبدون ٱللَّه ويطيعون أمره:
"قل سيروا فى ٱلأرض فٱنظروا كيفَ بَدَأَ ٱلخلقَ"20 ٱلعنكبوت.
إنّ بيان ٱللّه حىّ كمرسله. ولا يمكن قبول وصفه بٱلسلفيّة بسبب مرور 1396 سنة ميلادية على نشره. وسيكون وصفه كما وصفه ٱلحىّ ٱلقيوم "بيان للناس وتبيان لكلِّ شىء". وسيكون له عندى أكثر مما لبيان أرخميدس عن أمر واحدٍ من كتاب ٱللّه ٱلأول.
دعوة إلى الديمقراطية والفيدرالية وحقوق الإنسان يسندها كتاب اللَّه القرءان

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر