اليهودي و الإسرائيلي و المسلم

يهتم بعرض ومناقشة جميع القضايا السياسية سواء المحلية أو العربية أو العالمية، وكذا عرض ومناقشة أبرز الأحداث والعناوين الإخبارية.
شارك بالموضوع
سمير إبراهيم خليل حسن
مشاركات: 31
اشترك: يونيو 3rd, 2006, 8:33 pm
المكان: سوريا
اتصل:

أكتوبر 28th, 2006, 7:30 pm

ٱليهودى وٱلاسرٰءيلى وٱلمسلم

ٱلمفكرون من شعوبنا وغيرهم يظنون أن ٱسم يهودى وٱسم إسرٰءيلى يدلان معًا على شخص واحد. وكنت قد عرضت فهمى لدليل كلٍٍّ مِّنهما فى بعض أعمالى. إلاۤ أن ٱلأمر ما زال من دون أثر على ٱلظّنِّ ٱلقآئم فى رؤوس ٱلمفكرين. ٱلأمر ٱلذى جعلنىۤ أعود إليه فى هذا ٱلمقال.
جآء فهمى لدليل ٱلٱسم يهودى فى كتابى ٱلثانى "منهاج ٱلعلوم" مستندًا على دليل ٱلفعل "هاد يهود" ٱلذى تدل عليه ٱلأفعال (رجع يرجع وقبل يقبل وقرَّ يقرّ وعزَّ يعزّ ومدح يمدح). وجآء فى ٱلبلاغ ٱلعربى عن تعريف ٱلفاعلين لهذا ٱلفعل أنهم "ٱلذين هادوا وٱليهود". وبيّن أنّهم ٱلذين قست قلوبهم فهى كٱلحجارة أوۤ أشدّ قَسوة. وهم يمدحون مفاهيم ءَابآئهم ٱلذين عاشوا فى ماضٍ ميتٍ وبها يعتزّون. وهم يرجعون إليهم فيما كانوا عليه من مفاهيم. ويقبلون ويمدحون ويقرّون بمفاهيم ءَابآئهم من دون حركة عنها:
"وإذا قِيلَ لهم ٱتَّبعوا مآ أنزل ٱللَّهُ قالوا بل نتَّبعُ مآ أَلفينا عليه ءَابآءَنا" 170 البقرة.
وهم فى ٱتباعهم لأبآئهم يظهرون أنهم محكومون بمنهاجٍ ثابتٍ لا يتغير تدلنا عليه كلمة "أمة":
"بَل قَالُوۤا إِنَّا وَجَدنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰۤ أُمَّةٍ وإِنَّا عَلَىٰۤ ءَاثـٰرِهِم مُّهتَدُونَ" 22 الزخرف.
وهم بهذا ٱلمنهاج يوجِّهون حاضرَهم إلى ذٰلك ٱلماضى ٱلميِّت يدفعهم ظنّهم أنّ ءَابآءَهم مصدر لِّكلِّ علم:
"وما سمعنا بهٰذا فىۤ ءابآئِنا ٱلأولينَ" 36ٱلقصص.
وهم يُكرهون ٱلناس على ٱتباعهم ويعملون على غلق سبيل ٱللَّه أمامهم كما فعلوا مع إبرٰهيم. ولهم ٱليوم ذات ٱلقول وٱلموقف. فهم لا يتبعون ماۤ أنزل ٱللَّه سوآء ءَكان كتاب موسى أم ٱلقرءان.
لقد رأيت أنّ ٱسم "ٱليهود" هو ٱسم جمع يطابق ٱلفعل ٱلحاضر "يهودُ". ومنذ زمن بعيد من ٱليوم عُرف أكثر قوم موسىٰ دون غيرهم بهذا ٱلاسم. وهم إلى ٱليوم يجهدون حرثيًّا وعلميًّا وصناعيًّا ويوجِّهون جهدهم لمأربٍ أساسٍ هوۤ إقامة مملكة داود من ٱلموت. فحاضرهم ومستقبلهم مسخَّر لِّهٰذا ٱلمأرب. وهٰذا يجعلهم يهودًا.
وجآء فيما رأيته أنَّ ٱسم يهود يلتصق بجميع ٱلناس ٱلذين يتمسَّكون بٱلنَّظر إلى ورآء. سوآء ءَكانوا من قوم موسىٰۤ أم من قوم أخرين. فكلُّ سلفىٍّ يهودىّ. ويوكِّد هٰذا ٱلفهم ٱلنَّظرُ فى كتاب موسىٰ وكذٰلك ٱلنَّظر فى ٱلقرءان. فأكثر قوم ٱلرّسول محمّد (بٱلأمس وٱليوم) يتبعون ءَابآءَهم. وهم لا يؤمنون بأنّ ٱلقرءان بيان وتبيان لكلِّ شىء. بل هم يؤمنون بأنّ كتب ءَابآئهم (من أمثال ٱلبخارى ومسلم وٱبن تيميّة وغيرهم من ٱلأبآء) هى مصدر ٱلعلم ٱلدينىّ ٱلواجب ٱلاتباع. وكلّ مَن يتبع ماۤ أنزله ٱللَّه فى كتابه ٱلقرءان ولا يلتفت إلىۤ ءَابآئهم وكتبهم يطلقون عليه ٱسم "قرءانىّ". وهم بإطلاقهم هذا ٱلاسم عليه يبيّنون ريبهم بكتاب ٱللّه ٱلذى تركوه وهجروه ليتبعوا ما زعم به ٱلأبآء من سنّة للرّسول.
وجآء فهمى لاسم إسرٰۤءيل علىۤ أنّه يدل علىۤ إنسانٍ ٱختار فى عيشه أن يكون متغلِّبًا على قوى ٱلعطالة فيندفع ناظرًا من دون توقف سالكًا سبيل ٱللَّه. وهو ٱسم لَّا يتعلق بقوم أو شعب من ٱلشعوب. بل هو ٱسم فرد يتغلَّب على قوى ٱلعطالة فى عيشه. يسير يبصر وينظر فىۤ ءَايات ٱللَّه ويصدِّق بصره وسمعه ونظره فتتحرك مفاهيمه عن مفاهيم ٱلأبآء. ومثله هو ٱلذى يصير أبًا لِّأبنآء يسيرون على منهاجه.
وسوآء ءَكان ٱسم إسرٰءيل من دليل ٱلفعل "سَرى يَسرِى" ٱلذى يدل على كشف ٱلشىء وٱلأمر وظهوره وزوال ما يعجمه. أم كان من دليل ٱلفعل "أَسَرَ" ٱلذى يدل على ٱلقيد وٱلحبس وٱلمسك وٱلوثق وٱلربط. فهو ٱسم يأخذ معه من ٱلاسم "ءيل" دليل ٱلانطلاق فى حركة لا ذمّ فيها ولا توقف. وقد أخذت بدليل ٱلفعل "أسر" فى فهم دليل ٱسم إسرٰءيل. ورأيت أنّه ٱسم يُلحق به ٱسم قوّة ٱلانطلاق ٱلموجّهة "ءيل" ٱلذى بيَّنتُ فى كتابى "أنبآء ٱلقرءان" أنّ دليله هو نقيض دليل ٱلفعل "ذمّ". ("ٱلإلُّ" نقيض "ٱلذَّمِِّ". وفى دليل "ذمَّ " ٱلأفعال (كَلَّ ووقف وتأخَّر وضَعُفَ وقَطَعَ). وذَمَّ هو فعل ٱلتَّراجع وٱلتَّكوير بعد هلاك قوَّة ٱلانطلاق وٱلانتشار. أمَّا "ٱلإِلُّ" فهو قوَّة ٱلانطلاق. وبها يجرى ٱلتَّغلُّب على قوَّة ٱلسّكون وٱلعطالة. وأرى فى ٱستعمال ٱلعامَّة لكلمة "ذمَّ" ما يبيِّن ٱلدَّليل ٱلصّواب. فهم يصفون ٱلشَّىء ٱلَّذى يتراجع وينكمش على نفسه بكلمة "ذَمََّ". فٱلذَّمُّ يحدث بعد هلاك إِلٍّ فيه). وفهمت أنّ ٱلاسم يدلّ على مَن يقيّد ويحبس ويمسك ويوثق ويربط نفسه لتكون فى حال حركة لا تتوقف عن ٱلانطلاق فى حركة ٱلنظر وٱلبحث وٱلعلم بوسآئل بصره وسمعه وفؤاده. وهو ما تدل عليه كلمة واحدة فى لسان ٱلبلاغ ٱلعربىّ هى كلمة "قانت". وهذا ٱلحال يبيّن مسألة ٱلتفضيل لصاحب هذا ٱلاسم فى كتاب ٱللَّه من دون ٱلنظر إلى قومه:
"يٰبنىۤ إسرٰۤءيل ٱذكروا نعمتىَ ٱلَّتىۤ أنعمت عليكم وأنِّى فضَّلتكم على ٱلعٰلمين" 47 ٱلبقرة.
هذا ٱلتفضيل لا ٱنقطاع له. وبنىۤ إسرٰۤءيل هم ٱلذين يتابعون منهاج إسرٰءيل فى متابعة ٱلانطلاق وٱلتغلب على قوى ٱلذمّ. ومنهم ٱلذى يتابع ٱلمنهاج فيرتقىۤ إلى طور معرفى وعلمى جديد. وهؤلآء يحتفظون بٱلاسم "بنىۤ إسرٰۤءيل". أمَّا ٱلذين يذمّون يتراجعون ويتوقفون ولا يتابعون ٱلمنهاج فهم يثبتون عند طور مِّن أطوار منهاج إسرٰۤءيل فيسقط عنهم ٱسم إسرٰۤءيل ويحلُّ عليهم ٱسم ٱليهود.
وهٰكذا يتبين لنا ٱلفرق بين ٱلاسمين. فٱسم بنىۤ إسرٰۤءيل للذين يسيرون على سبيل ٱللّه ناظرين عالمين. وٱسم ٱليهود للذين يتمسكون بما وصل إليهم من ٱلأبآء من ٱلمعرفة وٱلعلم. وهؤلآء لا يصدقون بطور أعلى ويكفرون بكلِّ جديد فيكون كفرهم سببًا لِّلعنهم:
"لُعِنَ ٱلَّذين كفروا من بنىۤ إسرٰۤءيل على لسان داود" 78 ٱلمآئدة.
ٱلَّذين كفروا هم ٱلَّذين يكفرون بصرهم ونظرهم عن ٱلأيات ولا يصدِّقون بٱلجديد فيها ويتعطَّل سيرهم إلىۤ أمامٍ. وهؤلآء يُبعدون ويُطردون عن درجات سُلَّم ٱلتَّطور وٱلاصطفآء ٱلمعرفى وٱلعلمى. ويصيبهم بذٰلك ٱلخزى ويتخلف عيشهم عن عيش ٱلذين يتابعون منهاج إسرٰۤءيل. وهٰذا ما يدلُّ عليه ٱلفعل "لعن" وفى دليله دليل ٱلأفعال (بعد وطرد وخزى).
لقد ورد فى كتاب موسى ٱلأمر ٱلتالى:
"لا تنظر إلى ورائك" سفر ٱلتكوين - ٱلإصحاح 19 (19).
وهٰذا ٱلأمر موجَّه إلى ٱلنَّبى لوط. وبيّن أنَّ ٱلنظر إلى ورآء يوقف فاعله عن ٱلسير على سبيل ٱللَّه ٱلمنير ويمنعه من ٱلتطور ويسقطه فى دآئرة ٱلتخلف ٱلمميت:
"ونظرت امرأته من ورائه فصارت عمود ملحٍٍ" ٱلإصحاح 19 تكوين (26).
ويبين هٰذا ٱلقول أنَّ ٱلذى ينظر إلى ورآء يصير كٱلملح لا يصلح لنبات حىٍّ. وجآء تصديق هٰذا ٱلأمر فى ٱلقرءان:
"ولا يلتفت منكم أحد" 81 هود.
ٱلذين يلتفتون هم ٱلذين يوجهون بصرهم إلى ورآء فتعمىۤ أبصارهم عن سبيل ٱللَّه ٱلمنير. وهؤلآء هم ٱليهود. وهؤلآء يسخِّرون جميع ٱلقوى ٱلتى بين أيديهم لخدمة ما هو ميِّت وفى ماضٍ بعيدٍ. فيختارون فى عيشهم مواقف تتبع منهاج ٱلأبآء ويوقفون للناس فى سبيل ٱللَّه يكرهونهم على ٱتباع مواقفهم. وفى توجُّههم يوقعون أنفسهم فى صراع مع ما هو قآئم على ٱلمكان. فينشأ قتل وتهجير. ويتعزز ٱلسير فى طريق ٱلحرب وٱلعدوان وٱلقتل. كما يُعزَّز ٱلظَّنّ أنَّ ما فعلوه من أجل ميِّت هو طريق ٱلخلاص لأنفسهم!.
أمّا منهاج إسرٰۤءيل فيقوم على ٱلانطلاق وٱلحركة فى ٱلمفاهيم وهو يصدِّق ٱلنبوَّة ويصدِّق ٱلأيات ٱلمبصرة. وهو منهاج ٱلمصطفين ٱلذين يصدقون أطوار ٱلنُّبوَّة وٱلرِّسالة حتى ٱلكمال فى رسالة ٱللَّه ٱلمبينة للناس جميعًا (ٱلقرءان).
ويبيّن ٱلبلاغ ٱلعربى أنّ عيسىٰ ٱبن مريم يتوجَّه برسالته ونبوَّته إلى بنىۤ إسرٰۤءيل وليس إلى ٱليهود كما يُظنُّ:
"وقال ٱلمسيح يٰبنىۤ إسرٰۤءيل ٱعبدوا ٱللَّه ربِّى وربَّكم" 72 ٱلمآئدة.
فرسالته ونبوَّته موجهتان إليهم أينما كانوا ومن أىِّ لون بشرىٍّ. لا كما يُظنُّ أنها رسالة خاصة بٱليهود:
"ورسولا إلىٰ بنىۤ إسرٰۤءيل أنِّى قد جئتُكم بـءَـايةٍ مِّن رَّبِّكم" 49 ءال عمران.
فٱلذين صدَّقوا من بنىۤ إسرٰۤءيل تابعوا طريق كمال ٱلإصطفآء ونكص ٱلذين كفروا بها:
"فـءَـامنت طآئفة مِّن بنىۤ إسرٰۤءيل وكفرت طَّآئفة فأيَّدنا ٱلذين ءامنوا علىٰ عدوِّهم فأصبحوا ظٰٰهرين" 14 ٱلصَّف.
لقد رأيت أنَّ رسالات ٱللَّه منهاج ذوۤ أطوار كما هى مناهج ٱلكومبيوتر. وفى كل طور من أطوار ٱلرسالات يجرى تنزيل وتثبيت قسم من ٱلمنهاج إلىۤ أن يكمل بٱلمنهاج ٱلعربى ٱلمبين (ٱلقرءان) وهو منهاج ٱلبيان وٱلتبيان لكلِّ شىء. وما زال ٱلناس إلى يومهم هذا لا يصدقون به. وهم يعملون وفق أجزآء مِّنَ ٱلمنهاج غير كامل. وحال ٱلناس ٱليوم وفى كلِّ ٱلأرض هو حال ٱليهودى ٱلذى يمتنع عن تنزيل ٱلمنهاج ٱلأعلى. لأنّه لم يصدِّق أنَّه منهاج منزّل مِّن عند ٱللَّه. وهذا يجعله سلفىّ ٱلمنهاج "يهودىّ".
إنَّ منهاج ٱلقرءان هو منهاج "ميكٰل" ٱلأعلى بيانًا من طور منهاج إسرٰءيل. وهو منهاج ٱلذى يعلم ويوقن بٱلغيب ويسلم للَّه ربّ ٱلعالمين. وصاحبه يحمل ٱسم "مسلم" ٱلذى بدأ مع إبرٰهيم. وهو من دليل ٱلفعل "سَلَمَ" ٱلذى تدلّ عليه ٱلأفعال (برئ وخلص ورضى وصلح وقرَّ وخضع وسجد وركع).
وماۤ أفهمه من كتاب ٱللَّه ٱلقرءان أنَّ ٱلمسلم هو ٱلذى يطور منهاج نفسه وهو ينظر فى ٱلحقِّ ٱلمشاهد وٱلغآئب. فيعلم بٱلشهادة ويعلم بٱلغيب ويوقن بهما وينفق على تطوير وسآئل نظره وبصره فى ٱلحقّ. وهو يعقل بين بيان ٱللّه وما خرج به بيانه من ٱلحقِّ فيسلم للَّه ربِّ ٱلعالمين ويعلم أنّ ٱلإسلام هو دين جميع ٱلحقِّ من ٱلذَّرِّ وحتىۤ أكبر نجم فى ٱلسَّمآء. ٱلكلُّ يسلم لسنت ٱلرَّبِّ ٱلفاعلة فى ٱلتكوين substantive law (ٱلقوانين ٱلموضوعية فى ٱللّغة ٱلفصحى) ٱلحىِّ وٱلميِّت على ٱلسَّوآء. فكلُّ ٱلأشيآء دينها ٱلإسلام لرَّبِّ ٱلسَّمٰوٰت وٱلأرض أرادت ذلك أم لم ترده:
"إنَّ ﭐلدِّين عِندَ ﭐللّهِ ﭐلإسلامُ" 19ءال عمران.
وهو يعلم أنّ ٱلإنسان وحده يُترك له أمر ٱلإتباع وٱلركوع لسنَّتِ ٱلرَّبِّ. فهو يولد مسلمًا لِّهٰذا ٱلدِّين. وبعد أن يتعلم ٱلأسمآء كلَّها ويزداد علمه فى بيوت مجتمعه وقومه. له أن يتخذ من ٱلحقِّ موقفًا. وأمامه دين جميع ٱلحقِّ ودين جميع ٱلباطل. وهو وحده ٱلمسئول فى خيرته بين ٱلدينين.
لقد بين ٱلبلاغ ٱلعربى توزّع ٱلناس على مواقف فى عيشهم:
"إنَّ ٱلّذين ءَامنوا وٱلّذين هَادُوا وٱلصَّٰبئينَ وٱلنَّصَٰرى وٱلمَجُوسَ وٱلّذينَ أَشرَكُوا إنَّ ٱللَّه يفصِلُ بينهم يومَ ٱلقيٰمةِ إنَّ ٱللَّه على كلِّ شَىءٍ شهيد" 17 ٱلحج.
ولم يعدَّد بينهم موقف "ٱلمسلم". فٱلذين ءامنوا هم ٱلذين يصدقون ويطمأنون لقولهم فيما كشف عنه نظرهم وتعرَّفوا عليه وعلموا بجريانه فى ٱلأشيآء. ومنهم ٱلعاملون فى علوم ٱلمقدار (ٱلرياضيات) وٱلاختبار وٱلعمران فى كلِّ وقت. ومنهم من يوصل إلى موقف قريب من ٱلإسلام للَّه ربِّ ٱلعالمين فيوجِّه علمه بٱلتوافق مع سنَّت ٱلرَّبِّ فى ٱلتكوين فلا يخالفها ولا يفسد فيه. ومنهم من يوصل إلى موقف بعيد عن ٱلإسلام ويوجِّه علمه حيث يظنُّ أنَّه ينفعه. فيعمل فسادًا فى ٱلأرض وفى ٱلحرث وفى ٱلنَّسل.
إنَّ موقف ٱلإسلام للَّه ربِّ ٱلعالمين يلزمه منهاجه ٱلمبين لكلِّ شىء. إذ لا يمكن لإنسان أن يعمل موافقًا لِّمنهاج مُّبينٍ مِّن دون أن يكون ٱلمنهاج مثبتا فى فؤاده كما تثبت مناهج ٱلكومبيوتر. وٱلمسلمون قليلون فى كلِّ وقت وفى كلِّ مجتمع. وهو ما نفقهه من ٱلبلاغ ٱلعربى:
"ثُلَّة مِّنَ ٱلأوَّلين(13) وقليل مِّنَ ٱلأخرينَ(14)" ٱلواقعة.
ودليل ٱسم "ثُلَّة" من دليل ٱلفعل "ثّلَّ" وهو يدل على جمع كثير. فٱلأوَّلون كثيرون وهم ٱلذين شهدوۤا ءايات جرت أمامهم فصدقوها بفعل قوَّة ٱلبصر وهؤلآء هم من بنى إسرٰءيل. أمَّا ٱلأخرون فٱلذى يصدِّق منهم قليل. لأن ٱلعاملين فى ٱلبحث ٱلعلمى ٱلذين يكشفون ما فى ٱلغيب من ءايات ويكشفون عن سنَّة جريان ٱلأية فى مخابرهم عددهم قليل. ومن هذا ٱلقليل هو ميكٰل ٱلمسلم للَّه ربِّ ٱلعالمين وهو ٱلذى يعقل ما خرج به نظره مع ٱلكتاب ٱلمبين ويدرك ٱلتصديق وٱليقين.
ومن ٱلأخرين مَن له قلب مفتوح وهو فى بحوثه وٱختباراته يرى ما يدفعه للتصديق وٱلاطمئنان لكلِّ بيان جديد. ومنهم مَن له قلب مغلق ٱلمنهاج فإنَّ ما يرـٰه يجعله يصدق بٱلحدث ٱلمخبرى ولٰكنه لا يوصل إلى تصديق ٱلعلم بٱستقرار ٱلنَّبإ ٱلأتى فى بيان ٱلبلاغ ٱلعربى. لأنَّ منهاج كلٍّ مِّنهم يمثِّل طورًا مِّنَ ٱلأطوار ٱلتى سبقت منهاج ٱلطور ٱلعربى. وهم يحصرون تصديقهم بٱلطور ٱلذى وقف كلّ مِّنهم عنده. وهو ما بينه عيسى ٱبن مريم عن ٱستطاعة ٱحتمال تلاميذه:
"إنَّ لى أُمورًا كثيرةً أيضًا لأقول لكُم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا ٱلأَن وأمّا متى جآء ذاك روح ٱلحقِّ فهو يرشدكم إلى جميع ٱلحقِّ" الإصحاح 15 إنجيل يوحنا.
وفى هٰذا ٱلقول بيانُ أنَّ ٱلتصديق يلزمه تطور فى ٱستطاعة ٱلاحتمال. وهٰذاۤ أرى له شبهًا فى مناهج ٱلكومبيوتر.
إنَّ ٱلذين ءامنوۤا (أينما ورد هٰذا ٱلقول فى ٱلقرءان) لا يدل على ٱلمسلمين للَّه ربِّ ٱلعالمين. فٱلمسلم للَّه ربِّ ٱلعالمين مؤمن بما كشفه نظره وبيّنه وهو يعقل بيانه مع بيان ٱللَّه ٱلعربىّ فيؤمن بٱللَّه وٱليوم ٱلأخر ويعمل صالحًا. وقد بدأ هٰذا ٱلاسم ومنهاجه مع إبرٰهيم:
"وإذ قال إبرٰهِم ربِّ أرنِى كيف تُحِى ٱلموتىٰ قال أوَلَم تؤمِن قال بلىٰ ولٰكن ليطمئنَّ قلبى" 260 ٱلبقرة.
هو "إبرٰهِم" قبل تنزيل وتثبيت منهاج ٱلاطمئنان فى قلبه. وقد طلب إبرٰهِم ٱلمنهاج من ربِّه بقوله "أرِنىۤ" (أى ٱجعل قلبى يرى). وهٰذا تطور فى قدرة قلب إبرٰهِم على ٱلنظر وٱلرأى. وليس بصر ٱلعين هو ٱلمطلوب كما يُظنُّ. وبعد تنزيل وتثبيت ٱلمنهاج صار ٱسمه "إبرٰهيم". فظهرت فى ٱسمه ٱليد "يـ" بعد ٱلشبكة "هـ" وصار توجيه ٱلشبكة مؤيد بٱليد "يـ". وبذلك صار إبرٰهيم أبًا للمسلمين:
"مِّلَّةَ أَبِيكُم إبرَٰٰهِيمَ هُوَ سَمَّٰكُمُ ٱلمُسلِمِينَ مِن قَبلُ" 78 ٱلحج.
وأتوصل إلى فهم دليل ٱلاسم مسلم. فأرىۤ أنّه صاحب ٱلموقف ٱلذى يسجد (يخضع من دون علم وإرادة) ويركع (يخضع بعلم وإرادة) لسنَّت ٱلرَّبِّ فلا يخالفها فيسلم فى قوله وعمله لهٰذه ٱلسُّنَّت. وسبب موقفه هٰذا هو فى خبرته بمنهاج ٱلِّسان ٱلعربى ٱلمبين ٱلذى نزَّله فى قلبه وثبته فى فؤاده فصار يقرأه ويعمل بأعلى طور لسانى وأعلى طور لقوّة ٱلانطلاق وٱلحركة فى ٱلسير على سبيل ٱللَّه. وهو طور ميكٰل ٱلذى يعلو بقدرته على ٱلنظر بٱلكيل ٱلنانومترى على طور إسرٰءيل ٱلذى يتبع بنظره قوة بصر عينه. وهو يصدِّق أطوار ٱلِّسان جميعها بدءًا مِّن ءَداب إلى محمد.
مثل هٰذا لم يذكره ٱلبلاغ (17 ٱلحجّ) مع أصحاب ٱلمواقف ذات ٱلمنهاج ٱلأدنى. فٱلمسلم للَّه ربِّ ٱلعالمين يصدِّق مناهج أصحاب هٰذه ٱلمواقف فلا يعتدى عليها. وهو يعلم أنَّ ٱلفصل بينهم من أفعال ٱللَّه. فهو يصلِّى عليهم ويدعوهم بٱلتى هىۤ أحسن لتنزيل وتثبيت منهاج ٱلِّسان ٱلعربى ٱلمبين فى قلوبهم وأفئدتهم وٱلخبرة فيه. ويدعوهم للدخول فى ٱلسلم كاۤفّة. وهو يترك أمامهم سبيل ٱللَّه مفتوحًا. وبسلوكهم عليه يرتقون إلى موقف ٱلإسلام للَّه ربِّ ٱلعالمين إن أرادوا. فلاۤ إكراه فى ٱلدِّين. ولكلِّ إنسان حقّ فى ٱلسَّكن وٱلاستقرار فىۤ أرض ٱللَّه من دون إذنٍ من أحدٍ. فٱلأرض أرض ٱللَّه. لا قوميات ولا شعوب ولا حدود تمنعه من ٱلحركة وٱلترحال فى كلِّ ٱلأرض. فٱللّه هو ٱلذى يفصل بين ٱلناس يوم ٱلقيمة (17 ٱلحجّ). ولا فساد فىۤ أرض ٱللَّه من أجل طعام أو مال أو سكن. فٱلمسلم يعلم أنَّ سنَّت ٱلصلاح للحياة فى ٱلأرض ترتبط بتوقف ٱلإفساد فيها بفعل ٱلإسراف فى ٱلبحث عن ٱلثروات وٱلملك. كما يعلم أنَّ ٱلعلوَّ فى ٱلأرض بسبب ٱلمال يدفع بصاحبه إلى ٱلطامَّة ٱلكبرى فى ٱلحياة ٱلدنيا. مثل ٱلطوفان أو ٱرتفاع ٱلحرِّ فى قميص ٱلأرض (غلافها ٱلجوى). أو حدوث قدود فيه (ثقوب ٱلأزون) ٱلتى تجعل ٱلنار ٱلشمسية ٱلحارقة توصل إلى ٱلحياة فتقتلها.
دعوة إلى الديمقراطية والفيدرالية وحقوق الإنسان يسندها كتاب اللَّه القرءان

Tahloube
مشاركات: 261
اشترك: ديسمبر 25th, 2005, 8:07 pm

أكتوبر 28th, 2006, 8:44 pm

اذن الاخ سمير إبراهيم خليل حسن حسب التقسيم الذي شرحه اعلاه يعتبر نفسه اسرائيليا؟!
( وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ )
العنكبوت/46

zakwan
مشاركات: 1075
اشترك: مارس 19th, 2006, 8:56 am
المكان: Dubai

أكتوبر 30th, 2006, 7:54 am

الاخت طلحوب

برأي اجد لافائدة من قرائت مواضيع هذا العضو لسبب بسيط

- لااجد فائدة من مواضيعة لأنها بدون فائدة علمية

- لااجد لهذا العضو احترام للأخرين بسبب عدم ردة على من يشارك في مواضيعة

وفي الختام تقبلي مني تحياتي
بسم الله الرحمن الرحيم
{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ} (108) سورة يونس.

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر