الأبناء فى القرآن

يهتم المنتدى برصد أوضاع وقضايا المرأة في المجتمع، ونشر ثقافة المساواة والعدالة بين كافة مكونات المجتمع، وكذا تشجيع حوار الآراء المختلفة حول واقع المرأة العربية وتصورات المستقبل.
شارك بالموضوع
تامر شتيوى
مشاركات: 58
اشترك: أغسطس 23rd, 2009, 5:06 pm
المكان: الإسكندرية - مصر .

أغسطس 25th, 2009, 8:41 am

( الأبناء )

(1) معنى الإبن :
الإبن هو المنفصل من أبويه .. وهى كلمة مشتقة من الإسم بن .. وتعنى الفصل .. يقول الله :
( قالوا ابنوا له بنيانا ) البنيان هو المنفصل فوق الأرض .
( واذا حكمتم بين الناس ) بين الناس أى فيما يفصل الناس عن بعضهم .
( لولا ياتون عليهم بسلطان بين ) سلطان أو حكم منفصل من الله لإدراك الناس .
( من بعد ما بيناه للناس ) من بعد ما فصلته للناس .
(2) نذر ما فى البطن :
يقول الله :
( واذ قالت امراة عمران رب انى نذرت لك ما فى بطنى محررا فتـقبل منى انك انت السميع العليم ) .
أحل الله للمرأة المؤمنة أن تنذر ما فى بطنها لله وحده كما فعلت إمرأة عمران المؤمنة .. ودعت ربها أن يقبل نذرها .. فالله هو السميع لقولها .. وهو العليم بأمرها .. إقرأ مقال [ النذر ] ضمن مجموعة مقالات القسم .
(3) الولادة :
يقول الله :
( فاجاءها المخاض الى جذع النخلة ) .
هذه مريم الطاهرة تلد عند جذع النخلة .. والمخاض هو التعب والألم المفصول من الله للمرأة لأنها تلد .. وينزل منها الولد .
ويتبين أن المرأة المؤمنة قد ولدت بمفردها .. بدون مولدة أو قابلة أو طبيب ولادة .. فالولادة تحدث بشكل طبيعى دون الحاجة لأى تدخل بشرى .. تماماً كما تلد الأنعام وغيرها من خلق الله .
ولم يحكم الله فى كتابه بعمل ما يعرف عند أهل السنة بالعقيقة عند مولد البنين أو البنات .. فهذا عمل باطل وشرك بالله ولم يأذن به الله .. فالأنعام تذبح عند الكعبة فى أشهر الحج .. إقرأ مقال [ الهدى والصيد ] .
كما لم يأمر الله بما يعرف فى العصر الحالى بالسبوع .. ولم يأمر الله بإخراج هذا المال بسبب مولد طفل خاصة .. ولم يأمر بحلق أو تقصير رأس الطفل وإخراج وزن شعره صدقة .. كل ذلك باطل وشرك .
(4) التسمية والإعاذة :
يقول الله :
( فلما وضعتها قالت رب انى وضعتها انثى والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى وانى سميتها مريم وانى اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ) .
يتبين أن إمرأة عمران المؤمنة عندما وضعت إبنتها قامت بما يلى :
( 1 ) التعرف على نوع المولود :
أى العلم بما وضعت الأم .. ذكر أو أنثى .
( 2 ) التسمية :
وهو إعطاء الإبن أو الإبنة إسماً خاصاً يفصله ويميزه عن غيره وفق نوع المولود .. ذكر أو أنثى .
وإسم الإنسان قد يسميه الله قبل ولادته كما سمى الله النبى يحيى إبن النبى زكريا .. يقول الله :
( يا زكريا انا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا ) .
وقد يكون للإنسان أكثر من إسم .. فالنبى يونس الكريم له فى القرآن ثلاثة أسماء .. هى :
1-يونس .
2-ذو النون .
3-صاحب الحوت .
كما أن النبى يعقوب له فى القرآن إسمان .. هما :
1-يعقوب .
2-إسرائيل .
والرسول محمد له فى القرآن إسمان أيضاً .. هما :
1-محمد .
2-أحمد .
( 3 ) الإعاذة :
أى أن تطلب الأم من الله أن يعيذ ويفصل المولود عن الشيطان الرجيم المنفصل عن جنة الله .. فلا يكون للشيطان ولاية أو سلطان على المولود فيفصله معه عن جنة الله .. وذلك دعاء لله .. يقع عليه حكم الدعاء .. فلا يكون مسموعاً لأحد .
وليس فى دين الله أن يؤذن أو يقيم الأب أو الأم فى أذن المولود .. فكل ذلك باطل وشرك بالله .
(5) النسب :
حكم الله أن ينسب ويدعى الإبن لأبيه .. فيقال هذا إبن أبيه .. فذلك أقسط وأكثر إنفصالاً لحكم الله .. يقول الله :
( ادعوهم لابائهم هو اقسط عند الله ) .
والدعوة للأب تكون للأبناء من الذكور والإناث .. فقد قال الله عن مريم أنها إبنة عمران .. يقول الله :
( ومريم ابنة عمران التى احصنت فرجها ) .
والحالة الوحيدة التى يدعى فيها الإبن لأمه هى ألا يكون له أب .. مثل حالة النبى عيسى إبن مريم .. يقول الله :
( ذلك عيسى ابن مريم ) .
وتحديد الأب أمر يترتب عليه أحكام الإرث والنكاح والولاية والإحسان وغيرها من أحكام الله الخاصة بالإبن .
كما أن الولد من الزنا ينسب لأبيه .. وبالتالى يتبع فى أمره كل أحكام الميراث والنكاح والولاية وغير ذلك .. إقرأ مقال [ الزنا ] .
أما إذا لم يعرف الناس أب الإبن وكان الأب مجهولاً .. فيدعى المولود يا أخى فى الإسلام .. يا أخ الإيمان بالله .
وإلى جانب أنه أخ فى الاسلام فهو موالى .. والمولى هو التابع المنفصل لوليه .. فهو منفصل له لا يطيع غيره إلا طاعة الله ورسوله .. يقول الله :
( فان لم تعلموا ابائهم فاخوانكم فى الدين ومواليكم ) .
(6) الرضاعة :
يقول الله :
( وفصاله فى عامين ) .
يبين الله فى قوله أن فصال الإبن وإنفصاله عن الرضاعة من الأم فى عامين .. أى ينفصل الإبن عن أمه بعد مدة رضاعة تستمر عامين قمريين .
ويقول الله :
( والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة ) .
يبين هذا الحكم من الله الحد الأقصى لمدة الرضاعة .. فمن أراد أن يتم ويفصل الرضاعة حتى نهاية أجلها فسيقوم بالإرضاع لمدة حولين أو عامين .. أى لمدة سنتين قمريتين كاملتين .. والحول هو فاصل زمنى يفصل إثنى عشر شهراً قمرياً .. أى أن مدة الإرضاع تكون أربع وعشرون شهراً .. وهذا يعنى أنه لا إرضاع بعد العامين فى كتاب الله .. وكل إرضاع بعد هذا العمر غير محلل من الله .
ولكن الله أحل الفصال قبل العامين .. والفصال هو فصل الطفل عن الإرضاع .. يقول الحاكم :
( فان ارادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما ) .
يبين الله أنه إن أرادت الأم والمولود له الفصال قبل العامين عن تراض وتشاور منهما فلا جناح أو عذاب وعقاب منفصل من الله لهم إن فعلوا ذلك .. وسنجد أن الحد الأدنى لمدة الإرضاع محدد فى قول الله :
( وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ) .
فالثلاثون شهراً فى قول الله هى حاصل جمع مدة الحمل مع مدة الرضاعة .. لأن الفصال هو فصل الطفل عن الرضاعة .. فإذا بلغت مدة الحمل عشرة أشهر فإن مدة الإرضاع ستكون عشرون شهراً قمرياً .. وهكذا .
ومدة حمل الأم الطبيعية هى الفترة التى تكتمل بحيث تـلد بشكل طبيعى .. دون مساعدة مولدة أو طبيب ولادة .. كما فعلت مريم الطاهرة عند جذع النخلة .
ويتبين من أحكام الله أن إرضاع الأطفال فى الحولين الأولين هو إرضاع من لبن النساء من البشر .. أما لبن الأنعام فهو حلال للإنسان دون تحديد لعمر معين .. إقرأ مقال [ الشراب ] .
(7) الإنفاق :
( أولاً ) الأم المرضعة :
يقول الله :
( والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف ) .
لقد أمر الله الأب أو الرجل المولود له الإبن أن ينفق أجر رضاعته .. فالمولود له هو الذى ينفق على رضاعة الإبن .. وعليه رزق الأم وكسوتها بالمعروف .. أى بما أنزل الله .. وذلك أثناء فترة الرضاعة .. حتى فى حالة الطلاق كما فى قول الله السابق .
فحكم الله أن يكون الإبن مع أبيه .. لا مع أمه .. فالحضانة المشرعة من الله مع الرجال لا مع النساء كما شرع بعض العرب فى الوقت الحالى .. والوالد هو الذى ينفق على ولده الذى معه حتى يمكنه الإنفاق على نفسه .
ويقول الله :
( فان ارضعن لكم فاتوهن اجورهن واتمروا بينكم بمعروف ) .
يبين الله أنه إن قامت الأم المطلقة بارضاع الطفل للرجل فعليه أن يؤتها ويفصل لها أجر الرضاعة .. وهو ذلك الإنفاق طوال مدته .. من الرزق والكسوة .
ومعنى اتمروا بينكم بمعروف أى إفصلوا وإحكموا بينكم بما أنزل الله فى كتابه .
( ثانياً ) موت الأب :
إذا مات الأب فتستمر حضانة الأطفال والإنفاق مع من يرث الأب .. يقول الله :
( وعلى الوارث مثـل ذلك ) .
ومعنى مثل ذلك أى عليه الإنفاق على الرزق والكسوة أيضاً بإعتباره وارثاً للمولود له .
( ثالثاً ) الإسترضاع :
فى حالة إنفصال الرزق أو إعسار الرجل فإن الأب يقوم بإستئجار مرضعة أخرى ترضع له إبنه .. يقول الله :
( وان تعاسرتم فسترضع له اخرى ) .
وتحصل هذه المرضعة على أجر الرضاعة .. يقول الله :
( وان اردتم ان تسترضعوا اولادكم فلا جناح عليكم ان سلمتم ما اتيتم بالمعروف ) .
يتبين من قول الله أنه لا جناح أو عذاب وعقاب منفصل من الله للمؤمنين فى إسترضاع الأولاد من مرضعة أخرى غير الأم المطلقة إذا سلم الرجل لهذه المرضعة أجرها بالمعروف .. أى بالعدل .. وبما أنزل الله فى كتابه .
( رابعاً ) التعليم :
لا يوجد على الأب تجاه إبنه أى نفقة غير نفقة الرزق أو الإطعام ونفقة الكسوة .. ولا يوجد فى كتاب الله أى نفقة على التعليم .. ولكن على الأب المؤمن أن يعلم إبنه الكتاب والحكمة .. ليعلم الطريق المستقيم المؤدى للجنة .. كما فعل لقمان الذى آتاه الله الحكمة مع إبنه .. حيث وعظه أو فصل له قولاً فيه الحكمة .. يقول الله :
( واذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بنى لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم ) .
ولقمان الأب هنا هو ولى إبنه .. وعلى الإبن طاعة أبيه المؤمن لأنه من أولى الأرحام .. إقرأ مقال [ الولاية ] .
ورسول الله هو ولى كل المؤمنين .. وقد كان يعلم الناس بنفسه كتاب الله والحكمة التى فصلها الله فى كتابه .. يقول الله :
( لقد من الله على المومنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتـلوا عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ) .
والله لم يأمر الأب أو الأم بضرب الأبناء .. ولا يوجد حكم بضرب الأبناء عند العشر سنوات إذا لم يصلوا كما زعم أهل السنة المفترون على الله كذباً .. فضرب الأب لإبنه هو إعتداء وفعل منفصل عن دين الله .. والله أمر برد الإعتداء بالمثل أو الغفران والصبر .. إقرأ مقال [ القصاص ] .
ويسرى ذات الحكم على المعلمين .. فإذا إعتدى معلم على طالب يتعلم منه بيده أو بعصا ضرباً على وجهه أو يديه أو قدميه أو أى مكان فذلك إعتداء من إنسان على إنسان آخر .. وعلى من إعتدى عليه القصاص .. والإعتداء على المعلم بمثل ما إعتدى عليه طاعة لأمر الله إلا أن يغفر الطالب .
وليس فى كتاب الله أى تفريق بين صغير السن وكبير السن فى أحكام القصاص .
فالله لم يعط الأب أو المعلم أى حق فى الإعتداء على الأبناء ما لم يعتدوا عليهم .. ولم يعط الله الأب أو المعلم الحق فى الركل أو الصفع أو القرص أو الجرح أو الضرب بعصا أو بغير ذلك للمتعلم .. ولم يأمر المتعلم بأن يقف للمعلم خاصة .. فالمعلم الذى يعلم أحداً دين الله المنزل فى القرآن ليس رسولاً كما زعم شعراء العرب .. والله لم يأمر المؤمنين أن يقفوا للرسول إذا دخل عليهم .. أو أن يقولوا له أو لأى أحد لقب حضرتك أو بيه أو باشا أو حضرة النبى تعظيماً لغير الله .. والمعلم المؤمن يعامل من المؤمنين بصفته مؤمناً مثلهم يحبونه ويحبهم .. فإن كان المعلم المؤمن أباً أو أخاً من أولى الأرحام فله أن يطاع لأنه من أولى الأمر .
أما إذا كان الإبن كافراً منفصلاً عن دين الله فيقع عليه حكم الله فى أى كافر .
(8) وأد البنات :
يقول الله :
( ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون واذا بشر احدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به ايمسكه على هون ام يدسه فى التراب الا ساء ما يحكمون ) .
لقد كان المشركون يظنون أن الله قد ولد ملائكة إناث فقط .. وهم بذلك نسبوا لله البنات الذين يكرهون ولادتهن .. أى نسبوا له الجنس غير المفضل .. والله فصل أو فضل الذكر على الأنثى .. ولذلك كانت هذه الآيات .. فالله يبين أن الكفار يجعلون لله البنات .. سبحانه .. أى إنفصل عمن سواه .. حيث يجعلون لأنفسهم الذكور .. وهو الجنس الذى يشتهونه .. أى الجنس الذى يحبون أن يفصلوا منه لأنفسهم .. فيكون عندهم عدداً من الذكور .. فى حين أنه إذا بشر أحدهم وفصل له القول أنه قد ولدت له أنثى حدث له ما يلى :
1-ظل السواد على وجهه غضباً .. وهو كظيم منفصل عن الناس .
2- يتوارى وينفصل من قومه بسبب سوء ما بشر به أو إنفصل قولاً له .. وهو أنه أنجب بنتاً لا ذكراً .
3-يفكر وهو فى هذا الوضع أن يفعل أحد أمرين :
أ- أن يمسك إبنته ويفصلها حية ليرزقها .. ذلك على هون .. أى على إنفصال للعذاب والضرر والغيظ والحزن له .
ب- أن يدس ويفصل إبنته فى التراب .. وذلك الوأد .. كى لا ينفق عليها .
وذلك الحكم الأخير هو حكم سئ .. منفصل عن دين الله .
والدس كلمة مشتقة من الإسم دس .. ويعنى الفصل .. يقول الله :
( وقد خاب من دساها ) دس نفسه أى فصل نفسه عن دين الله .
ويقول الله :
( واذا بشر احدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم ) .
يبين الله أن المشركين قد ضربوا للرحمن مثلاً .. فجعلوا له ولادة الإناث .. فإذا بشر أحد الكفار بأنه قد جاءه مثل ما ضرب للرحمن .. أى جاءه وولدت له بنت أنثى ظل وجهه مسوداً .. وهو كظيم منفصل يتوارى عن الناس .
ويقول الله :
( واذا الموودة سئلت باى ذنب قتلت ) .
ويوم القيامة تسأل البنت التى وأدها وقتلها أبوها فى التراب .. بأى ذنب قتلت ؟.
ماذا فعلت كى تقتل ؟. لقد قتل الأب نفساً بغير حق .. والله حرم ذلك .. إذ يقول :
( ولا تقتـلوا النفس التى حرم الله الا بالحق ) .
(9) قتل الأولاد :
يقول الله :
( ولا تقتلوا اولادكم من املاق نحن نرزقكم واياهم ) .
يأمر الله المؤمنين ألا يقتلوا أولادهم بسبب الإملاق وهو الفقر .. أى إنفصال الرزق عن الإنسان .. فالله يرزق الوالد .. ويرزق الأولاد .
ويقول الله :
( ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق نحن نرزقهم واياكم ان قتلهم كان خطا كبيرا ) .
ويحرم الله فى هذا الحكم أيضاً على المؤمنين قتل أولادهم خشية الإملاق أو الفقر .. فالله يرزق الأولاد .. ويرزق الوالد .. لأن قتل الأولاد خطأ كبير .. أو خطيئة كبيرة .. أى إنفصال كبير عن دين الله .
ويقول الله :
( وكذلك زين لكثير من المشركين قتل اولادهم شركاوهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون ) .
إتخذ المشركون أولياء أو شركاء من دون الله يعبدونهم .. وينفصلون لأمرهم .. ولقد فصلوهم وفضلوهم مع الله .. هؤلاء الشركاء الذين إفتروا وزعموا أنهم آلهة هم شياطين يوحون لمن عبدوهم بأوامر شيطانية بعيدة عن دين الله .. ولقد زينوا لكثير ممن عبدوهم أن يقتلوا أولادهم .. فالشركاء زينوا لكثير من المشركين أن يقتلوا أولادهم .. لسببين :
1-أن يردوهم .. أى يفصلوهم ويهلكوهم فى النار .
2-أن يلبسوا عليهم دينهم .. أى يفصلوا عنهم دين الله الحق المنزل من السماء .
ويبين الله أنه لو شاء ما قتل المشركون أولادهم .. وأمر رسوله أن يذرهم أى ينفصل عنهم وعن إفترائهم وزعمهم بأن قتل الولد من دين الله .
ويقول الله :
( قد خسر الذين قتلوا اولادهم سفها بغير علم ) .
يبين الله أن المشركين الذين قتلوا أولادهم قد قتلوهم على صفتين :
1-سفهاً .. أى إنفصالاً عن الرشد .
2-بغير علم .. أى بدون علم وأمر مفصول من الله لهم .
ويحكم الله أن هؤلاء المشركين قد خسروا أو حسروا – بعد نزع النقاط – وإنفصل لهم جزاءً سيئاً وعقاباً بهذا القتل .
ويجب أن يعلم الناس أن الله لم يأمر بمنع الحمل أو تنظيم النسل بأى وسيلة ولم يحدد عدد معين للولد والأبناء .. فهؤلاء الذين يدعون لوقف التناسل والتوالد لمصلحة الأسرة وخشية الفقر والإملاق .. ويبتدعون كل يوم وسيلة جديدة لمنع الحمل وتقليص عدد السكان هم فى الحقيقة يأمرون بما لم يأمر به الله ويشرعون للناس ما لم يأذن به الله .. فالله قادر أن يرزق الوالد والولد .. وهذا قول الله وحكمه .. وليس بعد قول الله قول يطاع .
كما أن الله لم يأمر بالإجهاض .. وهو قتل الولد فى رحم الأم .. حتى ولو كان من الزنا .. وحتى لو كان مشوهاً .. إن أى فعل لم يأمر به الله هو إنفصال عن دين الله الحاكم والمشرع الأوحد .
(10) ذبح الأولاد :
يقول الله :
( فلما بلغ معه السعى قال يا بنى انى ارى فى المنام انى اذبحك فانظر ماذا ترى قال يا ابت افعل ما تومر ستجدنى ان شاء الله من الصابرين ) .
عندما بلغ النبى إسماعيل السعى والإنفصال مع أبيه إبراهيم من مكان لآخر للكسب والرزق أو غير ذلك قال له أبوه أنه يرى فى المنام أنه يذبحه وقال له أنظر وإفصل ما ترى وتحكم فى هذا الأمر .. وقد إعتبر الإبن تلك الرؤيا أمر من الله .. لأن الرؤيا تكون من الله .. فكان رد الإبن لأبيه أن يفعل ما أمره الله به .. ووعده أن يكون صابراً منفصلاً لأمره لا ينفصل عنه .
والحقيقة التى لم يعلمها النبيان حينذاك أن هذه رؤيا من الله .. ولكل رؤيا تأويل .. وأن الرؤيا ليست أمر من الله .. بل هى فصل علم للإنسان بما سيحدث له من غيب فى المستقبل .
فالله لم يأمر إبراهيم الكريم بذبح إبنه أبداً .. لم تكن الرؤيا تعنى ذلك كما يظن الناس وكما ظن النبيان وقتذاك .. فتأويل هذه الرؤيا أن النبى إبراهيم سيفصل لله إحدى الشهوات التى يحب أن يفصلها لنفسه .. ذلك هو ذبح الإبن .. لأن الإبن فى الرؤيا هو شئ يحب الإنسان أن يفصله لنفسه .. فالبنين والأنعام يتشابهان فى أنهما من الشهوات التى يحب الإنسان فصلها لنفسه .. كما فى قول الله :
( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث ) .
وقد فدا الله الإبن أو فصل ذبحه بذبح عظيم من الأنعام ليذبح بدلاً منه .. وذلك برهان أن الله لم يأمر أبداً بذبح الإبن .. ولو أمر الله بذلك لترك النبى يذبح إبنه .. يقول الله :
( وفديناه بذبح عظيم ) .
إقرأ مقال [ التأويل ] .
(11) تفضيل المؤمنين :
يقول الله :
( اذ قالوا ليوسف واخوه احب الى ابينا منا ونحن عصبة ) .
الأب هنا كان يعقوب النبى الكريم .. وكان له عصبة أو عدد كبير من الأبناء .. ولكنه كان يفصل ويفضل عليهم ولده يوسف وأخيه من أمه .. كان يحبهم أكثر من باقى أبنائه .. رغم كونهم عصبة وعدد كبير .. والسبب هو أن ولده يوسف نبى مثله .. كما أن أخيه مؤمن مثله .. فالأب المؤمن يفرق ويفصل بين أبنائه وفقاً لحكم الله .. والله لم يأمر بحب غير المؤمنين .. كما فى قوله الحق :
( لا تجد قوما يومنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم ) .
فلن يجد الرسول قوماً يومنون بالله ويؤمنون بيوم القيامة يوادون أو يفصلون الجزاء الحسن الكريم لمن حاد وشاق وإنفصل عن دين الله ورسوله حتى ولو كان هؤلاء المنفصلون هم الآباء أو الأبناء أو الإخوان أو العشيرة .. والعشيرة هم المنفصلون من أصل واحد .
وبين الله أن الكفار لا يحبون المؤمنين .. حتى وإن أحبهم المؤمنون .. يقول سبحانه :
( ها انتم اولاء تحبونهم ولا يحبونكم ) .
(12) العداء :
يقول الله :
( يا ايها الذين امنوا ان من ازواجكم واولادكم عدوا لكم فاحذروهم وان تعفوا وتصفحوا وتغفروا فان الله غفور رحيم ) .
يبين الله للمؤمنين أن بعضاً من أزواجهم وبعضاً من أولادهم عدو لهم .. يفصلون لهم الأذى والفعل السيئ .. وأمرهم بأخذ الحذر منهم .. والإنفصال عن أذاهم .. وفى حالة أن عفا وصفح وغفر المؤمن لأهله عداءهم له فإن الله غفور رحيم .
(13) الفتنة والزينة :
يقول الله :
( انما اموالكم واولادكم فتنة والله عنده اجر عظيم ) .
( واعلموا انما اموالكم واولادكم فتنة وان الله عنده اجر عظيم ) .
يبين الله للمؤمنين أن أموال الإنسان وأولاده فتنة .. أى زينة وفضل منفصل للإنسان فى الحياة الدنيا فقط .. ولكن من إنفصل لدين الله فالله عنده الأجر العظيم بالجنة .
ويقول الله :
( المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير املا ) .
يبين الله أن المال والبنين زينة وفضل يفصله الله للإنسان فى الدنيا .. وأن الباقيات أو الأعمال المفصولة من الإنسان .. الصالحات التى أمر بها الله فى كتابه تتصف بصفتين :
1-أنها خير عند الله ثوابا .. أى خير وأفضل فى الثواب والجزاء والأجر المنفصل مقابل العمل .
2-أنها خير عند الله أملاً .. أى خير فيما ينفصل للإنسان فى الآخرة من أجر .
ويقول الله :
( يا ايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فاولئك هم الخاسرون ) .
يأمر الله المؤمنين ألا تلههم أو تفصلهم أموالهم أو أولادهم عن ذكر الله والصلاة له .. ومن فصله ماله وولده عن ذكر الله فهو خاسر ينفصل له من الله الجزاء السيئ والعقاب .
ويقول الله :
( ذرنى ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا ومهدت له تمهيدا ثم يطمع ان ازيد كلا انه كان لاياتنا عنيدا سارهقه صعودا ) .
يبين الله فى قوله كيف كان المال والبنون فتنة لرجل كافر .. فالله يأمر رسوله أن يذره وهذا الكافر .. أى يفصله معه ليعذبه على ما فعل .. حيث كان عطاء الله له كما يلى :
1- أنه خلقه وحيداً .. أى منفصلاً مفضلاً عن غيره بعطاء الله له .
2- أنه جعل له مالاً ممدوداً منفصلاً له .
3- أنه جعل له بنين وأولاد شهوداً .. أى منفصلون منه .
4- أن الله مهد له تمهيداً .. أى مكن له فى الأرض تمكيناً .. فهو سيداً فيها .
ورغم كل ذلك فهو يطمع أو ينفصل للدنيا كى يزيده الله ويفصل له المزيد .
وكان حكم الله على طمعه هذا هو الرفض .. كلا .. لسبب .. أنه عنيد لآيات الله .. منفصل عن آيات الله .. منفصل عن دين الله .. فتنه وفصله المال والبنون للدنيا عن الآخرة .. وحكم الله أن يرهقه صعودا .. أى يفصل عليه الفصل والهلاك .
(14) الآخرة :
( يا ايها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزى والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا ان وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ) .
يأمر الله الناس بما يلى :
(1) أن يتقوا الله .. أى ينفصلوا لأمره وحكمه المنزل فى كتابه .
(2) أن يخشوا وينفصلوا بعملهم عن عذاب يوم القيامة .. وهو يوم يتصف بما يلى:
1- أنه لا يجز أو يفصل فيه والد عن ولده شيئاً من عذاب الله .
2- أنه لا يجز أو يفصل فيه مولود عن والده شيئاً من عذاب الله .
3- أن وعد الله حق .. فمن عمل صالحاً وهو مؤمن دخل الجنة .. ومن كفر وإنفصل عن دين الله دخل النار .. لا شفاعة لأحد .. ولن يفيد الأب الكافر دعاء ولده له أو إستغفاره كما زعم أهل السنة .
(3) ألا تغرنهم أو تفصلهم الحياة الدنيا عن دين الله .
(4) ألا يغرنهم أو يفصلهم عن الله الغرور أو الزينة المنفصلة للناس فى الأرض .

... والله أعلى وأعلم ... [/size][/b]

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر