الله لم يحرم الحب... وللقاء المحبين قواعد وشروط؟!!

يهتم المنتدى برصد أوضاع وقضايا المرأة في المجتمع، ونشر ثقافة المساواة والعدالة بين كافة مكونات المجتمع، وكذا تشجيع حوار الآراء المختلفة حول واقع المرأة العربية وتصورات المستقبل.
شارك بالموضوع
الغلبان
مشاركات: 1
اشترك: مارس 28th, 2006, 1:30 pm
المكان: السعودية

مارس 28th, 2006, 1:49 pm

الله لم يحرم الحب
_______________________

بين فترة وأخرى تعودت أن أدخل مكتبتي متجولا فيها منتخبا بعض " الكتب الدينية الفقهية " – والصحف والمجلات المحفوظة -" واليوم وأنا أتصفح بعضها توقفت أمام عنوان مثير هو:
" الله لم يُحرم الحب " وتحت هذا العنوان الرئيس عناوين ثانوية
•- الإسلام حث الشباب على الالتقاء والتعارف وتدقيق النظر قبل الإقدام على عقد القران .
•- الحب الذي يقوم على مجرد النظرة من بعيد لا يمكن أن يكون حبا.. بل مجرد نزوة .
•- ما هي شروط التقاء المحبين في الإسلام ؟ ما هو رأى الفقهاء في الحب ؟
قررت أن اقرأ... أفهم .. ألخص ، ومن ثم .. أقدم الموضوع في المنتدى " عشاق الله "، وأعرف أن الموضوع يمثل السير في أرض ملغومة بالنسبة لي، ذلك أن هناك من يعارض الفكرة من أساسها، وهناك من يتحفظ في نشر مثل هذه الأفكار الجريئة جدا، والبعض يقاوم لدرجة متطرفة.
أعرف ذلك ... أعرف أيضا أن التقوقع على فكر بعينه غير مستحب، وأن الانفتاح على الآراء ووجهات النظر الأخرى لا يعنى بالضرورة القبول المطلق بتلك الآراء، بقدر ما هو انفتاح فكرى وسعة إطلاع " والإنسان عدو ما يجهله "
الموضوع – مقالة - بمجلة روزا ليوسف - العدد " 3733 " بقلم – الدكتور – أحمد شوقي الفنجرى ( انقل منه بتصرف )
•- الفكرة الشائعة بين كثير من المتدينين ( يقول د. الفنجرى ) أن الحب حرام ، وكثير من الفقهاء ورجال الدين يفتون بأن اللقاء بين المرأة والرجل مهما كان عفيفا شريفا ، والهدف منه الزواج وبناء الأسرة ، فهو حرام .وهذا تصور خاطئ ( يستطرد د. أحمد ) يسئ إلى الإسلام ويصوره لدى الكثيرين من أعدائه. بأنه دين شهوة وجنس ، وأنه قد اهتم في تشريعاته للزواج بالجانب الجنسي وحده دون الجانب العاطفي ، وهذا جهل كبير بحقيقة هذا الدين ، فالإسلام كدين علمي وواقعي قد أهتم بالحب بين الرجل والمرأة ، بل إنه الدين الوحيد الذي يعترف بالحب كشرط لدوام الحياة الزوجية واستمرارها وأنه في غياب الحب يمكن للزوجين الفراق . لذلك حث الشباب المسلم على التعارف وتدقيق النظر قبل الإقدام على عقد القران ، وأن يستكشفا عواطفهما وشاعرهما وطبيعتهما ، كما نهى المسلم أن ينظر إلى المادة والمال أو الحسب والنسب .. في زواجه أو يجعلهما في المقام الأول لاختيار الزوجة... بل أمره.. بأن ينظر إلى المحبة والمودة أولا.. فالرسول – صلى الله عليه وسلم – يقول : " تزوجوا الودود الولود "
ومعنى – الودود – التي تشعركم بالود والمحبة ، والله تعالى يصف الحب فيقول جل جلاله ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ) وقال تعالى ( وجعل منها زوجها ليسكن إليها )

فهذه التعبيرات الإسلامية " المودة – الرحمة – السكن " هي كناية عن ما نصطلح على تسميته بالحب العاطفي والانسجام العاطفي والفكري ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم – يصف الحب العاطفي فيقول : " الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف " – رواه مسلم – ويقول - عليه صلاة الله وسلامه – " إذا تماسك الزوجان بأيديهما ، تساقطت ذنوبهما بينهما " وكان صلى الله عليه وسام – لا يخفى حبه لزوجته - عائشة - رضي الله عنها – حتى أمام الناس ، فقد سأله جماعة من الصحابة : يا رسول الله من أحب الناس إليك ؟ فقال على الفور " عائشة " قالوا : فمن بعدها ؟ قال : " ثم أبوها

ورغم عدل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – المطلق بين زوجاته في كل ما يستطيعه ويقسمه ، فقد كانت " عائشة " أحب نسائه إلي قلبه وكان يقول " اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك "

• - وكان بعض الآباء في الجاهلية إذا علم أن ابنته تحب شابا معينا يرفض تزويجها له ، وقد نهى الإسلام عن ذلك ، وأمر بتزويج المحبين والجمع بينهما في الحلال ، وعدم التفريق بينهما بسبب التقاليد أو الطمع في المال أو الجاه أو غيره .. فقد روى أبن عباس – رضي الله عنهما – " جاء جماعة إلى رسول الله قائلين : يا رسول الله عندنا يتيمة جاءها خاطبان مؤسر ومعسر ، ونحن نهوى المؤسر ، وهى تهوى المعسر فأيهما نزوج ؟ فقال لهم الرسول – عليه الصلاة والسلام – " لم ير للمتحابين مثل التزويج " وقضى أن تتزوج الفتاة بمن تحب " – أخرجه مسلم والنسائي –
- والإسلام هو الدين الوحيد الذي يعتبر - الحب والوفاق - شرطا لاستمرار الحياة الزوجية .
" كانت جميلة بنت عبدا لله .. لا تحب زوجها الصحابي الجليل – ثابت بن قيس – فجاءت إلى رسول الله قائلة : يا رسول الله .. لا أنا ولا ثابت يجمع رأسي ورأسه شئ ، ولا أعيبه في دين ولا خلق ، ولكنى أكره الكفر في الإسلام ، وما أطيقه بغضا ، إنى رفعت جانب الخباء فرأيته أقبل في فريق من أصحابه .. فإذا هو أشدهم سوادا وأقصرهم قامة وأقبحهم وجها . – فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – " أتردين عليه حديقته !! " فقالت : أردها وزيادة – قال ( ص ) " أما الزيادة فلا " وأحل طلبها الطلاق – رواه البخاري والنسائي وابن ماجة – في باب الطلاق – من هذا المثل نجد الإسلام هو الدين الوحيد الذي يعترف بالحب ويعتبر فقدان الحب مبررا لانتهاء الحياة الزوجية ، في حين أن الديانات الأخرى لا تسمح بالطلاق إلا عند حدوث الزنا ، فأي الحلين أفضل ؟

-الحل الذي يمنع الجريمة قبل وقوعها ، أم الحل الذي يضطر المرأة إلى ارتكاب جريمة الزنا كي تحصل على حريتها .

• - مثل آخر يرويه لنا البخاري – يرحمه الله – في صحيحة
" إن امرأة اسمها " بربرة " طلبت الطلاق من زوجها لأنها لا تحبه ، وكان زوجها ( اسمه – مغيث - ) يحبها حبا شديدا ، وكان زوجها بعد فراقها يمشى خلفها في الأسواق ودموعه تسيل على لحيته ، فأشفق عليه الرسول – صلى الله عليه وسلم – وقال " يا عباس ألا تعجب من حب مغيث لبربره ومن بغض بربره له ؟ " ثم طلبها الرسول وقال لها " لو راجعته فهو أبو ولدك " فقالت في إصرار : أهو أمر يا رسول الله ؟ قال " لا إنما أنا شافع " قالت : لا حاجة لي فيه ."

- وجاءت فتاة إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم – وقالت : إن أبى زوجني أبن أخيه ليرفع بى خسيسته .
فجعل - عليه الصلاة والسلام – الأمر لها إن شاءت أقرت ما صنع أبوها وإن شاءت أبطلته ، فقالت : - لقد أجزت ما صنع أبى.. ولكن أردت أن يعلم الناس أن ليس للآباء شئ . – رواه ابن ماجة واحمد أبو داوود –

• لكن كيف يكون التقاء المحبين في ظل تعاليم الإسلام ؟
من البديهي أن الحب بين أي شاب وفتاة يلزمه التعارف والتلاقي بينهما ، فالحب الذي يقوم على مجرد النظر من بعيد ، لا يمكن أن يكون حبا ... بل مجرد نزوة عاطفية لا تدوم ، وغالبا إذا قام الزواج على مجرد النظرة الأولى فإنه يفشل عندما يكتشف كل منهما أنه لم يجد في الآخر ما كان يحلم به ويتصوره ، وإذا استمر مثل هذا الزواج فبلا عاطفة ولكن رضوخا للأمر الواقع .
أما الحب الحقيقي ( يقول د. الفنجرى ) فهو الذي يبنى على دراسة كل منهما للآخر ، ويتعرف على طباعه وأخلاقه عاداته وانفعالاته.
وقد يقول قائل : إن هذا التعارف ممكن بعد الخطوبة الرسمية . وهذا خطأ ، فالإنسان العادي يستطيع أن يخفى كل عيوبه وطباعه وعاداته عن الطرف الآخر في فترة الخطوبة ، وان يظهر بالمظهر المثالي الخالي من العيوب ، أما في الظروف العادية التي لا يكون فيها ارتباط بين الطرفين.. ولا تكون هناك خطوبة أو علاقة رسمية ، فان التكليف يزول ويظهر كل طرف على طبيعته وفطرته .

-والاختلاط له شروط وضوابط في الإسلام ، أولها عدم الخلوة

أي يكون اللقاء في وجود الأهل وذوى المحرم ، أو يكون اللقاء في وسط الناس والمجتمع وفي الأماكن العامة ذات الوقار والاحترام ، مثل الجامعات أو أماكن العمل أو التنزه البرئ ، والله تعالى يوصى المحبين عند اللقاء فيقول تعالى ( ولكن لا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا ) والقول المعروف معناه الأدب والوقار وتجنب المجون والفحش في الكلام .

•- ولبعض فقهاء ألإسلام رأى في الحب

• كتب فقهاء الإسلام عن الحب بصراحة وشجاعة ، فشرحوا الحلال منه والحرام ، ومنهم من ألف كتبا كاملة أو فصولا من كتب عن الحب، من هؤلاء ، " ابن حزم " في كتابه " طوق الحمام " ، و " الجوزى " في كتاب " ذم الهوى "
-ورغم عنوان كتاب الإمام أبى فرج ابن الجوزى – المتوفى سنة 597 هجرية " ذم الهوى " إلا أنه في الواقع يمدح الحب النظيف الحلال فيقول فيه : اختلف الناس في العشق .. هل هو ممدوح أم مذموم ؟ فقال قوم : ممدوح لأنه لا يكون إلا من لطافة الطبع ولا يقع عند جامد الطبع ، ومن لم يعشق فذلك من غلظة طبعه ، فهو ( الحب ) يجلوا العقول ويصفى الأذهان ما لم يفرط فيه ، فإذا أفرط عاد سما قاتلا ، وقال آخرون : مذموم لأنه يستبد بالعاشق ، قلت : وفصل الحكم أما المحبة والود والميل إلى الأشياء المستحسنة والملائمة فلا يذم ولا يعد ذلك إلا الحبيس من الأشخاص ، وأما العشق الذي يزيد على حد الميل ويصرف صاحبه عن مقتضى الحكمة فهو مذموم ، وقد وقع في الحب كثيرون من الأكابر ولم يكن عيبا في حقهم "ويستشهد الإمام ابن الجوزى بالكثير من الصحابة والأئمة والعلماء ثم يقول : " سئل الإمام أبو نوفل- هل يسلم أحد من العشق ؟ قال : نعم .. الجلف الجافي الطبع الذي ليس فيه فضل ولا عنده فهم ، وأما من في طبعه أدنى ظرف أو معه دماثة أهل الحجاز ورقة أهل العراق.. فهيهات هيهات . – ثم انشد


إذا أنت لم تعشق ولم تدرى ما + + الهوى .. فأنت وعير بالفلاة سواء

-" وجلس أحد الأئمة في مجلس علم ودين، ثم فاجأ تلاميذه بقوله : هل فيكم عاشق ؟ فهابوا وقالوا : لا – قال : أعشقوا فإن العشق يطلق اللسان العيي ويبعث على التنظيف وتحسين اللباس وتطييب المطعم ، ويدعو إلى الحركة والذكاء وتشرف الهمة ، وإياكم إياكم والحرام "

- كتب ذلك في القرن السادس الهجري بيد فقهاء ، ولو كتب اليوم لقيل عنه تقدمي وسابق لعصره ، ولو وضع في علم النفس لقيل علم حديث متطور ، واستحق كاتبه شهادة علمية رفيعة... ولكنه من تراثنا الإسلامي القديم الذي غفلنا عنه وأهملناه .

-* - يحث رسول الله - صلى الله عليه وسلم –الشباب أن يعرف كل شئ عمن سيختارها شريكة لحياته ويقول لهم :
-" إنه أحرى أن يؤدم بينكما "

- وينصح - عليه صلاة الله وسلامه – الشاب المحب أن يدعو الله تعالى فيقول
" اللهم إنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب ، فأن رأيت لي في – فلانة – خيرا في ديني ودنياي وآخرتي فاقدرها لي "

تحياتي
الغلبان

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر