يا أيها الزوج العطوف!

يهتم المنتدى برصد أوضاع وقضايا المرأة في المجتمع، ونشر ثقافة المساواة والعدالة بين كافة مكونات المجتمع، وكذا تشجيع حوار الآراء المختلفة حول واقع المرأة العربية وتصورات المستقبل.
شارك بالموضوع
makdiss
مشاركات: 58
اشترك: مايو 6th, 2006, 10:14 am
المكان: le maroc
اتصل:

مايو 13th, 2006, 7:25 pm

وكانت البداية !

عهدتك أخي شابا يافعا تحب الحياة، هندامك نظيف، تسبق طيفك رائحة عطر آسر. عهدتك لطيف الحركة، مهذب التعبير، دائم الابتسام. كان هذا عندما أتيتَ لخطبتها، ولكم كانت سعادتها عظيمة حين أشعرتها أنها محور اهتمامك وأن أسعد اللحظات لديك ساعة تأتي لرؤيتها، لقد كنت أكثر جرأة منها في التعبير عن مشاعرك و سرعان ما أسرتها بحبك الصادق. توسمت فيك الشاب الذي ستسعد معه في حياتها الدنيا وتستعين به على آخرتها، ووجدتَ فيها ما يرضيك لتكون زوجا لك فتَم زفافكما وسط فرحة كل من يحبكما. يومها امتزجت لديها دموع "حسرة" على فراق أهلها بدموع فرح بلقاء زوجها وحبيبها. هكذا دخلتما معا حياة مليئة بالمفاجآت. تآلفتما وصرتما جسدا وروحا واحدة، ومرت شهور عشتما خلالها فوق الغمام : إذا التقيتما فرحمة ومودة وسكن، وإذا افترقتما فشوق ولهفة وحنين يتجدد.


وتسللت الرتابة !

ولكن...، سرعان ما صارت حياتكما اعتيادا لا ألفة. وشتان بين الأمرين ("اعتاد" الشيء بمعنى صيَّره عادة، و"ألف" الشيء بمعنى أنس به وأحبه!).
تسربت الرتابة لتجلب معها الملل،فإذا بالشاب الوسيم،الأنيق يترك مكانه رويدا رويدا لرجل مهمل لنظافته غير مبال بهندامه، وإذا بالزوج العطوف المحب يتخلى عن ملامحه شيئا فشيئا ليظهر غالبا بوجه عبوس مكشر: كلما حدثتك زوجتك قلت لها : "اصمتي". وإذا رأيت وجهها تصيح : "أين الأكل؟" كثيرا ما قالت في نفسها : "لابأس ربما يواجه مشكلا هذه الأيام" والتمست لك الأعذار. واستمرت معك تحاول جاهدة إرضاءك، و تتفانى في خدمتك... ولكن الأمر لم يكن حالة طارئة كما توقعت، بل تماديت حتى عيل صبرها فصرخت بملء فيها...



صرخة مستغيثة !

فهاك أخي الكريم صرخة زوجتك في رسالة بعثت بها إلي :

"صديقتي الغالية،
عانيت ولازلت من تصرفات زوجي : كلامه معي قلَّ، وصراخه في وجهي تكرر. صبرت كثيرا، لعل الأمر طارئ، لكن الحال طال و السعادة فارقت بيتنا. حاولت عتابه برفق لعله ينتبه، فثار قائلا: "أنا لا أفعل شيئا مما قلت، بل أنت المخطئة". تمعنتُ فيما قال فارتأيت أن ألوم نفسي قليلا، وقلت : ربما معه حق وقد يكون سلوكه تعبيرا عن ضيق من إهمالي له، وإذا أنا اعتنيت بنفسي أكثر وصرت كاللواتي يشتغلن معه أو كنجمات الشاشة ربما سيتغير حاله.
وبالفعل اقتنيتُ المزيد من أدوات التجميل، وكذلك المزيد من اللباس المثير، عساه يلمح ماتغير، فوجدت أنه قد أبدى اهتماما واضحا في البداية، لكنه سرعان ما اعتاد على حالي ورجع لتصرفاته الجافة معي.
أنا الآن في حيرة من أمري، وما يزيد من حزني هو كوني حاملا، وأنا لا أريد لأولادي أن يتأثروا بتصرفات والدهم فيصبحوا أناسا مهملين لأنفسهم، بذيئي اللسان، سيئي المعاشرة، ثم أنا أحبه ولست مستعدة للتفريط فيه. أناشدك الله أختي الكريمة أن تجدي لي حلا". صديقتك المعذبة.



فيا أيها الزوج العطوف


- أعلم أنك لزوجتك محب وعليها حريص.
ولكن... اعلم أخي العزيز أن الحب بين الزوجين نعمة من الله عزوجل، ولكنه ككل النعم يتطلب الرعاية حتى يدوم. إنه نبتة تحتاج للتعهد الدائم حتى لا تذبل، وهذا يستلزم انتباها دائما للطرف الآخر واحترامه. ولعل أخطر ما يتهدد العلاقة بين الزوجين أن يدفع التعود على عدم احترام مشاعر الطرف الآخر ورغباته، ويتجلى هذا غالبا في جانب حساس ومهم هو إهمال النظافة والتزين، وهذا حق للزوجين.
فاعلم أخي الكريم أن زوجتك يسرها منك ما يسرك منها، ورضي الله عن سيدنا عبد الله بن عباس الذي كان يحرص على هذا الأدب مع أهله. ومن كمال الأدب الحرص على الذوق واللياقة في طرق الأكل و الكلام والجلوس، بل وفي كل الحركات والسكنات حتى ولو كان الإنسان وحده، وهذا من الأدب النبوي الرفيع الذي لايكتمل إيمان أحدنا إن لم نتصف به.


- أعلم أخي الكريم أنك تعاني من إكراهات عدة، ولكنك لست الوحيد الذي يكد و يتعب جاهدا لتلبية حاجيات بيته. ثم إن هذه عبادة عظيمة ترفعك إلى أعلى الدرجات عند الله عز وجل. وأعلم أيضا أن طلبات زوجك تكثر يوما بعد يوم وأنك ضجرت من إلحاحها وشكواها. و لكن اعلم أخي الكريم أن زوجتك لا تقل معاناة عنك، فأنت إذا خرجت لتعمل وتتعب، فإنها أيضا تعمل وترهق بمسؤوليات البيت والأطفال، وأحيانا أخرى بعملها ودراستها. بل استحضر أخي الكريم أنها تتعب أكثر منك، ذلك أن مسؤوليتك تنتهي بمجرد مغادرتك لمقر عملك، أما المرأة فعملها مستمر بدون انقطاع، فها هي تهتم بالزوج والأولاد والأواني والمطبخ وسائر أعباء البيت التي لا يشارك الزوج غالبا في شيء منها اعتبارا منه أن ذلك واجبها لوحدها.

- لا تحرم نفسك أخي الكريم أجر مساعدة زوجتك، ولا تنس أن هذا كان شأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، و أنت والله أخي الكريم ما علمتك إلا محبا لرسول الله صلى الله عليه حريصا على التأسي به.
وإن لم تستطع ، فلا أقل من أن تسمع منك أخي الكريم كلمات شكر و مديح تنزل بردا وسلاما على قلبها فتعلم أن جهودها لا تذهب سدى بل تتجدد همتها و عزمها على خدمتك أكثر.


- غالبا ما يشتكي الأزواج من عدم تقدير زوجاتهم لظروفهم المالية و لكنهم في المقابل ينسون أنهن لا يعلمن الكثير عنها، بل هناك من تجهل زوجته تماما راتبه. فاعلم أخي الفاضل أن زوجتك، إن أنت وضَّحت لها طبيعة عملك وأشركتها في همومك، ستتفهم وضعك المالي فتصير خير عون لك على أعباء الحياة.

أصلح الله حالكما ورزقكما سعادة الدنيا حتى تستقيم رحلتكما إلى الدار الآخرة، دار السعادة الأبدية. آمين.
لقد كفر الذين قالوا ان اللّه هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يبنى اسرءيل اعبدوا اللّه ربى وربكم انـه من يشرك باللّه فقد حرم اللّه عليه الجنة وماوه النار وما للظلمين من انصار لقد كفر الذين قالوا ان اللّه ثـالث ثلثة وما من اله الا اله وiحد ويستغفرونه

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر