البيوت


شارك بالموضوع
تامر شتيوى
مشاركات: 58
اشترك: أغسطس 23rd, 2009, 5:06 pm
المكان: الإسكندرية - مصر .

أغسطس 28th, 2009, 6:11 pm

(1) معنى البيت :
البيت هو مكان الإنفصال عن الآخرين .
والبيت كلمة مشتقة من الإسم بيت .. ويعنى الفصل .. يقول العظيم :
( وليطوفوا بالبيت العتيق ) البيت العتيق هو الكعبة .. وبيت الله هو المكان المنفصل لله .. ويتم الإنفصال فيه لله .
( فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ) البيت هو مكان الإنفصال عن الآخرين.
( والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما ) بات لربه أى إنفصل لله ليلاً .
( قل ارايتم ان اتاكم عذابه بياتا او نهارا ) بياتاً تعنى ليلاً حين إنفصال الناس للبيوت .
( وكم من قرية اهلكناها فجاءها باسنا بياتـا او هم قائلون ) بياتاً تعنى ليلاً حين إنفصال الناس للبيوت .
( افامن اهل القرى ان ياتيهم باسنا بياتا وهم نائمون ) أى أثناء إنفصالهم ليلاً فى البيوت للنوم .
( اذ يبيتون ما لا يرضى من القول ) أى يفصلون بينهم قولاً مفصولاً محرماً .
( ويقولون طاعة فاذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذى تقول والله يكتب ما يبيتون ) المنافقون يزعمون طاعة رسول الله فإذا برزوا أو إنفصلوا من عنده بيت أو فصلت طائفة منهم قولاً بخلاف قول وأمر الرسول .. ولكن الله يكتب عليهم ما فصلوا من قول .
( قالوا تقاسموا بالله لنبيتـنه واهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك اهله ) قالوا يجب أن نقسم بالله لنبيته مع أهله أى لنفصله هو وأهله عنا بقتـلهم .. فالقتل إنفصال للإنسان عن الآخرين وعن الحياة .. ثم يقولوا لولى هذا النبى أنهم ما رأوا حادث قتـل أو هلاك أهله .
(2) دخول البيوت :
يقول الله :
( يا ايها الذين امنوا لا تدخلوا بيوتـا غير بيوتكم حتى تستانسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون ) .
يتبين من ذلك ما يلى :
(1)أن هذ الحكم الإلهى موجه للمؤمنين فى حالة دخولهم بيوت غير بيوتهم .
(2)فى هذه الحالة لابد من إتباع إجرائين هما خير للمؤمنين :
( أ ) الإستئناس .
الإستئناس هو فصل طلب أو قول من الضيف لأهل البيت برغبته فى دخول البيت .
والإستئناس كلمة مشتقة من الإسم نس .. أى فصل .. يقول الله :
( انى انست نارا ) آنس ناراً أى إنفصل لبصره ناراً .
( وما كان ربك نسيا ) ما كان منفصلاً عن وعد وعهد فصله للناس .
( فلن اكلم اليوم انسيا ) الإنسان هو ما إنفصل من الطين .
( ب ) السلام على أهل البيت .
والسلام لا يكون بالمصافحة باليد أو الأحضان أو التقبيل بأى إسلوب .. هذا مس لا يحل إلا للرجل مع زوجه .. ومس الزوج لا يكون إلا بحكم معين .. إقرأ مقال [ المحيض ] .. فلا تقبيل للضيف ولا أحضان .. إنه إلقاء السلام بالفم ورد السلام بالفم أيضاً .
والله لم يذكر فى كتابه ما ذكره بعض أهل السنة أن السلام باليد يسقط الذنوب كما يسقط ورق الشجر .. أو أن السلام يكون على الرجال فقط من أهل البيت .. فهذا باطل .
إن السلام قول لا فعل .. كلمة تعنى فصل الخير والأمن من المسلم على المسلم عليه .. وبالتالى فهى تعنى إنفصال القادم عن قتل وأذى من فى البيت .. أى هى كلمة إعطاء للأمان بناء عليها يسمح صاحب البيت بالدخول .. أنظر لإسلوب إستضافة النبى إبراهيم عليه السلام لرسل الله الضيوف .. يقول الله :
( ولقد جاءت رسلنا ابراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث ان جاء بعجل حنيذ ) .
( هل اتاك حديث ضيف ابراهيم المكرمين اذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قول منكرون فراغ الى اهله فجاء بعجل سمين ) .
القصة تبين أن الرسل عندما جاءوا ألقوا السلام على صاحب البيت عند الدخول .. أى أنهم يقولون له نحن نفصل لك الأمن والخير والقول الحسن .. وبالتالى فنحن ننفصل عن قتلك وأذاك .. فرد عليهم السلام .. أى قال لهم وأنا أفصل لكم الأمن والخير .. وبالتالى فأنا أنفصل عن قتلكم وأذاكم .. ثم ذهب ليحضر لهم عجلاً سميناً ينفصل منه الطعام ليأكلوا منه .. وهم قوم منكرون أى منفصلون عن البيت والمدينة كلها .. هذا هو إسلوب وحكم الإستقبال فى خطوات :
1- السلام من القادم .
2- رد السلام من صاحب البيت .
3- إطعام الضيف من صاحب البيت داخل البيت .
وإلقاء السلام على المؤمنين فى حالة القتال ينفى عن الملقى صفة غير المؤمن .. فلا بد أن يحكم المؤمن على من ألقى عليه السلام ولم يقاتله أنه مؤمن أيضاً .. يقول الله :
( يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم فى سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام لست مومنا ) .
ولكن يجب على المؤمن ألا يلقى السلام إلا على المؤمن فقط .. إقرأ مقال [ السلام ] ضمن مجموعة مقالات تشريع القتال .
كما أن رد التحية على أى إنسان جاء مسالماً غير مقاتل أو مؤذى أمر من الله للمؤمنين .. يقول الله :
( واذا حييتم بتحية فحيوا باحسن منها او ردوها ) .
فإذا تلقى المؤمن تحيه أو سلام وخير وأمن مفصول من أحد فعليه أن يفعل أحد فعلين :
1- أن يحيى من حياه بأحسن وأفضل مما حياه وفصل له من السلام والخير .
2- أن يرد التحية والسلام والخير له كما هو .
(3) الرجوع :
يقول الرحمن :
( فان لم تجدوا فيها احد فلا تدخلوها حتى يوذن لكم وان قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو ازكى لكم والله بما تعملون عليم ) .
يبين هذا الحكم ما يلى :
(1) فى حالة عدم وجود أهل البيت بداخله فلا يجب أن يدخله القادم .. إلا فى حالة الإذن من صاحب البيت بدخوله .
وبدون الإلتزام بهذا الحكم فقد يحدث أن يدخل القادم للبيت دون إذن أو فى حالة عدم وجود صاحب البيت لأن البيوت قديماً لم تكن لها كلها أبواب مثل تلك الابواب الفاصلة الآن .. يبين ذلك قول الله :
( ولولا ان يكون الناس امة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون ولبيوتهم ابوابا وسررا عليها يتكئون ) .
لو كان كل الناس أمة واحدة مؤمنة ليس فيها كافر ما عذب الله الكافرين فى ناره ولجعل لهم فى الجنة بيوتـاً لها سقف وأبواب .. وكذلك سرر ومعارج .. لأن هذه نعمة كانت لا تتاح للكثير فى الدنيا .. وكلمة باب تعنى الفصل .. يقول الله :
( وفتحت السماء فكانت ابوابا ) السماء هنا كانت شقوقاً فاصلة مفتوحة .. ولا يعنى الباب الحاجز الفاصل المانع للدخول أو الخروج .
( فضرب بينهم بسور له باب ) السور هو الفاصل بين شيئين .. والباب هو مكان مشقوق فاصل فى هذا السور .. قد يفتح وقد يغلق .
( ففتحنا ابواب السماء بماء منهمر ) هنا إنفتحت فواصل السماء وهى السحب التى ينفصل منها الماء .
( وغلقت الابواب ) أغلقت إمرأة العزيز باب الحجرة فكان فاصلاً مانعاً .
( وادخلوا الباب سجدا ) باب القرية هو الفاصل لها عن باقى الأرض .
( ادخلوا عليهم الباب فاذا دخلتموه فانكم غالبون ) باب القرية هو فاصلها وحصنها الفاصل .
إذاً فالباب قد يوضع فيه حاجز يفتح أو يغلق .. وقد يكون مفتوحاً على الدوام بإعتباره شقاً فاصلاً بين جدران البيت يسمع بالدخول والخروج بلا حاجز كما فى قول الله :
( واتوا البيوت من ابوابها ) .
باب البيت هنا قد يكون عليه حاجز يفتح ويغلق .. أو يكون فصلاً وشقاً وتجويفاً للمرور بين جدران البيت .
(2) إذا كان رد صاحب البيت حال إستئذانه هو عدم دخول البيت وقال لا .. إرجع .. لأى سبب .. فعلى المؤمن الرجوع والإنفصال عن البيت .. وبين الله أن ذلك أزكى أو أفصل للخير على المؤمن من أن يدخل حدود البيت .. فصاحب البيت يدرك ما فى البيت .. ومن فوقه ربه العليم بما يعمل الناس .
(4) بيوت المتاع :
يقول الخالق :
( ليس عليكم جناح ان تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم والله يعلم ما تبدون وما تكتمون ) .
يبين حكم الله أنه لا جناح أو لا عذاب وعقاب منفصل على المؤمنين فى دخول بيوت إذا إجتمع للبيت شرطان معاً :
1- أن يكون غير مشغول بالبشر .. أى لا ينفصل فيه ويسكنه أحد .. وبالتالى لا داعى من الإستئذان .. لأنه ليس فى داخله أحد .. حتى وإن كان الداخل ليس مالك البيت .
2- أن يكون البيت فيه متاع خاص بالشخص الداخل .. أى فيه رزق مفصول له يخزن فيه أو مال أو منافع خاصة به .
وبين الرحمن أنه يعلم ما يظهر المؤمنون وما يخفون فى صدورهم .
(5) طعام البيوت :
يقول رب العرش العظيم :
( ليس على الاعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على انفسكم ان تاكلوا من بيوتكم او بيوت ابائكم او بيوت امهاتكم او بيوت اخوانكم او بيوت اخواتكم او بيوت اعمامكم او بيوت عماتكم او بيوت اخوالكم او بيوت خالاتكم او ما ملكتم مفاتحه او صديقكم ) .
يبين هذا الحكم الالهى أنه ليس هناك حرج أو عذاب وعقاب وجزاء سيئ منفصل من الله للأشخاص التاليين :
1- الأعمى .
2- الأعرج .
3- المريض .
4- أى مؤمن .
ليس عليهم عقاب إذا قاموا بالطعام فى بيوت الأشخاص التالى ذكرهم إن كانوا مؤمنين مثلهم :
1- أى مؤمن .
2- والد المؤمن .
3- أم المؤمن .
4- أخ المؤمن .
5- أخت المؤمن .
6- عم المؤمن .
7- عمة المؤمن .
8- خال المؤمن .
9- خالة المؤمن .
10- بيت يملك المؤمن مفاتحه .
والمفاتيح ليست هى المفاتيح المعدنية فى العصر الحالى .. المفتاح كلمة مشتـقة من الإسم فتح .. ويعنى الفصل .. أنظر لقول الله :
( واتيناه من الكنوز ما ان مفاتحه لتنوء بالعصبة اولى القوة ) .
هذا قارون الرجل الثرى فى عهد موسى عليه السلام كانت على كنوزه الضخمة مفاتح أى فواصل منيعة تفصل الناس عن الوصول إليها .. هذه المفاتح كانت لا تنوء بسهولة .. بل كانت تنوء أو تنفصل من مكانها بواسطة عصبة من الرجال .. أى جمع منفصل من الرجال أصحاب قوة .
وتـنوء كلمة مشتقة من الإسم ناء .. ويعنى الفصل .. يقول الله :
( واذا انعمنا على الانسان اعرض وناء بجانبه ) ناء أى إنفصل عن الله .
إذاً فالبيت الذى يملك المؤمن مفاتحه أى الذى له الحق فى فصل وإزاحة حاجزه أو بابه .
11- صديق المؤمن .. أى من يؤمن ويصدق وينفصل لقول المؤمن .
ويقول الرحمن :
( ليس عليكم جناح ان تاكلوا جميعا او اشتاتا ) .
هذا الحكم الإلهى يبين إسلوب الطعام .. هل يجب أن يجتمع المؤمنون للطعام ؟ أم ينفصلوا ويتـشتتوا ويتفرقوا ليأكل كل منهم بمفرده ؟
يبين حكم الله أنه لا جناح ولا عذاب وعقاب على المؤمنين أن يجتمعوا للطعام .. ولا عذاب وعقاب إذا تـشتتوا .
والتجمع هو إنفصال عدد من الناس إلى مكان واحد .. أما التشتت إنفصال الناس من مكان واحد لمسالك متـفرقة .
والتشتت كلمة مشتقة من الإسم شت .. ويعنى الفصل .. يقول الله :
( رحلة الشتاء والصيف ) هذه رحلة واحدة .. هى رحلة الشتاء اى التشتت والانفصال .. والصيف هنا كلمة مشتـقة من الإسم صف أى الإنفصال فى مكان واحد .. وليس الأمر فصول للسنة .. فهذا التقسيم لأربعة فصول مناخية هو مقياس بشرى لا علاقة للقرآن به .
( يومئذ يصدر الناس اشتاتا ليروا اعمالهم ) يبعث الله الناس منفصلون .. كل منهم يقرأ كتاب عمل منفصل له .
( ان سعيكم لشتى ) سعى الناس وعملهم منفصل .. عمل المؤمن يؤدى به للجنة .. وعمل الكافر يسوقه للنار .. طريقان منفصلان .
( فاخرجنا به ازواجا من نبات شتى ) نبات منفصل مختلف فى ثمره ولونه وشكله وحجمه وطعمه .
ويقول الرحمن :
( فاذا دخلتم بيوتا فسلموا على انفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تعقلون ) .
يحكم الله أنه عند دخول المؤمن بيتـاً من بيوت المؤمنين المحددين فى أول الحكم للطعام فيجب السلام على أهل البيت المؤمنين .. هذا السلام هو تحية مفصولة من عند الله للمؤمنين أصحاب البيت .. إنه سلام من رب الرزق ليفصل لأهل البيت الأمن والخير والرحمة والبركة والأجر الكريم والجزاء الحسن والفضل .. سلام الله عليكم يا أهل البيت ورحمته وبركاته وطيباته .. هذا حق لهم .
والله يبين الآيات والأحكام للناس كى يعقلوا ويؤمنوا ويطيعوا أمره .
ونجد أن رسل الله قد حيوا النبى إبراهيم الكريم وزوجه وهم ضيوف عندهم بقولهم الذى يحمل الرحمة والخير والبركة والفضل من الله .. يقول الله :
( رحمة الله وبركاته عليكم اهل البيت ) .
ولم يذكر الله فى كتابه أنه قال لا سلام على طعام فذلك قول باطل .

... والله أعلى وأعلم ... [/size][/color][/b]

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر