أحذر الصمت

[haidy hanna]

<u><center><font size=+3>أحذر الصمت
</u></font></center>
<u><center><font size=+1>بقلم: هايدي حنا
</font></u></center>
كان عليّ ان أذهب إلى هذه الرحلة بالرغم من مشاغلي الكثيرة حيث حفلة خطوبتي بعد أسبوعين ، ولكن هذه الرحلة مهمة فهيّ للفتيات والفتيان بس الأعدادي وهو السن الذي أخدم فيه وأتابع فيه عشرة فتيات من حيث سلوكهن وعلاقتهن بالرب وقراءة الكتاب المقدس والصلاة وما إلى ذلك...... وإن كان يوجد أربعة فتيات قريبات إلى قلبي أكثر وهن " نسرين ..... نورا ..... نرمين ...... منى " لست أدري ما هو السبب ولكن هذه هيّ الحقيقة .
قمت بكل الأستعدادت للرحلة من ملابس وأدوات للعب وطعام للإفطار حيث الغذاء سيكون بالمطعم في الفندق ... وذهبت بعدها للمكان المحدد للتجمع، ووجدت الحافلة في الإنتظار فركبت ولم أتعجب عندما رأيت طنط نعمة والدة نسرين فقد عودتنا أن لا تذهب نسرين أي رحلة بدونها وإلا لا رحلة لنسرين !! ... فأضطررنا أن نرضخ لها حتى تستطيع نسرين الذهاب معنا في الرحلات .
ها هيّ الحافلة تبدأ الرحلة وتسير في طريقها للإسماعيلية .... ووضعت راسي على الكرسي وحاولت أن أغوص في نوم عميق ولكن هيهات فالصوت كان عالي جداً من حولي ...
هاهو صوت نورا تتضحك ونورا فتاة هادئة كثيراً كنت أشعر أنها ليست بنت في سن الثانية عشر ولكن سيدة كبيرة ...... وهذا هو صوت نرمين العالي وهيّ أخت نورا التي تحاول أن تجعل صوتها هادئ مثلها ولكن شخصية نرمين مختلفة فهيّ متفتحتة كثيراً عن نورا تعمل كل شئ بصوت عالي ..... وهذا صوت منى وهيّ تتحرك وتلبس مثل الفتيان ولا تحب أبداً لبس الفساتين ومع ذلك فبداخلها فتاة رقيقة تحتاج من يرعاها ..... اين صوت نسرين ؟.. هاهو صوتها نسرين هيّ الأكبر فعمرها 13 سنة والدها ووالدتها منفصلين وهيّ تعيش مع والدتها ... وطباعها غامضة احياناً اجدها صامتة لا تتكلم ، وأحياناً تتكلم وتضحك وتملأ المكان بالضحك، ولكن الأكيد هو دائماً في عيناها حزن عميق، كما انها من النوع الذي لايتكلم عن مشاكله الخاصة مع أحد على الرغم انها مستمعة جيدة لمشاكل غيرها من الثلاث بنات الأخريات .... لماذا يا ترى هل هذا بسبب إنفصال والديها لست أدري، ووجدتني وأنا أفكر بوضع نسرين غصت في نوم عميق لم أفق منه إلا من صوت منال صديقتي والمسئولة معي عن الفتيات .
ها قد وصلنا إلى الإسماعيلية ورتبنا الشماسي ومكان الجلوس في الفندق ورتبنا معه ميعاد الغذاء .... ثم قررت أن آخذ معي البنات حتى نلعب ونلهو فهذا هو المهم عندهم لذا تركت منال وذهبت مع البنات لنلعب .... فمنال هادئة لاتلعب كثيراً ولكن نظراً لطبيعتي المتحركة فمسئوليتي هيّ أن العب معهم ..... ولعبنا لمدة ساعة وبعدها لم أستطيع الحركة لشدة تعبي ... لذا قررنا العودة لمكان الجلوس.
رجعنا إلى الشماسي والجلوس أمام البحر ، لكن سبقتنا نسرين لوالدتها ، ووجلست بحانبها ورأيت والدة نسرين وهيّ تكلم نسرين بعصبية شديدة، لم أعرف ماهو السبب فسألت منال :
_ ماذا حدث لطنط نعمة أثناء غيابنا ؟
_ لا شئ ... لكنها سألت عن نسرين بعصبية ؟
_ لماذا ؟
_ قالت أن نسرين تعرف أن عندها صداع وكان يجب أن تسأل عليها ... لا تتركها .
_ وبماذا أجبتي ؟
_ قلت لها : دعي نسرين تلعب.... هذه رحلة لها حتى تلهو .
_ هل أقتنعت ؟
_ كلا وأجابت : البنت لازم تسأل على أمها ولا تنساها حتى وقت اللعب .
_ هل هذا كلام معقول : فنحن نقبل وجود طنط نعمة معنا حتى تترك نسرين تأتي معنا.
_ في الحقيقة لم أحب الأسترسال معها في الكلام لذا أنهيته بأنها لا تقلق سيأتون حالاً .
وهنا طلبت من منال أن تأخذ طنط نعمة في أي مكان بأي وسيلة حتى أرى نسرين واتكلم معها .
وفعلاً ذهبت منال لطنط نعمة وفي ظرف ثواني كانوا قد أتجهوا إلى المطعم في الفندق، وذهبت أنا لنسرين وطلبت منها أن نسير بجانب البحر ونتحدث ولكنها رفضت وقالت أن والدتها منعتها من القيام من هذا الكرسي لذا فهيّ لا تستطيع أن تتحرك منه وبالرغم من أندهاشي لهذا القرار لكني لم أحب أن أعرضها للعقاب إذا قامت معي لذا جلست بجانبها ...
_ ماذا حدث ؟
_ لا شئ .
_ ولكني أرى الدموع تملأ عينك .
_ أنا لا أبكي
_ فعلاً انتي لا تبكي ، وصامتة ومع ذلك الدموع تملأ عينك .
_ قامت أمي باهانتي لأنني تركتها لوحدتها وذهبت معكي لألعب ، وقالت إنها تعبت وضحت من أجلي ولا يجب أن تكون النتيجة أن أتركها بمفردها كي ألعب ، كما أنها هددتني أنني إذا لم أسمع لكلامها سترسلني لوالدي .
_ وماذا في ذلك ؟
_ تقول أمي انني لو ذهبت لوالدي سيجعلني خادمة له ولأخته واولادها .
_ هل هذا معقول!! ..... نسرين لماذا لا تكلمي خالك أوجدتك حتى يتكلموا معها حتى تخفف من حدتها معك ؟
_ خالي وجدتي يخافون من لسانها لذا فهم يتجنبوا إعطاء النصيحة لها .
_ ألا يوجد شخص كبير تحترمه والدتك .
_ إن لأمي عم ولكنه هو أيضاً لا يحب الكلام معها حتى لا يتعرض لكلام جارح منها .... فالوحيد الذي تحترمه أمه وتعمل بكلامه هو عقلها هيّ .
_ نسرين... لماذا لا تحاولي أن تذهبي لوالدك بنفسك وبدلاً من أن يكون مصدر تهديد لكي، يكون هو الحامي عنك، أنا واثقة أ .....
ولم أستطيع أن أكمل كلامي لأن نسرين قاطعتني بشدة وهيّ تقول :
_ لا من فضلك فنار أمي ولا جنة أبي ، على الأقل عند أمي أستطيع أن أكمل دراستي، فهذا أمل حياتي انهاء دراستي الجامعية وأختيار شريك لحياتي اكمل معه بقية حياتي وعند هذا ....
لم تكمل نسرين كلمتها ولكن عندما نظرت إليها وجدت باقي الجملة ... كانت نسرين تنظر إلى البحر وقد تحول الحزن العميق الذي في عيناها إلى كراهية وتحدي .... ووجدتني أرتجف من هذه النظرة وتملكني الشعور بالخوف على مستقبل هذه الفتاة التي كان ذنبها الوحيد الذي اقترفته هو وجودها مع أم متسلطة إلى هذا الحد ....
أم نجحت في أن تجعل من زوجها وحش تخاف منه أبنته حتى لا تذهب إليه وتتركها .
فوجئت بطنط نعمة واقفة أمامي وتكلمني وتخرجني من دائرة أفكاري ، وكانت تضحك وهيّ تتكلم ، وعندما نظرت لنسرين وجدتها صامتة تماماً .
كان الوقت قد حان للرجوع وركبنا الحافلة ، وكنت قد وصلت لمرحلة من الإرهاق والتعب تجعلني لم أستطع حتى الكلام لذا سندت رأسي على الكرسي حتى أرتاح ، وبالرغم من تعبي فقد وجدت الفتيات مازالت بكامل طاقتها فها هو صوت نورا ونرمين ومنى ومعهم صوت طنط نعمة وهيّ تتكلم وتضحك .... ولكن أين صوت نسرين .... استدرت لأعرف أين هيّ فوجدتها تنظر عبر نافذة الحافلة شاردة صامتة .
أغمضت عيني وقد تذكرت الآية التي في أفسس 6 : 2 والتي تقول :
<center>" وانتم ايها الأباء لا تغيظوا أولادكم بل ربوهم بتأديب الرب وأنذاره ."
</center></font>
فنحن دائماً متذكرين الآيات المذكورة في أفسس 6 : 1_ 3 والتي توصي الأبناء بطاعة الوالدين وأكرامهم.
لكننا ننسى أن لأولادنا حق وقد وصى الكتاب المقدس الأباء باولادهم بأن لا يغيظوهم فعلى الأباء مسئولية التربية ولكن تكون هذه التربية تحت سيادة الرب، وبدون إغاظة الأولاد .
هل ياترى ما تفعله طنط نعمة يغيظ أبنتها نسرين !!!!!
وهنا تملكني الخوف من جديد وقلت في نفسي:
<center>" ترى لو أتيح لهذا الصمت أن يتكلم فماهيّ النتيجة المنتظرة ."
</font></center>

[ramadan_20]

مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر