حياة الاستهتار ( أو الاستخفاف )


شارك بالموضوع
الفلسطينية
مشاركات: 2
اشترك: نوفمبر 22nd, 2003, 10:15 pm

يناير 23rd, 2004, 8:57 pm

<u><center><font size=+3>حياة الاستهتار ( أو الاستخفاف )
</font></u></center>

قال حكيم:
- ملعون من يستخف بأبيه
- العين المستهزئة بأبيها والمحتقرة إطاعة أمها تقودها غربان الوادي وتأكلها فراخ النسر .
- جيل يلعن أباه ولا يبارك أمه
<center>-----------------------
</center>
الاستهتار بداية كل خطأ ، وهو باب الدخول إلى طريق الانحدار ، الاستهتار هو سمة من سمات العصر الذي نحياه ، ترى كثير من الاستهتار في حياتنا ، استهتار بالثقة بالله وبوصاياه ، استهتار بالأبدية والحياة فيما بعد الموت ، استهتار بالقيم والمبادئ ، بالأخلاق والقيم الاجتماعية ، بالعهود والوعود والمواثيق ، الاستهتار بعطايا الله لنا بالقليل والكثير ، والاستهتار بالأسرة ، وفي تعاملاتنا مع الآخرين ، بل واستهتار الإنسان لنفسه ومظهره وسلوكه .
إنها موضة العصر ، إذا أصبح لسان الكثيرين -وخصوصا وللأسف - الشباب والشابات .
" أنا مايهمنيش " ، " أيه يعني " ، " هيحصل ايه ؟؟" ، "مالكش دعوة "، "أنا حر أعمل اللي أنا عاوزه " ، مثل هذه التعبيرات تركت البجاحة على العينين والشفتين .
<u><font size=+1>ثمار الاستهتار المرة :
</u></font>منذ البدء استهترت أمنا حواء وأبونا آدم بوصية الله وكانت النتيجة طردهما من الجنة ، فأقاما شرقي جنة عدن ، وقال الله لآدم ملعونة الأرض بسببك ، بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك ، وشوكا وحسكا تنبت لك الأرض ، وتأكل عشب الحقل ، وقال الرب لحواء : " تكثيرا أكثر أتعاب حبلك ، وبالوجع تلدين أولاداً "
استهتر فرعون بكلام الرب وبموسى قائلا:" من هو الرب حتى أسمع لقوله " فأتت الضربات العشر.
استهترت مريم وهارون بأخيهما موسى نبي الرب ، وساووا أنفسهما به ، وتكلما عليه فكان صوت الرب لهما : " لماذا تخشيان أن تتكلما على عبدي موسى " ، فضٌربت مريم بالبرص .
واستهتر الملك شاول بوصية الرب له فكان كلام النبي صموئيل له : " لأنك رفضت كلام الرب رفضك من الملك " ، فكانت النتيجة انه خسر ملكه .
استهتر داود بمعركة الرب فسقط في الخطية مع امرأة أوريا الحثي ، فقتل زوجها ، ونتيجتها مات ابنه .
استهتر ابشالوم بأبيه الملك داود ، فعلق من رأسه بين الأشجار فأتي الأعداء وقتلوه .
وهناك كثير من الشخصيات والأحداث التي لا يسعنا أن نذكرها وفيها دروس كثيرة لنا ، ولكن نكتفي بالذي ذكرناه .
<u><font size=+1>ماذا يعني الاستهتار :
</u></font>في الاستهتار استخفاف بالله وبوصاياه وبالآخرين ، في الاستهتار عدم المبالاة ، قال سليمان للشعب على لسان الله : " لآني دعوت فأبيتم ، ومددت يدي وليس من يبالي ، بل رفضتم مشورتي ولم ترضوا توبيخاتي " ، وقال الله في مناسبة أخرى : " لم يرضوا مشورتي ورذلوا كل توبيخي ، فلذلك يأكلون من ثمر طريقهم ويشبعون في مؤامراتهم ".
قال الله ذات يوم لإشعياء النبي : " كل يوم اسمي يهان " ، ففي الاستهتار استهزاء واحتقار ، وتهاون ، في الاستهتار مماحكات الكلام ، وفي الاستهتار خيانة ، مات شاول الملك بخيانته التي بها خان الرب من أجل كلام الرب الذي لم يحفظه .

<u><font size=+1>أسباب الاستهتار :
</u></font>- تشامخ الأنف ، يجعلنا بأن لا نطيع أوامر الله ووصاياه ، يجعلنا نحتقر ونستهتر بالآخرين ونشعر أن الآخرين أقل مننا .
- عدم الإحساس بقيمة الشيء يجعلنا مستهترين، فالغبي لا يعرف قيمة الأمور، لا الروحية ولا الدينية، ولا الأسرية، ولا الاجتماعية.
- عدم الجدية في الحياة مع الله ينتج حياة الاستهتار .
- امتلاء القلب بالشهوات العالمية والدنيوية والانغماس بالملذات الأرضية ينشئ الاستهتار .
- الاستهتار بالزمن والوقت وللأسف الوطن العربي مشهور بها ومدمن عليها ، لا قيمة للوقت عندنا ، نضيع ساعات ثمينة بالأمور السخفية ، والنميمة ، والجلوس في المقاهي ، وأمام التلفاز بالساعات ، وكل هذا الوقت أعطانا إياه الله لكي نقوم بأعمال مهمة ونحن نستهتر بها .
وإذا دخل الاستهتار إلى حياة الأسرة ، تفكك تماسكها ، وانقسم البيت وصار مكانا للشجار والصراع الدائم .
- استهتار الزوج بالزوجة : لا يشاركها متاعبها ولا يسمح لها بمشاركته في متاعبه ، يقلل الكلام معها ولا يراعي حقوقه الزوجية ، ولا من كلمة مجاملة أو مديح أو شكر لها ، ولا يفكر في احتياجاتها و لا يتعب في تقديم هدية ولو رمزية لها تعبيرا عن حبه لها ، انه يستهتر بالحياة الزوجية ويصبح المنزل له مكانا فقط للأكل والنوم ، في خارج المنزل لطيفا مبتسما ، وفي المنزل غضوبا صامتا .
- وحينما يدخل الاستهتار قلب الزوجة : تتغير كليا فلا يهمها إلا مطالبها ومصالحها ، فتراها دائما متذمرة لا تبحث إلا نفسها ، دائمة الشكوى والمطالب ، لا تلتمس له أعذاراً ، بل تملأ المنزل ضجيجا وصراخا ، توقعه في الديون لأنها دائمة الشراء مستهترة بحالة زوجها المادية .
وإذا تمّلك الاستهتار قلب الأولاد : فلا احترام لا الأب ولا الأم ، لا الكبير ولا الصغير ، بل نكد وصراع وعناد ، فيطيع الحنان والحب في الأسرة ، ويتهم كل واحد الآخر بأنه السبب .

المستهتر ونفسه : عندما يتشبع الإنسان بالاستهتار ، يهمل صحته ، وراحته الجسدية ن ولا يذهب إلى طبيب ، فكم من شخص اعرفه توفي بسب الاستهتار لأوامر الطبيب ، فيضر نفسه ويؤثر ضرره على أولاده وزوجته وفي استهتاره يتوفى تاركا وراءه أطفالاً وزوجة وديون .
<center>------------------
</center>

الفلسطينية
مشاركات: 2
اشترك: نوفمبر 22nd, 2003, 10:15 pm

يناير 23rd, 2004, 9:04 pm

<u><font size=+1>كيف ننجو من الاستهتار :
</u></font>
- لا تحتقر أحداً أي كان، فالمحتقر صاحبه هو ناقص.
- لا تحتقر تأديب الرب.
- لا تحتقر أمك إذا شاخت .
- أن نحترم الكل ولنعلم أن الذي نحتقره هو مخلوق مثلنا على صورة الله ، بل وغالبا لو دققنا الأمر لوجدنا أن الإنسان الذي نحتقره أفضل منا بكثير .
- أن لا نحتقر عطية الله ، فالقليل من يد الله هو وكثير كثير جدا ، وان الله يعطي بحكمة وبميزان الهي لا يخطئ .
- أن لا نستهتر بكلام الله ووصاياه، فالشريعة نور وكلمات الرب أحلى من العسل.
- أن نكون مدققين في مواعيدنا مع الله ( ذهابنا غير متأخرين للصلاة ، إلى المسجد أو الكنيسة ) .
- أن لا نستهن ببيت الله ، ولا بخرافه ، ولا بوكلائه ولا بالشيوخ ولا بالرهبان ، خاضعين لهم بروح المحبة لأنه بخضوعنا لهم نعلن خضوعنا لله .
- أن لا نكن كثيرين الحجج والتبريرات.
- احترام خصوصيات الآخرين وأسرارهم ، أن لا نسرع في فضائح وأسرار الناس ، لنتعلم من الله سبحانه الذي يستر خطايانا وعيوبنا وقت ضعفاتنا .
- الذي لا توافقنا صداقته لا نتكلم عنه بل نهرب من الكلام عنه وندعه لمولاه فهو يدينه أو يرحمه فلكل مع إلهه حساب.
- لا تستهتر بعدوك (الشيطان)، ليس لأنه أقوى منك، بل لأنه يعرف موضع الضعف فيك.
- كن أمينا على كل ما تمتد إليه يدك ، اعلم أن عين الله تراك وان الظلم والافتراء وعدم الأمانة من تلف عن الصراخ ضدك مشتكين عليك الآن وفي ساعة الدينونة ، لان ملكوت الله لن يدخله إلا الأمناء.
- أن لا نستخف بالناس وأفكارهم وإمكانياتهم.
- لنتذكر أن اليوم الذي يمر من حياتنا وعمرنا لن نستطيع أن نعيره مرة ثانية فلنتاجر فيما أعطانا الله بأمانه وعدم استهتار.
- أن لا نستهتر بمواعيد الناس ، وطلبات الناس ونداءاتهم في طلب المعونة .
- أن لا نستهتر بالإجابة للآخرين ، لئلا في وقت عوزنا نجد أنفسنا وحيدين .
- أن لا نستهتر بالأسرة بل أن ننتهز فرصة الأعياد أو أعياد الميلاد ونشتري هدية لنبدي مشاعر الحب والوفاء .
- أن لا نستهتر بالأطفال والصغار وبتصرفاتنا أمامهم حتى لا نسبب لهم العثرات ، بل علينا أن نكون سبب بركة ومثال سليم لهم ولنتذكر أن لنا حقوقا وعلينا واجبات تجاههم .

<u><font size=+1>نصيحة:
</u></font>لا تستهتر بشيء إلا بالعالم ومقتنياته وشهواته وإغراءاته ، وكل ما هو من الشيطان ، واعلم أن الشيطان لا يعطي بل يأخذ دائما ، ويهلك ويسلب النفس وإذا أعطى باليمين يأخذ باليسار .
<u><font size=+1>وأخيرا:
</u></font>من العجب والمدهش للعقل أن الله سبحانه وتعالى لا يستهتر بأحد مهما كان ، حتى لو استهتر الإنسان بالرب .
الله دائما رحوم فاتح ذراعيه مناديا للخاطئ بالرجوع والتوبة إليه .
لا يستهتر بصراخ المسكين وانين المتألمين والبائسين.
لا يستهتر بدموع الذي يبكي ندما على خطاياه .
انه الرب العظيم المحب لكل البشر .
والله يعطينا كل حكمة لكي لا نكون أناس مستهترين.


الفلسطينية

ramadan_20
مشاركات: 121
اشترك: مارس 4th, 2006, 12:33 am
المكان: مصر

مارس 4th, 2006, 8:54 pm

مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر