قصة الوردة البيضاء


شارك بالموضوع
emad_fk1979
مشاركات: 106
اشترك: مايو 8th, 2006, 3:33 pm
المكان: مصر
اتصل:

يوليو 18th, 2006, 8:15 am

- لقد مضي النهار وها أنا متعبة الآن .........فكوني وردة مطيعة وهيا بنا ننام
- ولكني لا أريد أن أنام .........فمازلت اريد اللعب مع الفراشات، لقد اقترحت عليهم أن نلعب لعبة الألوان
- لعبة الألوان ........سننام غدا لو بدأنا في لعبة الألوان
- حسنا لدي فكرة أخري..!!
- ما هي إذن..؟؟
- أريد سماع تلك القصة التي رويتيها لي من قبل .......هل تذكرين....؟؟
- وكيف لا أذكر....فهي من جعلتني درة البستان .........ورمز الحب في كل مكان، إنها بداخلي كالنقش علي حجر الصوان
لكننا في ساعة متأخرة من الليل ....اعدك عندما يأتي الصباح سيكون لدينا متسع من الوقت كي أقص عليك ما تريدين
- لا، بل أريد سماعها الآن .....أرجوكي يا أمي.....مرة واحدة قبل أن أنام
- يا لك من وردة عنيدة......حسنا، سأحكيها لك ولكن استمعي في هدوء حتي لا نقلق من يريد أن ينام
- أعدك أن أستمع في هدوء ولن أقاطعك حتي نهاية الكلام
- حدث في قديم الزمان، ومنذ ألفي عام .....أن كان هناك بستان تسكنه الورود بكل الألوان. يداعبها النسيم في الصباح فتملأ رائحتها أرجاء المكان
- وعندما يحل الظلام يغطيها أوراق الشجر فتنام............. وهناك علي إحدى الهضاب بنيت مسكني من التراب.....أستقي من ندي الفجر قبل أن يلوح النهار، وأشبع من أشعة الشمس قبل ان يحل الظلام
واعتدت علي هذة الحياة..........فبيتي هو بيتي طول الأيام.........وردائي يلازمني مهمي مرت الفصول والأعوام
وذات يوم جلست أتأمل حالي .........وكم تمنيت لو أرتديت رداءا أخضر كأوراق الأشجار ......أو أزرق كزرقة مياه الأنهار ........أو أصفر كشمس النهار
فأخذت أفكر كثيرا ........... تري أي لون انتقيه من الألوان كي اصطبغ به فأصبح درة البستان.........!!
الي أن مال النهار وبدأ االظلام يخيم علي المكان
وفي لحظة من اللحظات بينما أنا شاردة الذهن حائرة الوجدان، سمعت صوت أقدام تمشي في المكان، فرفعت نظري لأري من الذي يطرق البستان بينما الناس نيام
فرأيت إنسان ........ إنسان في وداعة الحملان
فأمعنت النظر في ذلك الوجه الذي لم أر في جماله قط بين الآنام
فكان شعرة علي كتفيه ... كالتبر المنثور علي رداء الأمراء
وجبينه ...... كلون القمح حين يأتي وقت الحصاد
وعينيه كأنهما مرآه .... مرآه لقلبه الذي تجري شرايينه مليئة بالحب ممتزجة بالأحزان
وبينما أنا أتفرس ذلك الوجه المهيب ........ رأيته يجثو علي ركبتيه في خشوع رهيب........هامسا في انسحاق عجيب...: " يا أبتاه ..... إن شئت أن تجيز عني هذه الكأس................ ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك"
أي حب هذا الذي يتدفق من بين ضلوعه....!! أي بذل هذا الذي ينهال من بين أحشاؤه.....!!
أكاد لا اصدق أذني من هول ما سمعت.........أكاد لا أصدق عقلي من هول ما رأيت
ولكن أفقت من دهشتي حين احسست ببعض القطرات التي تتساقط علي
في أول اللحظات اعتقدت أنه الندي وقد حان وقته ليسقيني..............ولكنني فوجئت بها وقد غطت جبيني
لقد غمرتني..........لقد غمرتني الي هامتي .........غيرت لوني الأبيض الثلجي الي لون أحمر أرجواني...........غيرت شرايين قلبي الحجري الي شرايين قلب لحمي
ولكن من أين جاءت تلك القطرات ..........ولماذا هذا اللون بالذات...؟!
وما أن تمعنت بنظري حتي رأيت ما اقشعر له بدني
إنها دماء...........؟؟!! حقا إنها دماء تتساقط من جبين ذلك الوجه الحنون
فيالقساوة هولاء البشر.............. حتي يجعلون من هو أبرع جمالا من بني البشر يتصبب دما من أجل قلوبهم الحجر....
فتعالوا وأنظروا يا ورود البستان ................من يمزق قلبه فيطعمني حنان
من ينذف دما كي يهبني الحياة....................من صار خطية وهو رب الأكوان

أووه يا صغيرتي لقد مرت آلاف الأيام ولكني أتذكر ذلك اليوم كما لو كان الآن..........فقد غير مجري حياتي وجعلني درة البستان..........واصبحت رمز الحب في كل زمان ومكان ..........لأنني أرتويت من دماء ينبوع الحب والغفران
لقد تأخر الوقت ومضت الساعات وحان وقت النوم للأميرات ........
- آه يا أمي.......... كم تمنيت لو أنني ولدت في ذلك الحين
- مهلا يا عزيزتي، لا تغتمين ................ فلم يمض بعد ذلك الحين........قمازلت تتمتعين بذاك الحب والحنين
- آه لقد غلبني النعاس..............تصبحين علي خير يا درة البستان
- أهكذا تعودنا أن ننام............؟؟؟
- لا ..........بل أصلي كعادتي كل الأيام: أشكرك يا إلهي علي هذا اللون الجميل...........وهذا النهار السعيد........وأسألك أن تمنحني حبك كي أدخل به الي عمق قلبك ................وأحفظ لي أبي وأمي.
- ليحفظك الله يا قرة عيني......ليحفظك الله
ينبغى ان يطع الله اكثر من الناس

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر