السرقة عندما تصبح فنا


شارك بالموضوع
Tahloube
مشاركات: 261
اشترك: ديسمبر 25th, 2005, 8:07 pm

أكتوبر 9th, 2006, 10:36 am

مقالة لطيفة انقلها لكم للفائدة ..



هيَّا لنتعلّم فنّ السّرقة ..

نور الجندلي
حديثي اليوم عن السّرقة ، وأنواعها ، وكيف تصبحُ سارقاً متميزاً محترفاً ، ما هي ضوابط السرقة ، وكيف تحقق أهدافك عبرها فتمتلك العالم بين يديك .. حديثي ليسَ ضرباً من جنون ، ولا هلوسات كاتبة في زمنٍ أغبر .. ذلك أنني مقتنعة كلّ القناعة بما أكتب ، فلا تلوموني أو يأخذكم العجب حتى تفرغوا من هذا المقال ، وبعدها فلتلوموا أو تعاتبوا ..

كلّنا يعلم ما آل إليه هذا الزّمانُ من خزيٍ وذُلٍّ وهوان . وكيف أنَّ القِيَم الرّفيعة قد تلاشت من قلوبِ معظم البشر ، فعاثوا في الأرضِ فساداً وتدميراً ، وضاعت الحقوق تحت وطأة أقدامٍ لا ترحم . وأصبح للسّرقات عناوين كثيرة ، لكنّ المضمون واحد ..
في هذا الزّمن ، الأموالُ تسرق ، المجوهراتُ والذّهب ، المساكنُ والمتاجر ، حتى الأفكارُ تسرق فيتباهى بها الغير ، يتسلّقون على جهود الآخرين ، فيطالون عنان السماء ، ويصفّقُ الجميعُ لهم ظنّاً بأنهم من أتوا بها ، وتموتُ الحقيقة . حقيقة السّرقة المختفية داخل هندام جميل .

والمدنُ تسرق فتنهبُ خيراتها ، وتستغلّ ثرواتها ، ويُستعبدُ سكّانها ، فيعملون صُنّاعاً تحت أيدي السارقين . وكم آلمتني بغداد الجريحة ، بحزنها وأنّاتها ، وكلّ مافيها يسرق ، العلمُ والحضارة ، المتاحف والثقافة ، الرونق والجمال .

الأعضاءُ البشريّة تُسرقُ أيضاً ، من عيون وأنوفٍ وأكبادٍ وقلوب . يتاجرُ بها السارقون في دول كثيرة ، ويقبضون لقائها أرباحاً طائلة ، يقتاتون على لحوم إخوتهم في الإنسانيّة . وغيرهم لم يرضَ بعين أو قلب ، فتاجر بطفلٍ أو امرأة حرّة استعبدها رغماً عنها ، تحت مبدأ " البقاء للأقوى " !
والأوطانُ تُسرق ، والوطنيّة أيضاً تُسرق ، والكرامة والحبّ والأخلاق ..
كلها سرقاتٌ نعرفها ، قرأنا عنها فآلمت قلوبنا وأوجعتنا في الصميم .

لكنني اليوم قرأتُ عن سارقٍ عظيم ، تمنّيتُ لو تتلمذتُ عنه لأتلقى فنون السرقة ، وأطبّقها في حياتي ، أخذتني قصّته بعيداً عن عالم الظلم والظلمات الذي نحياه ، لقد أضاء قلبي وقلوب غيري حين تسلل إليها فنثر نوراً وهبه الله له ، فأحسن رعايته . إنه مالك بن دينار .. العابد الزاهد الورع الذي سرق قلباً من غياهب الظلمة إلى أنوار التوبة . أترككم مع قصّته :

دخل لصٌّ على مالك بن دينار فلم يجد عنده ما يأخذه ، فناداه مالك فقال له : لم تجد شيئاً من الدنيا ، أفترغب في شيء من الآخرة ؟
قال اللص : نعم .
قال : قم فتوضأ ، وصل ركعتين ،
ففعل ، ثم جلس وتاب .
وخرجا إلى المسجد ، فسئل : من ذا ؟
قال : جاء هذا ليسرق فسرقنــاه .
أليس عظيماً أن يتملّكَ حبّ الإسلام شغافَ القلوب ، ويمتدُّ نورهُ إلى كلّ خلية من خلايا المسلم ، فتنقاد طائعة لله . حين يكونُ الإسلامُ دعوة وعمل ، هدفٌ وبناء ، فإنّ كل حواجز الدنيا تتلاشى في سبيل رفعِ رايته وإعلاءِ كلمته .
أعجبني موقفُ مالك بن دينار كثيراً ، وسألت الله أن يكثر من أمثاله بيننا ، فقد أظلمت القلوب من بعد ، وباتت تتخبّط في ضياع ، تستشفُّ روحاً مؤمنةً تدعوها ، تسرق بنورٍ وهاجٍ قلبها إلى الجنّة ، تلك هي السّرقة التي يجدر بنا أن نتعلمها ، السرقة الإيجابيّة التي تتعدى حدود الأنا ، فيضحّي الإنسان بكل ما يملك في سبيل قيم رفيعة ، ويبذل الجهود المخلصة لإنجاح مبدأ ، وتحقيق غاية ، هناك وفي محطته تشرق القلوب . حيث التجارة رابحة ، والفوز عظيم ..
" وفي ذلك فليتنافس المتنافسون " .
( وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ )
العنكبوت/46

abuthamer
مشاركات: 746
اشترك: إبريل 24th, 2005, 5:06 am
المكان: جزيـــــــــرة العـــــــــــــــرب
اتصل:

أكتوبر 16th, 2006, 3:17 am

وفقك الله . كلام رائع ومشاركه فوق الممتازه . يجب أن نتنافس على فعل الخير ومايحبه
الله عز وجل .
لا تكتب بيمينك إلا مايسرك أن تراه يوم القيامه لأنك ستسال عنه
http://www.geocities.com/abuthamerka/ARABICPAGE.html
http://www.ebnmaryam.com
abuthamerka@yahoo.com

Tahloube
مشاركات: 261
اشترك: ديسمبر 25th, 2005, 8:07 pm

أكتوبر 17th, 2006, 1:36 am

امين ووفقكم وبارك فيكم

شكرا لمرورك الطيب
( وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ )
العنكبوت/46

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر