إنها لك .. لقد ساعدتني (قصة)


شارك بالموضوع
emad hanna
مشاركات: 60
اشترك: أكتوبر 23rd, 2002, 8:27 pm

نوفمبر 13th, 2002, 5:13 am

<u><center><font size=+2>إنها لك .. لقد ساعدتني
</font></center></u>

<font size=+0>- استيقظ يا أبي .. لقد حان الوقت
كانت هذه هي المرة الأولى التي فيها يستيقظ ابني من النوم مبكرا ليذهب إلى المدرسة,, في الواقع لقد كانت الأسرة كلها تعتمد على في هذا الموضوع نظرا لعادتي الاستيقاظ مبكرا واستغلال الصباح الباكر في العمل.. فمن كان مثلي وله من الأطفال ثمانية في أعمار مختلفة وينشد الهدوء إلا ولا بد أن يسعى للاستيقاظ مبكرا قبل الجميع فيجد قليل من الهدوء والصفاء الذهني الذي يمكن أن يستغلهما في الصباح الباكر.. ولكن في هذا اليوم بالذات كان إدوار آخر الأبناء هو الذي يستحثني على الاستيقاظ.. نظرت إلى ساعتي .. كان لا يزال الوقت مبكرا جدا.. انه وقت استيقاظي بالفعل ولكنه أبدا لم يكن وقت المدرسة .. على أي حال قمت من نومي وضاع على يوم من العمل إذ بحركة ادوارد وصوته الذي يظن أنه خافت ساهم في استيقاظ والدته وبعض اخوته.. فقمت مستسلما بينما ابني ينظر إلى بعيون تلمع

- صباح الخير يا أبي

- صباح الخير ادوار .. ما السبب في هذا الاستيقاظ المبكر جدا

- أنني لم أنم طوال الليل يا أبي

- لماذا .. لعل المانع خيرا

- ألا تعلم يا أبي .. انه اليوم الكبير.. يوم المدرسة .. وهناك تلك المسابقة التي دخلت فيها

- آه

قمت من نومي وقد عرفت أني لن أتمكن في هذا الصباح من أن أنجز أي عمل ، على أي حال انا اليوم لن أذهب إلى عملي وسأذهب مع ابني إلى مدرسته لحضور تلك الحفلة السنوية التي تقيمها المدرسة لتنمية مواهب الأولاد. لقد كانت المدرسة حريصة على هذا الأمر، وأنا كنت بدوري حريص على أن أساعد ابني على الإبداع فكنت أشجعه وعندما قرر القيام بعمل سيارة خشبية ليدخل بها مسابقة المدرسة أسرعت واشتريت له الخشب اللازم لذلك .. وبدأ يعمل بجد واجتهاد وها قد حان الوقت ليحصد نتيجة تعبه

- هل تظن أن سيارتي ستفوز يا أبي؟

- هل تسمح لي أنت أن أقوم وأصنع بعض القهوة بالكريمة حتى أفيق

- بالتأكيد يا أبي .. يمكنك هذا حتى وان رفضت أن تعطيني بعض القهوة بدعوى أنني لا زلت صغيرا.. ولكن على الأقل ستعطيني بعض الكريمة المخفوقة.. ثم أني أشعر ببعض الجوع هل تظن انه من الممكن أن تصنع لي أمي بعض الشطائر..

نظرت إلى السماء لاجئا

- يا الهي

بينما ابني واصل حديثه

- أبي

- ماذا تريد

- هل تظن أن سيارتي ستفوز

- بالتأكيد .. لقد تعبت في صنعها طوال شهر كامل .. لا أظن أن أحدا اهتم بهذا الموضوع مثلك

- كلا يا أبي المنافسة في الواقع ستكون شديدة ، جميع من في صفي يصنعون سياراتهم ..جميعهم اشتروا الخشب منذ فترة وبعض أفراد الفصل حصلوا على تصميمات مختلفة من مجلات كبيرة.. بينما أنا..

ولكني لم أسمح بنغمة التباكي على حاله بدعوى انه مظلوم أن يمارسها معي فأسرعت أذكره

- ماذا .. لقد اشتريت أنت أيضا الخشب .. والله يعلم كم كلفني هذا..

فأسرع الماكر يغير من نغمة حديثه

- أجل .. شكرا لك يا أبي .. ولكن لم انقل سيارتي من أي مجلة

- إذن من أين حصلت على هذا الشكل الجميل

- لقد حلمت به

- لا شك أن ستفوز به .. هل لك أن تتركني أعمل قليلا قبل أن يحين وقت المدرسة؟

- بالتأكيد يا أبي .. ها أنا صامت تماما

ولكن ادوار لم يصمت أكثر من ثلاثين ثانية وعاد ليقول

- أبي .. ألم يحن الوقت بعد؟

- كلا

- أبي .. هل تظن أنني سأفوز؟

- بالتأكيد

- أبي

وهنا قمت بهدوء وأحضرت سدادات الآذان ووضعتها على أذني، بينما ادوار ينظر إلى مستاء.. ثم خرج من الحجرة واقنع أمه انه جائع، لتقوم المسكينة من نومها من جديد لتصنع له بعض الشطائر وهو ينتهز الفرصة ويحكي معها ليعبر عن مخاوفه.</font>
<center>*****
</center>

<font size=+0>في الواقع أنا بدوري لم أستطع العمل.. لقد كنت سعيدا بابني وبمثابرته طوال الشهر الماضي في العمل، وأيضا في إبداعه إذ لم ينقل عمله من أي مصدر ولكن من ذهنه هو, انه حقيقي مبتكر.. لقد أحسنت صنعا إذ وضعته في هذه المدرسة التي تهتم بكل ما ينمي قدرات الطفل.. ابتسمت وأنا أتذكر كيف أحاول كل عام تجميع أقساط المدرسة.. على الرغم أني حصلت على خصم خمسين بالمائة من المصروفات نظرا لأني زبون مهم لهم أنا وأولادي الثمانية إلا أني كنت دائما تعب حتى أستطيع تدبير الأقساط بالكامل ، ناهيك عن بعض الطلبات الفجائية على نمط شراء الأخشاب والأدوات الأخرى وخلافه.. ولكن أشكر الله الذي يساعدني على تدبير معيشتي بالكامل.

وأخيرا حان الوقت للذهاب إلى المدرسة، لقد جاء صديق أبني وجاره معلنا أنه علي أن أسرع وأخرج سيارتي الفان من الجراح حتى أوصل ذلك الجمع الغفير إلى المدرسة.. وأسرع ادوار يحمل سيارته الخشبية في سعادة يساعده صديقه جوناثان.. وابني يقول لجاره

- أنظر إلى السيارة

- إنها جميلة جدا يا ادوار .. كم كنت أتمنى لو أقدر أن أصنع مثلها

وهنا تدخلت في الحوار ويا ليتني ما فعلت

- لماذا يا جوناثان .. ألم تصنع أنت سيارة؟

- كلا يا عم .. أنا الوحيد الذي لم يصنع شيئا .. لم يستطع أبي أن يشتري الخشب

وددت لو كنت ابتلعت لساني قبل أن أتكلم, لقد نسيت أن والده لا يستطيع أن يتحمل عبء كهذا، كيف أنسى وأنا قد سعيت لإعفاء ابنه من ثمانين بالمائة من المصروفات نظرا لظروفه, ولولا تفوق ابنه الشديد ومثابرته لما رضيت المدرسة بإبقائه في الفصل .. قلت له

- في العام القادم ستعمل أحسن سيارة في المدرسة..

ضحك ادوار بعفوية.. وقال

- ولماذا العام القادم.. انه سيساعدني اليوم.. أليس كذلك يا جو

- بالتأكيد يا ادوار هذا يسعدني

نظرت إلى ابني .. لقد كان أكثر لباقة مني .. وأكثر محبة مني . لم أتكلم طوال الطريق بينما أولادي ومعهم جو يتحادثون وموضوع حديثهم هو لسيارة بالتأكيد.

ورن في أذني تلك الكلمة التي قالها جو

- هل تعلم يا ادوار أني لم أفز في حياتي بأي هدية من أي مسابقة؟

ولم أتمالك نفسي .. فرفعت إلى الله شكري لأنه يسدد كل احتياجاتي ، واحتياجات أولادي.. ولم أنسى أن أطلب لأجل جاري أن يساعده الله في أموره وأزمته المالية.. وأيضا لم أدخل في حوار حتى لا أخطئ.. ووصلنا إلى المدرسة وأسرع الصبيان ادوار وجو يخرجان السيارة من الفان ويتجهان إلى المدرسة بحرص وسعادة.

لقد بدأ اليوم الكبير </font>
<center>*****
</center>

<font size=+0>وقفت أنا وزوجتي ننتظر, وننظر إلى ادوار في ترقب وهو يقضم أظافره وينظر إلى لجنة التحكيم لتعلن عن الفائز.. وأعلن المدير بعض جوائز الترضية والتي لم يحصل ابني على أي منها، وها قد حانت لحظة الجائزة الكبرى ويعلن المدير أن ابني هو الفائز

وتخرج من حنجرة أبني صرخة الانتصار والفوز بينما يعلن المدير أن السبب الأول للفوز هو الابتكار وإخراج هذا العمل من مخيلة أبني .. وارتفعت هامتي وأنا أنظر إلى زوجتي فخورا مختالا بذلك الولد العبقري.. ويجري الولد يسلم على لجنة التحكيم ويحصل على كأس جميل من الفضة لطالما ظل يحلم به لمدة شهر كامل ..

- أخيرا حصلت على حلمك يا أبني

يعانقني أبني ويعانق أمه واخوته.. ويذهب إلى صديقه جو يتعانقان .. ثم تمتد يده بالكأس .. ويقول لصديقه

- هذا لك صديقي

ينظر الولد مشدوها

- لي انا ؟!!

- لقد ساعدتني اليوم .. أليس كذلك؟ لقد حان الوقت لتحصل على جائزة.. أليست جميلة؟

كانت مفاجئة مذهلة بالنسبة لي .. رجعنا إلى البيت .. لم أعد فخورا أبني لأجل عبقريته.. لقد أكتشف في ابني خصال أنا نفسي لا أستطيع تقديمها .. لقد علمني درسا في العطاء هو الأول من نوعه. نظرت إلى جوناثان وهو يهبط من السيارة وفي يده جزء عزيز على ابني تنازل عنه عن طيب خاطر .. ورأيت وجه الولد المشرق المنير كما لم أره من قبل.. امتدت يدي إلى التليفون.. اتصلت بوالده .. لقد تناسيت أزمته .. وتناسيت احتياجه.. وتشاغلت عنه باهتمامي بنفسي وذاتي.. والآن حان الوقت لأصلح كل هذا .. وعندما جاء صوت الصديق القديم عبر الجهاز الصغير أسرعت وقلت له

- عزيزي .. منذ فترة لم نعرف أخبار بعضنا البعض.. نريد أن نجلس ونحكي قليلا.. هل تأتي لعندي .. أم أحضر لعندك ؟ </font>
<center>*****
</center>

ramadan_20
مشاركات: 121
اشترك: مارس 4th, 2006, 12:33 am
المكان: مصر

مارس 4th, 2006, 7:41 pm

مشكورررررررررررمشمشكوررررمشكورررررررررررررررررررررر كوررررررررررررر رمشكورمشكورررررررررررمشمشكوررررمشكورررررررررررررررررررررر كوررررررررررررر رمشكوررررررررررررر ر رررررررررررر ر

emad hanna
مشاركات: 60
اشترك: أكتوبر 23rd, 2002, 8:27 pm

يونيو 13th, 2006, 5:34 pm

لك جزيل الشكر

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر