المعاقون


شارك بالموضوع
عطيه البطاوى
مشاركات: 78
اشترك: يوليو 25th, 2008, 3:16 pm

أغسطس 19th, 2008, 2:16 pm

الطفل
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد هذا الكتاب يدور حول موضوعين الطفل المعاق وعمالة الأطفال .
الإعاقة فى الإسلام :
1-أولو الضرر :
هم أصحاب الإعاقات أى كل إنسان مصاب بمرض أو عاهة يمنعه من ممارسة النشاط الذى يقوم به البشر الأصحاء وأولو الضرر منزلتهم فى الإسلام هى منزلة المجاهدين فى الجنة وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون فى سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى ".
المضرور وهو المعاق هو إنسان به إصابة جسمية أو نفسية تمنعه من أن يمارس العمل الذى يقوم به كل البشر فمثلا الأعمى يمنعه عماه من ممارسة النشاط الذى يقوم به المبصرون مثل مشاهدة المخلوقات وقراءة الكتب العادية ومثلا الأعرج يمنعه عرجه من ممارسة الجرى السليم الذى يقوم به الأصحاء ومثلا المشلول يمنعه الشلل من الحركة التى يقوم بها الأصحاء كالمشى والجرى .
2- أنواع الضرر :
ينقسم المعاقون لنوعين :
أ- الفقراء وهم المصابون بإصابات جسمية مثل العمى والعرج والشلل وبتر الأيدى وبتر الأرجل ومن ثم فهم لا يقدرون على الضرب فى الأرض بمعنى أنهم لا يقدرون على الضرب فى الأرض بمعنى أنهم لا يقدرون على السعى وراء الرزق وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "للفقراء الذين أحصروا فى سبيل الله لا يستطيعون ضربا فى الأرض"
ب-المؤلفة قلوبهم وهم المركبة عقولهم وهم أصحاب الأمراض النفسية أى العقلية وفيهم قال تعالى بسورة التوبة "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم "وليس المؤلفة قلوبهم هم الذين لم يثبت الإسلام فى قلوبهم ومن ثم يعطون المال لكى تألفه قلوبهم وتثبته والدليل هو أن الله أبلغ رسوله (ص)أنه لو دفع مال الدنيا لتأليف القلوب ما تألفت القلوب وفى هذا قال تعالى بسورة الأنفال "هو الذى أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما فى الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم "والسؤال الآن كيف يخبر الله رسوله (ص)أن مال الدنيا لا يؤلف القلوب ثم يأمره بتوزيع المال ليؤلف قلوبهم ؟بالقطع هذا لم يحدث وقد نتج التفسير الخاطىء لآية التوبة من الأحاديث الموضوعة.
3-حقوق أهل الضرر :
قرر الله لأهل الضرر الحقوق التالية :
أ-مال يضمن لهم حياة كريمة هو نصيبهم من مال الصدقات وهى الزكاة وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم "والآية ضمت النوعين الفقراء والمؤلفة قلوبهم .
ب-الأكل فى بيوتهم أو بيوت أقاربهم وأصحابهم دون حرج وفى هذا قال تعالى بسورة النور "ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت أبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت اخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم ".
ج-أن المضرور ليس عليه حرج أى ضيق والمراد ليس عليه القيام بأى شىء يتسبب فى ضيقه وأذاه مهما كان هذا الشىء وفى هذا قال تعالى بسورة الفتح "ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج "وهذا يعنى أن الأصحاء عليهم توفير المساعدة للمضرور لإبعاد أى حرج عنه .
د-تعليم المضرور حتى ينفعه العلم وقد عاتب الله رسوله (ص)لأنه أعرض عن تعليم الأعمى وفى هذا قال تعالى بسورة عبس "عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى وأما من استغنى فأنت له تصدى وما عليك الا يزكى وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى ".
ه-هو حق خاص بالمؤلفة قلوبهم وهم غير أولى الإربة أى غير أولى الشهوة من الرجال والنساء وهو حق مجالسة النساء أو الرجال ورؤية بعض ما خفى من عوراتهن المحرمة على الأغراب لقوله تعالى بسورة النور"وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو أبائهن أو أباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو اخوانهن أو بنى اخوانهن أو بنى أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولى الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء "وهذا يعنى أن المجانين لا يعزلون عن الناس فى أماكن خاصة وإنما يتركون للحياة العادية فى المجتمع .
4-الرسل المعاقون :
كما يصيب الله عامة الناس بالأمراض والعاهات يصيب الرسل (ص)بالعاهات وهم :
-يعقوب (ص)فقد أصيب بالعمى وهو ابيضاض العين وفى هذا قال تعالى بسورة يوسف "وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم "وقد شفاه الله من هذه العاهة فقال بنفس السورة "اذهبوا بقميصى هذا فألقوه على وجه أبى يأت بصيرا ".
-موسى (ص)فقد أصيب بعقدة فى لسانه كانت تمنعه من الكلام السليم وفى هذا قال تعالى بسورة طه "واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى "وقد شفاه الله بإجابة سؤاله بكشف هذه العاهة وغيرها من المطالب فقال بسورة طه "قد أوتيت سؤلك يا موسى".
-أيوب (ص) فقد أصيب بعاهات لم يذكر القرآن نوعها وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء "وأيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الضر "وقد شفاه الله فاستجاب للدعاء وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء "فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر "والملاحظ فى هذه الحالات هو أن إعاقات الرسل(ص)مؤقتة بمعنى أنها تزول ولا تستمر إلى أخر العمر .
5-الإتهام بإعاقة الجنون :
اتهم كل قوم من الأقوام رسولهم الذى بعثه إليهم بأنه معاق بالعقل أى مجنون وفى هذا قال تعالى بسورة الذاريات "كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون "كما اتهم الكفار المسلمين بنفس التهمة وهى الإعاقة العقلية وبلفظ القرآن سموهم السفهاء وقد نفى الله عنهم التهمة وألصقها بأهل الكفر والنفاق فقال بسورة البقرة "وإذا قيل لهم أمنوا كما أمن الناس قالوا أنؤمن كما أمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون ".
6- المعاق لا يتولى المناصب :
قال نبى بنى إسرائيل (ص)لهم :إن الله اختار لكم طالوت ملكا وزاده بسطة فى العلم والجسم وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة فى العلم والجسم والله يؤتى ملكه من يشاء "وهذا يعنى أن شروط اختيار الحاكم هى :
-البسطة فى العلم وهى قوة العقل أى الزيادة فى الذكاء وهو العلم كما يقولون الآن .
-البسطة فى الجسم وهى قوة الجسم أى سلامة الجسم من العاهات والأمراض المعيقة عن الحركة اللازمة للعمل .
الشرطان إذا توافر أحدهما فى معاق فإن الأخر لا يتوافر ومن ثم استحال توليهم لمناصب الحكم لأن ذلك هو إخلال بشرطى الله .
7-الإعاقة العقلية تمنع المعاق من ماله :
إن المعاق عقليا وهو المجنون أى المتخلف عقليا أى السفيه ليس له حق التصرف فى ماله وإنما المتصرف هو الوصى عليه وواجبات الوصى هى :
-رزقه من ماله والمراد إطعامه - كسوته بالملابس الجيدة – قول المعروف له .
وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التى جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا "والإعاقة العقلية ليست فى كل الأحوال دائمة فمن المعاقين عقليا من يشفى وعند ذلك يجب على الوصى دفع المال له وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "فإن أنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ".
مشكلة الإعاقة :
1- من هو المعاق ؟
إن الإعاقة فى اللغة تظهر معانيها من خلال المعاجم ومنها لسان العرب فى مادة عوق حيث يقول ابن منظور "عاقه عن الشىء يعوقه عوقا صرفه وحبسه ومنه التعويق والإعتياق ويقال عاقنى عن الوجه الذى أردت عائق وعاقتنى العوائق والواحدة عائقة ويجيز ابن جنى عاقنى وعقانى بمعنى واحد والتعويق تثبيط الناس عن الخير "من هذا النص نعرف أن الإعاقة هى حبس الإنسان عن الوجه الذى يريد ومن هنا نعلم أن المعاق كما قال بعضهم فى مجلة العربى الكويتية العدد329ص150 "هو كل شخص غير قادر على أن يؤمن لنفسه كليا أو جزئيا ضروريات الحياة الطبيعية نتيجة عجز أو قصور فى قدراته البدنية أو العقلية "وهو عندنا كل إنسان مصاب بمرض أو عيب يمنعه من ممارسة النشاط الذى يقوم به البشر الأصحاء .
2-أسباب الإعاقة :
تتمثل فى التالى :
-الإنسان حيث يتسبب فيما نسميه الحوادث أى الكوارث مثل كارثة الحرب وكارثة تصادم السيارات والقطارات والطائرات وكارثة الوقوع من على السلم أو السقالات وكارثة الإهمال وكارثة الخيانة وهذه الكوارث تتسبب فى إصابات جسمية ونفسية مثل بتر الأرجل والشلل والجنون بأنواعه المختلفة .
-تفاعلات جسم المرأة مع الأشياء الخارجية فهى تؤدى إلى حدوث التشوهات "كأن تتناول الحامل بعض الأقراص المهدئة كما حدث مثلا مع حبوب الثاليدوميد التى تسببت فى ولادة آلاف الأطفال المشوهين وقد انصبت التشوهات على الأطراف ""أو قد تظهر التشوهات فى الأجنة نتيجة لتعرض الحوامل للإشعاعات الذرية خاصة فى بداية الحمل "و"وقد تنتج التشوهات الخلقية فى المواليد نتيجة لتناول الحوامل طعاما ملوثا بالمبيدات "و"أو تأتى بعض التشوهات من إصابة الحامل بالحمى أو بمرض فيروسى عندما يكون الجنين فى الشهور الثلاثة الأولى من الحمل " مجلة الدوحة القطرية العدد 119 مقال القاعدة هى التناسق ص110 .
-الخلل الوراثى فقد "يزيد معدل أنماط خاصة من التشوهات فى سلالات بشرية عن سلالات أخرى مما قد يشير إلى أن أسبابها كامنة فى التكوين الوراثى لهذه السلالات ومن هذه السلالات زيادة أصابع اليدين والقدمين عن معدلاتها المعروفة إذ قد تكون ستة أصابع أو سبعة بدلا من خمسة لكن هذه الظاهرة أكثر احتمالا بحوالى عشر مرات فى السلالة الزنجية عنها فى السلالة البيضاء وعلى العكس من ذلك تكون معدلات التشوهات فى الجهاز العصبى كأن يأتى المولود برأس ومخ غير كاملين إذ تظهر مثل هذه الحالات فى البيض أكثر من السود "(المصدر السابق )وكانت الأقوام فى بعض العصور تعتقد أن أسباب الإعاقة هى "وجود مخلوقات غير مرئية أو أشباح ومردة وأرواح شريرة "كما ظن الإنسان "أن لهذه الكائنات الأسطورية القدرة على التزواج مع نساء البشر ومن أجل هذا كن يحملن ويضعن مواليد مشوهة أو ممسوخة "و"وتعتقد بعض القبائل البدائية أن المواليد المشوهة هى نتيجة حتمية لمعاشرة شاذة بين الإنسان والحيوان أو أن بعض الأرواح الشريرة تتجسد فى صورة إنسان أو حيوان ثم تعاشر النساء فى غفلة منهن " (المصدر السابق ).
تعليم المعاقين :
ينقسم المعاقون للفئات التالية :
1-فئة تعلمت قبل حدوث الإعاقة وهذه الفئة تنقسم لطائفتين :
أ-فئة تحتاج لتعلم استخدام وسائل جديدة لتحصيل العلم مثل الأعمى الذى يحتاج لأبجدية المكفوفين .
ب-فئة لا تحتاج لتعليم مثل المصاب ببتر فى قدم أو فى يد غير يده التى يعمل بها .
2-فئة لم تتعلم وهى الأطفال الذين يولدون معاقين وكل واحد من هؤلاء يحتاج لتعليم من نوع مختلف وتستلزم الإعاقة الطفلية تعليم من نوع مختلف عن تعليم الأسوياء ولكن يجب أن نفرق بين أنواع الإعاقة كالأتى :
أ-المعاقون بإعاقات لا تحول بينهم وبين التعليم العام ومنهم الأعرج والأكتع والأعور والمبتور الرجل أو الرجلين والمشلول الرجلين والمبتور إحدى يديه والقزم وغير منتظم العظام والمصروع والمقطوع الأذن والمجدوع الأنف ومبتور بعض الأصابع والأبرص والمصاب بداء الفيل وضعيف القلب والمصاب بتصلب الوجه أو الرقبة وعقدة اللسان فهؤلاء ينضمون للتعليم العام مع توفير الأجهزة اللازمة لهم للذهاب والإياب والسير والحركة فى المدرسة أو الحضانة .
ب-المعاقون عقليا وهؤلاء تقام لهم مدرسة خاصة فى كل مدينة أو قرية كبرى عند توافر الإمكانيات المادية .
ج-المعاقون بإعاقات جسمية تمنعهم من النجاح فى التعليم العام كباقى المتعلمين وهم العميان والصم والبكم والمشلول شللا رباعيا وهؤلاء تقام لهم مدرسة فى كل مدينة أو قرية كبرى وذلك عند توافر الإمكانيات المادية لذلك.
الأجهزة التعويضية والعلاج التأهيلى:
إن أصحاب الإصابات الجسمية يحتاجون لما يسمى العلاج التأهيلى وهو علاج يقوم على "مساعدة المرضى بأمراض عضوية أو نفسية أو من أصيبوا بكسور أو ضمور فى أعضائهم جراء حوادث معينة إلى محاولة إعادة سريان دورة الحياة العادية فى أعضائهم أو نفوسهم قدر الإمكان والوصول فى ذلك إلى أعلى قدر ممكن من الكفاءة "مجلة العربى الكويتية العدد356 مقال هل نقول للعجز الجسمانى وداعا ؟ولكى تتم المساعدة على الوجه الأكمل يتكون فريق شامل من كل من :
أ-اختصاصى العلاج الطبيعى "يقوم بدور بالغ الأهمية فى المحافظة على أعلى قدر ممكن من وظائف الأنسجة السليمة والأعضاء التى نجت من الإصابة ثم هو يهدف إلى مساعدة المصاب لكى يستطيع الاعتماد على نفسه ويتكيف مع البيئة المحيطة به "(المصدر السابق )
ب- اختصاصى استخدام الأجهزة التعويضية وهى "لا تقوم فقط بوظيفة العضو الذى فقد وظيفته بسبب البتر أو الشلل أو التشوه ،بل إنها تحافظ على المظهر الخارجى "(المصدر السابق )
ج- الاختصاصى الإجتماعي ودوره هو الرعاية الاجتماعية المناسبة حتى تنجح المعالجة الطبية.
د- الإختصاصى النفسى ودوره هو إقناع المصاب بتقبل الوسائل والأجهزة التعويضية المساعدة.
وفى حالات أخرى تتم الإستعانة بإختصاصين أخرين مثل اختصاصى أمراض الصم والبكم ومن الجدير بالذكر أن الأجهزة التعويضية تجعل حياة المعاق أكثر سهولة وعلى الدولة أن توفرها للمعاقين سواء كانت غالية أم رخيصة حتى لا تتسبب فى الحرج لهم وذلك فى حالة عدم جدوى تركيب أعضاء من الموتى لهم بدلا من أعضائهم التالفة .
نظرات المجتمع للمعاق :
يوجد فى داخل المجتمع الواحد نظرات مختلفة للمعاق وتتمثل فى التالى :
1-نظرة الرحمة والشفقة وهى النظرة الواجبة فى الإسلام وليست هذه النظرة خاصة بالمعاق وحده وإنما هى خاصة بالأفراد كلهم مصداق لقوله تعالى بسورة الفتح "محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ".
2-نظرة الشذوذ وهى تشيع بين الأطفال وبعض الجهلة فهم يعتبرون الإعاقة سبة فنجد أن العاهة عندهم تمثل غالبا شتمة فنيتهم من قولهم أن فلان أعمى أو أعور أو أعرج هى العيب فيه وليس الإخبار أو غير ذلك ومن ثم وجب وضع دروس فى المنهج التعليمى لتعليم الأطفال كيفية التعامل مع المعاقين ومن هذه النظرة التعيير بالعمى وقد رد المعرى على أصحابها فقال :
قالوا العمى منظر قبيح قلت بفقدانكم يهون
والله ما فى الوجود شىء تأسى على فقده العيون
ورد على بن عبد الغنى الحصرى فقال :
وقالوا قد عميت فقلت كلا وإنى اليوم أبصر من بصير
سواد العين زاد سواد قلبى ليجتمعا على فهم الأمور
ومنها التعيير بالعرج وقد رد عدى بن عمر الطائى الأعرج على المرأة التى ذهب لخطبتها فشكت عرجه إلى جارتها وعلم بذلك فقال :
تشكى إلى جاراتها وتعيبنى فقالت معاذ الله أنكح ذا الرجل
فكم من صحيح لو يوازن بيننا لكنا سواء ولمال به حملى
وتعبر الأمثال الشعبية عن هذه النظرة الشاذة ومنها "كل ذى عاهة جبار "و "واتقوا شر من اقترب من الأرض "و"كل قصير مكير"وقد تسربت مثل هذه الأقوال لحديث النبى (ص)عن طريق الكاذبين رغم مخالفتها للقرآن وتفسيره الصحيح وهى أمثال خاطئة فليس كل معاق جبار كافر ظالم وليس كل قزم ماكر فهذه الأشياء وهى التجبر والمكر تحدث فى عالم الأسوياء أكثر من عالم المعاقين .
إعلام الإعاقة :
إن الإعلام هو إخبار موجه مرشد سواء كان إلى خير أو إلى شر والمطلوب من إعلام الإعاقة هو الخير وينقسم الإعلام الإعاقى لقسمين :
1-إعلام الوقاية وهو يتمثل فى التالى تحذيرات للناس من الإعاقة وإخبار بأساليب الوقاية منها وبأسبابها-أى أسباب الإعاقة – وتتعدد وسائل هذا الإعلام فمنها :
-الإعلانات الإرشادية فى التلفاز والمذياع عن التطعيم –البرامج الطبية فى التلفاز والمذياع – شهادات الميلاد حيث يكتب على ظهرها التطعيمات والتحذيرات - النشرات الورقية وحبذا لو كتب على أغلفة المشتروات هذه النشرات – الخطب فى المساجد حيث يجب أن يتعرض الخطباء لهذا الموضوع مرة شهريا فى خطبهم ودورسهم
2-إعلام العلاج وهم يتمثل فى إرشاد الأسرة والمجتمع لكيفية التعامل مع المعاقين وهذا الإعلام يوجه الأسرة لأماكن تجمع المعاقين فى العلاج والتعليم وإلى جمعيات أسر المعاقين حيث يتبادلون الخبرات مع بعضهم ومن وسائل الإعلام :
-الندوات فى المذياع - المحاضرات والخطب فى المساجد والكليات والمدارس والأندية -الكتب الدراسية - البرامج الصحية الموجهة .
دور أسرة المعاق :
إن أسرة المعاق لها الدور الرئيسى فى رعاية المعاق والعناية به فكما أنها توفر له سبل الراحة البدنية والعلاجية عليها أن توفر له جو من الإستقرار النفسى من خلال الإرشادات والتوجيهات سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة ويجب على الأسرة من خلال التوجيه أن تعلم الطفل المعاق الصبر والرضا بما قسمه الله له وذلك من خلال القصص والحكايات كما أن عليها محاولة إقناع الطفل بالعمليات والأجهزة التعويضية بشتى الطرق والوسائل فإذا نجحت فى المحاولة قامت بتشجيعه وإعطائه المكافئات المادية حتى يتدرب عليها وعليها أن تحيط الطفل المعاق بأصحاب وأصدقاء حتى يشب فى جو يساعده على حب الحياة والنزول لواقع الحياة وعليها أن تستجيب للطفل المعاق إذا طلب منهم حضور إنسان معين معه فى فترات طويلة ما دام هذا الإنسان يفعل هذا برضاه.

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر