كيف تصبح قارئا ؟!

منتدى يتعلق بالتعريف بالكتب والمنشورات الهامة، خاصة منها الحديثة الصدور، كما يتعلق بالتعريف بالقضايا الثقافية الساخنة سواء دوليا أو إسلاميا أو عربيا

مراقب: shabmoslim

شارك بالموضوع
shabmoslim
مشاركات: 73
اشترك: فبراير 9th, 2008, 3:05 pm

إبريل 21st, 2008, 9:41 am

القراءة تحتاج إلى جهد وتعب ..!
نعم قد تكون هناك أنواع من القراءة الممتعة والمسلية كقراءة الروايات والكتب الخفيفة ، لكن الإنسان لا يقرأ فقط من أجل المتعة ، وإن كانت المتعة مطلبا شريفا وهاما .
لكن القراءة المثمرة تتطلب نوع من الالتزام ، والتعامل مع الكتاب بجدية ومسؤولية ، ولهذا يفشل الكثيرون في الحصول على لقب القارئ الجيد .
وإليك مجموعة من الالتزامات التي يجب أن تأخذها بجدية ، إذا ما كنت طامح في أن تكون قارئا جيدا وهي :


التغلب على العقبة النفسية : تلك العقبة التي تجعل الكتاب ثقيلا على النفس ، باعثا على التثاؤب والنعاس ، والتغلب على هذه العقبة يحتاج إلى نية صادقة أولا ، وتوفر دافع قوي للقراءة .
بدون متعة ولذة لن يستطيع المرء تحطيم ذلك الحاجز الوهمي الذي صنعه للهروب من مسؤولية القراءة والثقافة ، وتلك المتعة ستتأتى حينما نرى ثمرة ما قرأناه يانعا في ذوقنا وسلوكنا ورؤيتنا للأشياء ، والخطوات القادمة ستساعد على تحطيم هذا الحاجز .


استحضار الدافع : العلم هو أعظم القربات إلى الله سبحانه وتعالى ، يجب ألا يفارق هذا الأمر ذهنك ، فعندما وعى المسلمون الأوائل هذا المعنى غيروا الدنيا بعلمهم وثقافتهم وتحضرهم وأناروا العالم وأضاءوا جنباته ، أن تقرأ أنت في عبادة لله ، في رحلة إلى الله ، ولا أقصد القراءة الفقهية أو الدينية بل أقصد القراءة المفيدة بكافة ألوانها العلمية والثقافية والفنية .


ضع خطة للقراءة : دائما الأشياء التي نخطط لها يكون عائدها وفائدتها أكبر ، ويسري هذا على القراءة كذلك ، فوضع خطة للقراءة يوفر في الوقت ، ويساعدك على تقييم قراءتك ، وقبل وضع خطة القراءة يجب الالتفات إلى مجموعة من الملاحظات العامة وهي :

· قدراتك : كم أستطيع أن أقرأ خلال الثلاث أشهر القادمة ، حدد بناءا على معرفتك بنفسك ، ولا تبالغ فتنكص فتشعر بالفشل ، ولا تتهاون فيضيع وقتك ، حدد بعد تفكير ما يناسب قدراتك .

· اهتمامك : ماذا تقرأ ؟ ، هذا أمر بالغ الأهمية ، أنت لست مطالب بقراءة كل ورقة تقع تحت يديك كي تمشي مختالا بأنك واسع الثقافة والاطلاع ، بل يجب أن تكون هناك منهجية لقرائتك هذه المنهجية مبنية على اهتماماتك الفكرية والعملية .

· وقتك : خطتك يجب أن تضعها وفق الأوقات التي تستطيع أن تقرأ فيها ، ونوعية الكتب تتحدد حسب هذا الوقت ، فهناك كتب لأوقات الراحة والهدوء ، وكتيبات تناسب الوقت الذي تقضية في المواصلات أو الانتظار وهكذا .

وبعد وضع الخطة تكون هناك مراحل للتقييم وإعادة النظر ، تنظر فيها إلى إنجازك ، وهل استطعت الوفاء بما التزمت به أم أن هناك مشاكل ، وهل هذه المشكلات في الخطة ودقتها ، أم في ظروف طارئة يمكنك تذليلها .


تحمل البداية : الصاروخ يستهلك معظم قوته فقط في الانطلاق ، والبدايات دائما ما تكون صعبة شديدة قوية ، تحتاج إلى جهد مضاعف ، وصبر شديد .
يزيد الأمر صعوبة أن إنجازات البدايات تكون بسيطة غير منظورة ، لكن بالصبر يمكن للمرء أن يجني الكثير ، ويمكن أن تساعد نفسك في البداية بالإكثار من قراءة ما تحب وتهوى ، هناك كتيبات صغيرة ، وكتب بسيطة لا تحتاج إلى كثير تركيز يمكنك البدء بها ، دائما ما أهدي أصدقائي الذي أعرف لديهم سأم شديد من القراءة كتاب ( لا تحزن) للدكتور عائض القرني ، فهو في ظني بداية جيدة لممارسة القراءة .

ويمكن للقارئ المبتدئ أن يبدأ بالكتب البسيطة الخفيفة ، يمكنه أن يبدأ بالروايات أو كتب الخواطر ، أو الكتب التي تحتوي على قصص وأخبار ، أو كتب السمر .
استغل الأوقات الميتة : في مجتمعنا نطلق مصطلح ( الوقت الميت ) على الأوقات التي تمضي في انتظار شيء ما ، كانتظار الطبيب ، أو ركوب حافلة ، أو عند الحلاق مثلا .

هذه الأوقات يمكننا استغلالها في القراءة ، وهنا تظهر أهمية كتب الجيب والتي يمكنك حملها في حقيبتك أو جيب سترتك وإخراجها كلما سنح الوقت .
لعل من زار الغرب رأي كيف أن ركاب الحافلات منشغلون إما بقراءة كتاب أو جريدة ، أو حتى الاستماع إلى مادة صوتية عبر جهاز الاستماع MP3 ، وأن عيادات الأطباء وأماكن الانتظار تكون دائما مكتظة بمواد تثقيفية منوعة تناسب ميول الإنسان في الغرب ، على عكسنا تماما حيث نطالع بعضنا البعض ونتسلى في التحديق إلى الطريق خلال وقتنا الذي نقضيه في المواصلات .


اجعل من القراءة التزام : القراءة ليست هواية تقوم بها وقتما وجدت وقتا وأردت استغلاله ، بل التزاما جديا ، ومسؤولية يجب عليك الوفاء بها ، لذا أنصحك أن تُقبل على القراءة وأنت مستعد نفسيا وذهنيا للاستفادة مما كُتب ، حلق مع الكتاب واستخرج منه الحكم والمعاني والأفكار التي تسكن بين دفتيه ، يمكنك الاستعانة بقلم تكتب به على الهامش ملاحظاتك ، يفيدك هذا كثيرا إذا أحببت مطالعة الكتاب مرة أخرى ، وكذلك في استرجاع معلومة أو مسألة من الكتاب بيسر وسهولة .


إذا أمسكت كتابا فلا تمسك غيره حتى تنهيه ، فبجانب أن هذا سيمنعك من التشتت الذهني ، فإن إنهاء كتاب كاملا يعطيك الثقة والتفاؤل في نفسك ، ويدفعك إلى تكرار الإنجاز مرة أخرى

بإذن خاص من الكاتب: كريم الشاذلي

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر