الزمن في القرآن الكريم (1) - البرزخ

مراقب: Hatem

شارك بالموضوع
Hatem
مشاركات: 520
اشترك: سبتمبر 10th, 2002, 8:50 pm

ديسمبر 1st, 2003, 11:01 pm

<center><u><font size=+3>الزمن في القرآن الكريم (1)
</center></font></u>

<center><u><font size=+2>البرزخ في القرآن الكريم
</center></font></u>

إن مما أخبر الله عز وجل به عباده، حياة البرزخ تلك الحياة التي تتميز بزمن تختلف مقاييسه عن مقاييس الزمن الذي نعيش فيه، والزمن المقبلين عليه، فمسيرة الإنسان في هذه الحياة وما بعدها، تمر بمراحل ثلاث: مرحلة دنيوية، تبتدئ بميلاد وتنتهي بوفاة، ومرحلة تربط هاته الوفاة بالبعث وهي حياة البرزخ، ورحلة أخيرة تبدأ من قيام الساعة إلى ما شاء الله لها أن تستمر أو تنتهي. يقول عز من قائل: فأماته الله مائة عام ثم بعثه، قال كم لبثت، قال : يوما أو بعض يوم، قال: بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتنسنه .
والترديد في قوله (لبثت يوما أو بعض يوم) إنما ذكره لأن "الميت طالت مدة موته أو قصرت فالحال واحدة بالنسبة إليه فأجاب بأقل ما يمكن أن يكون ميتا... وفي التفسير أن إماتته كانت في أول النهار فقال (يوما) ثم لما نظر في ضوء الشمس باقيا على رؤوس الجدران فقال (أو بعض يوم) " والإحساس بالزمن لا يكون إلا مع الحياة والوعي على أن الحس الإنساني ليس هو المقياس الدقيق للحقيقة، فهو يخدع ويضل فيرى الزمن المديد قصيرا لملابسة طارئة، كما يرى اللحظة الصغيرة دهرا طويلا لملابسة، طارئة كذلك" . فهذا الرجل الذي تتحدث عنه الآية، تعجب من خراب قرية ودمارها وهلاك أهلها، كيف تعود إليها الحياة، وقد لحقها ما تستحيل بعده الحياة. فأرادت مشيئة الله عز وجل، أن تريه من آياته ومعجزاته ما هو أظهر- فأماته الله مائة عام ثم بعثه على نفس الهيئة التي أماته عليها، فسأله الله عز وجل بعد ذلك، كم لبثت؟ فأجاب قياسا على عادة النوم عند الإنسان:" يوما أو بعض يوم" فأنبأه الله إنه لبث مائة عام ولكي يعطيه الدليل المادي على ذلك :" فانظر إلى طعامك وشرابك" فوجد الطعام لم يتغير ثم طلب منه أن ينظر إلى حماره الذي تحول إلى عظام نخرة ليقارن. وليعلم ويتأكد أن ذلك لا يمكن أن يحدث في يوم واحد، بل لا بد له من فترة طويلة.
وقال تعالى أيضا:" يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده، وتظنون أن لبثتم إلا قليلا" .
وقال سبحانه أيضا:<<يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا يتخافتون بينهم أن لبثتم إلا عشرا نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثالهم طريقة أن لبثتم إلا يوما>> .
وهكذا نلاحظ أن الله عز وجل يخبرنا أن حياتنا في البرزخ لا تخضع لمقاييس الزمن العادي بدليل أن سؤالاته لنا سبحانه يوم القيامة عن مقدار رحلتنا في البرزخ، لا تجد الجواب الصحيح بقدر ما تجد تضاربا من التقديرات المختلفة، والتي يقدرها البعض بساعة، ويذهب آخرون أن الرحلة البرزخية تستغرق يوما أو بعضا منه، أو عشرة أيام إلى غير ذلك من التقديرات.
وذهب الشيخ محمد متولي الشعراوي إلى توقف الزمن وانعدامه في حياة البرزخ يقول:"ولو كان هناك زمن في حياة البرزخ، لعرف الذين عاشوا فيه كم قضوا، ولكن عدم علمهم، وتخبطهم، يبين أن من يموت لا يستطيع أن يحدد الزمن الذي يقضيه في حياة البرزخ . ونحن نرى أنه لو لم يكن هناك زمان في حياة البرزخ، لما قدروه بتلك التقديرات ولا نكروا بالتالي علمهم به، ولما كانت أجوبتهم كلهم – كما حكت عن ذلك الآيات السابقة – متقاربة.
فهناك إذن وجود للزمن في حياة البرزخ، ولكنه زمان نسبي، يختلف في إناته عن الزمن العادي، ومرتبط بطبيعة المكان الذي يضمه، والزمن لا يوجد في حياة البشر وجودا مطلقا، بل هو وجود نسبي، فكل حدث بالنسبة لنا له زمن محدود، وله مكان محدود يقع فيه، ولا يوجد فعل بشري، يمكن أن يقع خارج زمن معين، ومكان محدد "فالزمان والمكان كانا قد فقدا كل منهما حقيقته، أحلت النسبية حقيقة أخرى محلهما وهي حقيقة "المتصل الزماني المكاني" المؤلف منهما معا" .
<center>------------------
</center>
<FORM METHOD=POST ACTION="http://www.ushaaqallah.com/ubbthreads/d ... hp"><INPUT TYPE=HIDDEN NAME="pollname" VALUE="1070319660Hatem">
<p>رأيك في هذا المقال:
<input type="radio" name="option" value="1" />ممتاز.
<input type="radio" name="option" value="2" />جيد جداً.
<input type="radio" name="option" value="3" />جيد.
<input type="radio" name="option" value="4" />مقبول.
<input type="radio" name="option" value="5" />غير مفيد.
<INPUT TYPE=Submit NAME=Submit VALUE="أرسل رأيك" class="buttons"></form>

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: Google [Bot] و 1 زائر