الشيخوخة فى القرآن

خاص بمناقشة القضايا الإسلامية من عقيدة، و فكر، و فقه، و فتاوى، الخ.
شارك بالموضوع
رضا البطاوى7
مشاركات: 2402
اشترك: يناير 12th, 2010, 8:27 pm
المكان: طنطا مصر
اتصل:

إبريل 4th, 2017, 1:32 pm

الشيخوخة فى القرآن
ماهية الشيخوخة :
الشيخوخة هى المرحلة الأخيرة من مراحل العمر الثلاث الطفولة والشد أى الشباب والشيخوخة هى الكبر واللفظ شاخ يعنى وصول الإنسان لمرحلة الضعف الثانى فى العمر وفى هذا قال تعالى بسورة الروم :
" الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا "
موعد الشيخوخة :
تأتى الشيخوخة بعد مرحلة القوة أو الأشد وهى الشباب وفى هذا قال تعالى بسورة غافر:
" هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا"
مظاهر الشيخوخة :
مظاهر الشيخوخة ذكر زكريا (ص) منها اشتعال الرأس شيبا والمراد ابيضاض شعر الرأس ووهن العظام وفى هذا قال تعالى بسورة مريم :
"إنى وهن العظم منى واشتعل الرأس شيبا "
مراحل الشيخوخة لمراحل :
تنقسم الشيخوخة لمرحلتين ولكن ليس شرطا مرور كل الشيوخ بالمرحلتين فالغالب حاليا هو المرور بالمرحلة الأولى ثم الموت والمرحلتين هما :
1-الشيخوخة الجسمية
2- الشيخوخة النفسية والتى تسمى أرذل العمر حيث ينسى الإنسان ما كان يعرفه بالتدريج حتى يصل لنسيان كل شىء قبل الموت وفى هذا قال تعالى بسورة الحج :
" وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا"
واجب المسلم نحو الأبوين الشيخين :
بين الله لنا أن الأبوين معا أو أحدهما قد يبلغ عند المسلم الكبر وهو الشيخوخة وواجب المسلم هو البر أى الإحسان إليهم من خلال عمل ما يأتى فى آيات سورة الإسراء :
" وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً "
الاعتقاد الخاطىء فى إنجاب الشيوخ :
هناك اعتقاد سائد بين الناس وهو عدم قدرة الرجال الشيوخ أى الكبار السن على الإنجاب وهو كلام ليس صحيحا على إطلاقه وقد مثل اعتقاد زوجة إبراهيم(ص) هذا الاعتقاد الشائع حيث قالت بسورة هود :
"قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلى شيخا "
الشيخوخة سبب من أسباب عمل الفتيات فى مجتمع مدين ؟
بينت المرأتين لموسى (ص) أنهما تعملان بالرعى ومنه سقى الحيوانات فى المجتمع المدينى بسبب أن والداهما شيخ كبير والمراد رجل عجوز ومن ثم فعمل المرأة بالوظائف يكون بسبب إضطرارى فى بعض المجتمعات الكافرة وفى هذا قال تعالى بسورة القصص :
" قالتا لا نسقى حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير "
هل يجوز عدم عقاب المجرم بسبب شيخوخة الوالدين ؟
عرض اخوة يوسف(ص) عليه ألا يعاقب أخيهم ويعاقب أحدهم بدلا منه وبينوا لهم السبب وهو أن والده شيخ كبير أى رجل عجوز سوف يحزن أو يمرض بسبب فراقه وقد رفض يوسف(ص) المقولة لكونها خارج إطار الشرع حيث يعاقب برىء بدلا من مجرم وفى هذا قال تعالى بسورة يوسف :
"قالوا يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه "
عمل الشيوخ بالوظائف :
لا يجوز أن يعمل الشيوخ بالوظائف المتعبة لهم فى شيخوختهم فهم يكونون كالأطفال فى البيوت بلا عمل
هل هناك سن محددة لإنهاء عمل الشيوخ ؟
لم يحدد الله سن معينة لكى يترك الرجل عمله لأن الشيخوخة بدايتها تختلف من إنسان لأخر ولكن كل من ظهرت عليه أعراض الأمراض كوهن العظام يعطى عمل مخفف فإن زادت الأعراض وجب قعوده فى البيت للراحة
الشيوخ والمناصب العامة :
لا يجوز للشيوخ تولى المناصب العامة فمن شروطها الصحة الجسمية كما قال تعالى فى تولية طالوت ملكا بسورة البقرة :
"وزاده بصطة فى العلم والجسم "
فالشيوخ لا ينطبق عليهم زيادة العلم والجسم حيث أن الاثنين يتدهوران كلما تقدم العمر
الحكمة و بالشيوخ :
هناك مقولات شائعة تربط بين الشيوخ أى كبر السن لدرجة كبيرة وبين الحكمة فتعتبر كل الشيوخ حكماء بسبب تجاربهم فى الحياة وهو كلام يخالف الشرع فالحكمة موجودة حيث كتاب الله وأما الشيوخ فعلمهم يتدهور ومن ثم حكمتهم تتضاءل حتى أن من يبلغ منهم مرحلة أرذل العمر ينسى كل ما كان يعرفه وفى هذا قال تعالى بسورة الحج :
" وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا"
معنى قعود الشيوخ فى البيوت :
قعود الشيوخ فى البيوت يعنى فقط توقفهم عن العمل الوظيفى الذى يتعبهم بسبب ما يحتاجه من مجهود بدنى أو عقلى لا يقدرون عليه وأما خروجهم للصلاة أو لزيارة الأقارب أو لحضور بعض الأمور كجنازات الأصحاب والأقارب وأفراحهم وما شاكل هذا فكل هذا مباح ما دام لا يتعبهم فالغرض من توقفهم عن العمل الوظيفى هو ألا يصابوا بالحرج وهو الأذى وفى هذا قال تعالى بسورة الحج :
" وما جعل عليكم فى الدين من حرج "
هل يمنع ابن الشيخ أو الشيخة من الجهاد؟
ما دام لا يوجد للشيخ أو الشيخة من يرعاهما كالولد فلا يحق له الذهاب للجهاد ويكتب له عند الله أنه مجاهد ما دامت عنده نية الجهاد ولكن فى حالة قلة المجاهدين وحاجة الجيش المسلم لأمثاله دفاعا عن وجود المسلمين فساعتها يباح له الذهاب للجهاد لأن وجود دولة المسلمين وعدم ضياعها خير من موت الوالد أو الوالدة أو تعبهما
نفقة الشيوخ :
نفقة الشيوخ تجب على أولادهم كما قال تعالى بسورة البقرة:
"قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ"
الحجر على الشيوخ :
لا يوجد شىء اسمه الحجر على الشيوخ بمعنى منعهم من التصرف فى أموالهم ما داموا بعقولهم فالشيخوخة الجسمية لا توجب حجرا والحجر يكون فى مرحلة أرذل العمر حيث تتدهور القدرة العقلية لهم حتى تنتهى تماما وليس على المسلمين إيصال الأمر للقضاء لأن هؤلاء الشيوخ يجب معاملتهم كالأطفال بالحسنى
رضا البطاوى

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر